السبت، 26 أبريل 2014

المُرشح والبرنامج الانتخابي !!!


المُرشح والبرنامج الانتخابي !!!
حسين حسن نرمو
المعروف عن النظام الانتخابي في العراق بعد التجربة الديمقراطية وخلال الدورة البرلمانية الأولى ، كان بالقائمة المغلقة ، والذي يحق للناخب التصويت للقائمة فقط ، حيث الكُتل والأحزاب تتحكم وتعطي الأولوية لِمَن تُريد الفوز بالتسلسلات الأولى ... بعد المُطالبة الشعبية وبمباركة المرجعيات الدينية ، تم تعديل النظام الانتخابي في قانون الانتخابات لعام 2010 للعمل ضمن القائمة نصف مفتوحة ، مما أعطى للناخب بالتصويت للمرشح مع القائمة التي ينوي التأييد لها ، لذا رأينا بأن المواطنين كانوا أصحاب القرار بالذين يُمثلونهم ، لكن المُرشحين وبعدها  البرلمانيين ضمن القوائم ، أصبحوا تابعين أو خاضعين للكُتل ، وبالتالي هُم ليسوا أصحاب القرار ، وحينما يحاولون الخروج عن نطاق أحزابهم ينالون الويل وربما التهديد والوعيد ...
فيما يخص البرنامج الانتخابي ، ومنذ البداية وبعد تسجيل الكيان لدى المفوضية ، يعد الحزب أو تعد القائمة برنامجها الانتخابي المؤلف من مجموعة من النقاط ، والتي ترى القائمة بأنها ستتمكن من كسب المزيد من الأصوات للناخبين للفوز بالمقاعد البرلمانية ، وربما المناصب التنفيذية وحسب الحجم والنفوذ بما يقابل التمثيل في البرلمان ، وبالتالي الدفاع ومحاولة تطبيق برنامجها خلال الدورة البرلمانية قدر الإمكان ... لذا في اعتقادي بأن المرشحين داخل القائمة وخلال الدعاية الانتخابية عليهم الالتزام بِما وُرِد في البرنامج الانتخابي لقائمته أو حزبه ... لكن الذي نرى وخاصة في الدعاية الانتخابية للدورة البرلمانية الثالثة ، ومُرشحي القوائم يتحدثون بلغة الأنا وسوف ( يُطَبق ، يُعَين ، يُنفِذ و ... و ... ) متناسين بأن ما يقولون ليس من اختصاصهم ، لا بل تتعذر حتى قائمته مجتمعة ً من تنفيذ أو تمرير مثلما يتحدثون في البرامج وخططهم المستقبلية إن فازوا في الانتخابات ، وللأسف طبعا ً رأينا في الدعاية الانتخابية مُرشحين وهُم على مستوى من الاختصاص من القُضاة والحقوقيين وربما الآخرين من ذوي الخبرة وهم بالطبع أدرى من غيرهم بما سيجري داخل أروقة البرلمان ، نعم قالوا البعض بأنهم ( سَيُطَبقون ) المادة 140 على سبيل المثال لا الحصر ، متناسين بأن تطبيق مثل هذه المادة ، وربما مواد أو حتى قوانين أخرى مهمة مثل النفط والغاز وقانون الأحزاب ومجلس الاتحاد المركونة على الرفوف في مجلس النواب العراقي ، تعجز الكُتل وهيئة الرئاسة البرلمانية حتى من الادراج على جدول الأعمال للقراءة الأولى ، وأعتقد بأن مثل هذه القوانين والمواد مرهون بإعلان صيغة العلاقة بين الإقليم والمركز العراقيين بعد الفيدرالية المهزوزة ، وكأن تكون العلاقة في المستقبل القريب إنشا لله أما على أساس الكونفدرالية أو حتى الاستقلال التام ...
هنا لا بُد َ وأن نشير ونُذكر الأعزاء المرشحين وبالتأكيد هُم على علم ٍ بذلك ، بأن وظيفة البرلمان والبرلماني تتكون من شقين أساسيين وهي ... أولا ً : وظيفة تشريعية وهي إعداد مقترحات قوانين وتشريعها ، وكذلك تشريع مشاريع القوانين المُحالة من الحكومة ورئاسة الجمهورية وبمصادقة مجلس شورى الدولة ، وهذا هو الجزء المُهم ، حيث العراق في مثل هذه المرحلة بعد سقوط النظام بحاجة إلى تشريعات مهمة وجديدة تنسجم مع الواقع الحالي والمستقبلي المتجه نحو الديمقراطية ( كما يجب أن تكون ) ، وكذلك إلغاء الكثير من القرارات المُجحفة من مجلس قيادة الثورة المنحل ، وأيضا ً قرارات ( بريمر ) السارية المفعول لِحَد الآن ولا تنسجم مع العراق الجديد . ثانيا ً : الوظيفة الثانية للبرلمان والبرلماني وهي الجانب الرقابي ، والتي هي متابعة عمل وأداء الحكومة من كافة النواحي والتي تتعلق بملفات الفساد وتنفيذ القوانين النافذة والمشاريع الخدمية وفق قانون الموازنة السنوية وضرورة إرسال الحسابات الختامية لِكُل ِ سنة إلى البرلمان قبل إقرار الموازنة اللاحقة ... يؤسفنا القول بأن الوظيفة الثانية ضعيفة العمل بها وربما في مواقع كثير مثل متابعة ما يحصل في الأجهزة الأمنية والجيش مشلولة من الناحية العملية ، حيث لا يتمكن البرلماني وأحيانا حتى اللجان البرلمانية القيام بالدور الرقابي المطلوب ، إلا إذا كان مدعوم من كتلة ً سياسية كبيرة ، وهذا في تصوري بِحَد ذاته مجازفة لا يقوم بها أيٌ مَن كان ، مِن كُثر التهديد والوعيد من الكثير من الدوائر المسؤولة والمُتنفذة والتي قد تؤدي إلى التصفيات الجسدية ...
لذا نُهيب بالسادة والأخوة المُرشحين أن تكون برامجهم ضمن الحد المعقول وضمن برامج قوائمهم ، لأن لا يُمكن البرلماني أن يقوم بتنفيذ مشاريع كتبليط الشوارع وبناء الجامعات والمستشفيات و ... و ... حيث هذه كلها من ضمن الخطط والمشاريع الاستثمارية الاستراتيجية ويتم تنفيذها من قبل المحافظات ومجالسها المنتخبة أيضا ً ( البرلمانات المُصغرة ) ، وهُم أولى بمثل هذه المسؤوليات ولا يجوز القفز عليهم ... لكن ما يُمكن عمله البرلمانيين إضافة إلى وظيفتيه ، هو المساعدة لِمَن يحتاج إليهم والقيام بواجبهم كُلها ستكون عن طريق العلاقات الخاصة مع الجهات التنفيذية في الحكومة من الوزارات والدوائر الأخرى غير المرتبطة بوزارة ، سواءا ً كان مجال التعين أو مجالات أخرى ، وهذا ما يفسّره الآخرين بالمحسوبية والمنسوبية أيضا ً ...
25 / 4 / 2014
 

الأربعاء، 23 أبريل 2014

أين الأيزيديون من رؤساء القوائم الكوردستانية ؟؟؟


أين الأيزيديون من رؤساء القوائم الكوردستانية ؟؟؟
حسين حسن نرمو
لا شك بأن للمكون الأيزيدي ، كان له دورا ً رائدا ً ومهما ً في تحديد واستقرار مسار العملية السياسية في العراق ، كُلنا نتذكر ذلك الدور في الاستفتاء على الدستور الدائم عام 2005 ، حينما شارك الأيزيديون بشكل فعال جدا ً في محافظة نينوى وساهموا في عدم إسقاط الدستور وتراجع العملية السياسية إلى نقطة البداية ... في الوقت نفسه كان مشاركتهم أيضا ً فعالة في أول انتخابات للبرلمان العراقي وكانت القائمة مغلقة ولم تتمكن القائمة الكوردستانية من الفوز بمقاعد كثيرة في محافظة نينوى حينذاك ، لم يحالف الحظ لأي مرشح أيزيدي من الصعود إلى البرلمان إلا بعد انسحاب أحد القادة الكوردستانيين من القائمة وبعد فترة على بدء الدورة البرلمانية الأولى ، رغم أن غالبية أصوات التحالف الكوردستاني آنذاك من المكون الأيزيدي ... وجاءت انتخابات الدورة الثانية عام 2010 بالقوائم شبه المفتوحة لإعطاء الحق للناخب باختيار المرشح مع القائمة ، هكذا بانت تأثير الأصوات على أرض الواقع ، ليتمكن الأيزيديون من الفوز ب ( ست ) مقاعد برلمانية ضمن قائمة التحالف الكوردستاني من مجموع ثمان ِ مقاعد في محافظة نينوى ، عدا مقعد الكوتا اليتيم والمعروف والمخصص للأيزيدية ...
إذن ! لو ننظر إلى نسبة الأصوات وفق ذلك الفوز الساحق عدا نسبة الأصوات التي ذهبت إلى مقعد الكوتا ، بأن أكثر من 75 % من مجموع الأصوات ، صَوَتت لصالح قائمة التحالف الكوردستاني وهي نفس النسبة ربما أكثر ، ساهمت في دعم قائمة التحالف للانتخابات السابقة سواءا ً للبرلمان العراقي أو حتى لمجلس محافظة نينوى ...
هنا يتبادر إلى الأذهان ، ربما أكثر منن سؤال واستفسار ... أما كان الأولى بالقوائم الكوردستانية أن يختاروا الأيزيديين ليكونوا رؤساء لقوائمهم وفق النسب المعروفة والواقعية التي ذكرناه ، ولولائهم المُطلق للكوردايه تي بدفاعهم المستميت واندفاعهم اللا محدود في المشاركة المستمرة للانتخابات العراقية والكوردستانية  من أجل الفوز دائما ً لصالح انتمائهم القومي ، هذا من جهة ، ومن الجهة الثانية ... أما كان الأولى لكوادر ومسؤولي الأيزيدية على مستوى التنظيمات الحزبية بشقيها ، الدفاع لدى القادة الكوردستانيين المناطقيين أو حتى إيصال صوتهم إلى المراجع العليا المسؤولة بفرض أحد المرشحين ، ليكون رئيسا ً للقائمة ، كجزء من الاستحقاق لا أكثر ، وكذلك تقديرا ً لمواقف المكون الأيزيدي وكما أسلفنا ، ويجب أن لا ننسى دور المُرشحين كافة وخاصة الذين يرون أنفسهم قريبين جدا ً من مصادر القرار في القيادة الكوردستانية كان دون المستوى المطلوب في هذا المجال ، حيث كان المفروض عليهم الدفاع عن مثل هذا الحق ، لأن البعض منهم يقولون ويتشدقون أمام الناخب الأيزيدي بأنهم مرشحين محسوبين على القيادة الفلانية لهذا الحزب أو ذاك ، أو حتى مرشحين عن القائد نفسه ، لكن للأسف لم يفلحوا من فرض أنفسهم ليترأسوا القوائم ، ربما لقناعتهم البقاء ضمن الخط الثاني أو الثالث في العمل والتقييم ....
حتى نكون منصفين في تقييم الآخرين من الكوردستانيين ( كحزب ) ، لا بُد أن نشير إلى أن قائمة التحالف المدني الديمقراطي ( الحزب الشيوعي الكوردستاني ) ، قد اختارت أحد مرشحيها من المكون الأيزيدي ، ليكون على رأس القائمة ، رغم أنهم لحد الآن لم يُحالفهم الحظ في الفوز بمقعد برلماني خلال الدورات الانتخابات  السابقة ، نتمنى لهم الفوز في الانتخابات حسب الاستحقاق ، ومن الجدير بالذكر بأن في قيادة الحزب الشيوعي الكوردستاني عضوين أيزيديين أحدهما امرأة في اللجنة المركزية فازوا في آخر مؤتمراته ...
20 / 4 / 2014

رِجال الدين ومَركَب السياسة !!!


رِجال الدين ومَركَب السياسة !!!
حسين حسن نرمو 
الذي يقرأ تاريخ الدولة العراقية بعد تأسيسها وبمراحلها الثلاث ( الملكية الدستورية إلى عام 1958 ، الدكتاتوريات المتعاقبة إلى عام 2003 ، والديمقراطية المستوردة والتوافقية لحد الآن ) ، يرى بأن دور رجال الدين في السياسة وفي المرحلة الأولى كان نوعا ً ما ضعيفا ً ، وفي حالة وجوده كان دورا ً وطنيا ً مبنيا ً على التسامح والتعايش الأخوي بين كافة مكونات الشعب العراقي بعربه ِ وكورده وباقي القوميات والأديان وحتى المذاهب ، حيث كان هنالك نوع من التحالف والتعاون المشترك في سبيل الدفاع عن العراق كوطن للجميع ، لا أحد ينكر دور الشيخ محمود الحفيد في الدفاع عن العراق وشعبها أبان ثورة العشرين في جنوب العراق ومشاركته ِ جنبا ً إلى جنب مع إخوانه العرب ، كذلك دور جعفر أبو التمن ، حينما جَمَع شباب ُ من الشيعة والسنّة على طرفي إحدى الشوارع البغدادية ، ليرشوا إخوانهم المسيحيين الذاهبين إلى إحدى الكنائس في قلب العاصمة بمناسبة العيد بالورود والعطور ، دلالة ً على التسامح والتعايش الديني ، بالتأكيد هنالك نماذج أخرى للاقتداء بالولاء للوطن آنذاك من قبل الشيوخ والسادة ومن مختلف الأطياف .
لكن في المرحلة الثانية وكما هو معروف خلال سنوات الحُكم الدكتاتوري وعلى مدى أكثر من أربعة قرون ونيف من الزمن ، ونتيجة لسياسة القائمين على الحُكم والانفراد في السُلطة ، كان هنالك ضغط ُ منقطع النظير على رجال الدين في العراق وربما الذين يتدخلون في أمور السُلطات ، حتى وصل الحد في عهد النظام البائد إلى الكثير من حملات الاعتقالات والاعدامات في صفوف رجال الدين ومن عوائل معروفة منها آل الحكيم وآل الصدر و ... و ... ويجب أن لا ننسى بأن كان هنالك تدخل سُلطوي في مراسيم وما يُقال في خُطب الجمعة في الجوامع ، لتكون مقتصرا ً أحيانا ً ومُحددا ً على التمجيد بالسُلطة والقائد الضرورة .
المرحلة الثالثة والأهم ، وهي بعد سقوط النظام ، مرحلة الديمقراطية ودور رجال الدين الذين أعطوا لأنفسهم الحق في الركوب لمَركَب السياسة العراقية بعد الاحتلال الأمريكي ، حيث برز الكثير من رجال الدين السياسيين ومن كافة المكونات العراقية بأديانها وطوائفها ليصبحوا أطرافا ً في هذا التنظيم أو ذاك وإن لم ينتموا إلى الأحزاب السياسية ، دخلوا البعض الكثير منهم في المجالس المُعينة والمنتخبة ابتداءا ً من مجلس الحُكم الانتقالي  وانتهاءا ً بالدورة البرلمانية الحالية ، وهنالك محاولات فعالة لحد الآن للمشاركة والفوز في الدورة الانتخابية الثالثة للبرلمان العراقي ... ربما يكون من حق الكثير من الشيوخ ذوي العمامة البيضاء والسادة ذوي العمامة السوداء الدخول في معترك السياسة إذا كانوا يخدمون الوطن بعيدا ً عن الطائفية والتفرقة بين هذا المُكون أو ذاك ، لكن الغريب في الأمر هو دور رجال الدين غير المُشتركين في العملية السياسية ومِن على منابرهم يتدخلون في السياسة ، حيث كلنا نعلم منذ بداية السُقوط ولحد الآن ، كيفية تَدَخل رجال الدين من خارج الوطن وتأييدهم لسياسة حُلفاءهم ومؤيديهم مِن رِجال الحُكم في العراق ودعمهم مِن على المنابر ، لا بل زياراتهم المُستمرة إلى العراق لإظهار تضامنهم مع صوت اخوانهم  في المذهب في التخطيط  لِمُستقبل العراق غير المرئي والواضح لِحَد الآن نتيجة مثل هذه التدخلات ... هذا من جانب ، أما الجانب الآخر هو دور رجال الدين العراقيين ومن على المنابر ، وتدخلهم المستمر في الأمور السياسية وحتى التشريعية وربما القضائية ، وفي تصور مُعظم العراقيين بأن مثل هذه التدخلات ليست من صُلب عمل رجال الدين ، حيث ُ الأولى بهم التأكيد على روح التعايش والتسامح بين العراقيين وعدم استهداف الأنسان بسبب الهوية القومية والمذهب أو حتى الأسماء للمواطنين المحسوبين على هذا المذهب أو ذاك ، وضرورة الاهتمام بالأمور الدينية أكثر من الدنيوية ، لأن لِكُل منها رجالها ، كذلك يجب عليهم عدم دعم هذا الكيان أو التنظيم او الحزب أو حتى المرشح على حساب الآخرين ، لأن للأسف وصل الحد بالتدخل أن يتم استغلال أسماء الرموز الدينية الأموات وحتى الأحياء ولكافة المكونات ، وربما هنالك تنسيق مشترك بين رجال الدين والكيانات أو المرشحين للانتخابات الحالية للبرلمان العراقي للحصول على مزيد من الأصوات .
هنا بالتأكيد ، ولا بد أن نقول بأن الحالة موجودة وغير مقتصرة على جهة  أو مذهب أو طائفة معينة وإنما منتشرة بين كافة المذاهب والأطياف وحتى المكونات الصغيرة ومنهم المُكون الأيزيدي ، حيث ُ تَم ويتم استغلال رجال الدين وفق أسس معينة في دعم هذا المُرشح أو ذاك للانتخابات ، هذا ربما تكون على حساب مُرشحين آخرين وحسب درجة النفوذ الديني والاجتماعي وربما المادي أيضا ً أي محاولة إعطاء الأموال لرجال الدين مقابل الدعم . نأمل دائما ً ونؤكد أيضا ً أن يكونوا أعزاءنا رجال الدين ومن كافة أبناء مكونات الشعب العراقي المسلمين والمسيحيين والأيزيديين والصابئة المندائيين بعيدين كُل البُعد عن السياسة ، لأن للسياسة رجالها في العراق وما شالله كثيرين جدا ً ، ليبقى عمل رجال الدين مقتصرا ً على التأكيد على روح التعايش والتسامح الديني والأخوي لأبناء المكونات العراقية .
22 / 4 / 2014
    

الخميس، 17 أبريل 2014

قُباد طالباني يزور الآخرين بدلا ً من عوائل الشهداء !!!


قُباد طالباني يزور الآخرين بدلا ً من عوائل الشهداء !!!
حسين حسن نرمو
حينما نقول الآخرين ، لا نقصد بالتأكيد التقليل من شأنهم أيا ً كان ، سواءا ً كان سمو الأمير أو فضيلة البابا شيخ و ... و ... لكن في تصوري وهذا ما نلتمس فعلا ً من كلام القادة الكردستانيين ، بدءا ً من أعلى المستويات وانتهاءا ً بالمسؤولين المناطقيين ، بأن الشهداء هم أولى بالمعروف لزيارة عوائلهم بين الحين والآخر وخاصة أيام المناسبات كي يشعروا  عوائلهم بأن الشهداء ( أولياء أمورهم أو أبناءهم ) أحياءا ً من الناحية المعنوية ، وهنا أقصد الشهيد أيا ً مَن كان ومِن أي مكون أو دين أو حتى مذهب ، فالمهم هو إنسان لأنه ضحى بأعز ما يملك في سبيل القضية التي كان يؤمن بها ...
كوردستانيا ً ... كلنا نعلم بأن في المؤتمرات الحزبية وربما الحكومية أيضا ً والندوات والاجتماعات ، خير ُ ما يبتدأ به المناسبة هو الوقوف دقيقة واحدة على أرواح الشهداء والضحايا ... مثلما هو واضح من عنوان المقال ، نريد الحديث عن زيارة السيد قباد طالباني نجل فخامة رئيس الجهورية مام جلال والأمين العام للاتحاد الوطني الكوردستاني والذين قام بزيارة إلى لالش وقضاء الشيخان لهدفين ... الأول تقديم قرابين لتوزيعها على الفقراء بمناسبة تحسن صحة والده ... والهدف الثاني هو بمناسبة عيد رأس السنة الأيزيدية أستغله لزيارة سمو الأمير وفضيلة الباباشيخ وآخرين في المنطقة برفقة وفد قيادي رفيع المستوى من قيادة الأتحاد الوطني والمسؤولين المحليين ...
هنا بالتأكيد ، لا نعاتب القيادي الشاب قباد ، لأن برنامج الزيارة ليس بيده ، مثلما حصل مع قياديين آخرين زاروا المنطقة ، منهم على سبيل المثال لا الحصر زيارة السيد ملا بختيار سكرتير المكتب السياسي والتي كانت على نفس شاكلة زيارة نجل الرئيس ، لكن اللوم سيكون بالتأكيد على عاتق الذين كانوا ضمن الوفد المرافق للسيد قباد طالباني من القياديين والمسؤولين الحزبيين المحليين من المركزين للاتحاد الوطني في نينوى ودهوك ، كان الأولى أن يكون ضمن البرنامج زيارة عوائل شهداء الاتحاد الوطني الكوردستاني في المنطقة وهم قليلين جدا ً وأقل من عدد أصابع اليد الواحدة وعلى ما أعتقد هُم ثمانية شهداء ، منهم الشهيد ( سالم طوبيان ) ، شهيد الانتفاضة الآذارية عام 1991 حيث كان آنذاك ضمن صفوف بيشمه ركه الاتحاد الفعليين بعد نزولهم ميدان المعارك مع فلول النظام البائد ... والشهيد الثاني هو ( حازم حيدر ) والذي كان ضمن أفراد حماية سيدة العراق الأولى هيروخان ، أستشهد في أشرس معركة في دوكان عام 1994 وهو من قرية بوزان المعروفة بأن لها شهداء ا ً آخرين من شهداء الاتحاد في نفس القرية ... والشهيد الآخر والمعروف لدى غالبية قادة الاتحاد الوطني القدماء وحتى الشباب الذين خدموا في المنطقة ، منهم السيد مام جلال الأمين العام للاتحاد وحتى سيدة العراق الأولى أيام النضال في سوريا وكذلك المشاركة الفعلية في الكثير من المعارك خلال حقبة السبعينات من القرن المنصرم ، الا وهو الشهيد ( حسن نرمو ) والذي كان يعمل ضمن مركز تنظيمات الموصل بعد سقوط النظام وعضوا ً فاعلا ً لمجلس محافظة نينوى بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء ، يكفي أن نقول بأنه كان شهيد الدفاع عن مبادئ الكوردايه تي حيث سموا البعض من الكتاب بأنه شهيد المادة 140 والذي أستشهد على أيدي الإرهاب أو ربما الأرهاب المضاد ، هذا ناهيك عن شهيد آخر ( حربي سليمان ) وكان عضو مجلس بلدي في ناحية القوش استشهد في الموصل على أيدي الإرهاب ، والشهيد ( علي نزام ) من قرية ختارة والذي وافاه الأجل وهو في الواجب الفعلي في مركز الموصل للاتحاد ...   
هنا نأمل من أعزاءنا المسؤولين في المنطقة ، أن يقوموا بواجبهم الرئيسي وهو الاهتمام بعوائل شهداءهم وأحياء مناسباتهم للتذكير افعالا ً لا أقوالا ً فقط ، والعوائل لا يريدون إلا زيارتهم والاهتمام بهم كجزء من الوفاء مقابل تضحيات فلذات أكبادهم الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل المبادئ والأهداف التي وصلت إليها إقليم كوردستان من الرقي والتقدم والازدهار .   
17 / 4 / 2014

المرشحين والقادة الكوردستانيين !!!



المرشحين والقادة الكوردستانيين !!!
حسين حسن نرمو
لو نتصفح تاريخ الثورات بشكل عام والكردية بشكل خاص ، نرى بأنه ملئ بالأحداث المثيرة والطريفة أيضا ً في سبيل الوصول إلى الأهداف المرجوة وإن كانت بأساليب ووسائل ديماغوغية ، لتبرّر في الأخير الغاية أو الغايات تلك الوسائل بشكل أو بآخر ... لا شك بأن كوردستانيا ً ، تم الاستعانة بأسماء القادة الثوريين لكسب المزيد من التأييد والدعم الشعبي سواءا ً بإرسال مبعوثين رسميين ومخولين أحيانا ً كثيرة من القيادة العليا ، وأحيانا ً أخرى من خلال المسؤولين المناطقيين أنفسهم وبأساليبهم المشروعة طبعا ً لاستغلال أسماء القادة للكسب والتأثير على رؤساء العشائر والآغوات من خلال رسائل قد تكون مفبركة أحيانا ً كثيرة  لدعم الثورة والحزب ، الذين يتذكرون وربما هنالك الكثير من المعاصرين لثورتي أيلول وكولان وكذلك ثورة الاتحاد الوطني الكوردستاني بعد تأسيسه عام 1975 ، نرى بأن عدا دور القادة أنفسهم في الزيارات الميدانية إلى المناطق الكوردستانية لكسب التأييد ، كان هنالك الكثير والكثير جدا ً من الوسطاء من المسؤولين وممثليهم ، مارسوا شتى الوسائل ، منها التحدث بإسم القادة وكأنهم كانوا على تواصل يومي مع القائد ( سه روك ) ، البعض من القادة الميدانيين كانوا يكتبون الرسائل بأقلامهم وتعابيرهم ويذيلون بتواقيع وبأقلام ملونة ربما تشبه تواقيع القادة الكبار ، معنونين الرسائل إلى الوجهاء ورؤساء العشائر وحتى رجال الدين لينقلون تحيات القائد أو الأمين العام أو سكرتير الحزب و ... و ...
حتى لا نطيل على السادة القراء لتوضيح ما يحصل الآن في الدعاية الحالية للدورة الانتخابية الثالثة للبرلمان العراقي وانتخابات مجالس المحافظات لإقليم كوردستان من قبل المرشحين بشكل عام ومنهم الأخوة الأعزاء من المكون الأيزيدي ، ومحاولاتهم بشتى الطرق لإيصال الصوت إلى الناخب العراقي بشكل عام والأيزيدي بشكل خاص ، هنالك مَن يدعي بأنه مرشح ُ لهذا القائد أو ذاك أو مُكلف منهم لترشيح أنفسهم ربما لأكثر من دورة وخلال جولاتهم الميدانية والمكوكية يُكلفون أنفسهم بنقل تحيات هذا المسؤول ( الكبير ) أو ذاك للتأثير على الناخب أو مَن يُمثلهم من المسؤولين الحزبيين المناطقيين لِكسب الأصوات على حساب زملائهم المرشحين الآخرين الذين لا حول لهم ولا قوة ، في حين لا توجد أي توجيه من قبل القيادة الكوردستانية بشكل عام وقادتهم لدعم هذا المرشح أو ذاك ، كون هنالك الكثير والكثير من المرشحين في القوائم المتعددة بعد تفكيك قائمة التحالف الكوردستاني وخاصة في المناطق المتنازعة عليها في كركوك ونينوى على سبيل المثال ، وربما يصل الحد إلى نوع من أنواع التحذير أو التهديد أو المساومة ( كما حصل في السابق ) مع الناس البسطاء المستفيدين بشكل أو بآخر من الجهات الحزبية والحكومية على ما يتقاضون ، هذا ناهيك عن أن البعض القليل من المرشحين المُكررين ، عرضوا إنجازاتهم المثيرة والكثيرة جدا ً للدعاية الانتخابية فاق التصور والمشكلة هو عدم وجود مثل هذه الإنجازات على أرض الواقع أصلا ً مثل جامعة شنكال ومشاريع الماء و ... و ... وهذا ما نأسف عليه .
أخيرا ً وليس آخرا ً نقول بأن الدعاية الانتخابية حق مشروع جدا ً على أساس الحقيقة والواقع وبأساليب معقولة ، وهنالك فرق بين الحالة التي عرضناها في المقدمة للثورات من أجل الوصول إلى الأهداف والمصالح العليا للشعب ، والحالة التي يمارسها البعض من إخواننا الأعزاء من المرشحين بأساليب ملتوية للوصول والصعود على أكتاف غيرهم وللمصالح الشخصية البحتة .
13 / 4 / 2014