الثلاثاء، 6 يونيو 2017


( داعش ـــ الخوارج ) ... و ... ( الكفرة الآخرون ) !!!
حسين حسن نرمو
داعش مختصر ل ( الدولة الإسلامية في العراق والشام ) ، حيث تم الإعلان عنها عام 2013 من قبل أبو بكر البغدادي ، ربّما لتوحيد دولة القاعدة في العراق وجبهة النصرة في سوريا ، هذين التنظيمين الإرهابيين ( القاعدة و جبهة النصرة ) ، سبقتا البغدادي في الإرهاب والعمليات الإرهابية الكبيرة المُخالفة للقيم والمبادئ الانسانية في العالم ، شملت عمليات التنظيمات الإرهابية الكثير من دول العالم ، حيث طالت عملياتها الولايات المتحدة الأمريكية ، والتي تعتبر نفسها على رأس قيادة العالم بدون منازع بعد انهيار الاتحاد السوفيتي أثر الثورة الكورباتشوفية ( البيروسترويكا ) ... نعم استمر البغدادي بعملية التوحيد مع القاعدة وجبهة النصرة ، رغم إعلان أيمن الظواهري ، خليفة أسامة بن لادن في تنظيم القاعدة إلغاء الاندماج ، كذلك رفضت جبهة النصرة ادعاءات أبو بكر البغدادي لقيادة داعش ، علما ً أن طموحات داعش ، وحسب البيانات الصادرة منهم تتجاوز حدود العراق وسوريا ، إنما تشمل الدول العربية والإسلامية وصولا ً إلى اسبانيا ، حيث سبقت وأن حَكَم َ الإسلام هناك بعد الفتوحات ؟
خلال فترة حُكم داعش ، أقدمت على ممارسة أبشع الأعمال الإجرامية والوحشية تحت ذريعة الشرعية الإسلامية من وجهة نظر القائمين على مقاليد الحُكم ، نعتقد بأن غالبية السلوكيات والتصرفات خلال الفترة القليلة الماضية ، والمحسوبة على ( دولة الخرافة الإسلامية ) ، بعيدة ٌ كُل البُعد عن مبادئ الأديان وحقوق الإنسان ... بدأوا بالمذابح والمجازر الطائفية ، منها مجزرة سبايكر المعروفة على سبيل المثال لا الحصر ، والتي راح ضحيتها 1700 من الشباب المتدربين والمحسوبين على الشيعة ... تلتها بقتل الطفولة واغتصابها ، مارست داعش قتل الاطفال لممارسة أبسط حقوقها حينما تتابع الألعاب الرياضية حيث تحريمها حسب الشرع ، هذا ناهيك عن تعليم وتدريب الاطفال على السلاح  ، والقتل ، واستخدامهم في الدروع البشرية ، وسحب الدماء منهم لجرحى التنظيم الإرهابي ، كذلك إرسالهم وأجسادهم مفخخة ، لتفجير أنفسهم بالناس الأبرياء ، وفق الفكر السلفي الداعشي ، ومنهم طبعا ً المخطوفين من أطفال الأيزيدية ... بالتأكيد مثل هذه الأعمال محرّمة ، لا بل تكفيرية وفق كُل المقاييس الانسانية ... يجب أن لا ننسى ، وتنسى العالم بأسره ، وخاصة العالم الإسلامي من ممارسة داعش في خطف النساء والإتجار بهّن ، ثم بيعهّن في أسواق النخاسة السيئة الصيت ، للخدمات الجنسية بالقوة وعدم الرضا من الطرف النسوي ، وتزويجهّن لأعضاء التنظيم كأداة للمتعة وتعذيب النساء أثناء الاغتصاب ، طبعا ً غالبيتهّن دون سّن الرشد ، للأسف بنات ونساء المكون الأيزيدي نموذجا ً وبامتياز ، هذا ما تُحرّم كُل الدساتير والقوانين لِبُلدان العالم ، ونعتقد منها البعض الكثير من البُلدان الإسلامية ...
اندهش العالم بأسره ، أثناء حرق الناس وهُم أحياء وبعد تصويرها ونشرها على صفحات التواصل الاجتماعي ولمرات عديدة ، هذا ما حصل أيضا ً من قبل داعش ، منها حرق الطيار الأردني ومواطنين عراقيين منهم امرأة مسيحية مُسِّنة لمُخالفتها الشرع الداعشي ... هذا بالإضافة إلى ذلك ، العمل بتجارة الأعضاء البشرية وأخذها من القتلى والأسرى والمخطوفين الأحياء أيضا ً ، بما فيهم الأطفال من الأقليات الدينية والقومية في العراق وسوريا ( الطفل الأيزيدي نموذجا ً ) ، يجب أن لا ننسى تدمير الآثار، المراقد النبوية ( النبي يونس نموذجا ً ) ، الكنائس ، مزارات الأيزيدية ، حُسينيات الشيعة وحتى الجوامع ... وفي مرات عديدة ، استخدم داعش السلاح الكيمياوي من الغازات السامة ( الكلور والخردل ) ، المُحرّمتين دوليا ً ، وقتل المثليين بعد الاتهام بالشذوذ الجنسي ، لا بل قذفهم من سطوح البنايات الشامخة ، وإن لم يموتوا تتم رجمهم بالحجارة حتى الموت ، متناسين هُم أي أعضاء تنظيم داعش يمارسون اللِواط مع المخطوفين والمخطوفات وفق شهادات موثقة ، مَن يدري ربمّا يمارسون مع بعضهم البعض أيضا ً ، هذه الأعمال الوحشية ، وأعمال أخرى ، تندى لها جبين الإنسانية في العالم ...   
أما ... الخوارج ، هُم الذين خرجوا على الإمام علي ( رض ) وهُم يعدون أنفسهم خارجين من أجل الدين ( ربّما من أجل الإصلاحات ) ، تواقين لإقامة دولة إسلامية تقوم على الدين وأحكامه ، نعم أستحوذ موضوع الإمامة على فكر الخوارج ، رأوا في صلاحها صلاحا ً للأمة وفي فسادها فسادا ً للأمة ، قالوا بأن الإمام يجوز أن يكون غير قريشيا ً ( ربّما نوع من الديمقراطية حينذاك ) ، شروطهم في الحاكم الذي يحكم هو العدل من وجهة نظرهم ... ربّما المتطرّفين منهم أجمعوا حينذاك على كفر الإمام علي ( رض ) ، هذا كان ظُلما ً في حقه ، كانوا ينكرون عثمانا ً وعليا ً بعد التحكم ويكفرون معاوية و عمرو بن العاص ، كانوا يعملون على المساواة بين العرب والموالي وحق كُل مسلم في الخلافة ... هذا ناهيك عن شهرتهم بقدرات عالية في القتال ، والزهد في المال ، وبالتقوى ، والصدق ، والشجاعة ، ووقوفهم لنصرة العدل ، ومقاومة الظُلم ، وحماية المستضعفين ( كُل هذه الصفات إيجابية ونخبوية ) ... فجروا ثورات ضد الأمويين ، انضموا إلى الموالي من الفرس والأمازيغ ، شروطهم في الزعامة الشجاعة ، والتقوى ، كانوا يرون أنفسهم المسلمين دون سواهم ...
أما ... الآخرين الكَفَرَة ــ هُم ، كُل مَن أنكَر دينا ً من الأديان ، يكون كافرا ً بذلك الدين ، معلوم ٌ بأن اليهود والنصارى ( أهل الكتاب ) لا يؤمنون بالإسلام دينا ً ، ولا بمُحمد ( ص ) رسولا ً ، ولا بالقرآن وحيا ً من عند الله ، لذا وفق مبادئ الفقه الإسلامي ( الشيعي والسني معا ً ) ، وهنا تكمن المشكلة ، وكما أكد على هذه المبادئ ، ولأكثر من مرة الشخصيات العلمانية ( أياد جمال الدين نموذجا ً ) ... لا أدري كيف يمكن تفسير ( من لا يؤمن بالإسلام دينا ً و ... و ...  ) ، في تصوري ، حينما يؤمن الأنسان أو حتى قوما ً بشئ ، وهذا الشئ أي كان ، دينا ً ، أو مذهبا ً،  أو عقيدة ً أو حزبا ً أو ...  . هذا يعني بأنه بات منتميا ً إلى ذلك الشئ ، أي أصبح َ منه وإليه ... هذا يعني ، حينما يؤمن اليهودي ، أو المسيحي ، أو الأيزيدي ، أو الصابئي  بالإسلام ، فيصبح منتميا ً للإسلام ، وبالتالي لا بُدّ من إشهار إسلامه ، وغير ذلك يصبح كافرا ً من وجهة نظر الفقه ...
إذا ً ــ بين داعش والخوارج ، ربمّا يستغرب القارئ الكريم ، ليقول لِمَا الخوارج في المقارنة مع داعش في هذا الحديث ، نقول للأسف طبعا ً يجمعون الكثير من العلماء المسلمين ، ورغم الأعمال الوحشية والإجرامية والتكفيرية  لداعش ، حيث تطرقنا إلى جزء ضئيل جدا ً منها في مقالنا هذا ، نعم يقولون العلماء ، بأن ليس بإمكانهم تسمية أعضاء هذا التنظيم ب ( الكُفار ) ، وإنما يمكن تسميتهم ب ( الخوارج ) ، هذا ما جاء على لسان الكثير من علماء الألفية الثالثة للميلاد وفي المؤتمرات الإسلامية ، وحتى في أحاديث الرؤساء والزعماء للدول العربية والإسلامية مؤخرا ً أيضا ً ، لا أدري ربمّا تم الربط بينهما على أساس المعاداة للشيعة ، الخوارج خرجوا على الإمام علي ( رض ) ، وداعش أيضا ً بدأوا في العراق بالمعاداة للشيعة ( مجزرة سبايكر ) نموذجا ً ، اضطهاد التركمان الشيعة في الموصل وضواحيها ولا سيما في تلعفر وحتى في شنكال أيضا ً ، تعامل معهم داعش بالقسوة أيضا ً باعتبارهم الروافض ، حيث أظهروا للعالم عدالتهم في ( القتل ) ... أما فيما يخص الآخرين من المكونات العراقية الأصيلة،  من الأيزيديين والمسيحيين ، والشبك ( الشيعة ) ، والكاكائيين ، هؤلاء لا مكان لهم في قاموسهم لا في التعامل الإيجابي ولا السلبي باعتبارهم ( كفارا ً ) ، إما إشهار إسلامهم ، أو القتل مع أخذ النساء ك ( سبايا ) للعمل في خدمتهم ، أو تزويجهّن لأعضاء تنظيمهم الوحوش ...
خلاصة القول ... كُل ما أشرنا إليه في مقالنا هذا ، كانت السلوكيات والتصرفات من أبشع تنظيم إرهابي واجهها العراق خلال السنوات القليلة الماضية ، حيث باتت نهاية دولتهم الخرافية على المحك ، بعد أن يتم قتلهم ، تصفيتهم  ، وطردهم من كافة مدن العراق ومن قبل أبطال الجيش العراق بكافة تشكيلاته ، والشرطة الاتحادية ،  ويجب أن لا ننسى دور قوات البيشمه ركه في الجبهات المحاذية لإقليم كوردستان والمناطق الأخرى خارج حدود الإقليم ، حينما اقتضت ضرورة المشاركة في محاربة داعش ... لكن ! الذي بدأ بملئ قلوب الأطفال ، والنساء والرجال ، ومئات الآلاف من العائلات العراقية ( المسيحية والأيزيدية والصابئة ) بالرعب ، حينما يلقي رئيس الوقف الشيعي ( وهم أي الشيعة أيضا ً كانوا من ضحايا داعش وكما أشرنا بالتفصيل ) محاضرة ً ، ويعيد إلى أذهان مئات الآلاف من المكونات الصغيرة في العراق نفس كلام داعش في التعامل معهم ، حينما يشير السيد علاء الموسوي إليهم بالموقف الشرعي منهم ، هو الإسلام ، أو دفع الجزية ، أو القتل ، هذا سيكون بمثابة  ، دق ناقوس الخطر لهذه المكونات بأن يحسبون ألف حساب ، ويفكرون بمغادرة العراق دون رجعة ً ، وبهذا ستخلو حدائق العراق من الورود الفياحة ، والتي كانت تشيد بها دائما ً قادة العراق ، منهم على سبيل المثال لا الحصر ، الباشا نوري سعيد ، حينما اقترح عليه أحد رؤساء لبنان ، ومن المسيحيين المارونيين ، بتبادل المواطنين بين الدولتين ، وما معناه المسيحيين من العراق مقابل الشيعة من لبنان ، كلام الرئيس اللبناني ، أثار حفيظة الباشا نوري سعيد ، وكان له تأثير على العلاقات بين الشخصين ، وربمّا بين الدولتين أيضا ً حينذاك ...
دهوك في
06 / 6 / 2017

ليست هناك تعليقات: