المناسبات وتعطيل الدوائر ... عراقيا ً
وكوردستانيا ً !!!
دهوك / حسين حسن نرمو
لا شك بأن لِكُل دولة ٍ أعيادها وعُطَلها
ومناسباتها الرسمية والوطنية وغير الرسمية ، تختلف هذه المناسبات من بلد ٍ إلى آخر
، وأحيانا من إقليم أو مقاطعة إلى أخرى ،
لا سيما في البلدان ذات النظام الفيدرالي ...
عراقيا ً : ـ يمكننا الحديث وبلا حرج ٍ عن
العُطل والمناسبات العامة والخاصة ، وما شاالله كثيرة وكثيرة جدا ً ، في حين هنالك
في الوقت الحاضر ، مشروع قانون خاص بالعُطل الرسمية في أروقة البرلمان العراقي
وتحديدا ً في لجنة الأوقاف والشؤون الدينية ، لا يزال هذا المشروع قيد النقاش
والنقاش الحاد أحيانا ً لإمكانية التوافق عليه ( عُذرا ً أكثرية القوانين في مجلس
النواب العراقي الحالي خاضع ٌ للتوافق من قبل الكُتل السياسية حتى لو كانت
القوانين تتعلق بالدين والمجتمع ) وللأسف ، لم يتم التوافق على قانون العُطل لحد
الآن ، بالتأكيد في دولة مثل العراق ، أرضا ً وشعوبا ً ، والتي مرّت بمراحل متعددة
وعسيرة جدا ً ، لا مُنذ تأسيسها فحسب وإنما حتى قبل ذلك باعتبارها بلاد
الميزوبوتاميا ، ونتيجة للتأثيرات الحضارية القديمة من أيام السومريين و... ونشوء الديانات السماوية وآخرها الديانة
الإسلامية الحنيفة ونقل الصراع إلى أرض
العراق ، حيث عانت شعوب المنطقة من امتداد مثل هذا التحول ولحد الآن ومنذ قرون
عديدة . بالتأكيد الكثير من هذه المناسبات ، تم تثبيتها تاريخيا ً ، نتيجة الأحداث
التي مرّت بها العراق سواءا ً كانت المناسبة دينية أو مذهبية أو وطنية أو حتى
ثورية ، لو نظرنا مثلا ً إلى المناسبات أو الزيارات المقدّسة لدى كافة الأديان
ومنها المذاهب الموجودة في العراق من المسلمين والمسيحيين والأيزيديين والصابئة
المندائيين ، أنها ولِكل الأديان مع جُل الاحترام والتقدير للعادات والتقاليد
القديمة جدا ً وربما الحديثة ، يتم أحياء البعض الكثير من هذه المناسبات والزيارات
والشعائر الدينية المقدّسة سنويا ً ، وفي فترات وتواريخ محددة ثابتة البعض منها ،
تشترك فيها الكثير والكثير من أبناءها ، تصل أحيانا ً إلى مشاركة الملايين من
الصغار والكبار من رجال الدين والموظفين والسياسيين والبرلمانيين و ... و ... لذا
بالتأكيد المشاركات بهذا الحجم في المناسبات ، ستؤثر سلبا ً على الكثير من الأمور ،
منها حركة المرور في الشوارع ، وربما أحيانا ً لأيام ، وعدم قدرة الآخرين الذين
ينوون الذهاب إلى دوائرهم ومؤسساتهم ، وبالتالي ستضطر الحكومة إلى تعطيل الدوائر
مثلما حصل ويحصل باستمرار مع البعض من الحكومات المحلية في المحافظات منها بغداد
العاصمة ، بتعطيل الدوائر فيها والتي تمر ضمن حدودها المشاركين ، وربما لأيام
معدودة على سير العملية الإدارية في المحافظات التابعة لحكومة المركز ...
كوردستانيا ً : ـ في إقليم كوردستان ، مثله
مثل عراق المركز له من العُطل والمناسبات الرسمية العامة منها العالمية أيضا ً ،
أعياد الميلاد على سبيل المثال لا الحصر ، وبالتأكيد كإقليم فيدرالي له الحق أيضا
ً من المناسبات والعُطل الرسمية وغير الرسمية تتعلق بالأحداث الخاصة به أرضا ً
وشعوبا ً وقوميات وأديان وربما المذاهب الموجودة فيه ، من هذه العُطل التي تم
إقراره من قبل البرلمان الكوردستاني وبمناسبة عيد رأس السنة الأيزيدية ليكون عطلة
رسمية على مستوى الإقليم مما كان السبب في شعورهم بالانتماء الأصيل ... لا شك فيه
بأن شهر آذار معروف لدى المجتمع الكوردستاني بأنه ملئ بالمناسبات المفرحة والمؤلمة
بدءا ً من البداية وربما لنهاية الشهر مرورا ً بالعيد الوطني نوروز ، في تصوري
وخلال تواجدنا وعملنا سابقا ً ضمن إحدى المؤسسات التعليمية العالية في كوردستان
بأن المناسبات في هذا الشهر كانت لها تأثير على سير العملية التربوية والتعليمية
وحتى الإنتاجية ، حيث في الكثير من الدول ذات المؤسسات وحينما تصادف مثل هذه
المناسبات والعطل يتم تعويضها بأيام الأسبوع المثبت كعُطل مثل السبت والأحد في
النظام الأوربي .
الغريب في الأمر والذي كان السبب وراء كتابة
هذا الموضوع هو ما حصل خلال أعياد الميلاد قبل رأس السنة الميلادية وقرار مجلس
الوزراء الكوردستاني وعلى لسان المتحدث باسمه وعلى شاشات التلفزة بجعل الأيام بعد
25 / 12 ولغاية 2 / 1 / 2013 عطلة رسمية لوزارتي التربية والتعليم ، في تصوري وهذا
ما لمسناه من خلال الكوادر على مستوى التربية والتعليم بأنهم غير راضين بالقرار ،
بالتأكيد لأنهم واثقين من تأثير القرار على سير العملية التربوية والتعليمية في
إقليم كوردستان ، نأمل بأن قبل صدور مثل هذه القرارات أن يتم الاستعانة بأصحاب
الشأن ودراسته جيدا ً قبل الإقرار ...
الأول من كانون الثاني / 2013