الأيزيديون والتبشير المسيحي !!!
حسين حسن نرمو
قبل الحديث عن التبشير المسيحي في إقليم
كوردستان العراق والذي كَثُر الحديث عنه مؤخرا ً ، أرتأينا أن نقول بأن هذه
الظاهرة وظاهرة الأسلمة بالأغراء والكثير من الطُرق الديماغوكية والدونكيشوتية
موجودة منذ القِدَم من قِبَل أتباع الديانات التي تسمح بمثل هذه الأساليب وغير
المقبولة من أتباع ديانات أخرى ، طبعا ً لِكسب أعدادا ً ضئيلة تُضاف إلى مئات
الملايين وربما المليارات من أتباعهم ، وبالتأكيد هؤلاء الذين يقومون بمثل هذه
الأعمال فخورون بفوزهم ، حينما يكسبون واحدا ً بترك دينه والانضمام إلى دين أو
ديانات الأكثرية ...
الذي يعيش في أوربا والغربية تحديدا ً وفي
ألمانيا أكثر تحديدا ً ، يشعر ويعرف ويرى بأم عينيه بأن الظاهرتين موجودتين ، منها
يتم بشكل سرّي نوعا ً ما وراء الكواليس وتحت قُبة الجوامع الكثيرة ( بدون مايكروفونات
كبيرة ) والتي تم بناءها في أوربا مستغلين الأجواء الديمقراطية ، ليتم تصدير البعض
من الذين يشهرون إسلامهم من الأوربيين ومن الجنسيات الأخرى الموجودين في أوربا ،
ليصبحوا متشدّدين فيما بعد ويشاركون حاليا ً في الكثير من الأعمال الإرهابية في
سوريا والعراق على سبيل المثال لا الحصر ... أما التبشير المسيحي في أوربا وألمانيا
مثالا ً ، مقتصرا ً على سياسة طرق الأبواب وبشكل علني وعلى شكل مجاميع أو فرق (
كروب ) في كافة المدن الألمانية وهؤلاء يجمعون المعلومات من خلال المنظمات التابعة
لهم والذين يقومون بمهمة التبشير بالتحرك على اللاجئين والذين فرّوا من بطش الأنظمة أو حتى الإرهاب
والذي بات سيدا ً للموقف في الكثير من بلداننا الشرق أوسطية ومنهم العراق بامتياز
، لذا نرى أحيانا ً كثيرة ، بأنهم أي ( المبشريين أو التبشيريين ) إن صح التعبير ،
يطرقون أبواب الكثير من اللاجئين من المكون الأيزيدي ، محاولين بشتى الطرق لتوزيع
كُراساتهم ومنشوراتهم الخاصة بالتبشير ، وللأسف نقول بأن غالبية هذه الحملات
التبشيرية في أوربا ، مقتصرة على أبناء المكونات أو الأقليات والطوائف من غير
المسلمين المقيمين في الدول الأوربية ، رُبما لا يتجرؤون أو يتجاهلون طَرق أبواب
المسلمين حتى المعتدلين منهم ، ناهيك عن المتدينين أو المتشّددين ...
أما التبشير المسيحي في إقليم كوردستان ،
بدايته كانت بعد الانتفاضة الآذارية عام 1991 والهجرة المليونية وبعد تأمين
الحماية الدولية لإقليم كوردستان حاليا ً ودخول الكثير من المنظمات وتحت مُسميات
عديدة لها ارتباطات وأجندات منها السياسية والمخابراتية وحتى الدينية ومنها
التبشيرية إلى إقليم كوردستان تحت ذريعة الدفاع عن حقوق الأنسان وذرائع أخرى ، للأسف
طبعا ً ، عَمِل َ بعض الأخوة من بني جلدتنا مع تلك المنظمات حينذاك للقيام ببعض
النشاطات ، كتوزيع المواد الغذائية أو أنشطة ترفيهية أخرى في مناطقنا دون أن
يعلموا بنوايا تلك المجاميع الذين كانوا يقومون بالتبشير كمهمة رئيسية ... أما ما
تحدث أو صرّح به مؤخرا ً المدير العام لشؤون الأيزيدية في حكومة إقليم كوردستان
السيد خيري بوزاني حول خطورة وجود أو إعادة العمل بالتبشير المسيحي في إقليم
كوردستان لا سيما بعد أحداث داعش الأخيرة في محافظة نينوى عامة ً وفي شنكال
وبعشيقة وبحزاني ذات الغالبية الأيزيدية وفي مناطق أخرى للمسيحيين والشبك
والكاكائيين والتركمان أيضا ً ، ونزوح مئات الآلاف من أبناء مكونات نينوى من
مناطقهم ، ليتم إسكانهم في مخيمات معروفة في العديد من المناطق في إقليم كوردستان
وخاصة ً في دهوك ، لذى نرى بأن مثل هذا العمل ( التبشير ) الذي يقوم به البعض
المحسوبين على المسيحيين ومن خلال منظمات وفي المخيمات الأيزيدية ، نعم هذا العمل
مشين ٌ حتى بالديانة المسيحية ، ولا بد من مكافحتها واستئصال جذورها من كافة الجهات ذات العلاقة ، أخصهم
بالذكر أتباع الديانة المسيحية أنفسهم في المنطقة وعلى رأسهم المطارنة والقساوسة
الكِرام في الكنائس المعروفة في إقليم كوردستان ، بعدم القبول بمثل هذه الأساليب
لأغراء أو إرغام أبناء الأقليات على الدخول في الديانة المسيحية ، ويجب أن ننسى
بأننا المكونات والأقليات الصغيرة في العراق عامة ً وفي الموصل خاصة ً ، مستهدفين
من التيارات الإسلامية المتشدّدة كداعش وغيرهم ، وهذا ما رأيناه مؤخرا ً بنزوح
كافة الأقليات في أطراف نينوى من مناطقهم هذا أولا ً ... أما ثانيا ً : ــ لا بد
من أتخاذ إجراءات رادعة من الجهات ذات العلاقة في حكومة إقليم كوردستان ، بعدم فسح
المجال أمام هذه المنظمات أو التيارات التي تقوم بمهمة التبشير وفي المخيمات ذات
الغالبية الأيزيدية ، مستغلين الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها أبناء المكون
الأيزيدي وخاصة أهالي شنكال ، وهذا بالتأكيد عَمَل ٌ مناف ٍ لحقوق الأنسان وحرية الأديان ...
ألمانيا في
27 / 5 / 2015