حسين حسن نرمو
في بداية التسعينات وتحديداً في الفترة المتزامنة مع المحاولات الجدّية للشريحة المثقفة للأيزيديين لتأسيس مركز لالش الثقافي مع القيادات الكوردية ، اقترح صديق عزيز ، عملنا معاً ضمن طاقم الهيئة التدريسية للتعليم العالي في دهوك ، لكن شاء له أن يصبح من القياديين في الحركة الديمقراطية الآشورية ومسؤولاً لتنظيمات بهدينان للحركة آنذاك ، نعم اقترح ليقول ( بأن الظروف وفي تلك المرحلة طبعاً مهيئة جداً بأن يكون للأيزيديين أيضاً كيان سياسي ) حيث أبدى استعداده وعلى لسان الحركة للدعم المادي والمعنوي له إن وجد ، بعد أن طرح الموضوع على بعض إخوتنا المثقفين ، والذين كانوا لهم ايضاً علاقات مع تلك الشخصية المعروفة على مستوى الحركة الديمقراطية الآشورية ، لكن آمال اخوتنا المخضرمين كانت معقودةً على الأحزاب الكوردستانية ومن خلال الشعارات التي كانت تطلق على لسان القادة التاريخيين للتأكيد على أصالة ( الكورد الأيزيديين ) ، وكانوا قد تسنموا وظائف مهمة بالنسبة لهم آنذاك سواءاً كانت على المستوى الحزبي أو في مؤسسات الأقليم ، حيث كان من البديهي جداً أن لا يقدموا على عمل يضر بمصالحهم الشخصية ، لأن البعض منهم اعترضوا أصلاً على فكرة تأسيس مركز لالش الثقافي والإجتماعي فكيف ننتظر منهم الشجاعة على الإقدام لتشكيل كيان سياسي حينذاك ....ويجب أن لا ننسى بأن خلال الأربع سنوات الماضية بعد الألفية الثالثة وقبل الرأي الذي طُرح من قبل الأخ غانم سمو حول تنظيم سياسي أيزيدي ضرورة تاريخية ملحة ، كانت هنالك آراء مطروحة سواءاً كانت شفهياً في بعض المحافل العامة أو تحريرياً ، منها طَرح الأخ سفو قوال سليمان في الكونفرانس الذي أقيم في مدينة أولدنبورغ الألمانية حول مستقبل الأيزيدية وبعد انعقاد مؤتمر المعارضة العراقية المعروف في لندن ، نعم طَرَح وبجرأة فكرة تنظيم سياسي للأيزيدية ، وكذلك الرأي الآخر الذي طرح وربما لأكثر من مرة من قبل الأخ علي سيدو رئيس رابطة المثقفين الأيزيديين، وبعيداً عن الآراء والأفكار المطروحة أو المحفوظة على الرفوف لدى الكثير منا ، أقدموا مجموعة من الأيزيديين بصمت وبجرأة لم يسبق لها مثيل على إعلان الحركة الأيزيدية من أجل الإصلاح والتقدم وكانت لها حضور في المعركة الإنتخابية الأخيرة في العراق ، لكن للأسف لم يحصلوا على النتائج المرجوة منها لأسباب قد نعلمه جميعاً ...إذن هنالك آراء وأفكار طُرحت وتطرح الآن بإلحاح أكثر من أي وقت حول الكيان السياسي للأيزيدية ، وها نحن متناسين بأننا نواجه الكثير من المعضلات والأزمات داخل المجتمع الأيزيدي والتي تعكر صفو ما نرتأيه ولا بد من الإشارة إليهم ..أولاً : أزمة القيادة التقليدية للأيزيدية وكما أسلفنا التطرق إليها في موضوع خاص بذلك والمتمثلة بسمو الأمير ورئيس المجلس الروحاني وكبير القوالين ورؤساء العشائر والوجوه الإجتماعية المعروفة ، هذه القيادة الغير مستقلة في الظرف الحالي بين مَن هو مؤيد لهذا الحزب أو ذاك سواءاً كان على مستوى الأحزاب الكوردية أو العراقية أيضاً ، ويجب عدم الإستهانة بهم وبمؤيديهم ، وبالتأكيد لا ننتظر منهم التضحية بمصالحهم الشخصية الآنية ليباركوا تشكيل كيان سياسي خاص بالأيزيدية ...ثانياً : أزمة ضعف الإيمان بالقضية وعدم استعداد الغالبية مِنا للتفاني والتضحية لخدمة المصلحة الأيزيدية الأسمى ..ثالثاً : فقدان الثقة ، وعدم قبول الآخر فيما بين الأيزيديين بشكل عام وللأسف هذه الأزمة موجودة أيضاً بين أفراد الشريحة المثقفة ، حيث كان وربما لا يزال توجد هذه الظاهرة بين المراكز والجمعيات الثقافية والإجتماعية للأيزيدية في الداخل وفي المهجر ، وهذا بالتأكيد عرقل ويعرقل وسيعرقل أي جهد جماعي لخدمة القضية الأيزيدية ... والذي تابع تأسيس جمعية الهويرية للمساعدة ، حيث في البداية كانت عبارة عن صندوق خيري ولكي يأخذ طابعها الرسمي لدى المحاكم الألمانية آنذاك تم تسميتها بالجمعية ، وبالفعل حصلنا على إجازة رسمية ورقم حساب مصرفي أيضاً وكانت بداية مشجعة وكان من الممكن خلالها عمل الكثير لمساعدة بني جلدتنا ، لكن للأسف وبسبب الذي ذكرناه في الفقرة أعلاه وربما لأسباب أخرى فشلنا في إدارتها وديمومتها ... قد يقول البعض وخاصة الذين تشجعوا على طرح الآراء والأفكار الخاصة بالموضوع من خلال قراءتهم لهذه السطور بأن من المستحيل تحقيق ما يرغبون ... لكن يجب أن نؤمن بأن لا يوجد شئ إسمه المستحيل أمام الإرادة والعزيمة وخاصة في حالة التكاتف حتى ولو تكون بصورة بطيئة ...إذن وكما تعلمون أيها الأخوة الذين تطرحون الآراء بشأن كيان سياسي أيزيدي ، بأن لدينا تنظيم سياسي تحت إسم الحركة الأيزيدية من أجل الإصلاح والتقدم ، ولها حضور في الأوساط الرسمية وبين الأيزيديين أيضاً وهذا ما لا نشك فيه ...لذلك حينما نطالب وبإلحاح تشكيل كيان سياسي آخر ألا ترون بأن الأمر سيزداد سوءاً وسيكون هناك تشتت للأيزيديين بين هذا التنظيم أو ذاك ، ومَن يدري ربما في السنوات القادمة نرى تنظيمات سياسية متعددة لنا كما حصل للأخوة التركمان والكلدوآشوريين ... لذا نرى وكما قلنا سابقاً وإذا كان الذين يطرحون الآراء والأفكار ويرونها بالضرورة التاريخية الملحة ، فلا بد من التشجيع للحركة وفتح الحوار مع الإخوان فيها ثم إعداد برنامج ينسجم مع التطلعات الكوردية والعراقية ضمن عراق ديمقراطي تعددي فيدرالي والذي سيحفظ حقوق كافة أطياف النسيج العراقي ... حسين حسن نرمو ألمانيا
في بداية التسعينات وتحديداً في الفترة المتزامنة مع المحاولات الجدّية للشريحة المثقفة للأيزيديين لتأسيس مركز لالش الثقافي مع القيادات الكوردية ، اقترح صديق عزيز ، عملنا معاً ضمن طاقم الهيئة التدريسية للتعليم العالي في دهوك ، لكن شاء له أن يصبح من القياديين في الحركة الديمقراطية الآشورية ومسؤولاً لتنظيمات بهدينان للحركة آنذاك ، نعم اقترح ليقول ( بأن الظروف وفي تلك المرحلة طبعاً مهيئة جداً بأن يكون للأيزيديين أيضاً كيان سياسي ) حيث أبدى استعداده وعلى لسان الحركة للدعم المادي والمعنوي له إن وجد ، بعد أن طرح الموضوع على بعض إخوتنا المثقفين ، والذين كانوا لهم ايضاً علاقات مع تلك الشخصية المعروفة على مستوى الحركة الديمقراطية الآشورية ، لكن آمال اخوتنا المخضرمين كانت معقودةً على الأحزاب الكوردستانية ومن خلال الشعارات التي كانت تطلق على لسان القادة التاريخيين للتأكيد على أصالة ( الكورد الأيزيديين ) ، وكانوا قد تسنموا وظائف مهمة بالنسبة لهم آنذاك سواءاً كانت على المستوى الحزبي أو في مؤسسات الأقليم ، حيث كان من البديهي جداً أن لا يقدموا على عمل يضر بمصالحهم الشخصية ، لأن البعض منهم اعترضوا أصلاً على فكرة تأسيس مركز لالش الثقافي والإجتماعي فكيف ننتظر منهم الشجاعة على الإقدام لتشكيل كيان سياسي حينذاك ....ويجب أن لا ننسى بأن خلال الأربع سنوات الماضية بعد الألفية الثالثة وقبل الرأي الذي طُرح من قبل الأخ غانم سمو حول تنظيم سياسي أيزيدي ضرورة تاريخية ملحة ، كانت هنالك آراء مطروحة سواءاً كانت شفهياً في بعض المحافل العامة أو تحريرياً ، منها طَرح الأخ سفو قوال سليمان في الكونفرانس الذي أقيم في مدينة أولدنبورغ الألمانية حول مستقبل الأيزيدية وبعد انعقاد مؤتمر المعارضة العراقية المعروف في لندن ، نعم طَرَح وبجرأة فكرة تنظيم سياسي للأيزيدية ، وكذلك الرأي الآخر الذي طرح وربما لأكثر من مرة من قبل الأخ علي سيدو رئيس رابطة المثقفين الأيزيديين، وبعيداً عن الآراء والأفكار المطروحة أو المحفوظة على الرفوف لدى الكثير منا ، أقدموا مجموعة من الأيزيديين بصمت وبجرأة لم يسبق لها مثيل على إعلان الحركة الأيزيدية من أجل الإصلاح والتقدم وكانت لها حضور في المعركة الإنتخابية الأخيرة في العراق ، لكن للأسف لم يحصلوا على النتائج المرجوة منها لأسباب قد نعلمه جميعاً ...إذن هنالك آراء وأفكار طُرحت وتطرح الآن بإلحاح أكثر من أي وقت حول الكيان السياسي للأيزيدية ، وها نحن متناسين بأننا نواجه الكثير من المعضلات والأزمات داخل المجتمع الأيزيدي والتي تعكر صفو ما نرتأيه ولا بد من الإشارة إليهم ..أولاً : أزمة القيادة التقليدية للأيزيدية وكما أسلفنا التطرق إليها في موضوع خاص بذلك والمتمثلة بسمو الأمير ورئيس المجلس الروحاني وكبير القوالين ورؤساء العشائر والوجوه الإجتماعية المعروفة ، هذه القيادة الغير مستقلة في الظرف الحالي بين مَن هو مؤيد لهذا الحزب أو ذاك سواءاً كان على مستوى الأحزاب الكوردية أو العراقية أيضاً ، ويجب عدم الإستهانة بهم وبمؤيديهم ، وبالتأكيد لا ننتظر منهم التضحية بمصالحهم الشخصية الآنية ليباركوا تشكيل كيان سياسي خاص بالأيزيدية ...ثانياً : أزمة ضعف الإيمان بالقضية وعدم استعداد الغالبية مِنا للتفاني والتضحية لخدمة المصلحة الأيزيدية الأسمى ..ثالثاً : فقدان الثقة ، وعدم قبول الآخر فيما بين الأيزيديين بشكل عام وللأسف هذه الأزمة موجودة أيضاً بين أفراد الشريحة المثقفة ، حيث كان وربما لا يزال توجد هذه الظاهرة بين المراكز والجمعيات الثقافية والإجتماعية للأيزيدية في الداخل وفي المهجر ، وهذا بالتأكيد عرقل ويعرقل وسيعرقل أي جهد جماعي لخدمة القضية الأيزيدية ... والذي تابع تأسيس جمعية الهويرية للمساعدة ، حيث في البداية كانت عبارة عن صندوق خيري ولكي يأخذ طابعها الرسمي لدى المحاكم الألمانية آنذاك تم تسميتها بالجمعية ، وبالفعل حصلنا على إجازة رسمية ورقم حساب مصرفي أيضاً وكانت بداية مشجعة وكان من الممكن خلالها عمل الكثير لمساعدة بني جلدتنا ، لكن للأسف وبسبب الذي ذكرناه في الفقرة أعلاه وربما لأسباب أخرى فشلنا في إدارتها وديمومتها ... قد يقول البعض وخاصة الذين تشجعوا على طرح الآراء والأفكار الخاصة بالموضوع من خلال قراءتهم لهذه السطور بأن من المستحيل تحقيق ما يرغبون ... لكن يجب أن نؤمن بأن لا يوجد شئ إسمه المستحيل أمام الإرادة والعزيمة وخاصة في حالة التكاتف حتى ولو تكون بصورة بطيئة ...إذن وكما تعلمون أيها الأخوة الذين تطرحون الآراء بشأن كيان سياسي أيزيدي ، بأن لدينا تنظيم سياسي تحت إسم الحركة الأيزيدية من أجل الإصلاح والتقدم ، ولها حضور في الأوساط الرسمية وبين الأيزيديين أيضاً وهذا ما لا نشك فيه ...لذلك حينما نطالب وبإلحاح تشكيل كيان سياسي آخر ألا ترون بأن الأمر سيزداد سوءاً وسيكون هناك تشتت للأيزيديين بين هذا التنظيم أو ذاك ، ومَن يدري ربما في السنوات القادمة نرى تنظيمات سياسية متعددة لنا كما حصل للأخوة التركمان والكلدوآشوريين ... لذا نرى وكما قلنا سابقاً وإذا كان الذين يطرحون الآراء والأفكار ويرونها بالضرورة التاريخية الملحة ، فلا بد من التشجيع للحركة وفتح الحوار مع الإخوان فيها ثم إعداد برنامج ينسجم مع التطلعات الكوردية والعراقية ضمن عراق ديمقراطي تعددي فيدرالي والذي سيحفظ حقوق كافة أطياف النسيج العراقي ... حسين حسن نرمو ألمانيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق