مثقفون إيزيديون يدعمون مبادرة السيد عمار الحكيم ويعدونها الحل الأمثل للأزمة العراقية
الجزء الاول
بحزاني نت/حسن قوال رشيد
لاقى حادث مقتل العمال الايزيديين التسعة في بغداد يوم 14 أيار الماضي غضبًا جماهيرياً واسعاً لدى جميع الأوساط وإستنكرتها جميع الأطراف السياسية العراقية والكوردستانية ، حيث ندد السيد عادل عبد المهدي النائب السابق لرئيس الجمهورية والقيادي المحنك في المجلس الأعلى الاسلامي هذه الحادثة من خلال مقالٍ عبر فيه عن أسفه لما حصل للايزيديين تحت ذريعة الدين وأضاف : إنها حقاً كارثة عندما نرى إن هناك إعتداء على مكون عراقي مهم وفي وضح النهار وأمام أعين القوات الأمنية فانها الكارثة بعينها .. وبعدها طرح سماحة السيد عمار الحكيم زعيم المجلس الاعلى الاسلامي في العراق مبادرةً تاريخية تضمنت دعوته لقادة الكتل والقوى السياسية والوقفين الشيعي والسني وإقليم كوردستان والأقليات الى عقد إجتماع لإصدار ـ ميثاق شرف ـ بين الجميع للحفاظ على الدم العراقي ، حيث أشاد العديد من المثقفين الايزيديين في تصريحات صحفية لـ( بحزاني نت ) بتلك الدعوة وأكدوا على إن الإستجابة الى مثل هذه الدعوة ستحفظ الدم الإيزيدي والأقليات الأخرى وستوحد كلمة العراقيين وتخفف من حدة التوتر في البلد .. ومن شأنها أيضاً تجنب العراق من الانزلاق نحو الهاوية ومخاطر نشوب الحرب الأهلية .
وحول هذه المبادرة قال النائب حسين حسن نرمو عضو البرلمان العراقي عن قائمة التحالف الكردستاني : " إن مبادرة السيد الحكيم هي إمتداد لسلسلة من الدعوات والمبادرات والنداءات كلما مر البلاد بأزمة بعد فقدان الثقة بين الكتل السياسية المتصارعة مع بعضهم البعض بشكل أو بآخر . بالتأكيد مثل هذه الدعوة ومن لدن شخصية مثل الحكيم المنتمي للعائلة العراقية الوطنية المعروفة يجب أن تكون محل اهتمام المعنيين أقصد منهم السياسيين من الخط الأول طبعا ً، ومواقف هذا الرجل مشهودة سابقا ً بدعواته مرارا ً وتكرارا ً للجلوس على الطاولة المستديرة والحوار كلما مر البلد بأزمة بعد سقوط بغداد ، لكن الأهم هو الالتزام بالقرارات الصادرة بعد الاجتماع ".. ورأى السيد نرمو ان تلبي هذه الدعوة رؤساء الكتل السياسية وضرورة حضورهم بشكل شخصي و الرئاسات الأربع ( الجمهورية والوزراء ومجلس النواب ورئاسة إقليم كوردستان ) هذا ناهيك عن رؤساء كافة الكتل السياسية الكبيرة والصغيرة ، تلبية الدعوة سيعطي بارقة أمل للشعب العراقي بكافة مكوناته لتضييق الفجوة الواسعة التي حصلت بينه ـ أي الشعب ـ وبين القادة السياسيين في العراق الجديد ، لأن وحسب ما يقال بأن هنالك جهات سياسية مشتركة أو متورطة في الفساد المستشري ليغذي الإرهاب و( الإرهاب المضاد ) وهذا ما يؤثر سلبا ً على كافة المكونات العراقية ومنها الأقليات الدينية من الأيزيديين والمسيحيين والصابئة المندائيين ليكونوا من الضحايا وتحت ذرائع شتى لإستهدافهم ، وهذا ما حصل مؤخرا ً في القتل الجماعي ولأكثر من مرة للعمال الأيزيديين تحت ذريعة استهداف محلات بيع الخمور في بغداد .. لذا التوقيع على ورقة وتحت أي مسمى سواءا ً على شكل بيان أو ميثاق شرف ومن القادة السياسيين يمكن السيطرة أو القضاء على مثل هذه التجاوزات التي حصلت ، ويجب أن لا نستغرب من مشاركة الكثير من الميليشيات أو فئات مسلحة محسوبة على هذه الجهة أو تلك في عمليات عسكرية غريبة وعجيبة ، مثلما حصل في قتل العمال الأيزيديين على سبيل المثال لا الحصر. وأضاف النائب حسين حسن نرمو : " ليكن هذا الميثاق ( ميثاق شرف وطني ) أمتدادا ً للذي طرحه سماحة السيد مقتدى الصدر قبل أكثر من عام والذي أكد فيه حينذاك ( كُل الطوائف الدينية والأقليات هُم أخوة في الوطن ولا يجوز التعّدي عليهم ، ولِكُل ِ طائفة أو عرق ، أعراف وتقاليد وطقوس دينية يقوم هذا الميثاق بحمايتها ) ، لذا نأمل من كُل القادة السياسيين العراقيين في العقد الثاني من الألفية الثالثة ، وكذلك من كُل الذين تورطوا في تحريض كُل ما هو مناف ٍ للأديان وللإنسانية جمعاء وخاصة الذين تلطخت أياديهم بدماء العراقيين كافة ، أن يتعلموا من تجارب العالم في التسامح والتعايش وأن يحذوا حذو القادة العراقيين الوطنيين بعد تأسيس الدولة العراقية ( مثلما فَعَلَ الشخصية العراقية الشيعية البغدادية المعروفة جعفر أبو التمن ، حينما أستقبل مع وفد تحت قيادته في الثلاثينات من القرن المنصرم يضم شبابا ً من السنّة والشيعة موكبا ً مسيحيا ً كان في طريقه إلى إحدى الكنائس في بغداد للاحتفال بعيد الجسد ، لينثروا الورود ويرّشوا الماء المعطر على موكب إخوانهم المسيحيين وليهتفوا بـ(( ... عاش مجد سيدنا المسيح .. عاش إخواننا المسيحيين .. عاشت الوحدة العراقية ... عاشت الوحدة الوطنية.. )) ، نعم نتمنى أن نتعلم من تجارب الماضي في أهمية الولاء للوطن وبس ، نعم الولاء للعراق فقط ، وفي تصوري لو تمكن القادة العراقيين من الالتزام بمبدأ الولاء للوطن أولا ً وتجنبوا الو لاءات الأخرى سواءا ً كان دينيا ً أو مذهبيا ً أو قوميا ً أو كتليا ً أو حزبيا ً تأتي على الأقل في المرتبة الثانية بعد الولاء للوطن ، لتمكنوا من الوصول مع العراق الجريح لبرّ الأمان ".
ومن جهته عبر السيد هادي دوباني مدير مديرية دهوك لشؤون الايزيديين عن وجهة نظره تجاه مبادرة السيد الحكيم وقال :" إن مبادرة السيد الحكيم من حيث القراءة والمضمون رائعة وجديرة بالاحترام إلاّ إن ماينقصها بتصوري التطبيق الواضح والشامل والعمل بموجبها وليس حبر على ورق وكلمات إنشائية جميلة صفاء النية والتجرد من الأَنا والنرجسية في التطبيق الواقعي والفعلي لأية بادرة كانت ومن أي جهة كانت هي مفتاح الحل وليس الجلوس على طاولات مستديرة ومستقيمة وتبادل الأحاديث والظهور في الإعلام هو الحل ، الحل يكمن في الذات القادرة على الحل وليس سواه بتجرد " . وتابع السيد كلامه قائلا : "
ما لفت أنتباهي أيضاً وقدر تعلق بالديانة الايزيدية وأيضا من خلال مناشدة الأخ الحكيم كانت أولى أن توجه دعوته تلك الى الايزيدية أيضا بأعتبارها أحدى أقدم الديانات في العراق ولها ما لها فيه أي كان الاولى توجيه دعوته تلك الى الامير تحسين سعيد أمير الايزيدية في العراق والعالم وسماحة البابا شيخ رئيس المجلس الروحاني أيضا ".
وبهذا الصدد رحبت الشاعرة والكاتبة سندس النجار مسؤولة البيت الايزيدي الكوردستاني في النمسا بدعوة السيد الحكيم حيث أضافت : "
إن دعوة رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد عمار الحكيم بمناسبة ذكرى مولد الإمام علي ( عليه السلام ) ، الى الإجتماع على طاولة واحدة لقادة العراق من مختلف الفئات السياسية والدينية كميثاق شرف وطني ضد الطائفية والارهاب " .. وأضافت النجار : إن العراق اليوم فعلاً أمام فوضى طائفية وتسيس ديني خطير للغاية ، وتشريع قانون لمنع الدعوة الطائفية أو الترويج لرموز دينية ضرورة حية لوضع حلول جذرية تقف حائلاً وسوراً منيعا ًأمام تمزق العراق وتقسيمه .
إن هذه الدعوة من لدن السيد الحكيم خطوة مباركة تمثل خطاً عريضاً في إستراتيجية التعايش السلمي المشترك الذي يكفل كرامة وحياة المواطن العراقي بجميع فئاته ، في صيغة وسطية لا تحرم أحد من حقوقه ولا تعفيه من واجباته ، وهذا هو برهان قاطع للدولة الحضارية والديمقراطية ...
وبَيـنَ السيد خيري شنكالي المتحدث الإعلامي لقائمة التآخي والتعايش في نينوى رأيه حول مبادرة سماحة السيد عمار الحكيم قائلاً : " نحن كأيزديين نرحب بأية مبادرة تصب في مصلحة العراق والمنطقة بشكل عام وألأقليات الدينية والقومية بشكل خاص . إن دعوة سماحة السيد عمار الحكيم - رئيس المجلس ألأعلى ألأسلامي العراقي ـ ليس غريباً عن أبناء المجتمع العراقي ، إنه قيادي مرموق ومعتدل وينظر الى جميع أطياف الشعب العراقي بنظرته ألأنسانية المتواضعة .. ودعوته هذه من خلال ألأحتفالية التي أُقيمت بمناسبة مولد ألأمام علي ( كرم الله وجهه ) والموجهة للكتل والجهات السياسية وإقليم كوردستان العراق لإصدار بيان موحد تجاه الإرهاب والإرهابيين وتوحيد الجهود في ميثاق شرف تعتبر خطوة مهمة وخاصة في هذا الوقت الحرج وقد إستقبل الكورد هذه المبادرة بحفاوة ، وكذلك جميع ألأقليات وخصوصاً الإيزديين كديانة مسالمة ومهددة بالانقراض " .. وإعتبر شنكالي هذا الميثاق مقدساً لإنه يقلل من سفك دماء الإيزديين العزل وأبناء الشعب العراقي عموماً ، والمضيء نحو توحيد الجهود في ترسيخ مباديء الديمقراطية والمساواة والمواطنة ومكافحة الفساد والبطالة بشتى الوسائل ...
ومن جانبه ثمن الإعلامي أكرم درويش من قضاء الشيخان التي تسكنها غالبية من الإيزيديين دعوة السيد الحكيم وقال : " إن دعوة السيد عمار الحكيم قد جاءت متأخرة قليلاً لكون العراق قد مر خلال السنوات الماضية بعدة عقبات وإنزلاقات وتشوهات في سير العملية السياسية من جهة وبناء جدار الثقة بين جميع أبناء الشعب العراقي بكل قومياته وأديانه ومذاهبه وتوسيع الساحة العراقية لنعرات الطائفية من جهة أُخرى ، حيث وبسبب مصالحهم السياسية والشخصية خسرنا الآلاف من أبنائنا سواء عن طريق التفجيرات الإنتحارية أو الخطف والقتل المتعمد ". مضيفاً كان من المفروض أن تطلق دعوات متعددة وبدون توقف لمثل هكذا دعوات قبل سنوات من قبل جميع الأحزاب السياسية والدينية وسد الطريق أمام كل من يرغب بتفجير المنطقة بسبب العقول المتحجرة ومحاربتهم بكل قوة لكونها ستكون المراحل الأولى لبناء الثقة ونعر الطائفية ، وقال أيضاً : إننا لم نرى سوى التنديد بكل ما يحصل في الساحة العراقية .. لذا قد تكون دعوة السيد الحكيم متأخرة ولكن اذا كانوا فعلاً يبحثون عن بناء جدار الثقة بين أبناء الشعب العراقي الواحد فلا يزال الوقت أمامهم ، كما وأضاف : نحن بدورنا نرحب بكل دعوة تكون لمصلحة الجميع ليخرج العراق من هذه الأزمة الخطيرة ، فأية دولة بدون تكاتف الجميع تكون مشلولة . لذا نتمنى من جميع القادة الساسيين والدينين العمل على إنجاح هذه الدعوة والعمل بها بروح انسانية وليست سياسية .
وتشهد العملية السياسية وضعاً غير مستقر القى بظلاله على الوضع الأمني في عدد من المحافظات من خلال التفجيرات الإرهابية التي إستهدفت المواطنين وفقد الإيزيديون في شهر أيار لوحده 13 شهيداً من العمال الأبرياء الذين كانون يبحثون عن لقمة العيش .
وفي السياق ذاته .. عبر الناشط في الشأن الإيزيدي قيدار نمر جندي من مدينة ميونخ الألمانية عن وجهة نظره تجاه هذه المبادرة حيث قال : "
على ضوء تصاعد الأزمة على الساحة العراقية في المجالين السياسي والأمني .. خرج سماحة السيد عمار الحكيم المرجع الديني وأحد أقطاب العملية السياسية الحالية والمعروف بمواقفه المعتدلة خلال الأيام القليلة الماضية بمبادرة وطنية هامة دعا فيها كافة الكتل السياسية والمراجع الى تجاوز نقاط الخلاف وتوحيد الخطاب الوطني المسؤول تجاه فئات الشعب عامة والحيلولة دون تفاقم التطورات الجارية التي نجمت عن وقوع المئات من الضحايا الأبرياء في تصعيد يشير الى وصول بوادر الإنهيار الى أوج درجاته نحو الحرب الأهلية والطائفية التي أبناء هذا البلد في غنى عنه . وإننا على ضوء هذه المبادرة الحيوية التي يتوجب على كافة الأطراف السياسية والدينية من المراجع والإدارات وأصحاب الشأن الالتزام بها ، نحيي الروح الإنسانية والقيادية من قبل سماحته في التعامل مع القضايا الوطنية وأزماتها التي تؤكد على الحكمة والنظرة السياسية السديدة في حل الأزمات والمستجدات والتعامل على أساس الإتفاق حول النقاط العالقة بما يخدم المصلحة الوطنية وأبناء هذا الشعب .. والسعي الجاد معاً في لم الشمل والوقوف على صفٍ واحد من المسؤولية تجاه العدو المشترك والمخططات الخارجية التي إنتهكت صميم الروابط التاريخية العظيمة بين أبناء الشعب في الوطن والتي أعادت أسسها القويمة الى الأذهان زيارته الفريدة الى مدينة سنجار الإيزيدية في أواسط شهرشباط من العام الماضي ليجسد من خلال هذه الخطوة وعبر تواصله الحالي عن قيمة التلاحم والدم العراقي بكافة أطيافه لدرء خطر الإقتتال الطائفي وإستخدام ثقة الشعب بقيادييه الحاليين في تحقيق الأمن والإستقرار ... " .
هذا وكان سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي قد دعا يوم 22 من هذا الشهر وفي معرض كلمته خلال إحتفالية بمناسبة ذكرى مولد الإمام علي ( ع ) قادة الكتل والقوى السياسية والوقفين الشيعي والسني وإقليم كردستان والأقليات العراقية بمن فيها الإيزيديين والمسيحيين والمندائيين الى عقد إجتماع رمزي وإصدار بيان يوحد الخطاب تجاه الإرهاب ليتحول الى ميثاق شرف وطني ضد الإرهاب والطائفية والمحافظة على النسيج العراقي والتعايش السلمي بين سائر مكوناته .
الجزء الاول
بحزاني نت/حسن قوال رشيد
لاقى حادث مقتل العمال الايزيديين التسعة في بغداد يوم 14 أيار الماضي غضبًا جماهيرياً واسعاً لدى جميع الأوساط وإستنكرتها جميع الأطراف السياسية العراقية والكوردستانية ، حيث ندد السيد عادل عبد المهدي النائب السابق لرئيس الجمهورية والقيادي المحنك في المجلس الأعلى الاسلامي هذه الحادثة من خلال مقالٍ عبر فيه عن أسفه لما حصل للايزيديين تحت ذريعة الدين وأضاف : إنها حقاً كارثة عندما نرى إن هناك إعتداء على مكون عراقي مهم وفي وضح النهار وأمام أعين القوات الأمنية فانها الكارثة بعينها .. وبعدها طرح سماحة السيد عمار الحكيم زعيم المجلس الاعلى الاسلامي في العراق مبادرةً تاريخية تضمنت دعوته لقادة الكتل والقوى السياسية والوقفين الشيعي والسني وإقليم كوردستان والأقليات الى عقد إجتماع لإصدار ـ ميثاق شرف ـ بين الجميع للحفاظ على الدم العراقي ، حيث أشاد العديد من المثقفين الايزيديين في تصريحات صحفية لـ( بحزاني نت ) بتلك الدعوة وأكدوا على إن الإستجابة الى مثل هذه الدعوة ستحفظ الدم الإيزيدي والأقليات الأخرى وستوحد كلمة العراقيين وتخفف من حدة التوتر في البلد .. ومن شأنها أيضاً تجنب العراق من الانزلاق نحو الهاوية ومخاطر نشوب الحرب الأهلية .
وحول هذه المبادرة قال النائب حسين حسن نرمو عضو البرلمان العراقي عن قائمة التحالف الكردستاني : " إن مبادرة السيد الحكيم هي إمتداد لسلسلة من الدعوات والمبادرات والنداءات كلما مر البلاد بأزمة بعد فقدان الثقة بين الكتل السياسية المتصارعة مع بعضهم البعض بشكل أو بآخر . بالتأكيد مثل هذه الدعوة ومن لدن شخصية مثل الحكيم المنتمي للعائلة العراقية الوطنية المعروفة يجب أن تكون محل اهتمام المعنيين أقصد منهم السياسيين من الخط الأول طبعا ً، ومواقف هذا الرجل مشهودة سابقا ً بدعواته مرارا ً وتكرارا ً للجلوس على الطاولة المستديرة والحوار كلما مر البلد بأزمة بعد سقوط بغداد ، لكن الأهم هو الالتزام بالقرارات الصادرة بعد الاجتماع ".. ورأى السيد نرمو ان تلبي هذه الدعوة رؤساء الكتل السياسية وضرورة حضورهم بشكل شخصي و الرئاسات الأربع ( الجمهورية والوزراء ومجلس النواب ورئاسة إقليم كوردستان ) هذا ناهيك عن رؤساء كافة الكتل السياسية الكبيرة والصغيرة ، تلبية الدعوة سيعطي بارقة أمل للشعب العراقي بكافة مكوناته لتضييق الفجوة الواسعة التي حصلت بينه ـ أي الشعب ـ وبين القادة السياسيين في العراق الجديد ، لأن وحسب ما يقال بأن هنالك جهات سياسية مشتركة أو متورطة في الفساد المستشري ليغذي الإرهاب و( الإرهاب المضاد ) وهذا ما يؤثر سلبا ً على كافة المكونات العراقية ومنها الأقليات الدينية من الأيزيديين والمسيحيين والصابئة المندائيين ليكونوا من الضحايا وتحت ذرائع شتى لإستهدافهم ، وهذا ما حصل مؤخرا ً في القتل الجماعي ولأكثر من مرة للعمال الأيزيديين تحت ذريعة استهداف محلات بيع الخمور في بغداد .. لذا التوقيع على ورقة وتحت أي مسمى سواءا ً على شكل بيان أو ميثاق شرف ومن القادة السياسيين يمكن السيطرة أو القضاء على مثل هذه التجاوزات التي حصلت ، ويجب أن لا نستغرب من مشاركة الكثير من الميليشيات أو فئات مسلحة محسوبة على هذه الجهة أو تلك في عمليات عسكرية غريبة وعجيبة ، مثلما حصل في قتل العمال الأيزيديين على سبيل المثال لا الحصر. وأضاف النائب حسين حسن نرمو : " ليكن هذا الميثاق ( ميثاق شرف وطني ) أمتدادا ً للذي طرحه سماحة السيد مقتدى الصدر قبل أكثر من عام والذي أكد فيه حينذاك ( كُل الطوائف الدينية والأقليات هُم أخوة في الوطن ولا يجوز التعّدي عليهم ، ولِكُل ِ طائفة أو عرق ، أعراف وتقاليد وطقوس دينية يقوم هذا الميثاق بحمايتها ) ، لذا نأمل من كُل القادة السياسيين العراقيين في العقد الثاني من الألفية الثالثة ، وكذلك من كُل الذين تورطوا في تحريض كُل ما هو مناف ٍ للأديان وللإنسانية جمعاء وخاصة الذين تلطخت أياديهم بدماء العراقيين كافة ، أن يتعلموا من تجارب العالم في التسامح والتعايش وأن يحذوا حذو القادة العراقيين الوطنيين بعد تأسيس الدولة العراقية ( مثلما فَعَلَ الشخصية العراقية الشيعية البغدادية المعروفة جعفر أبو التمن ، حينما أستقبل مع وفد تحت قيادته في الثلاثينات من القرن المنصرم يضم شبابا ً من السنّة والشيعة موكبا ً مسيحيا ً كان في طريقه إلى إحدى الكنائس في بغداد للاحتفال بعيد الجسد ، لينثروا الورود ويرّشوا الماء المعطر على موكب إخوانهم المسيحيين وليهتفوا بـ(( ... عاش مجد سيدنا المسيح .. عاش إخواننا المسيحيين .. عاشت الوحدة العراقية ... عاشت الوحدة الوطنية.. )) ، نعم نتمنى أن نتعلم من تجارب الماضي في أهمية الولاء للوطن وبس ، نعم الولاء للعراق فقط ، وفي تصوري لو تمكن القادة العراقيين من الالتزام بمبدأ الولاء للوطن أولا ً وتجنبوا الو لاءات الأخرى سواءا ً كان دينيا ً أو مذهبيا ً أو قوميا ً أو كتليا ً أو حزبيا ً تأتي على الأقل في المرتبة الثانية بعد الولاء للوطن ، لتمكنوا من الوصول مع العراق الجريح لبرّ الأمان ".
ومن جهته عبر السيد هادي دوباني مدير مديرية دهوك لشؤون الايزيديين عن وجهة نظره تجاه مبادرة السيد الحكيم وقال :" إن مبادرة السيد الحكيم من حيث القراءة والمضمون رائعة وجديرة بالاحترام إلاّ إن ماينقصها بتصوري التطبيق الواضح والشامل والعمل بموجبها وليس حبر على ورق وكلمات إنشائية جميلة صفاء النية والتجرد من الأَنا والنرجسية في التطبيق الواقعي والفعلي لأية بادرة كانت ومن أي جهة كانت هي مفتاح الحل وليس الجلوس على طاولات مستديرة ومستقيمة وتبادل الأحاديث والظهور في الإعلام هو الحل ، الحل يكمن في الذات القادرة على الحل وليس سواه بتجرد " . وتابع السيد كلامه قائلا : "
ما لفت أنتباهي أيضاً وقدر تعلق بالديانة الايزيدية وأيضا من خلال مناشدة الأخ الحكيم كانت أولى أن توجه دعوته تلك الى الايزيدية أيضا بأعتبارها أحدى أقدم الديانات في العراق ولها ما لها فيه أي كان الاولى توجيه دعوته تلك الى الامير تحسين سعيد أمير الايزيدية في العراق والعالم وسماحة البابا شيخ رئيس المجلس الروحاني أيضا ".
وبهذا الصدد رحبت الشاعرة والكاتبة سندس النجار مسؤولة البيت الايزيدي الكوردستاني في النمسا بدعوة السيد الحكيم حيث أضافت : "
إن دعوة رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد عمار الحكيم بمناسبة ذكرى مولد الإمام علي ( عليه السلام ) ، الى الإجتماع على طاولة واحدة لقادة العراق من مختلف الفئات السياسية والدينية كميثاق شرف وطني ضد الطائفية والارهاب " .. وأضافت النجار : إن العراق اليوم فعلاً أمام فوضى طائفية وتسيس ديني خطير للغاية ، وتشريع قانون لمنع الدعوة الطائفية أو الترويج لرموز دينية ضرورة حية لوضع حلول جذرية تقف حائلاً وسوراً منيعا ًأمام تمزق العراق وتقسيمه .
إن هذه الدعوة من لدن السيد الحكيم خطوة مباركة تمثل خطاً عريضاً في إستراتيجية التعايش السلمي المشترك الذي يكفل كرامة وحياة المواطن العراقي بجميع فئاته ، في صيغة وسطية لا تحرم أحد من حقوقه ولا تعفيه من واجباته ، وهذا هو برهان قاطع للدولة الحضارية والديمقراطية ...
وبَيـنَ السيد خيري شنكالي المتحدث الإعلامي لقائمة التآخي والتعايش في نينوى رأيه حول مبادرة سماحة السيد عمار الحكيم قائلاً : " نحن كأيزديين نرحب بأية مبادرة تصب في مصلحة العراق والمنطقة بشكل عام وألأقليات الدينية والقومية بشكل خاص . إن دعوة سماحة السيد عمار الحكيم - رئيس المجلس ألأعلى ألأسلامي العراقي ـ ليس غريباً عن أبناء المجتمع العراقي ، إنه قيادي مرموق ومعتدل وينظر الى جميع أطياف الشعب العراقي بنظرته ألأنسانية المتواضعة .. ودعوته هذه من خلال ألأحتفالية التي أُقيمت بمناسبة مولد ألأمام علي ( كرم الله وجهه ) والموجهة للكتل والجهات السياسية وإقليم كوردستان العراق لإصدار بيان موحد تجاه الإرهاب والإرهابيين وتوحيد الجهود في ميثاق شرف تعتبر خطوة مهمة وخاصة في هذا الوقت الحرج وقد إستقبل الكورد هذه المبادرة بحفاوة ، وكذلك جميع ألأقليات وخصوصاً الإيزديين كديانة مسالمة ومهددة بالانقراض " .. وإعتبر شنكالي هذا الميثاق مقدساً لإنه يقلل من سفك دماء الإيزديين العزل وأبناء الشعب العراقي عموماً ، والمضيء نحو توحيد الجهود في ترسيخ مباديء الديمقراطية والمساواة والمواطنة ومكافحة الفساد والبطالة بشتى الوسائل ...
ومن جانبه ثمن الإعلامي أكرم درويش من قضاء الشيخان التي تسكنها غالبية من الإيزيديين دعوة السيد الحكيم وقال : " إن دعوة السيد عمار الحكيم قد جاءت متأخرة قليلاً لكون العراق قد مر خلال السنوات الماضية بعدة عقبات وإنزلاقات وتشوهات في سير العملية السياسية من جهة وبناء جدار الثقة بين جميع أبناء الشعب العراقي بكل قومياته وأديانه ومذاهبه وتوسيع الساحة العراقية لنعرات الطائفية من جهة أُخرى ، حيث وبسبب مصالحهم السياسية والشخصية خسرنا الآلاف من أبنائنا سواء عن طريق التفجيرات الإنتحارية أو الخطف والقتل المتعمد ". مضيفاً كان من المفروض أن تطلق دعوات متعددة وبدون توقف لمثل هكذا دعوات قبل سنوات من قبل جميع الأحزاب السياسية والدينية وسد الطريق أمام كل من يرغب بتفجير المنطقة بسبب العقول المتحجرة ومحاربتهم بكل قوة لكونها ستكون المراحل الأولى لبناء الثقة ونعر الطائفية ، وقال أيضاً : إننا لم نرى سوى التنديد بكل ما يحصل في الساحة العراقية .. لذا قد تكون دعوة السيد الحكيم متأخرة ولكن اذا كانوا فعلاً يبحثون عن بناء جدار الثقة بين أبناء الشعب العراقي الواحد فلا يزال الوقت أمامهم ، كما وأضاف : نحن بدورنا نرحب بكل دعوة تكون لمصلحة الجميع ليخرج العراق من هذه الأزمة الخطيرة ، فأية دولة بدون تكاتف الجميع تكون مشلولة . لذا نتمنى من جميع القادة الساسيين والدينين العمل على إنجاح هذه الدعوة والعمل بها بروح انسانية وليست سياسية .
وتشهد العملية السياسية وضعاً غير مستقر القى بظلاله على الوضع الأمني في عدد من المحافظات من خلال التفجيرات الإرهابية التي إستهدفت المواطنين وفقد الإيزيديون في شهر أيار لوحده 13 شهيداً من العمال الأبرياء الذين كانون يبحثون عن لقمة العيش .
وفي السياق ذاته .. عبر الناشط في الشأن الإيزيدي قيدار نمر جندي من مدينة ميونخ الألمانية عن وجهة نظره تجاه هذه المبادرة حيث قال : "
على ضوء تصاعد الأزمة على الساحة العراقية في المجالين السياسي والأمني .. خرج سماحة السيد عمار الحكيم المرجع الديني وأحد أقطاب العملية السياسية الحالية والمعروف بمواقفه المعتدلة خلال الأيام القليلة الماضية بمبادرة وطنية هامة دعا فيها كافة الكتل السياسية والمراجع الى تجاوز نقاط الخلاف وتوحيد الخطاب الوطني المسؤول تجاه فئات الشعب عامة والحيلولة دون تفاقم التطورات الجارية التي نجمت عن وقوع المئات من الضحايا الأبرياء في تصعيد يشير الى وصول بوادر الإنهيار الى أوج درجاته نحو الحرب الأهلية والطائفية التي أبناء هذا البلد في غنى عنه . وإننا على ضوء هذه المبادرة الحيوية التي يتوجب على كافة الأطراف السياسية والدينية من المراجع والإدارات وأصحاب الشأن الالتزام بها ، نحيي الروح الإنسانية والقيادية من قبل سماحته في التعامل مع القضايا الوطنية وأزماتها التي تؤكد على الحكمة والنظرة السياسية السديدة في حل الأزمات والمستجدات والتعامل على أساس الإتفاق حول النقاط العالقة بما يخدم المصلحة الوطنية وأبناء هذا الشعب .. والسعي الجاد معاً في لم الشمل والوقوف على صفٍ واحد من المسؤولية تجاه العدو المشترك والمخططات الخارجية التي إنتهكت صميم الروابط التاريخية العظيمة بين أبناء الشعب في الوطن والتي أعادت أسسها القويمة الى الأذهان زيارته الفريدة الى مدينة سنجار الإيزيدية في أواسط شهرشباط من العام الماضي ليجسد من خلال هذه الخطوة وعبر تواصله الحالي عن قيمة التلاحم والدم العراقي بكافة أطيافه لدرء خطر الإقتتال الطائفي وإستخدام ثقة الشعب بقيادييه الحاليين في تحقيق الأمن والإستقرار ... " .
هذا وكان سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي قد دعا يوم 22 من هذا الشهر وفي معرض كلمته خلال إحتفالية بمناسبة ذكرى مولد الإمام علي ( ع ) قادة الكتل والقوى السياسية والوقفين الشيعي والسني وإقليم كردستان والأقليات العراقية بمن فيها الإيزيديين والمسيحيين والمندائيين الى عقد إجتماع رمزي وإصدار بيان يوحد الخطاب تجاه الإرهاب ليتحول الى ميثاق شرف وطني ضد الإرهاب والطائفية والمحافظة على النسيج العراقي والتعايش السلمي بين سائر مكوناته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق