قُباد طالباني يزور الآخرين بدلا ً
من عوائل الشهداء !!!
حسين حسن نرمو
حينما نقول
الآخرين ، لا نقصد بالتأكيد التقليل من شأنهم أيا ً كان ، سواءا ً كان سمو الأمير
أو فضيلة البابا شيخ و ... و ... لكن في تصوري وهذا ما نلتمس فعلا ً من كلام
القادة الكردستانيين ، بدءا ً من أعلى المستويات وانتهاءا ً بالمسؤولين المناطقيين
، بأن الشهداء هم أولى بالمعروف لزيارة عوائلهم بين الحين والآخر وخاصة أيام
المناسبات كي يشعروا عوائلهم بأن الشهداء
( أولياء أمورهم أو أبناءهم ) أحياءا ً من الناحية المعنوية ، وهنا أقصد الشهيد
أيا ً مَن كان ومِن أي مكون أو دين أو حتى مذهب ، فالمهم هو إنسان لأنه ضحى بأعز
ما يملك في سبيل القضية التي كان يؤمن بها ...
كوردستانيا
ً ... كلنا نعلم بأن في المؤتمرات الحزبية وربما الحكومية أيضا ً والندوات والاجتماعات
، خير ُ ما يبتدأ به المناسبة هو الوقوف دقيقة واحدة على أرواح الشهداء والضحايا
... مثلما هو واضح من عنوان المقال ، نريد الحديث عن زيارة السيد قباد طالباني نجل
فخامة رئيس الجهورية مام جلال والأمين العام للاتحاد الوطني الكوردستاني والذين
قام بزيارة إلى لالش وقضاء الشيخان لهدفين ... الأول تقديم قرابين لتوزيعها على
الفقراء بمناسبة تحسن صحة والده ... والهدف الثاني هو بمناسبة عيد رأس السنة
الأيزيدية أستغله لزيارة سمو الأمير وفضيلة الباباشيخ وآخرين في المنطقة برفقة وفد
قيادي رفيع المستوى من قيادة الأتحاد الوطني والمسؤولين المحليين ...
هنا
بالتأكيد ، لا نعاتب القيادي الشاب قباد ، لأن برنامج الزيارة ليس بيده ، مثلما
حصل مع قياديين آخرين زاروا المنطقة ، منهم على سبيل المثال لا الحصر زيارة السيد
ملا بختيار سكرتير المكتب السياسي والتي كانت على نفس شاكلة زيارة نجل الرئيس ،
لكن اللوم سيكون بالتأكيد على عاتق الذين كانوا ضمن الوفد المرافق للسيد قباد
طالباني من القياديين والمسؤولين الحزبيين المحليين من المركزين للاتحاد الوطني في
نينوى ودهوك ، كان الأولى أن يكون ضمن البرنامج زيارة عوائل شهداء الاتحاد الوطني
الكوردستاني في المنطقة وهم قليلين جدا ً وأقل من عدد أصابع اليد الواحدة وعلى ما
أعتقد هُم ثمانية شهداء ، منهم الشهيد ( سالم طوبيان ) ، شهيد الانتفاضة الآذارية
عام 1991 حيث كان آنذاك ضمن صفوف بيشمه ركه الاتحاد الفعليين بعد نزولهم ميدان
المعارك مع فلول النظام البائد ... والشهيد الثاني هو ( حازم حيدر ) والذي كان ضمن
أفراد حماية سيدة العراق الأولى هيروخان ، أستشهد في أشرس معركة في دوكان عام 1994
وهو من قرية بوزان المعروفة بأن لها شهداء ا ً آخرين من شهداء الاتحاد في نفس
القرية ... والشهيد الآخر والمعروف لدى غالبية قادة الاتحاد الوطني القدماء وحتى الشباب
الذين خدموا في المنطقة ، منهم السيد مام جلال الأمين العام للاتحاد وحتى سيدة
العراق الأولى أيام النضال في سوريا وكذلك المشاركة الفعلية في الكثير من المعارك
خلال حقبة السبعينات من القرن المنصرم ، الا وهو الشهيد ( حسن نرمو ) والذي كان
يعمل ضمن مركز تنظيمات الموصل بعد سقوط النظام وعضوا ً فاعلا ً لمجلس محافظة نينوى
بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء ، يكفي أن نقول بأنه كان شهيد الدفاع عن مبادئ
الكوردايه تي حيث سموا البعض من الكتاب بأنه شهيد المادة 140 والذي أستشهد على
أيدي الإرهاب أو ربما الأرهاب المضاد ، هذا ناهيك عن شهيد آخر ( حربي سليمان )
وكان عضو مجلس بلدي في ناحية القوش استشهد في الموصل على أيدي الإرهاب ، والشهيد (
علي نزام ) من قرية ختارة والذي وافاه الأجل وهو في الواجب الفعلي في مركز الموصل للاتحاد
...
هنا نأمل
من أعزاءنا المسؤولين في المنطقة ، أن يقوموا بواجبهم الرئيسي وهو الاهتمام بعوائل
شهداءهم وأحياء مناسباتهم للتذكير افعالا ً لا أقوالا ً فقط ، والعوائل لا يريدون إلا
زيارتهم والاهتمام بهم كجزء من الوفاء مقابل تضحيات فلذات أكبادهم الذين ضحوا
بأرواحهم في سبيل المبادئ والأهداف التي وصلت إليها إقليم كوردستان من الرقي
والتقدم والازدهار .
17 / 4 / 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق