الأيزيديون ... أزمة القيادة مستمرة !!!
حسين حسن نرمو
قبل أكثر من عقد ٍ من الزمن وقبل سقوط النظام
البائد ، كتبنا موضوعا ً عن أزمة القيادة عند الأيزيدية بدءا ً من سمو الأمير
مرورا ً بمجلسه الروحاني ، وصولا ً إلى باقي الجهات المتنفذة في المجتمع الأيزيدي
من الشخصيات والوجهاء ورؤساء العشائر وحتى المثقفين الأيزيديين ... لو نُقارن
المكون الأيزيدي وقيادته مع أقرانه الآخرين من المسيحيين والصابئة المندائيين
والشبك وحتى الكاكائيين من المكونات الصغيرة ( الأقليات ) في المجتمع العراقي
وقياداتهم ، نرى بأن هنالك بون ٌ شاسع بالمقارنة في الكثير من الجوانب التنظيمية
والمعلوماتية والإحصائية والوثائقية و ... و ...
وبدليل قبل أيام وبعد كارثة شنكال ، طُلِب مني ومن خلال أحد الوسطاء في
سويسرا والذي يعمل بصفة مسؤولة في الأمم المتحدة والذي أراد تفاصيل ما حصل
للمكونات من إحصائيات النازحين ومعلومات أخرى ، حصلت على المعلومات الخاصة بباقي
المكونات خلال دقائق من جهات تابعة لهم عدا الأيزيدية طبعا ً حصلت على المعلومات
التقريبية طبعا ً بعد جُهد مع الكثير من الأصدقاء الشنكاليين وغيرهم وذلك لعدم
وجود معلومات دقيقة ومن جهات رسمية .
لذا رأينا وبعد كارثة شنكال بأن القيادة
الأيزيدية الموجودة في إقليم كوردستان ، هنا أقصد السيد وكيل سمو الأمير والمجلس
الروحاني والبعض القليل من أعضاء اللجنة الاستشارية المتواجدين وحتى الجهات
المنظّمة تحت الهيئة العليا لمركز لالش والتي فقدت للأسف الكثير من فروعها جراء
هجوم داعش على شنكال والمناطق الأخرى في سهل نينوى ، وربما جهات أخرى منظّمة وغير
منظّمة ، أصبح جُلهم في حالة تَخبط ملحوظ ، لا يعرفون ما يفعلون من أجل تقديم ما
يُمكن تقديمه للنازحين الأيزيديين ، وللأسف كانوا يفتقرون إلى التنظيم وعدم وجود
آلية منظّمة للتعامل مع الكثير من الجهات المعنية ، سواءا ً مع القيادة
الكوردستانية العليا والحكومة المحلية في محافظة دهوك بغية المساعدة ، ويجب أن لا
ننسى بأن التعامل غالبا ً مع الكثير من الوفود الرسمية الحكومية والبرلمانية ومن
الوزراء والسفراء الأمريكيين والأوربيين كان خاليا ً من المطالب التحريرية الموثقة
، التعامل كان نابعا ً من السلوك والتصرف الشخصي المحدود بعيدا ً عن القيادة
الجماعية والتي إن وُجِدت ، ستكون بالتأكيد أكثر حكيمة ً ورشيدة ً من السلوك
الشخصي ، لكن للأسف نعاني من هذه العُقدة لِحد الآن ، وفي تصوري ستكون العواقب غير
مُحَبَذة على القيادة الكلاسيكية وفعلا ً بانت تأثيرها على شبكات التواصل الاجتماعي
( الفيس بووك ) من مختلف التعليقات والهجوم غير المُبرّر طبعا ً على القيادة
الأيزيدية الحالية ، لا لا سيما بعد أحداث شنكال وظهور المقاومة الأيزيدية الطوعية
والتي نفتخر بها في ربوع جبل شنكال والدفاع عن المقدسات والأرض ، هؤلاء وعلى لسان
ومن خلال تصريحات للبعض من قادتها بأنهم الممثلين الشرعيين للأيزيديين في شنكال
وربما في المناطق الأخرى التي تتواجد فيها الأيزيديين وذلك لتعاطف المجتمع
الأيزيدي بأكمله مع هؤلاء الأبطال الغيارى والمدافعين الأمناء بالغالي والنفيس
والصراع من أجل البقاء لشنكال مُعزّزة ومُكرّمة لتحريرها من دنس الغُزاة الداعشيين
.
لذا نرى بأننا وفي هذه المرحلة الحساسة جدا ً
بحاجة إلى عقد مؤتمر طارئ وموسع قدر الإمكان لإيجاد آلية اختيار مرجعية أيزيدية
حقيقية ووفق ما يتم تسميتها من قبل المؤتمرين ، كأن يكون برلمان مُصّغر وهذا ما
نادى به مرارا ً وتكرارا ً الكثير من أبناء الأيزيدية ، المرجعية المختارة يجب أن
تتمتع بالصلاحيات المُطلقة في التعامل مع كُل ما حدث ويحدث وربما سيحدث خاصة بعد
ما وصل وضع المجتمع الأيزيدي إلى ما هو عليه الآن ، حيث الأيزيديون ولا سيما
النازحين الشنكاليين ووفق الظروف الحالية بحاجة إلى المزيد من الاهتمام والرعاية
طبقا ً لسياسة حكيمة تقرره المرجعية المختارة ، وفي تصوري وربما يؤيدني الكثير بأن
آلية الاختيار يجب أن يكون على أساس التعداد السكاني ووفق ما يلي ...
1 . اختيار ممثلين عن المقاومين الشنكاليين
في جبل شنكال ، لأنهم محل فخر واعتزاز لكل الأيزيدية وبالتأكيد من ذوي الخبرة
والامكانية وموجودين بينهم .
2 . اختيار ممثلين عن الدول التي تتواجد فيها
الأيزيديون منها أيزيدي تركيا وسوريا وجورجيا وأرمينيا في الاتحاد السوفيتي السابق
، لأن العديد منهم كانوا سباقين في الحضور إلى إقليم كوردستان للمساعدة والوقوف مع
معاناة أهلهم بني جلدتهم من النازحين من شنكال خاصة ً المناطق الأخرى من سهل نينوى
كبعشيقة وبحزاني وباقي المجمعات والقرى الأيزيدية .
3 . اختيار ممثلين عن المهاجرين الأيزيديين
في المانيا خاصة وباقي الدول التي تتواجد فيها الأيزيدية لأنهم دائما ً السباقين
في الدعم المادي والمعنوي لبني جلدتهم والذين يوصلون صوت الأيزيدية وما تقع عليهم
من ظُلم وعدوان إلى المحافل الدولية .
4 . بالتأكيد يجب عدم إهمال شريحة من الشرائح
في المجتمع الأيزيدي ضمن أعضاء المرجعية المختارة وإنشا الله المنتخبة فيما بعد ،
أخصهم بالذكر الأساتذة الجامعيين من الأكاديميين والخبراء القانونيين من القضاة
وباقي الاختصاصات التي يمكن الاعتماد عليهم في الكثير من المهام الملقاة على
عاتقهم .
دهوك
27 / 8 / 2014