حراك أيزيدي ّ فوق العادة !!!
حسين حسن نرمو
أولا ً ــ اجتماع تشاوري أول ...
بعد عودة سمو الأمير تحسين بك من ألمانيا ،
حيث مقر إقامته الدائمة والمستمرة أكثر من الوطن ، لا سيما بعد كارثة شنكال جراء
غزو داعش لِما تبقى من أراضي محافظة نينوى ، خاصة الحدود الإدارية لقضاء شنكال
وقتل الأيزيدين بدم ٍ بارد مع الخطف الجماعي وسبي النساء والبيع في أسواق النخاسة
ل ( ولايات ذات الفقه لدولة الخرافة الإسلامية ) ، نعم وفور عودة سموه ، صَرَّح َ
للإعلام الكوردستاني بأنه سيتشاور مع بني جلدته ( الأيزيديين ) قبل اتخاذ أية خطوة
، لا سيما بعد تزامن أحداث شنكال الأخيرة وتحرك قوة عسكرية ( بيشمه ركه ) تابعة
لروشافا السورية ، مؤلفة من النازحين ومدرّبة وتابعة أصلا ً للمجلس الوطني الكوردي
السوري وهي كذلك محسوبة على وزارة البيشمه ركه أو تم تدريبها تحت إشرافها ، مما
أدى إلى اصطدام هذه القوة مع قوات حماية شنكال المُدَرَبة والتابعة لحزب العمال
الكوردستاني ( ب ك ك ) ، هؤلاء جُلهم من الأيزيديين الشنكاليين ، حيث راحت عدد من الشهداء
الشنكاليين ضحية الاصطدام ، هذا ما أثار
حفيظة الكثير ، ومنهم اللالشيين الروحانيين ، والاستشاريين ، وبعض من الوجوه
الاجتماعية ، والعشائرية ، والذين حضروا في القصر الأميري ، لإعداد أو صياغة بيان
، تلاه للإعلاميين ومن ثلاث نقاط ... بأنهم ضدّ اقتتال الأخوة وأكدوا على
كوردستانية قضاء شنكال وسنونى وخانصور وتابعة لحكومتها ، كذلك قدموا الشُكر لقوات
حزب العمال ودورهم في كارثة شنكال وما قدموا من العون والمساندة عام 2014 ، ثم
طالبوا بالخروج من قضاء شنكال ومجمع خانصور ... هذا البيان تم تفسيره بالسياسي من
قبل الكثير من أبناء المكون الأيزيدي إعلاميا ً ومن على صفحات التواصل الاجتماعي
... الغريب في الأمر لم يتطرقوا في بيانهم إلى انسحاب القوة الأخرى غير الأيزيدية
ومحسوبة على تنظيم سياسي إقليمي خارج كوردستان العراق ، بينما القوة الأخرى وهي
الأيزيدية والشنكالية والتي قدمت شهداء أثناء الاصطدام ، وهي التي لها الحق في
البقاء ضمن أراضيها ، وإن تم تدريبها تحت إشراف جهة سياسية حسب ما أكد وأشار إليها
السيد محمود عثمان السياسي المعروف خلال لقاءه مع تلفزيون روداو ...
لنأتي إلى الاجتماع التشاوري الأول ، للأسف
وكأن الأيزيديين يراوحون في مكانهم أكثر من عقدين ونيف من الزمن ، حيث دائما ً
نبدأ بالاجتماع الأول والمؤتمر الأول والكونفرانس الأول والتجمع الأول و .. و ..
ولم يأتي الثاني والثالث .... ليأتي سمو الأمير ومجلسه الروحاني يعقدون الاجتماع
التشاوري الأول ، لإعداد لائحة أو قائمة مطاليب أو مقترحات وثم تقديمها إلى السيد
رئيس الإقليم مسعود البارزاني ، وكأن السيد الرئيس لا يعرف مطاليب الأيزيدية ،
علما ً بأن ملف إعمار لالش بقت وتغطت بالغبار على رفوف رئاسة الإقليم منذ سنوات ،
وبالتأكيد تم تقديم جملة من المقترحات والمطاليب المكتوبة إلى كُل ِ القيادات
الكوردستانية .... لكن ! نعتقد بأن الأولى بسمو الأمير ومجلسه الروحاني طَرق أبواب
العراق أيضا ً للتشاور مع رئاسات العراق الثلاث ، البرلمان ، الوزراء والجمهورية
وزيارة المراجع الدينية هناك لتقديم هذه المطاليب وضرورة حصول الأيزيدية على
استحقاقاتهم ، باعتبار غالبية مناطق الأيزيدية لا تزال تحت رحمة وإدارة الحكومة
المركزية أو المادة 140 غير المحسومة لحد الآن .
ثانيا ً ــ مؤتمر بريمن الأول ...
هذه المرة ، عقد ( سمو الأمير أنور معاوية )
مؤتمره التاريخي الأول من أجل مستقبل الأيزيدية وفي مدينة بريمن الألمانية حسب
البيان الموقر باسمه وبحضور العديد من أبناء الجالية الأيزيدية في تلك المنطقة
ومناطق أخرى ، منهم أيزيديين عراقيين ومحسوبين على جهات كوردستانية ، لم يتطرق في
إعلانه تقديم المطاليب إلى حكومة إقليم كوردستان ، وإنما أعلن للعالم أجمع وعلى
رأسها الدول العُظمى ، بأن مؤتمرهم ، جاء نتيجة تهميش الدور السياسي الأيزيدي بشكل
عام ، وعلى أمل تقديم مطالبهم إلى الحكومة العراقية حصرا ً ومن اثنا عشر فقرة ،
بدأوا بمطالبة الحكومة والمنظمات والمجتمع الدولي الاهتمام بقضية المخطوفات
والمخطوفين والاهتمام بالناجيات والناجين من داعش ، تخللت المطاليب في فقراتها
الأخرى إقامة منطقة آمنة أو استحداث محافظتين وفي الحدود الإدارية لمناطق
الأيزيدية ، انتهوا بأنهم سيطالبون بنفس الحقوق والدفاع عن أبناء الأيزيدية في
سوريا وتركيا وارمينبا وجورجيا وروسيا ... خلاصة القول والمهم في هذا النشاط وهو
بقيادة الجناح الآخر من الإمارة الأيزيدية السيد أنور معاوية ، حيث كان لجده
الأمير إسماعيل جول بك دور متميز وريادي في فترة من أصعب الفترات في الدفاع عن
حقوق الأيزيدية والمطالبة بها لدى دار الاستانة في الامبراطورية العثمانية ( تركيا
الحالية ) وحتى لدى الامبراطورية القيصرية ( روسيا الحالية ) ...
ثالثا ً ــ إعلان تشكيل حزب في شنكال ...
أعلن السيد حيدر ششو قائد قوات حماية
أيزيدخان ، والذي كان له دور ريادي متميز في حماية والدفاع عن مرقد شرف الدين
والمحاصرين في جبل شنكال من غزو داعش بعد الكارثة في 3 / 8 / 2014 ، نعم أعلن عن
تشكيل حزب سياسي أيزيدي باسم ( الحزب الديمقراطي الأيزيدي ) بعد حصول الموافقة من
بغداد المركز حسب قوله ، تزامن هذا الاعلان مع حصول الموافقة الشخصية من لدن السيد
رئيس الإقليم حول انضمام قواته إلى وزارة البيشمه ركه ، أتمنى أن لا تكون انضمامها
مثل قوات أخرى معلّقة بين نظاميتها من غير
النظامية وبشكل مرحلي ولفترة من الفترات . لا بُدّ أن يحصل الحزب على الموافقة من
سُلطات الإقليم وخاصة الآسايش ، حتى لا يتعرض المؤيدين والمنتمين للحزب إلى
الملاحقة ، ويجب أن لا ننسى المشاركات في الانتخابات المحلية مثل المجالس في المحافظة
والبرلمان العراقي أيضا ً بحاجة إلى حريّة الحزب في الدعاية والعمل الحزبي من أجل
كسب الأصوات بين أبناء المكون الأيزيدي ، لذا ! إن لم يكن الحزب مرخصا ً من قبل
سُلطات الإقليم ، سيلاقي الممانعة ، بدءا ً من الشارع وأثناء لصق الدعايات للحزب
ومرشحيها ، مرورا ً بالمراكز والمحطات حيث صناديق الانتخابات وانتهاءا ً بفرز
الأصوات لدى المفوضية غير المستقلة للانتخابات ، يبقى الأمل لمثل هذا الحزب معتمد
على الفوز بمقعد الكوتا اليتيم البرلمان العراقي ومجلس محافظة نينوى في حال بقاءه
وعدم زيادة مقاعد الكوتا ، هذا ربّما بعد تراجع موقع ودور الحركة الأيزيدية من أجل
الإصلاح والتقدم في المرحلة ما بعد داعش ، ومن المتوقع أن يظهر منافس لكيان سياسي
أخر ومحسوب على العمال الكوردستاني ذات القوة العسكرية ( قوات حماية شنكال ) ...
تمنياتنا للأحزاب ذات الصبغة الأيزيدية الموفقية
في العمل لخدمة أبناء المكون الأيزيدي وأن لا يقعوا في مصائد الآخرين من التنظيمات
السياسية الكوردستانية وغيرها من القوى السياسية العربية أيضا ً لخدمتهم بدلا ً من
تقديم الخدمات لبني جلدتهم .
رابعا ً ــ مظاهرة هانوفر يوم السبت 18 / 3 /
2017 ...
دعت مجموعة من الشباب ضمن لجنة تحضيرية جميع
الأيزيديين والمنظمات والجمعيات والبيوتات الأيزيدية المستقلة بالمشاركة في تظاهرة
شعبية عامة ، ذلك للمطالبة من الجهات ذات العلاقة بخروج جميع القوات الكوردية بدون
استثناء من المناطق الأيزيدية ، سوف تكون المطاليب موجهة للاتحاد الأوربي والدول
الغربية والأمم المتحدة بتوفير الحماية الدولية لشنكال وسهل نينوى للأيزيديين
والمسيحيين ، كذلك فتح تحقيق دولي لمحاسبة المقصرّين في كارثة شنكال وأيضا ً بذل
الجهود في إنقاذ المخطوفات والمخطوفين لدى داعش ... كلام جميل ومعقول جدا ً من لدن
البعض من أبناء المكون الأيزيدي الغيارى والشباب بالذات ، حيث هُم بالتأكيد
سيكونون قادة المستقبل . مثل هذا الإجراء هو منح مناطق الأيزيدية إدارة ذاتية
لتمشية أمور مناطقهم ، بعيدا ً عن التدخلات الحزبية الضيقة ومن غير الأيزيديين
بالذات ، بالتأكيد سيكون الأمر صعب المنال في مثل هذه الظروف ذات الصراعات
السياسية على السُلطة لإدارة مثل هذه المناطق .. يجب أن لا ننسى ضعف القيادة
الأيزيدية ومصالحها بدءا ً من الهرم وانتهاءا ً بالأيزيديين المنضوين تحت لواء كُل
الأحزاب السياسية الكوردستانية المحلية والإقليمية وعدم التضحية بالمصالح الذاتية
، هؤلاء جُلهم غير مستعدين في الظرف الحالي على التعاون والدعم الجدّي لمثل هذه
الخطوة لبني جلدتهم ...
المانيا في 16 / آذار / 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق