حسين حسن نرمو
في حوار مع بحزاني نت
نعتقد بأن الذي أثار حفيظة الكاتب والسياسي السوري الضيف في كوردستان الأقليم ( صلاح بدرالدين ) مؤخرا ً ليطلق أنذاره المشؤوم البعيد جدا ً عن الواقع الكوردستاني الحالي بوجود غزوة أيزيدية سياسية حسب وصفه للواقع ضد كوردستان الأقليم والأمن القومي فيه ، نعم أثار حفيظته بإعتقادي بعد زيارة الكاتب والباحث القدير هوشنك بروكا إلى كوردستان وبدعوة مهرجانية رسمية من إتحاد أدباء كوردستان / فرع دهوك ، وبعد أطلاع الأخير على معالم كوردستان على أرض الواقع ولأول مرة ، وإقامة ندوات جماهيرية أمام المرء في كوردستان وبحماية خاصة من قوات الأقليم وربما لقاءات مع البعض من المسؤولين في مناطق الأيزيدية أو حتى في هولير العاصمة ، ثم تلتها سلسلة من المقالات بقلم الباحث على شكل أنتقاد للحكومة والأحزاب الكوردستانية وفق ما يراه مناسبا ً ككاتب وباحث كوردي أصيل مؤمن ب ( العلمانية وكما يجب أن تكون ) ، وإلا ... أين كان الكاتب بدرالدين ( إلا إذا كان نائما ً مع قراءاته في أكثر من نوم عميق ... حسب وصف الباحث بروكا ) من الذي حدث في الماضي ، بدءا ً من تأسيس الحركة الأيزيدية من أجل الأصلاح والتقدم ، ثم الأنشقاق على نفسها بولادة الحزب التقدمي الأيزيدي ، الذي أستند الكاتب إلى إحدى بياناته وصدور العشرات من مثل هذه البيانات والنشاطات وفق منظور القائمين عليها ؟ كذلك ... اين كان من سلسلة مقالات الأخ هوشنك بروكا تحت عنوان كوردستان الحاضرة الغائبة أيزيديا ً ؟ والتي أخذت في حينها صدى ً واسعا ً وأهتمام واسع النطاق أيضا ً حتى من قبل حكومة الأقليم بعد نشر تلك المقالات على الموقع الألكتروني لسان حال الحكومة .
ـ هل فعلا بات الأيزيديون يشكلون بخطابهم الراهن "خطرا غزواتياً" على كوردستان وامنها القومي ووحدتها؟
ـ الخطاب الأيزيدي الراهن أو حتى الماضي ناتج عن أحداث معينة حصلت أو تعرض لها الأيزيديون ، مثل أحداث الشيخان في شباط 2007 ، وحادثة مقتل العمال الأيزيديين في نيسان نفس العام ، كذلك مجزرة كرعزير وسيبا شيخ خدر في آب 2007 ، كل هذه الأحداث حصلت في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة والأحزاب الكوردستانية ، لذا نرى من الطبيعي جدا ً صدور بيانات ، تنظيم مظاهرات ، فعاليات ، كتابات هنا وهناك تندد بالحدث أو الأحداث ، تبحث عن الأسباب ، تطالب بالحلول والمعالجات ، ومثلما حصلت أيضا ً في الفترة الأخيرة حول أختطاف وقتل شاب ايزيدي بطريقة بشعة وفي وضح النهار من مجمع شاريا ، بالتأكيد من حق الأيزيديين المطالبة بالتحقيق للوصول إلى الجناة وتقديمهم إلى العدالة لمحاكمتهم وفق القانون . إذا كان مثل هذا الخطاب " خطرا ً غزواتيا ً " من وجهة نظر البعض المستفيدين من أمثال السيد صلاح بدرالدين الضيف في كوردستان الأقليم والذي خرج عن نطاق وأصول الضيافة بمقاله عن ( الغزوة السياسية الأيزيدية ) والمفروض على قيادة الأقليم متابعة مثل هذه الحملات والوقوف عندها والتي تفوح منها رائحة الفتنة وخاصة مثل هذه الأصوات بعدم التجاوز على الحدود المرسومة لهم وفق القانون !! نعم إذا يعتبر أمثال بدرالدين الخطاب هذا بالغزوة ... فأين هو من الديمقراطية والتي يجب على الجميع العمل من أجلها وتطويرها .
ـ هل الخطاب الأيزيدي المنقود حاليا هو بالفعل خطاب ديني أصولي وطائفي، كما يُتهم، ام أنه خطاب كوردستاني يبحث عن موطئ قدمٍ له في كردستان المواطنة؟
ــ الخطاب المنقود والبعيد عن التشهير ، يعتبر في كل الأحوال أولى الخطوات نحو الأصلاحات ، بالتأكيد لا يوجد خطاب منقود بدون وجود خلل في المؤسسات سواءا ً كانت الحزبية أو الحكومية ، لذا نرى من حق الأيزيديين المطالبة بحقوقهم المفروضة أن تكون متساوية مع الواجبات التي قُدمت من قبلهم لصالح التجربة الكوردستانية الحالية ، حيث مواقفهم ، تضحياتهم ، شجاعتهم ، إقدامهم ومشاركتهم الفعالة والواسعة في كل الأنتخابات التي جَرت بعد سقوط بغداد وكافة الفعاليات والنشاطات قبل السقوط كانت لصالح التحالف والأحزاب الكوردستانية ، مثل الأستفتاء على الدستور وأنتخابات مجالس المحافظات وحتى الأنتخابات البرلمانية الأخيرة ، نرى بأن خطابهم المنقود ، خطاب كوردستاني للبحث عن موطئ قدم في كوردستان المواطنة لا غير .
ـ هل تعتبر الاصوات الفكرية، التي تنتقد المسار الكوردستاني الرسمي بقوة، حقيقةً اصواتاً معادية لكردستان، آم أنها أصوات معارضة تطالب بالتغيير؟
ــ كما أشرت سابقا ً بأن النقد هو أساس الأصلاح ، والذي ينتقد بالتأكيد سيكون في خانة الأصوات الفكرية النيّرة ، يشرّفني أن أكون من ضمن هذه الأصوات التي تطالب بالتغير ، سواءا ً على مستوى عراق المركز أو حتى كوردستان الأقليم الذي يهمنا الأمر أكثر ونأمل أن تكون تجربة الأقليم في مستوى من الرقي والتقدم يُحتذى بها في المنطقة ، لذا نرى بأن الأصوات الفكرية الأيزيدية التي تنتقد المسار الكوردستاني الرسمي ، أصوات كوردستانية حقة ، كُل أنتقاداتهم نابعة عن القلب ومن منطلق الحرص الشديد على تجربة كوردستان لغرض الأصلاح والتطوير والتغير نحو الأحسن .
ـ هل تعتقد فعلا بوجود اصولية دينية ايزيدية متنامية في الوسط الايزيدي كما يصورها البعض؟
ــ صحيح هنالك تيارات سياسية أخذت مسارا ً أيزيديا ً في أيديولوجياتها وبرامجها السياسية والحزبية مثل الحركة الأيزدية من أجل الأصلاح والتقدم وحزب التقدم الأيزيدي ، وربما سيشهد الساحة السياسية في العراق بالمزيد من مثل هذه الأتجاهات ، ولسنا هنا بصدد الدفاع عن مثل هذه التيارات والتي كانت وليدة ظروف وملابسات موضوعية قد تتحمل الأحزاب الكوردستانية في المنطقة أو على الأقل البعض من مسؤوليها جزءا ً كبيرا ً من الظهور لمثل هذه الحركات خلال تعاملها مع الأحداث ، لكن لا أعتقد بوجود أصولية دينية متنامية في الوسط الأيزيدي وفي مثل هذه التنظيمات حصرا ً ، حيث باعتقادي لا تزال هنالك إمكانية التحرك عليهم بغية الأستفادة العامة في مختلف المجالات التي تخص وتخدم المنطقة في المستقبل .
ألمانيا في
10/ 09 / 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق