بقلم / حسين حسن نرمو
يؤلمنا حقا ، ويعتصر القلب دما من شدة الألم ، حينما نأتي وفي مقدمة الكثير من المقالات ، التحدث عن مرحلة كنا ولا يزال نأمل بلا رجعة وغير آسفين عليها .. لكننا نضطر للأسف أن نشير اليها ربما للمقارنة بالوضع الحالي الذي يمر به الأنسان العراقي في العراق الجديد ، حيث من المفترض أن نقول بأن شتان بين عهدين أو عصرين ، الأول كانت الدكتاتورية في أوجها بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، والثاني وكما يدعون كل القادة السياسيين العراقيين بما فيهم الكورد ومن مختلف التيارات بأن العراق مقبل على الديمقراطية وكما هو واضح من خلال سلسلة من الأجراءات التي قامت وتقام فيه مثل الأنتخابات وصياغة الدستور ثم الأستفتاء عليه وها الأنتخابات مرة ثانية وكلها في عام واحد تقريبا ... ليصبح فيما بعد وحسب تصورات الكثيرين مركزا لتصدير الديمقراطية للمنطقة بأسرها ...
الكل يعلم حينما أعتلى الدكتاتور المقبور سدة الحكم في العراق ، عمل على أستحداث أجهزة قمعية كثيرة بأسم الحفاظ على الأمن وحماية نفسه من السقوط ، حتى بات يطلق على جهاز الأمن العام والذي كان حظه يتعثر أمام الدكتاتور ليسمي بالجهاز المريض ... بالتأكيد الذين كانوا يقودون تلك الأجهزة من المقربين لصدام حسين كأخوانه ونجله قصي على سبيل المثال لا الحصر ، بذلت تلك الأجهزة جهودا مضنية لكسب الشارع العراقي بشتى الوسائل الديماغوكية لمصلحة النظام والحزب الحاكم ، وكان تركيزهم على أقطاب رئيسية سواءا كانوا شخصيات معروفة أو رؤساء عشائر أو وجوه أجتماعية أو ... الذين أبدوا أستعدادهم ليبيعوا ضمائرهم لخدمة تلك الأجهزة مقابل حفنة من الدنانير ، لا لشئ ألا لمصالحهم الشخصية الضيقة وربما في بعض الحالات لتأذية أخوانهم ومن بني جلدتهم ، حتى تجرأ أحد الأجهزة الأمنية لأصدار كراس يتداول بين تلك الأجهزة القمعية ، ويتسرب من خلالها فيما بعد وبشكل متعمد لأطلاع الكثير من أبناء الكورد ومنهم الأيزيديين أيضا عليه ، حيث كان الكراس يصف تلك الشخصيات المتعاونة معهم بالمهزوزة على حد تعبير مؤلفيها المخابراتيين ، وما معناه من السهل لهم شراء ذمم الكثير من الشخصيات والتركيز على الأكراد ومنهم الأيزيديين طبعا لعجنهم وطبخهم في أروقة تلك الأجهزة المارقة في الفساد ، حيث كان الوصف أكثر وحشية ، لكننا لسنا بصدد البوح بأكثر ما قلناه لأعتبارات أخلاقية لا أكثر ....
بعد حرب الكويت وتحرير جزء كبير من كوردستان وأستقرار الوضع في الأقليم ، تمكن البعض من هؤلاء الذين تعاملوا مع تلك الأجهزة الأمنية التقرب من المصادر الرئيسية للقرار للحزبين الكورديين بشتى الطرق والذين أكتسبوا الخبرة فيما مضى ، وفعلا حصلوا على ما أرادوا ليتمكنوا من التأثير على تلك المصادر المسؤولة بطريقة أو بأخرى ، حتى بات للأسف مسؤولي الأحزاب الكوردستانية ـــ مصادر القرار ـــ ينظرون أو يرون بعيون هؤلاء لعامة الأيزيديين ...
وبعد سقوط النظام عام 2003 أزداد عددهم ليلتحق بالقافلة آخرين بعد أن كانوا متشددين وعلى الضد من القضية الكوردية وبتسلسل هرمي أكبر ومن الذين باعوا ضمائرهم برفاقهم القدماء لممارسة نفس الدور والذي سبق وأن مارس زملائهم في الساحة الكوردستانية وعلى حساب المصلحة الأيزيدية العليا والذين لا يؤمنون بها أصلا ، حتى بات البعض من الأخوان المخلصين ، المناضلين ، والمضحين من الكوادر والشخصيات الأيزيدية المحسوبين على الأحزاب الكوردستانية وللأسف يقدمون يد المساعدة لهؤلاء لتحقيق مآربهم ...
وبدل أن يبقوا هؤلاء المناضلين متحدين متماسكين متعاونين فيما بينهم لسد الطريق أمام هؤلاء الأنتهازيين ، ونقول للأسف مرة أخرى هم أيضا أنقسموا على أنفسهم ليصبحوا مجموعات أو تيارات داخل أحزابهم على حساب الأيزدياتي مرة أخرى ، وبالتأكيد لكل تيار منهم نفوذه الخاص ، وعلاقاته الخاصة مع مصادر القرار في أحزابهم ، كأن يكون المصدر رئيس الحزب أو المكتب السياسي أو رئيس الحكومة أو ..... مما يلحق الضرر بالمصلحة الأيزيدية والخدمات التي بأمكانهم أن يقدموها لبني جلدتهم ... وفعلا بان هذا التأثير على كيفية أختيار شخصيات أيزيدية في المناصب المناطة اليهم ، كأن يكون عضوا في البرلمانين العراقي والكوردستاني ، وفي الفترة الأخيرة تضاربت الآراء والأقتراحات حول أسم معين يتم ترشيحه من قبل مجموعة أو تيار أن صح التعبير في نفس الحزب ، حتى يتسارع الطرف الآخر ومن خلال مراجعه ربما الأقوى في الحزب من المحاولة لتغيير المرشح الأول بآخر أو شطبه من القائمة مثلما حصل لمرشح الأتحاد الوطني السيد شريف شيخاني ليصبح في التسلسل الرابع لمحافظة نينوى حسب ما نشرته لسان حال الأتحد الوطني الكوردستاني / جريدة كوردستاني نوى ، لكننا فاجئنا بخلو القائمة بعد أعلانها رسميا ، وهذا أكبر دليل على أنقسامهم الذي يضر بالمصلحة الأيزيدية العليا وكما أسلفنا ...
هؤلا أقصد المناضلين في صفوف الأحزاب الكوردستانية والمعروفين على الأقل لحد الآن بالنزاهة ، حيث يؤمنون أبناء الأيزيدية بنضالهم ، ولهم الحق بالتأكيد في معاتبتهم لعدم القيام بأدوارهم بالشكل المطلوب منهم ، وأكبر دليل لا يرون الأيزيديون هؤلاء في مناطقهم ولو لزيارات قصيرة ، للتعرف عن كثب على مشاكل ومعاناة بني جلدتهم ، معتمدين على تلك الوجوه المزيفة من شيوخ الثمانينات والتسعينات كما كانت تسمى في زمن صدام وبعض الذين يرون أنفسهم مثقفين للتلاعب بمشاعر الأيزيديين على حساب مصالحهم الشخصية مع هذا الحزب أو ذاك ، وهذا ما حصل فعلا شرخا كبيرا بين أبناء الأيزيدية والأحزاب الكوردستانية المناضلة ، وهذا ما يؤلمنا حقا ....
في الوقت الذي نأمل من الأحزاب الكوردستانية أولا ، عدم النظر الى الأيزيدية بعيون هؤلاء والعمل بآرائهم التي تنصب في خانة مصالحهم الشخصية ، حيث بأمكان الأحزاب ومن خلال قنواتهم المتعددة أجرا بعض أستطلاعات الرأي بين أبناء الأيزيدية وعلى شكل أستفتاء للتعرف عن قرب لمعاناتهم وكذلك الأخذ بآرائهم حول ما يقولون عن هؤلاء الأشخاص المعتمدين لديهم وبمثابة ممثلين عن الأيزيدية قسرا ... وثانيا نأمل من الأخوة المناضلين من الكوادر المحسوبين على الحزبين أن يكونوا متحدين متعاونين مع بعضهم البعض بما يقدرون عليه لتقديم الخدمات في كافة المجالات لبني جلدتهم ، ثم عدم أفساح المجال أمام المتطفلين الذين سبق وأن ذكرناهم ، بدأ من القاعدة لى رأس الهرم للتلاعب بشاعر الناس الأبرياء المعتزين بقوميتهم وأصالتهم والذين عقدوا الآمال على الأحزاب الكوردستانية لتحقيق مآربهم ؟؟؟
حسين حسن نرمو
المانيا في 21/ ك2 / 2006
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق