حينما قررت أن أكتب بعض السطور عن شخص الشهيد الشاعر أرجان ماري ، لم يكن الا تعبيرا عن الوفاء له كصديق ، وبما أنه من المؤنفلين مع الكثيرين من بني جلدتنا ، أردت أن يكون الموضوع أكثر شمولا ... نعم لا شك بأن عمليات الأنفال السيئة الصيت والذي استعان دكتاتور العراق المقبور صدام حسين للأسف بهذه التسمية مستمدا من القرآن الكريم قد ابتلعت عشرات الألوف ، حيث راحت ضحية تلك العمليات قرابة المائتي ألف من المواطنين الكرد في عموم كوردستان من مسلمين ومسيحيين وأيزيديين دون أي فرق أو تميز ، حيث لم يكن صدام حسين عادلا ألا في القتل والأجرام ، مؤكدا ذلك بنفسه وطبقا لمقولته المعروفة لدى العراقيين وما معناه ـــ اللي بضدنا نكص رأسه بالسيف ـــ خلال أحاديثه المملة سواءا كانت على شاشات التلفزة أو حتى في لقائاته الخاصة البعيدة عن القنوات الأعلامية الرسمية آنذاك مع شرائح المجتمع العراقي لعرض العضلات والتهديد والوعيد في نفس الوقت ...
في هذه الأيام تمر الذكرى السابعة عشرة لتلك العمليات المشؤومة ، لا بد أن نتذكر ضحايانا المؤنفلين والذي لا يستهان بالعدد مقارنة مع الأجمالي من ضحايا الأنفال ، والذين قاربت عددهم المائتي أيزيدي حسب الأحصائية التي كان للأخ صباح كنجي وهو من ذوي الضحايا أيضا له الدور المتميز حسب ما أعتقد في عملية الأحصاء والأعلان عنها لدى منظمات حقوق الأنسان ، ثم نشرها فيما في وسائل الأعلام وأخيرا على شبكات الأنترنيت أيضا . ولا يخفى علينا بأن كان من بين هؤلاء الضحايا الأيزيديين خريجي الجامعات والمعاهد من مهندسين ومدرسين ومعلمين وطلبة وعمال وفلاحين ، هذا ناهيك عن النساء والشيوخ والأطفال الرضع ايضا ، بعض العوائل أبيدوا بالكامل ، الأبوين والأطفال أجمعين ، والبعض الآخر أوشكوا على الأبادة لولا استنفاد أربابها بجلدهم من الملاحقة في تلك العمليات ليواصلوا مسيرة النضال والكفاح المسلح ضد النظام المقبور آنذاك ، هنا لا بد من الأشارة الى البعض منهم والذين نعرفهم عن قرب من الذين فقدوا العشرات من أفراد عوائلهم وذويهم وأقاربهم كالأخ علي حاول بكو والأخ خيري درمان ــ توفيق ــ والأخ صبحي خدر حجو ــ أبو سربست ــ والأخوين صباح وكفاح كنجي وآخرين كثيرين ، هؤلاء الذين نعرفهم وجلهم يعيشون في المهجر ...
أذن وكما تطرقت في الداية أردت أن أسرد بعض السطور عن الشهيد أرجان والؤنفل أيضا مع أخيه فريد ، قد لا يعرف البعض بأنه من الأحفاد المتميزين لذلك البطل الأيزيدي والذي سطر أسم الأيزيدية في التاريخ حينما تم تكريمه حاكما لولاية الموصل تقديرا لشجاعته في القتال مع الصفويين ومن قبل السلطات العثمانية آنذاك أنه ميرزا الداسني ــ ئيزدي ميرزا ــ أما أرجان الحفيد وما أن بلغ سن الرشد حتى ظهرت لديه الروح الوطنية والقومية والدينية ، وبدليل بعد أكمل دراسته المهنية بفترة ، التحق بصفوف الثورة الكوردية بعد أن كان منتميا لتنظيمات الحزب الديمقراطي السرية ، لكن سرعان ما آمن بمبادئ ومنهاج حزب الشعب ــ بارتي كه ل ــ بعد الأطلاع عليه ليناضل في صفوفه ، تدرج بسرعة في التسلسل الحزبي ليصبح فيما بعد من الكودر المتقدمة ويرأس مسؤولية اللجنة المحلية وعضو الفرع في منطقة بهدينان ... هذا بالأضافة الى ذلك كان من المهتمين بجمع التراث الأيزيدي الأصيل حرصا منه من الضياع ، ناهيك عن أهتمامه الخاص بكتابة الشعر وبلغة الأم ، حيث له من القصائد العشرات منها المنشورة أيضا آنذاك ، وكان له صداقة حميمة مع الشاعر الكوردي المعروف المرحوم صبري بوتاني حسب ما ورد في الكراس والذي تم الأعداد لها من قبل الأخ مروان شيخ حسن ــ أرجان ماري .. الحياه والشعر ــ كسائر عشرات الآلاف من الضحايا والذين كانوا لا حول لهم ولا قوة ، ورغم شكوكه بمصداقية العفو الصدامي للأكراد حينذاك ، لم يجد الا أن يكون من الذين سلموا أمرهم تحت رحمة أبشع الدكتاتوريات ، ورغم أنه كان من الذين أجرت معهم جريدة الثورة / لسان حال البعث الحاكم لقاءا حول مستجدات احداث والعفو الصدامي حينذاك الا أن مصيره ومصير أخيه أيضا أصبح في عداد المفقودين مع عشرات الآلاف من أخوته المؤنفلين ...
لذا لا يسعنا الا أن نقول ، بأن لا بد من أحياء الذكرى السنوية لهؤلاء الخالدين من بني جلدتنا ، لا بل تقليدهم أوسمة خاصة من لدن القادة الأكراد ولاسيما هم الآن على رأس الدولة العراقية وأقليم كوردستان الفيدرالي ، وكذلك نأمل من الأستاذ جلال الطالباني رئيس الجمهورية العراقية شمول ضحايا الأقلية الأيزيدية بالتكريم من لدن سيادته اسوة بأخوتهم والذي سمعنا ورأينا قبل أيام على شاشات التلفزة متبرعا مبلغا أربعمائة ألف دولار من مخصصاته الخاصة لضحايا عمليات الأنفال من البارزانيين أثناء زيارة سيادته لمرقد البارزاني ونجله أدريس ، وهذ أملنا في رئيسنا مام جلال ....
حسين حسن نرمو
المانيا في 13/9/2005
في هذه الأيام تمر الذكرى السابعة عشرة لتلك العمليات المشؤومة ، لا بد أن نتذكر ضحايانا المؤنفلين والذي لا يستهان بالعدد مقارنة مع الأجمالي من ضحايا الأنفال ، والذين قاربت عددهم المائتي أيزيدي حسب الأحصائية التي كان للأخ صباح كنجي وهو من ذوي الضحايا أيضا له الدور المتميز حسب ما أعتقد في عملية الأحصاء والأعلان عنها لدى منظمات حقوق الأنسان ، ثم نشرها فيما في وسائل الأعلام وأخيرا على شبكات الأنترنيت أيضا . ولا يخفى علينا بأن كان من بين هؤلاء الضحايا الأيزيديين خريجي الجامعات والمعاهد من مهندسين ومدرسين ومعلمين وطلبة وعمال وفلاحين ، هذا ناهيك عن النساء والشيوخ والأطفال الرضع ايضا ، بعض العوائل أبيدوا بالكامل ، الأبوين والأطفال أجمعين ، والبعض الآخر أوشكوا على الأبادة لولا استنفاد أربابها بجلدهم من الملاحقة في تلك العمليات ليواصلوا مسيرة النضال والكفاح المسلح ضد النظام المقبور آنذاك ، هنا لا بد من الأشارة الى البعض منهم والذين نعرفهم عن قرب من الذين فقدوا العشرات من أفراد عوائلهم وذويهم وأقاربهم كالأخ علي حاول بكو والأخ خيري درمان ــ توفيق ــ والأخ صبحي خدر حجو ــ أبو سربست ــ والأخوين صباح وكفاح كنجي وآخرين كثيرين ، هؤلاء الذين نعرفهم وجلهم يعيشون في المهجر ...
أذن وكما تطرقت في الداية أردت أن أسرد بعض السطور عن الشهيد أرجان والؤنفل أيضا مع أخيه فريد ، قد لا يعرف البعض بأنه من الأحفاد المتميزين لذلك البطل الأيزيدي والذي سطر أسم الأيزيدية في التاريخ حينما تم تكريمه حاكما لولاية الموصل تقديرا لشجاعته في القتال مع الصفويين ومن قبل السلطات العثمانية آنذاك أنه ميرزا الداسني ــ ئيزدي ميرزا ــ أما أرجان الحفيد وما أن بلغ سن الرشد حتى ظهرت لديه الروح الوطنية والقومية والدينية ، وبدليل بعد أكمل دراسته المهنية بفترة ، التحق بصفوف الثورة الكوردية بعد أن كان منتميا لتنظيمات الحزب الديمقراطي السرية ، لكن سرعان ما آمن بمبادئ ومنهاج حزب الشعب ــ بارتي كه ل ــ بعد الأطلاع عليه ليناضل في صفوفه ، تدرج بسرعة في التسلسل الحزبي ليصبح فيما بعد من الكودر المتقدمة ويرأس مسؤولية اللجنة المحلية وعضو الفرع في منطقة بهدينان ... هذا بالأضافة الى ذلك كان من المهتمين بجمع التراث الأيزيدي الأصيل حرصا منه من الضياع ، ناهيك عن أهتمامه الخاص بكتابة الشعر وبلغة الأم ، حيث له من القصائد العشرات منها المنشورة أيضا آنذاك ، وكان له صداقة حميمة مع الشاعر الكوردي المعروف المرحوم صبري بوتاني حسب ما ورد في الكراس والذي تم الأعداد لها من قبل الأخ مروان شيخ حسن ــ أرجان ماري .. الحياه والشعر ــ كسائر عشرات الآلاف من الضحايا والذين كانوا لا حول لهم ولا قوة ، ورغم شكوكه بمصداقية العفو الصدامي للأكراد حينذاك ، لم يجد الا أن يكون من الذين سلموا أمرهم تحت رحمة أبشع الدكتاتوريات ، ورغم أنه كان من الذين أجرت معهم جريدة الثورة / لسان حال البعث الحاكم لقاءا حول مستجدات احداث والعفو الصدامي حينذاك الا أن مصيره ومصير أخيه أيضا أصبح في عداد المفقودين مع عشرات الآلاف من أخوته المؤنفلين ...
لذا لا يسعنا الا أن نقول ، بأن لا بد من أحياء الذكرى السنوية لهؤلاء الخالدين من بني جلدتنا ، لا بل تقليدهم أوسمة خاصة من لدن القادة الأكراد ولاسيما هم الآن على رأس الدولة العراقية وأقليم كوردستان الفيدرالي ، وكذلك نأمل من الأستاذ جلال الطالباني رئيس الجمهورية العراقية شمول ضحايا الأقلية الأيزيدية بالتكريم من لدن سيادته اسوة بأخوتهم والذي سمعنا ورأينا قبل أيام على شاشات التلفزة متبرعا مبلغا أربعمائة ألف دولار من مخصصاته الخاصة لضحايا عمليات الأنفال من البارزانيين أثناء زيارة سيادته لمرقد البارزاني ونجله أدريس ، وهذ أملنا في رئيسنا مام جلال ....
حسين حسن نرمو
المانيا في 13/9/2005
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق