بقلم / حسين حسن نرمو
hussain-nermo@hotmail.de
في البداية ، وفي ظل الظروف الحالية وسط التهديدات التركية بأجتياح كوردستان ، والقصف المدفعي اليومي للمناطق الحدودية ، تحت ذريعة ملاحقة مقاتلي حزب العمال الكوردستاني ، وكما نرى من خلال شاشات التلفزة مدى أهتمام البارزاني والقيادة الكوردية بشكل عام بهذا الحدث الخطير للغاية ، ونعتقد بأن التوقيت لأرسال مثل هذا الوفد إلى كوردستان واللقاء مع رئيس الأقليم غير مناسب جداً .
ومن الجدير بالقول ، لو كان استقبال البارزاني لمثل هذا الوفد بصفة رئيس الحزب لما كنا بحاجة إلى كتابة مثل هذه السطور ، لكننا نعلم ونؤمن بعد مصادقة البرلمان الكورستاني المدعوم من الحزبين على ترشيحه لرئاسة الأقليم فهو بالتاكيد رئيساً لكل الكوردستانيين بما فيه جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق الفيدرالي ككوردي طبعاً ، وبالمقابل ايضاً الطالباني رئيساً لكل العراقيين بما فيه البارزاني أيضاً كعراقي ، لكن للأسف معظم أنصار الحزب الديمقراطي الكوردستاني لايريدون أن يفهموا هذا المبدأ، وإنما يعتبرون البارزاني وكافة المسؤولين الآخرين للبارتي في الحكومة الكوردستانية هم المملوكين لهم فقط ، لذا أود أن أشير إلى زيارة وفد البرلمان الكوردستاني برئاسة السيد كمال كركوكي إلى البرلمان الأوربي في بروكسل مؤخراً ، لحضوره المؤتمر الذي عُقد في قاعة برلمان بروكسل لتعريف الساسة والصحافة الأوربية بمعاناة الأكراد في المناطق المنسلخة من كوردستان وضرورة العودة إلى أحضانها وفق المادة 140 من الدستور العراقي ، وتسابق حينذاك انصار البارتي والكركوكي بشتى الطرق حتى الميكافيلية للوصول إلى حيث يوجد الوفد القادم من كوردستان بحيث صالة برلمان بروكسل لم تتحمل القادمين من مختلف الدول الأوربية وبدون دعوى ، مما أثار حفيظة أحد ابرز الأخوة الذين نظموا ذلك المؤتمر ليترك الكركوكي والمؤتمر والضيوف حينذاك عائداً إلى داره في الدولة الذي يقيم فيها .
وبمناسبة الوفد الذي أستقبله البارزاني ، حيث يعلم أغلبية الأيزيديين المقيمين في المانيا وبعض الدول المجاورة لها ، وبعد أحداث الشيخان وما تلاه من حوادث مؤسفة في بعشيقة ، تم تشكيل هيئة تحت أسم ( هيئة الفعاليات الأيزيدية ) ، وقامت فعلاً بالكثير من النشاطات وتمكنوا من إيصال الصوت الأيزيدي إلى العديد من مراكز القرار في أوربا الغربية وأمريكا ، وأشرفت على الكثير من المظاهرات في هذه الدول آخرها قبل الأحداث المؤسفة في كر عزير وسيبا شيخ خدر تظاهرة بروكسل المعروفة طبعاً لدى المشاركين وغيرهم والتي دخلت سجل الأحداث المهمة للأيزيديين ، وتزامنت بالطبع وبالصدفة مع زيارة الرئيس مسعود البارزاني إلى البرلمان الأوربي ، مما أثارت ضجة عارمة لدى أنصاره ومن الدخلاءعليهم ، سبقتها مناظرة تلفزيونية على شاشة تلفزيون كوردستان ، لينتقدوا لا بل يهاجموا القائمين والذين يودون المشاركة فيها ، باعتبارهم أعداء الكوردايتي ، ليحكموا عليهم بعدم إنتماهم إلى الديانة الأيزيدية وكأن مفتاح الأنتماء الديني والقومي بأيدي هؤلاء ، لكن حكمة البارزاني كانت الأدهى ، ليسقط تلك المراهنات التي ادعوا بها امام الملأ وخلال شاشة التلفزيون بأن للتظاهرة تأثير سلبي على شخصيته أمام البرلمان الأوروبي والذي أثبت العكس طبعاً ، حيث ارسل الرئيس رسالة تضامنية إلى المتظاهرين ، وأستقبل بعدها وفداً من القائمين عليها ، مؤكداً على الأساليب الديمقراطية لنيل الحقوق ، وكذلك أبلغهم على تشكيل وفد من تلك التنظيمات والبيوتات والجمعيات المشاركة في المظاهرة ليستقبلهم في كوردستان الفيدرالي ، وهذا بالطبع كان لها تأثير على معنويات هؤلاء المتشككين دائماً بنوايا الاخرين من الذين لا يعزفون على وترهم ، لذا عملوا وفق الأجندة التي تعودوا عليها خلف الكواليس وبالتنسيق مع مَن هم أعلى مرتبةً منهم لتشكيل وفد باي ثمن وعلى شاكلة هؤلاء الذين قابلوهم السيد مسعود البارزاني يوم الأربعاء الماضي مع الأحترام والأعتزاز الشديدين للقلة القليلة منهم والذين للأسف وقعوا في المصيدة ، ربما خوفاً على مصالحهم أو ينوون مقابلة رئيس الأقليم باي ثمن مع البعض من التشكيلة والذين كانوا حتى الأمس القريب يبكون على أطلال الدكتاتور صدام حسين ، حيث شاركوا مآساة أسيادهم حتى اللحظات الأخيرة قبل السقوط في التاسع من نيسان 2003 لا بل ذهبوا إلى سفارة النظام في ألمانيا والوقوف مع السفير ( الرجل المخابراتي ) وأزلامه من منتسبي الأجهزة الأمنية والمخابراتية وبأسم الجالية الأيزيدية ، في حين لم يكن يمثلوا حينذاك حتى أقرب المقربين لهم ، وها نراهم الآن على راس التشكيلة وجنباً إلى جنب مع أحد أبرز القادة الوطنيين من الذين ناضلوا عقوداً من أجل الديمقراطية للعراق والحقوق القومية المشروعة للأكراد . بقي أن نقول بأن الوفد الموجود الآن في ضيافة السيد رئيس الأقليم في كوردستان يخلو من العناصر التي دعاهم السيد البارزاني والمحسوبين على الجناح المعارض ، حسب ما يرون البعض من أنصاره في المهجر والذين أثروا بشكل أو بآخر على سمعة البارتي والبارزاني . أخيراً وليس آخراً بإمكان السادة القراء الأعزاء أن يجاوبوا حتى ولو كان مع أنفسهم على السؤال الذي أردنا منه أن يكون عنواناً لمقالنا هذا !!!
ألمانيا في
25 / 10 / 2007
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق