h.nermo@gmail.com
حاول الرعيل الأول من الطلبة الجامعيين ومن الشباب الأيزيديين في العاصمة بغداد خلال عقد السبعينات مراراً مع الجهات المسؤولة آنذاك للحصول على موافقة لفتح مركز ثقافي وإجتماعي خاص بالأيزيدية ، لكن محاولاتهم كانت تصطدم بجدار عازل أو ربما وفق شروط تعجيزية ومفروضة كما ترتأيه حكومة البعث وليس كما أرادوا أو خططوا لها لخدمة التراث الأيزيدي الأصيل آنذاك ... وبعد حوالي عقدين من الزمن حاول البعض من ( الرعيل الأول ) بعد أن هاجر قسم منهم خارج الوطن بسبب ظروفهم الخاصة وتعارض أفكارهم مع النظام السابق ، ثم رحيل الأخوين الأستاذ غانم اسماعيل نزام في قادسية صدام المشؤومة وفقدان الأستاذ حيدر نزام في أقبية صدام بعد اختطافه علناً وعلى مرأى من الناس من شوارع قضاء الشيخان وهو بالملابس الأيزيدية التقليدية ، والذي كان له إلماماً خاصاً بالتراث الأيزيدي الأصيل وعلى مشارف الإنتهاء لمشروع كتاب خاص بذلك ، وقيل فيما بعد بأن كان لأقرب صديق له دور في تلك العملية المخابراتية التي أدى إلى إختفاءه ربما لأنانيته وحفاظاً على مصالحه الشخصية الضيقة والمستقبلية ... نعم حاول الباقين من الرعيل الأول ، التموا حولهم الجيل الجديد من الشباب المهتمين بالشأن الأيزيدي وبمباركة الكثير من الوجهاء طارقين أبواب القيادات الكردية بعد تحرير الجزء الأكبر من كردستان في إنتفاضة آذار عام 1991 ، وكان لهم ما أرادوا بعد الدعم والتشجيع والتأكيد على الأصالة والخصوصية الأيزيدية في بعض الأمتيازات من قبل القادة الأكراد لتأسيس مركز لالش الثقافي والإجتماعي في دهوك عام 1993 ...
وما إن تم انتخاب أول هيئة إدارية بعد انتهاء مهام اللجنة التحضيرية حتى وجّه لها أصابع الإتهام بأنها محسوبة على الإتحاد الوطني الكوردستاني تحت ذريعة أكثرية أعضاء الهيئة كانوا من كوادرها والمؤيدين لهم ، نعم حكمنا عليهم قبل أن ننتظر ما سيفعلون خلال دورتهم لخدمة التراث الأيزيدي .
وهكذا توعدوا الإخوان والمحسوبين على الديمقراطي الكردستاني بالإعداد لخوض معركة انتخابات المركز بعد ها وللأسف تمكن مجموعة من هؤلاء إقناع مكتب المنظمات الجماهيرية التابعة للحزب الديمقراطي على دعمهم في الإنتخابات آنذاك ، وما إن تسرب أنباء من بعض الاخوان في تلك المجموعة نفسها حول إعداد قائمة من الجانب الآخر لتدخل المعركة الإنتخابية المزمع إجراءها نهاية عام 1994 , حتى دفع أعضاء الهيئة الإدارية والمحسوبين على الإتحاد أن يلتقوا خارج مركز لالش وفي دار أحد الأعضاء للمشاورة حول كيفية التعامل مع تلك الاشخاص أو بالأحرى مع الجهات التي كانت تدفعهم ، حيث كانت تلك الفترة حساسة بالنسبة لهم وفي فترة الهدنة الأولى التي تلت الأقتتال الداخلي عام 1994 ، وكان حضوري مع إثنان آخرين في ذلك اللقاء محض صدفة لا أكثر ، وحضر اللقاء أيضاً السيد محمود عيدو قادماً من سوريا آنذاك للمشاركة في المؤتمر ، وأجمعوا على صيغة للأتفاق مع الجانب الآخر خوفاً من فقدان ذلك المكسب الثقافي بين تلك الصراعات الغير لائقة ، وكان الإتفاق أن يكون عدد المرشحن منهم خمسة لا أكثر ثلاثة من أعضاء الإتحاد وإثنان من المستقلين هم السيد حاكم نمر والشيخ علو ، وفعلاً تم تكليف السيد خدر سليمان حيث كان أيضاً محسوباً عليهم حينذاك وذلك للمتابعة وتبليغ الفرع الأول بذلك الإتفاق ، لكن للأسف لم يتمكن من مقابلة المسؤول هناك ليترك ملاحظات بخصوص ذلك الأتفاق حسب ما ادعى فيما بعد ولم تستلم الهيئة الإدارية أي رد من الجانب الآخر مما توصلوا إلى قناعة بأن للحزب دور في دعم تلك المجموعة المكونة من ثلاثة عشر مرشحاً ، لذلك قرروا المشاركة الفعلية في مناقشة كافة فقرات المؤتمر وفي نهاية المطاف انسحبوا بهدوء عن الترشيح تاركين تلك العناصر أن يتنافسوا فيما بينهم عدا الشيح علو الذي رشح نفسه لكنه لم يحصل إلا على أصوات قليلة ليصبح عضواً احتياطاً مع تلك المجموعة ، من الطبيعي كان الإعتذار عن الترشيح مفاجئة ليس لتلك المجموعة فحسب وإنما لكافة المندوبين والذين جاءوا بهم للتلذذ بنشوة النصر على الخصم من بني جلدتهم حاملين الإثنان نفس الراية لخدمة تراث الكورد الأيزيديين.
وبعد فترة من استلام الهيئة الجديدة مهام الإدارة وفي إحدى جولاته الميدانية في محافظة دهوك ارتأى السيد مسعود البارزاني زيارة مركز لالش وما إن تم تحديد موعد الزيارة حتى قام وفد من الهيئة الجديدة بزيارة السيدخدر سليمان في داره لإقناعه بالحضور في ذلك الموعد ربما لإحراجهم أمام القائد الزائر لعدم وجود الوجوه المعروفة من الأيزيديين لدى القيادة الكردية آنذاك ، وكان لهم ما أرادوا ليحضر السيد خدر سليمان شارحاً للقائد الضيف ما جرى في العملية الإنتخابية موجهاً اللوم لقيادة الحزب في دهوك حسب ما ادعى بعد ذلك ... وبعدئذ تم تنصيب السيد خدر سليمان رئيساً فخرياً للمركز ولحد الآن مع الإحتفاظ بصاحب امتياز لمجلة لالش الدوريه ، وبعد ذلك المؤتمر حظي المركز بدعم لا محدود من لدن السيد نيجيرفان بارزاني حينما كان مسؤولاً على تنظيمات الفرع الأول واستمر الدعم بعد أن أصبح رئيساً لحكومة كردستان ـ أربيل ، وفي سنوات الألفية الثالثة أفلح بعض الوجوه الشابة بعد غياب المخضرمين لأسباب سياسية وشخصية في إدارة المركز وعلى أكمل وجه بعد أن تمكنوا من فتح فروع أخرى للمركز في سنجار وبعشيقة والشيخان وقرية ختارة النموذجية بين القرى الأيزيدية بعد رحيل النظام الدكتاتوري ، ناهيك عن صدور مجلة لالش بشكل دوري وما تحتويه من بحوث ودراسات قيمة تخدم التراث الأيزيدي الأصيل ، ثم عقد المؤتمر العاشر ونظراً لكثرة عدد الأعضاء في مركز لالش وفروعها الأربعة الأخرى اعتمدوا نظام المندوبين وبنسبة محددة من عدد أعضاء كل مركز ولم يتجاوز عددهم ( 250 ) مندوباً في المؤتمر الأخير ، وبعد انتهاء جلسات المناقشة للتقارير السنوية والفقرات الأخرى حسبما قيل تم تغير المسار المتبع سابقاً بالترشيح الفردي والإقتراع السري على إجراء الإنتخابات معتمدين وفق نظام القوائم مما كانت مفاجئة لدى الكثير من الأعضاء السابقين للهيئة والحضور أيضاً متذرعين بأنه الأنسب حالياً وفق نظام الإنتخابات والذي من المتوقع أن تجري في عموم العراق وكردستان خلال بداية العام القادم ، لكن أكثر الآراء تقول عكس ذلك تماماً حيث لا ينطبق مثل هذا النظام على انتخابات مركز لالش وخاصة ان أكثر من 80% من المندوبين الذين حضروا كانوا من المحسوبين على الحزب الديمقراطي ، إذن كيف يتم إعلان قائمة بإسم البارتي ومن الأيزيديين المخضرمين بقيادة خدر سليمان لمنافسة قائمة أخرى إن وجدت حسبما ما أعلنه السيد الوزير نمر كجو كما قيل ليقول بأن هذه القائمة للبارتي إذا كانت هناك قائمة أخرى للتحدي . من المؤكد كان يقصد بذلك القيادة الشابة والتي أبدعت في عملها في إدارة مركز لالش بعد المؤتمر العالمي حول الأيزيدية في المانيا عام 2000 ومشاركة وفد لالش حينذاك ثم الإنسحاب منه والذين أوقعوا قيادة البارتي في موقف حرج آنذاك نتيجة خلافات شخصية بين أعضاء الوفد والأخوان الموجودين هنا في ألمانيا وهم من نفس الجيل أيضاً ... ومن الطبيعي لم ولن يتجرأ أحداً على اعداد قائمة للمنافسة مع قائمة السيدان خدر سليمان والوزير نمر كجو ، ربما أصلاً لم يتهيأوا بقية الأخوان لذلك لأنهم اعترضوا على مبدأ إجراء الأنتخابات بنظام القوائم لا أكثر ... بقي أن نقول وربما هذا رأي أكثرية الأيزيديين هنا في المهجر ، نعم نقول للأخوة المخضرمين من المقيمين في اوربا وحتى الذين زاروها أيضاً وأطلعوا على الكثير من انظمة إجراء الأنتخابات ألم يجدوا اسلوب آخر للمنافسة ليتم تطبيقه في انتخابات المركز الرائد ( لالش ) ، وكذلك نقول لهم ونخص بالذكر السيد خدر سليمان والذي له علاقات واسعة مع قيادة الحزب الديمقراطي على حد علم الجميع ألم تكن من الأجدر أن تحاول مع القيادة المذكورة كي تتبوأ وظيفه اخرى ليس في كردستان وتخدم الأيزدياتي والأيزيديين حيث هم بأمس الحاجة في المرحلة الراهنة بعد تحرير العراق من الدكتاتورية ، وتدع الشباب المثقفين لإدارة المراكز الثقافية لأنهم أبدعواوحققوا شعبيه كبيره للمركز وأثبتوا جدارتهم في الإدارة خلال الأربع سنوات الماضية بعيداً عن الصراع على المصالح الشخصية الضيقة مثلما فعلتم على مدار عقد من الزمن ؟؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق