تؤكد القيادة الكردية والمتمثلة بشخصي السيد مسعود البرزاني والأستاذ جلال الطالباني وفي أكثر من مناسبة على أصالة الأيزيديين بأعتبارهم أصل الأكراد وهم أكراد أقحاح , وهذا ما يؤكده أكثر الباحثين وفق العناصر التي يعتمدونها في دراساتهم وبحوثهم حول أصالة وعراقة هذه الديانة ... والأيزيديين أيضاً لا يشّكون في إ نتمائهم القومي وأكبر دليل على ذلك حينما رفض حشد كبير من مثقفيه عام 1991 مساومة الحكومة البعثية البائدة مع وفد الجبهة الكردستانية في المفاوضات مع الحكومة المركزية على إجراء استفتاء في مناطق تواجد الأيزيدية حول الأنتماء القومي لهم على اساس وحسب نظرة البعث بأنهم عرباً لا محال .
هذا الموقف ومواقف اخرى كثيرة تؤكد مدى تمسكهم بالإنتماء القومي أي كرديتهم ...
إذن طالما نتمتع بحصانة الأصالة والعراقة لدى قادتنا الأفاضل فلا بد أن نعبر عن آرائنا وأفكارنا والتي تنصب في خدمة الأيزدياتي بجرأة ومصداقية وخاصة فيما يخص اختيار مَن يمثلنا في المواقع الإدارية العليا والحساسة ...
دعنا نعود بضعة سنوات إلى الماضي القريب وتحديداً بعد انتفاضة 1991 وانتخاب برلمان كردستان وتشكيل الحكومة لأننا نعتقد بأن العراق الجديد سيكون امتداداً لتجربة كردستان الديمقراطية في المنطقة , حيث في البداية كان التمثيل الأيزيدي مفقوداً عدا المواقع الحزبية , ووجد فيما بعد لكن تم اختيار شخصيات ( وجهاء ) على أساس الأنتماء الحزبي أو درجة الولاء لتلك الشخصيات والتي ظهرت بعد الإنتفاضة طبعاً , حتى وصل الحد أن يكون ممثلنا في أقدس مؤسسة " شخصية " تم اخياره على اساس المرجعية الدينية ودرجة الولاء أيضاً , في الوقت الذي لايليق به ذلك المنصب حسب نظرة الأيزيديين لمراجعهم الدينية وكان هو أيضاً شخصاً غير كفء لذلك المنصب .. وهذا ما نأسف عليه في الحقيقة لأنها تضيع الفرصة على العشرات من الشخصيات الأيزيدية الكفوءة والمثقفة والمستقلة , لكنهم في نفس الوقت معتزين بإنتماءهم القومي وليس الحزبي ...
هكذا إذن وبعد أكثر من عقد من الزمن على التجربة الديمقراطية ولو نسبياً في أقليم كردستان والتي كانت على مدى تلك السنوات قلعة لمناهضة الدكتاتورية ليتحقق آمال العراقيين برحيل النظام الدموي إلى حيث لا رجعة والذي كان قابعاً على رقاب شعب العراق بكل أطيافه , وها لا زلنا نحن الأيزيديين نراوح في نفس المكان لا نملك حرية اختيار مَن يمثلنا وبقي الاختيار والإعتماد مقتصراً على الأحزاب ومن حق الأحزاب الطبيعي ترشيح أشخاص منتمين أو موالين لهم لتقليد المناصب وتمثيل الأيزيدية وهذا ما حصل أيضاً في الفترة الأحيرة حينما تم ترشيح ممثلي الأيزيدية في المؤتمر الوطني العراقي على أساس المنافسة الحزبية والنتيجة تكون دائماً على حساب الأيزيديين ويقع الأختيار على تلك الشخصيات والذي تم الحديث عنهم فيما سبق بغض النظر عن ماضي تلك الشخصيات وشعبيتهم عند الأيزيديين ..
كل هذا الذي حصل وربما سيحصل أيضاً في المستقبل نتيجة أسباب عدة منها وحسب ما أراه هي عدم قدرة المراكز والجمعيات الثقافية الأيزيدية على إثبات وجودها وتوحيد كلمتها منشغلةً في صراعات فيما بينها على حساب خدمة الأيزدياتي حيث كان بإمكانهم تقديم خدمات أكثر لو حافظوا على استقلاليتها والتعامل مع الواقع الجديد للعراق بشكل مباشر دون وسيط ,ويجب أن لاننسى المراجع الدينية الذين حادو بدورهم عن الخط العام للميل لهذا الطرف أو ذاك والمفروض أن يتمتعوا بالإستقلالية ككل المراجع للأديان الأخرى , وكان بإمكان رأس الهرم الإعتماد على شخصيات منصفة ونزيهة من بني جلدته لإثبات وجودهم والمشاركة في العراق الجديد والجدير بالذكر كانت هناك محاولات فردية من شخصيات نزيهة ذات مكانة مرموقة لدى الأيزيدية لكنهم اصطدموا بجدار عازل ليواجهوا محاربة فعلية من أناس للأسف محسوبين علينا وبدعم أطراف أخرى أقوى من طاقات تلك الشخصيات النزيهة والتي حالت دون وصول تلك الأصوات إلى بيت القصيد , لا بل وصل الحد بهم أن يلاحقوا ليتم اعتقالهم أيضاً ...
طالما الأمر كذلك ولا بد من اختيار ممثلينا من قبل الأحزاب الكردية في المرحلة الراهنة , لم يكن بوسعنا إلا أن نأمل وبحكم حصانة الأصالة من الأحزاب وقادتها مراعاة بعض الأمور الهامة حينما يقع الأختيار على الأشخاص الذين يمثلون " المستضعفين الأيزيديين " ومنها ...
*حينما يتم الأختيار نرجو أن يكونوا من العناصر النزيهة لا الأنتهازية الذين على استعداد دائم لبيع المبادئ والقيم لحساب مصالحهم الشخصية وترك هذا الحزب أو ذاك من أجل المصالح الشحصية الضيقة ...
** حينما يقع الأختيار يؤخذ بنظر الإعتبار المناطق الأخرى للأيزيدية والذين تحرروا أيضاً بعد تحرير العراق , حيث للأحزاب الكردية مقرات في كل تلك المناطق
*** حبذا لو يتم الأختيار بالإعتماد على العشرات من ذوي الشهادات العليا وهم الآن أساتذة جامعات ناهيك عن وجود الآلاف من خريجي الكليات وذوي كفاءات عالية في كافة المجالات ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق