الاثنين، 28 أبريل 2008

جدلية العلاقة بين اصحاب الحقوق والعملاء أوالمأجورين في كوردستان / حسين حسن نرمو

بقلم / حسين حسن نرمو
hussain-nermo@hotmail.de
كل الأنظمة ، منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 وحتى قبلها ، عارضت بشكل أو بآخر حق الكورد في كوردستانهم الموعودة ، بدءا ً من النظام الملكي مرورا ً بعراق " الجمهورية القاسمية " والأخوين العارفيين وصولا ً إلى النظام الدكتاتوري البائد ، والذي مارس الأخير الجينوسايد بحق الكورد ، مستخدما ً الأسلحة المحظورة دوليا ً " السلاح الكيمياوي " في حلبجة الشهيدة ، ثم عمليات الأنفال السيئة الصيت والتي راح ضحيتها قرابة المائتان ألف من المواطنين الكوردستانيين العزل ومن مختلف أطياف الشعب الكوردستاني .
إذن ! كلما طالبوا الأكراد بحقوقهم ، قامت القيامة عليهم ، لذا قاموا بثورات ، أسسوا منظمات وأحزاب فيما بعد ، دخلوا في مفاوضات مع مختلف الأنظمة موحدين أحيانا ً ومشتتين أحيانا ً أخرى ، فشلوا في بعضها ، توصلوا إلى حلول نصفية في بعضها الآخر ، تلك الحلول النصفية أيضا ً " بيان الحادي عشر من آذار على سبيل المثال لا الحصر " ، كانت في صالح الأنظمة وساعدت على تقويتها وبالتالي إطالة عمر الدكتاتوريات .
داخليا ً هم أيضا ً كانوا موحدين تارة ومشتتين تارة ً أخرى ، لا بل منشقين عن بعضهم البعض " سياسيا ً " ، دخلوا في تحالفات جبهوية " جود " و " جوقد " بعد التعددية الحزبية ، تحالفوا مع الأنداد أحيانا ً ضد بعضهم البعض ، عقدوا أتفاقيات ومعاهدات مع بعضهم البعض خارج كوردستان ... توصلوا في نهاية المطاف إلى حقيقة مفادها " لا بد من التحالف القوي ضد الأعداء الكثيرين داخليا ً وخارجيا ً " ، وفعلا ً ولدت أتفاقية أستراتيجية تم التوقيع عليها بين الطرفين الرئيسيين في الميدان الأتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني .
إذن ! مرت القضية الكوردية المعاصرة بفترات عصيبة جدا ً ، تم أجتيازها إلى أن جاءت الفرصة الذهبية ، بعد مغامرة الأجتياح الصدامي لدولة الكويت وأندلاع الأنتفاضة الآذارية في الكثير من مناطق العراق بما فيهم المناطق الكوردستانية .
كل الثورات والحركات التحررية وحتى الأحزاب السياسية ، معرضة إلى الأختراق من قبل المعادي ، سواءا ً كان هذا المعادي نظام حكم أو حزب آخر ، لذا فأن الحركة التحررية الكوردستانية بكافة تنظيماتها لم تكن مستثنية من هذه القاعدة ، لا بل تعرضت إلى شتى صنوف الأختراق والمعاداة من الجواسيس ، العملاء ، فرق الموت المفخخ كما حدث مع قائد الحركة المرحوم البارزاني مصطفى في بداية السبعينات ، الرسائل المفخخة والذي أستشهد أثرها المناضل صالح اليوسفي وعمليات الأغتيال في الداخل والخارج من قبل عناصر مخابراتية مدربة والمحسوبة على الطرف المعادي للحركة التحررية الكوردستانية .
للأسف نقول بأن الكثير من تلك العناصر المستخدمة في العمليات تمت أختيارها من " الجسد الكوردي ضد الجسد الكوردي " ، الذين باعوا أنفسهم بشكل أو بآخر مقابل أغراءات من الطرف المعادي للحركة ، والحالة الغريبة في كيفية تصرف الأنظمة الحاكمة في العراق الجمهوري بعد ملكية " فيصل الثاني " مع الحركة التحررية الكوردستانية هو أستغلال الخلافات العشائرية بين التي تحت سيطرتها والآخرين الموالين للحركة بما فيه رأس القيادة آنذاك ، سرعان ما توسعت الدائرة بعد الأغراءات المادية من قبل الحكومة لتشمل عشائر أخرى ومن أطياف أخرى من الشعب العراقي ، لتتصدر مثل هذه " التجربة التخوينية " إلى كوردستان توركيا أيضا ً ، أستخدمتها الحكومات التركية لقمع نضال الشعب الكوردي هناك فيما بعد ....
لم تكن مشاركة هؤلاء والذين كانوا من أقوى الموالين لأعداء الكورد في الأنتفاضة الآذارية المباركة بعد أندلاعها بدافع الحس الوطني ، إنما جاءت مشاركتهم من أجل الحفاظ على ديمومة مصالحهم ، خاصة بعد أن توصلوا إلى قناعة بأن نظام الحكم زائل لا محال . نتيجة ً لما أكتسبوا من الخبرات في التعامل مع " الفوق المسؤول " في النظام الدكتاتوري ، تمكنوا فعلا ً وبنفس الأساليب التقرب من " الفوق الكوردي المسؤول " ، منهم أقتربوا بأسلوب " النسابة الشرعية أو ... " وآخرين بالشراكة مع هذا المسؤول أو ذاك بالمال الذي تم جمعه ثمن تعاملهم مع النظام ، بحيث وصل البعض إلى مصادر القرار وتمكنوا من الأختراق في مختلف المؤسسات سواءا ً كانت الحزبية أو الحكومية أو البرلمانية ، لتتوسع الأختراق فيما بعد وتشمل المؤسسات الحكومية والبرلمانية على مستوى " العراق المركز " ، بعد أن كان البعض منهم يرتدون البدلات الزيتونية إلى التاسع من نيسان / 2003 أثناء سقوط الصنم ، حصل هذا بعد أستفادتهم من العفو السياسي من لدن القيادة الكوردستانية بعد الأنتفاضة " عفى الله عما سلف " .البعض من هؤلاء أياديهم ملطخة بدماء عشرات الآلاف من المؤنفلين الأبرياء ، شاركوا هؤلاء مع القوات الحكومية في الكثير من العمليات القتالية على معاقل ثوار الحركة التحررية الكوردستانية ، هذا ناهيك عن ملاحقة هذا أو ذاك من المواطنين الأشراف الوطنيين والذين لا يتماشون مع ما هو مخطط في أذهانهم ، حيث كانوا هؤلاء السبب في وصول الكثير من المناضلين إلى حبل المشنقة في سجون النظام الدكتاتوري البائد ، ها أخيرا ً تربعوا على كراسي ليصبحوا أصواتا ً والتي من المفترض الدفاع عن حقوق المغلوبين من المناضلين ، الشهداء الراحلين ، المرّحلين ، المظلومين ، السجناء السياسيين ، المؤنفلين ، ثوار الثورات " قادة ميدانيين . الكثير من هؤلاء المناضلين الأحياء ، البيشمه ركه ، الشهداء المؤنفلين لم يحصلوا على أستحقاقاتهم في "كوردستان الواقع " تحت ذرائع شتى وحسب مزاج القائمين على الدوائر المفتوحة لهذا الغرض ، في حين ملاحقيهم الأنداد " المعززين المكرّمين " حصلوا على أستحقاقاتهم " اللاقانونية " و " اللاشرعية " ليستلم الشخص الواحد منهم ميراثه " الراتب التقاعدي " والذي يفوق أستحقاق العشرات من الضحايا .
فيا للعجب !!!
يا ترى لو علموا هؤلاء بالأمر في حينها ....
هل كانوا سيناضلون بذلك الحماس ؟
هل كانوا سيفدون بأرواحهم من أجل المبادئ التي تربوا عليها ؟
هل كانوا سيجازفون ضمن الحلقات السرية في النضال ضد الدكتاتوريات المتلاحقة ؟
هل كانوا سيلتحقون بالجبال الشمّاء " الصديق الوفي " كقاعدة للنضال من أجل الحقوق المشروعة ؟
هل كانوا سيكتبون " الشبان " الشعارات وتعليق اللافتات في ظلام الليالي ، " ليعهدوا من خلالها أنفسهم وما بذمتهم بأن لا يبقى بعثي كوردي في أرض كوردستان " .

حسين حسن نرمو:الصراحة والموضوعية أثارتا حفيظة اللالشيون * !!!

الذي تابع الصحافة ، والأيزيدية بشكل خاص المتمثلة بالصفحات الألكترونية الحرة في الفترة الأخيرة ، " بحزاني نت " على سبيل المثال لا حصراً ، يرى بشكل واضح مدى تأثير الحوار أو البحث الذي يقدمه الأخ والباحث القدير هوشنك بروكا بعنوان " كوردستان الحاضرة الغائبة أيزيدياً " ، على القراء المهتمين بشكل أو بآخر بالقضية الأيزيدية المعاصرة ، حيث دخلوا في الحوار الكثير من الأخوة ، عدا المستطلعين آرائهم في الحوار والذي فاق عددهم الثلاثين كاتباً من هنا وهناك للأدلاء بآرائهم وفقاً لقواعد الصحافة والكلمة الحرة لخدمة مبادئ الأيزيدياتي .

هذا الحوار الذي بني على الموضوعية بعيداً كل البعد عن المجاملة المزيفة ، بحيث دفعت ببعض الأقلام إلى الكتابة ربما لأول مرة إيماناً منهم بالقضية ، أحدث هذا الحوار فعلاً ضجة أعلامية آملين أن تصل إلى مصادر القرار ، هذه الضجة لا بد وأن تكون لها تأثير مباشر على مصالح البعض ، منهم المترفين الذين لا يرغبون إثارة مثل هذه الضجات ، التي تولد حركة فكرية بين الناس والذي يرون هؤلاء من هذه الحركة خطراً على مصالحهم الضيقة وتهدد كيانهم الراهن .


هذا الحوار الهادئ ، الهادف ،الفعال ، المتشنج أحيانا ً ، أزعج الأخوة " اللالشيون " أكثر حينما تم نشره ، وقراءته من على صفحات الناطق الرسمي بأسم حكومة أقليم كوردستان ، وإهماله من قبل صحافة أهل الدار في الوطن ، الذي من المفترض لا بل من واجب الأمانة الصحفية والأعلامية والأخلاقية أن يطلع مصادر القرار في الحكومة عليه بما فيه رئيسها السيد البارزاني نيجيرفان ، والذين للأسف يقتدون هؤلاء بأسمه في كل صغيرة وكبيرة وفق مخططاتهم اللامسؤولة تجاه بني جلدتهم ، كنا نأمل من أخوتنا اللالشيون أصحاب الشأن المشاركة في الحوار على الأقل في الدفاع عن أنفسهم ، في الوقت نفسه توقعنا رد فعلهم الغاضب مع محاولاتهم لطعن الحوار كله من الخلف بخناجرهم المسمومة ، لكن بعد نشره على موقع الحكومة كما أسلفنا تراجعوا بعض الشئ من طرق أبواب مصدر أو مصادر القرار الذي يقتدون به حول هذا الغرض ، لذا لم يكن بوسعهم إلا أن يطعنوا جزءاً مهماً من الحوار " بحزاني نت " عودة ً إلى أساليبهم الديماغوجية الرخيصة والعمل وراء الكواليس .

آلية تنفيذ خطة الطعن وبأرخص الأساليب كما ذكرنا ، فاجئت بها الضحية نفسها والتي فاقت كل التوقعات والتصورات وجاءت للأسف من خلال فضيلة " رئيس القوالين " ، حيث المعروف عنه شخصية دينية ، أجتماعية ، معنوية ، قوية ، مثقفة إلى حد ما مقارنة ً مع بقية أعضاء المجلس الروحاني ، والذي نضعه " أي رئيس القوالين " دوما ً في خانة " الرمز " من أجل دفع عجلة الأيزيدياتي إلى الأمام في دوامة الصراعات ، بأعتباره الجزء المهم من التمثيل القيادي الديني الأيزيدي ، وجه هذه الشخصية رسالة مفتوحة إلى نجله السيد سفو قوال سليمان رئيس تحرير بحزاني نت الغنية عن التعريف ، والتي أستلمنا كموقع قنديل نسخة منها ، لكننا تحفظنا على الرسالة من النشر ، متوقعين أنها ستكون بدافع من الفتنة ، تلك الرسالة التي حملت أسم " رئيس القوالين " وبفعل قلم أو ربما أقلام لآخرين ، أرادوا من ورائها التشهير والأنتقام من صفحة بحزاني نت ورئيس تحريرها ، بعد أن أثبتت الجدارة في الدفاع ليس عن حقوق الأيزيدية المغلوبين على أمرهم فحسب ، بل تدافع وبقوة عن حقوق الأقليات العراقية الأخرى كافة ، حيث بان الهدف في نهاية الرسالة بعد مقدمة طويلة ليتبرأ " كبير القوالين " من كتابات نجله والتي تمس بدافع النقد البناء والتي لا تتماشى مع مزاج هذا وذاك من " أبطال الحركة التحررية الكوردستانية الجدد " ، وخاصة فيما يتعلق بمقاله الموسوم " هل يبقى الأيزيدي غريبا ً في كوردستانه " ، مكحلا ً في البداية وبأسلوب المديح والثناء لعشيرتي البارزانيين والزيباريين ، وكأن الأخ سفو قد شتم هاتين العشيرتين ، إلا إذا أعتبروا " الأشارة إلى أستعلاء الهوية العشائرية لهما في العراق الجديد وكوردستان الحاضرة بمثابة الشتيمة " ، حيث توسعت هذه المرة دائرة الخطوط الحمراء ، ربما ستشمل في المرات القادمة عشائر تناسب هذا أو ذاك من القيادات الشابة في كوردستاننا لا تخطر على بال الكثيرين منا .

هنا لا بد وأن يتبادر إلى أذهان الكثير منا ، الكثير من الأسئلة أيضا ً، وبأداة الأستفهام هل ؟؟؟ . هل ستبقى الحال على ما هو عليه ؟ هل تعلم القيادة بمثل هكذا أفعال ؟ هل ستتعامل الحكومة والقيادة الكوردستانية بعد كل الذي حصل مع هكذا عناصر على حساب المصلحة الأيزيدية العليا ؟ هل سيتم محاسبتهم أو أعفائهم من المناصب وحرمانهم من ميراث الراتب التقاعدي ؟ وهل وهل وهل ...... ؟ سنجزم هذه ال " هلااااااااات " ومهما تكون الأجوبة سواءا ًبال " اللااااات " أو بال " النعمااااات ، ستصبُ في أعتقاد الكثير منا نهاية المطاف في خانة المصالح لهؤلاء ... إلى أن تجد القيادة آخرين ومن أمثالهم الذين ينفذون أوامر الجهات الرسمية العليا أفضل من الذين سبقتهم ، ولتكن على حساب أي مَن كان ؟؟؟
بقلم / حسين حسن نرمو
hussain-nermo@hotmail.de
.................................................

* الذين نقصدهم هنا كل الذين حاولوا من خلال مراجعهم على أفشال أو طعن مثل هكذا حوار موضوعي وبناء ، بعيد كل البعد عن التملق لهذا أو ذاك من أجل خدمة مبادئ الديانة الأيزيدية العريقة بدءا ً من أكبر رأس وإلى .... .

الأحد، 27 أبريل 2008

رأي حول الآراء المطروحة لتشكيل مرجعية أيزيدية

حسين حسن نرمو
يدار في الآونة الأخيرة جدلا واسعا وعلى مستويات عدة ، وأحيانا بالتحاور مع سمو الأمير تحسين بك ، حول أيجاد صيغة لتشكيل مرجعية أيزيدية ، وهنالك من سماها بهيئة استشارية موسعة أو حتى برلمانا مصغرا لهذه الأقلية التي ذاقت الأمرين وعلى مدار الزمن الغابر ، سواءا كان من خلال عمليات التنكيل والأبادة الجماعية ، التي تعرضت لها للنيل من مبادئها وأيمانها المطلق بوحدانية الله وطبعا تحت ذرائع شتى ، كأن تكون الأشراك وعبادة اله الشر حسب رؤيتهم ، أو من خلال الدراسات والبحوث لكتاب مرتزقة حاولوا بشتى الطرق تشويه الحقائق حول هذا الدين العريق ، وربما نال البعض منهم شهادات كالماجستير او الدكتوراه مقابل تزوير الحقائق .ما يهمني في هذا المقال المتواضع وربما للكثير من القراء الكرام أيضا هو . هل نحن فعلا بحاجة الى مثل هكذا مرجعية أو هيئة أو برلمانا مصغرا ، وبالتأكيد الأختلاف لن تكون على التسمية بقدر ما تفعل أو تفيد هذه التشكيلة أن وجدت ؟ وما هي السبل لأيجادها أو تشكيلها أو حتى أنتخابها ؟نقول نعم نحن بأمس الحاجة الى مرجعية أيزيدية في هذا الوقت بالذات قبل غيره ، لكن منتخبة ، وهذا النعم طبعا مدعوم بأسباب عديدة منها وحسب ما نراه ...أولا / في كل صغيرة وكبيرة نلوم ونعاتب سمو الأمير والباقين من قيادتنا التقليدية على كيفية أتخاذ الخطوات اللازمة للتعامل مع كل واقع من أجل المصلحة الأيزيدية العليا ، لذا في حالة وجود مرجعية أخرى مع سمو الأمير والمجلس الروحاني ، بامكانهم دراسة كل خطوة وفق أجندة خاصة تفيد الأيزيدية في كل مرحلة تلائم الظروف الموضوعية ، طبعا من خلا ل تشكيل لجان متخصصة ومستشارين متخصصين في كافة المجالات كأن تكون سياسيةأو اقتصادية أو حتى دينية لسمو الأمير والمجلس الروحاني ...ثانيا / نقول لو كان هنالك مستشاريين متخصصين ، وكما ذكرنا في أولا ، لما وقع السيد حازم تحسين بك في متاهات مع احدى القنوات الأعلامية ، بعد أن أوكل اليه والده مهام المناوبة في الوطن لسفر سموه مع نائبه خارج الوطن لأجراء الفحوصات الطبية ...ثالثا / لو وجدت مرجعية أيزيدية ، بامكانها ومن خلال لجانها المتخصصة التعامل مع الحكومة المركزية وحكومتي أقليم كوردستان من موقف أكثر حصانة حول حقوق المواطنة والخصوصية الأيزيدية في كافة المجالات أسوة بباقي أطياف النسيج العراقي ، وبالتأكيد ستكون لها الدور الرئيسي في اختيار رجال مناسبين يتمتعون بالنزاهة والمصداقية لدى الأيزيدية وحسب الكفاءة طبعا في المناصب أو حتى أعضاء البرلمان المركزي والأقليمي والذين يتم الأتفاق على العدد ربما وفق مبدأ المحاصصة من قبل الأحزاب الكوردستانية والمشكورة سلفا ، وفي هذه الحالة لن تطول الألسنة بالنقد ربما اللاذع حول تصرفات هذا أو ذاك من الذين يتم اختيارهم من قبل تلك الأحزاب وهم طبعا من الموالين أو المنتمين لهم وهذا من حقهم لتمثيل الأيزيدية لديهم ، وبالتأكيد هنالك أسباب أخرى وكثيرة يعلم بها القراء الأفاضل أيضا ...لكن نرجع ونقول والكل يعلم أيضا بأن لولب الحركة نحو هذه المرجعية هو سمو الأمير تحسين بك ، حيث لا يمكن تشكيلها على الأقل في الوقت الحاضر الا بموافقته ، لكن للأسف وكما هو معلوم لدى الجميع بأنه يبدي دائما بعض التحفظات على كافة الطروحات حول ذلك تحت ذرائع واهية حسب ما نعتقد ، ربما ظنا منه ستكون البديل له في السلطة والأدارة ، لكننا نعتقد العكس بأنه لو حصل وأبدى موافقته على ذلك سيعزز من مكانته وربما قدسيته لدى الكثير من بني جلدته ، حيث سيبقى على رأس الهرم بمثابة الرمز كالملوك والأمراء ولا يمكن اتخاذ القرارات المهمة ألا بموافقة سموه ....أذن ربما نسأل جميعا ، ماهوالسبيل الذي يمكن من خلاله ايجاد أو تشكيل هذه المرجعية بعد الأتفاق انشاءالله ؟نقول من الممكن جدا عقد مؤتمر موسع في الوطن طبعا بعد عودة سمو الأمير ونائبه ، وبمشاركة النخب المتميزة من أبناء الأيزيدية ومن كافة المناطق في العراق لا بل من الدول التي تتواجد فيها الأيزيديون أيضا ، بدأ من الرموز الأجتماعية المعروفة ورجال الدين ، وكذلك من مختلف شرائح المجتمع الأيزيدي من أساتذة الجامعات والأطباء والمهندسين والقضاة والمحامين والمدرسين والمعلمين وحتى طلبة الجامعات ، وأيضا بمشاركة فعالة من الجمعيات والمراكز والتجمعات والحركات الثقافية والأجتماعية والسياسية في داخل الوطن وخارجه ....حيث من الممكن جدا أنتخاب نخبة متميزة وموسعة يتم الأتفاق على العدد في المؤتمر ، هذه النخبة طبعا ستكون مسؤولة أمام المجتمع للمطالبة بالحقوق والدفاع عنها في كافة المحافل ، وفي حالة تحقيق ذلك سنكون قد وضعنا الحجر الأساس لتقوية مصدر القرار الشرعي الأيزيدي لأتخاذ خطوات مهمة جدا في الوقت الحاضر ، ابتداءا من الأهتمام الجدي بتوثيق النصوص الدينية في كتاب مقدس ، والى مزيد من الخطوات الأخرى نحو الأصلاحات

رأي آخر ... حول الآراء المطروحة لكيان سياسي للأيزيدية

حسين حسن نرمو

في بداية التسعينات وتحديداً في الفترة المتزامنة مع المحاولات الجدّية للشريحة المثقفة للأيزيديين لتأسيس مركز لالش الثقافي مع القيادات الكوردية ، اقترح صديق عزيز ، عملنا معاً ضمن طاقم الهيئة التدريسية للتعليم العالي في دهوك ، لكن شاء له أن يصبح من القياديين في الحركة الديمقراطية الآشورية ومسؤولاً لتنظيمات بهدينان للحركة آنذاك ، نعم اقترح ليقول ( بأن الظروف وفي تلك المرحلة طبعاً مهيئة جداً بأن يكون للأيزيديين أيضاً كيان سياسي ) حيث أبدى استعداده وعلى لسان الحركة للدعم المادي والمعنوي له إن وجد ، بعد أن طرح الموضوع على بعض إخوتنا المثقفين ، والذين كانوا لهم ايضاً علاقات مع تلك الشخصية المعروفة على مستوى الحركة الديمقراطية الآشورية ، لكن آمال اخوتنا المخضرمين كانت معقودةً على الأحزاب الكوردستانية ومن خلال الشعارات التي كانت تطلق على لسان القادة التاريخيين للتأكيد على أصالة ( الكورد الأيزيديين ) ، وكانوا قد تسنموا وظائف مهمة بالنسبة لهم آنذاك سواءاً كانت على المستوى الحزبي أو في مؤسسات الأقليم ، حيث كان من البديهي جداً أن لا يقدموا على عمل يضر بمصالحهم الشخصية ، لأن البعض منهم اعترضوا أصلاً على فكرة تأسيس مركز لالش الثقافي والإجتماعي فكيف ننتظر منهم الشجاعة على الإقدام لتشكيل كيان سياسي حينذاك ....ويجب أن لا ننسى بأن خلال الأربع سنوات الماضية بعد الألفية الثالثة وقبل الرأي الذي طُرح من قبل الأخ غانم سمو حول تنظيم سياسي أيزيدي ضرورة تاريخية ملحة ، كانت هنالك آراء مطروحة سواءاً كانت شفهياً في بعض المحافل العامة أو تحريرياً ، منها طَرح الأخ سفو قوال سليمان في الكونفرانس الذي أقيم في مدينة أولدنبورغ الألمانية حول مستقبل الأيزيدية وبعد انعقاد مؤتمر المعارضة العراقية المعروف في لندن ، نعم طَرَح وبجرأة فكرة تنظيم سياسي للأيزيدية ، وكذلك الرأي الآخر الذي طرح وربما لأكثر من مرة من قبل الأخ علي سيدو رئيس رابطة المثقفين الأيزيديين، وبعيداً عن الآراء والأفكار المطروحة أو المحفوظة على الرفوف لدى الكثير منا ، أقدموا مجموعة من الأيزيديين بصمت وبجرأة لم يسبق لها مثيل على إعلان الحركة الأيزيدية من أجل الإصلاح والتقدم وكانت لها حضور في المعركة الإنتخابية الأخيرة في العراق ، لكن للأسف لم يحصلوا على النتائج المرجوة منها لأسباب قد نعلمه جميعاً ...إذن هنالك آراء وأفكار طُرحت وتطرح الآن بإلحاح أكثر من أي وقت حول الكيان السياسي للأيزيدية ، وها نحن متناسين بأننا نواجه الكثير من المعضلات والأزمات داخل المجتمع الأيزيدي والتي تعكر صفو ما نرتأيه ولا بد من الإشارة إليهم ..أولاً : أزمة القيادة التقليدية للأيزيدية وكما أسلفنا التطرق إليها في موضوع خاص بذلك والمتمثلة بسمو الأمير ورئيس المجلس الروحاني وكبير القوالين ورؤساء العشائر والوجوه الإجتماعية المعروفة ، هذه القيادة الغير مستقلة في الظرف الحالي بين مَن هو مؤيد لهذا الحزب أو ذاك سواءاً كان على مستوى الأحزاب الكوردية أو العراقية أيضاً ، ويجب عدم الإستهانة بهم وبمؤيديهم ، وبالتأكيد لا ننتظر منهم التضحية بمصالحهم الشخصية الآنية ليباركوا تشكيل كيان سياسي خاص بالأيزيدية ...ثانياً : أزمة ضعف الإيمان بالقضية وعدم استعداد الغالبية مِنا للتفاني والتضحية لخدمة المصلحة الأيزيدية الأسمى ..ثالثاً : فقدان الثقة ، وعدم قبول الآخر فيما بين الأيزيديين بشكل عام وللأسف هذه الأزمة موجودة أيضاً بين أفراد الشريحة المثقفة ، حيث كان وربما لا يزال توجد هذه الظاهرة بين المراكز والجمعيات الثقافية والإجتماعية للأيزيدية في الداخل وفي المهجر ، وهذا بالتأكيد عرقل ويعرقل وسيعرقل أي جهد جماعي لخدمة القضية الأيزيدية ... والذي تابع تأسيس جمعية الهويرية للمساعدة ، حيث في البداية كانت عبارة عن صندوق خيري ولكي يأخذ طابعها الرسمي لدى المحاكم الألمانية آنذاك تم تسميتها بالجمعية ، وبالفعل حصلنا على إجازة رسمية ورقم حساب مصرفي أيضاً وكانت بداية مشجعة وكان من الممكن خلالها عمل الكثير لمساعدة بني جلدتنا ، لكن للأسف وبسبب الذي ذكرناه في الفقرة أعلاه وربما لأسباب أخرى فشلنا في إدارتها وديمومتها ... قد يقول البعض وخاصة الذين تشجعوا على طرح الآراء والأفكار الخاصة بالموضوع من خلال قراءتهم لهذه السطور بأن من المستحيل تحقيق ما يرغبون ... لكن يجب أن نؤمن بأن لا يوجد شئ إسمه المستحيل أمام الإرادة والعزيمة وخاصة في حالة التكاتف حتى ولو تكون بصورة بطيئة ...إذن وكما تعلمون أيها الأخوة الذين تطرحون الآراء بشأن كيان سياسي أيزيدي ، بأن لدينا تنظيم سياسي تحت إسم الحركة الأيزيدية من أجل الإصلاح والتقدم ، ولها حضور في الأوساط الرسمية وبين الأيزيديين أيضاً وهذا ما لا نشك فيه ...لذلك حينما نطالب وبإلحاح تشكيل كيان سياسي آخر ألا ترون بأن الأمر سيزداد سوءاً وسيكون هناك تشتت للأيزيديين بين هذا التنظيم أو ذاك ، ومَن يدري ربما في السنوات القادمة نرى تنظيمات سياسية متعددة لنا كما حصل للأخوة التركمان والكلدوآشوريين ... لذا نرى وكما قلنا سابقاً وإذا كان الذين يطرحون الآراء والأفكار ويرونها بالضرورة التاريخية الملحة ، فلا بد من التشجيع للحركة وفتح الحوار مع الإخوان فيها ثم إعداد برنامج ينسجم مع التطلعات الكوردية والعراقية ضمن عراق ديمقراطي تعددي فيدرالي والذي سيحفظ حقوق كافة أطياف النسيج العراقي ... حسين حسن نرمو ألمانيا