الأربعاء، 27 أغسطس 2014

الأيزيديون ... أزمة القيادة مستمرة !!!


الأيزيديون ... أزمة القيادة مستمرة !!!
حسين حسن نرمو
قبل أكثر من عقد ٍ من الزمن وقبل سقوط النظام البائد ، كتبنا موضوعا ً عن أزمة القيادة عند الأيزيدية بدءا ً من سمو الأمير مرورا ً بمجلسه الروحاني ، وصولا ً إلى باقي الجهات المتنفذة في المجتمع الأيزيدي من الشخصيات والوجهاء ورؤساء العشائر وحتى المثقفين الأيزيديين ... لو نُقارن المكون الأيزيدي وقيادته مع أقرانه الآخرين من المسيحيين والصابئة المندائيين والشبك وحتى الكاكائيين من المكونات الصغيرة ( الأقليات ) في المجتمع العراقي وقياداتهم ، نرى بأن هنالك بون ٌ شاسع بالمقارنة في الكثير من الجوانب التنظيمية والمعلوماتية والإحصائية والوثائقية و ... و ...  وبدليل قبل أيام وبعد كارثة شنكال ، طُلِب مني ومن خلال أحد الوسطاء في سويسرا والذي يعمل بصفة مسؤولة في الأمم المتحدة والذي أراد تفاصيل ما حصل للمكونات من إحصائيات النازحين ومعلومات أخرى ، حصلت على المعلومات الخاصة بباقي المكونات خلال دقائق من جهات تابعة لهم عدا الأيزيدية طبعا ً حصلت على المعلومات التقريبية طبعا ً بعد جُهد مع الكثير من الأصدقاء الشنكاليين وغيرهم وذلك لعدم وجود معلومات دقيقة ومن جهات رسمية .
لذا رأينا وبعد كارثة شنكال بأن القيادة الأيزيدية الموجودة في إقليم كوردستان ، هنا أقصد السيد وكيل سمو الأمير والمجلس الروحاني والبعض القليل من أعضاء اللجنة الاستشارية المتواجدين وحتى الجهات المنظّمة تحت الهيئة العليا لمركز لالش والتي فقدت للأسف الكثير من فروعها جراء هجوم داعش على شنكال والمناطق الأخرى في سهل نينوى ، وربما جهات أخرى منظّمة وغير منظّمة ، أصبح جُلهم في حالة تَخبط ملحوظ ، لا يعرفون ما يفعلون من أجل تقديم ما يُمكن تقديمه للنازحين الأيزيديين ، وللأسف كانوا يفتقرون إلى التنظيم وعدم وجود آلية منظّمة للتعامل مع الكثير من الجهات المعنية ، سواءا ً مع القيادة الكوردستانية العليا والحكومة المحلية في محافظة دهوك بغية المساعدة ، ويجب أن لا ننسى بأن التعامل غالبا ً مع الكثير من الوفود الرسمية الحكومية والبرلمانية ومن الوزراء والسفراء الأمريكيين والأوربيين كان خاليا ً من المطالب التحريرية الموثقة ، التعامل كان نابعا ً من السلوك والتصرف الشخصي المحدود بعيدا ً عن القيادة الجماعية والتي إن وُجِدت ، ستكون بالتأكيد أكثر حكيمة ً ورشيدة ً من السلوك الشخصي ، لكن للأسف نعاني من هذه العُقدة لِحد الآن ، وفي تصوري ستكون العواقب غير مُحَبَذة على القيادة الكلاسيكية وفعلا ً بانت تأثيرها على شبكات التواصل الاجتماعي ( الفيس بووك ) من مختلف التعليقات والهجوم غير المُبرّر طبعا ً على القيادة الأيزيدية الحالية ، لا لا سيما بعد أحداث شنكال وظهور المقاومة الأيزيدية الطوعية والتي نفتخر بها في ربوع جبل شنكال والدفاع عن المقدسات والأرض ، هؤلاء وعلى لسان ومن خلال تصريحات للبعض من قادتها بأنهم الممثلين الشرعيين للأيزيديين في شنكال وربما في المناطق الأخرى التي تتواجد فيها الأيزيديين وذلك لتعاطف المجتمع الأيزيدي بأكمله مع هؤلاء الأبطال الغيارى والمدافعين الأمناء بالغالي والنفيس والصراع من أجل البقاء لشنكال مُعزّزة ومُكرّمة لتحريرها من دنس الغُزاة الداعشيين .
لذا نرى بأننا وفي هذه المرحلة الحساسة جدا ً بحاجة إلى عقد مؤتمر طارئ وموسع قدر الإمكان لإيجاد آلية اختيار مرجعية أيزيدية حقيقية ووفق ما يتم تسميتها من قبل المؤتمرين ، كأن يكون برلمان مُصّغر وهذا ما نادى به مرارا ً وتكرارا ً الكثير من أبناء الأيزيدية ، المرجعية المختارة يجب أن تتمتع بالصلاحيات المُطلقة في التعامل مع كُل ما حدث ويحدث وربما سيحدث خاصة بعد ما وصل وضع المجتمع الأيزيدي إلى ما هو عليه الآن ، حيث الأيزيديون ولا سيما النازحين الشنكاليين ووفق الظروف الحالية بحاجة إلى المزيد من الاهتمام والرعاية طبقا ً لسياسة حكيمة تقرره المرجعية المختارة ، وفي تصوري وربما يؤيدني الكثير بأن آلية الاختيار يجب أن يكون على أساس التعداد السكاني ووفق ما يلي ...
1 . اختيار ممثلين عن المقاومين الشنكاليين في جبل شنكال ، لأنهم محل فخر واعتزاز لكل الأيزيدية وبالتأكيد من ذوي الخبرة والامكانية وموجودين بينهم .
2 . اختيار ممثلين عن الدول التي تتواجد فيها الأيزيديون منها أيزيدي تركيا وسوريا وجورجيا وأرمينيا في الاتحاد السوفيتي السابق ، لأن العديد منهم كانوا سباقين في الحضور إلى إقليم كوردستان للمساعدة والوقوف مع معاناة أهلهم بني جلدتهم من النازحين من شنكال خاصة ً المناطق الأخرى من سهل نينوى كبعشيقة وبحزاني وباقي المجمعات والقرى الأيزيدية .
3 . اختيار ممثلين عن المهاجرين الأيزيديين في المانيا خاصة وباقي الدول التي تتواجد فيها الأيزيدية لأنهم دائما ً السباقين في الدعم المادي والمعنوي لبني جلدتهم والذين يوصلون صوت الأيزيدية وما تقع عليهم من ظُلم وعدوان إلى المحافل الدولية .
4 . بالتأكيد يجب عدم إهمال شريحة من الشرائح في المجتمع الأيزيدي ضمن أعضاء المرجعية المختارة وإنشا الله المنتخبة فيما بعد ، أخصهم بالذكر الأساتذة الجامعيين من الأكاديميين والخبراء القانونيين من القضاة وباقي الاختصاصات التي يمكن الاعتماد عليهم في الكثير من المهام الملقاة على عاتقهم .
دهوك
27 / 8 / 2014

الجمعة، 22 أغسطس 2014

كلمة وتحية لأبطال جبل شنكال !!!


كلمة وتحية لأبطال جبل شنكال !!!
حسين حسن نرمو
في تسجيل صوتي فريد لقناة روداو الكوردستانية وربما قناة جرا أيضا ً ، وعلى لسان الشخصية الأيزيدية الشنكالية المعروفة قاسم ششو ، لتوضيح الأسباب ووضع النقاط على الحروف لِما حصل من الكارثة الإنسانية ( الجينوسايد ) بحق أهالي شنكال ، أبطالها عصابات داعش المحسوبين على ما تسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام ، كان الحديث واضحا ً وصريحا ً جدا ً من البطل الرابض لحد الآن مع العديد من زملاءه النشامى الغيارى في جبل شنكال ، منهم على سبيل المثال لا الحصر أبن أخيه العزيز حيدر قاسو وكذلك الأخ والوزير السابق في الحكومة العراقية دخيل قاسم حسون وآخرين أعزاء ربما لا يقلون بدور البطولة عن غيرهم للدفاع عن المُقدسات وأراضي وجبل شنكال محاولين وصامدين ويأبون مغادرة الجبل إلى أن يتم تحرير كافة مناطق قضاء شنكال وعودة أهاليها النازحين الكِرام إلى محل سكناهم . وحسب ما جاء على لسان الأخ قاسم ششو وهو ينادي الشباب الغيارى من بني جلدته الألتحاق بهم للدفاع عن التراب المقدس لأجدادهم ، حيث ذكر أبو خالد ، بأن ما حصل في شنكال هي نتيجة السياسة الخاطئة للقائمين عليها ولبعض المسؤولين المتنفذين المتاجرين والملتهين بأشياء أخرى ، حيث سموهم بالأسماء وهُم بالتأكيد معروفين لدى أهالي شنكال والذين لم يلتزموا بالمبادئ العليا كقادة للبيشمركه والأجهزة الأمنية وكمسؤولين حزبيين ومن الخط الأول ، والذي كان الأولى بهم أن يُدافعوا عن المواطنين الأبرياء بدماءهم ، أو تبليغ أهالي القضاء بعدم إمكانية الدفاع عنهم ، بغية قيام أهاليها التهيأ بالنزوح المسبق للأحداث وعدم وقوع الكارثة مثلما حصلت وراح ضحيتها الألاف من المقتولين وأختطاف الألاف من النساء والفتيات والأطفال ، وخير مثال على ما حصل قبل أيام هو القتل الجماعي لكافة رِجال القرية العزيزة كوجو بعدد أكثر من 400 رجل ، وخطف الباقين من النساء والأطفال والفتيات إلى جهات مجهولة في الموصل وتلعفر والبعاج وهم قرابة ً أكثر من 1000 نسمة ، ومِن الجدير بالذكر ولأول مرة وعلى لسان شخصية مثل قاسم ششو وهو محل الثقة والأعتماد أن يُشيد بدور الأخوان الأكراد من كوردستان تركيا وسوريا والمنضمين تحت لواء التنظيمات الحزبية المعروفة مثل PYD  وجناحها العسكري YPG  على سبيل المثال لا الحصر والذين أبدوا المساعدة اللوجستية وربما القتالية أيضا ً على تأمين الطرق أمام نزوح عشرات الألاف من أهالي منطقة شنكال إلى إقليم كوردستان عبر الأراضي السورية والتي تحت سيطرتهم .
نعم هؤلاء الأبطال الشنكاليين الرابضين والصامدين في جبل شنكال ، دافعوا بجدارة عن أنفسهم وعوائلهم أمام أرتال الهمرات العسكرية والسيارات المُدرعة الداعشية والمُسلحة بالأسلحة الثقيلة ، تَرِكة الوحدات العسكرية للجيش العراقي المهزوم من حدود محافظة نينوى ، هؤلاء الأبطال يدافعون لحد الآن بأسلحتهم المتواضعة وغنائم المهاجمين الداعشيين التي سيطروا عليها أثناء القتال معهم .
لذا لا بُد من الأفتخار نحن كأيزيديين بهؤلاء الناس الغيارى الأبطال الذين قاوموا بشكل أو بآخر معاصرين ومواجهين الموت في غالبية أوقاتهم العصيبة ، حيث تعتصر القلوب حُزنا ً لضحاياهم الأبطال من الشهداء الذين ضحوا بدمائهم الزكية دفاعا ً عن المبادئ الأصيلة التي تتمتع بها أهلنا في شنكال وهُم في الحقيقة معروفين على مرّ التاريخ أثناء تعرضهم إلى الفرمانات ، آملين وبجهود الخيرين فك الحصار عنهم عاجلا وإنقاذ ما يُمكن إنقاذه مُطالبين بتأمين الحماية الدولية بأسرع وقت ممكن لأبناء الأقليات عامة ً في العراق وخصوصا ً الأيزيديين في قضاء شنكال مثلما تحصل في الكثير من الدول التي تحصل فيها العنف وتحت حماية المجتمع الدولي وفق القوانين المرعية ، وفي حالة تعذر ذلك نأمل من الدول الراعية لحقوق الأنسان إمكانية إعطاء وفتح باب اللجوء الأنساني للمُكون الأيزيدي بغية الحصول على ملاذ آمن في الكثير من الدول الأوربية وأمريكا وأستراليا ونيوزلنده و ... و .... من الدول الراعية لحقوق الإنسان بعيدا ً عن التكفيريين أمثال داعش وباقي المنظمات الإرهابية الذين لا دين لهم ولا ضمير .
20 / آب / 2014 

الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

كلمة حول دور النائبة فيان دخيل !!!

كلمة حول دور النائبة فيان دخيل !!!
حسين حسن نرمو 
من المؤكد بأن الذي حصل في شنكال بعد الهجوم البربري من قبل عصابات داعش ، والذي أدى إلى سلسلة من عمليات الأنفال والجينوسايد من التهجير القسري لأبناء الديانة المسالمة وفق ميثولوجيتها المعروفة للقاصي والداني ، وعلى مر تاريخ هذه الديانة العريقة التي تعرضت خلال التاريخ أقصى صنوف التعذيب والقتل والإبادة الجماعية وفي ثلاثة وسبعون حملة جينوسايد ، وها تعرض الأيزيدون إلى الحملة الآنية الرابعة والسبعون من القتل والتهجير وسبي النساء ، هذا ناهيك عن الأطفال وحتى الرضع من الخطف المخطط من التكفيريين وإيوائهم في أماكن متنقلة ومجهولة لحد الآن ، وربما ستكون مصير النساء والفتيات الشابات البيع في أسواق تسيطر عليها العناصر المسلحة من عصابات داعش ، وبالتأكيد هنالك من يقبل العرض والشراء من الذين لا يمتلكون ذرة من الضمير ، نعم ما حصل ويحصل وربما سيحصل من التراجيديا بشكل مستمر ، هزّت الضمائر الإنسانية الحية .
لكن ! الذي هز ّ الضمائر المسؤولة ، بدءا ً من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي وعلى رأسهم باراك أوباما ، حينما أشاد وفي مؤتمر صحفي عن الدور الذي قام بها النائبة الأيزيدية فيان دخيل في أروقة البرلمان العراقي بعد أحداث شنكال المأساوية بيومين وحينما بَكَت وصرّخت أمام البرلمانيين عن حجم الكارثة ونداءها بدموعها الزكية طالبة ً الاستغاثة من كُل الناس أصحاب الضمائر الحية ، مما كان ندائها ذا أثر واضح على المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة والتي استجابت لطلبها وعلى لسان رئيسها بالتدخل لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه .
لذا لا بُد من الإشادة بالدور التي لعبته الأخت فيان دخيل كنائبة أيزيدية أصيلة بعيدة كُل البعد عن المشاعر والميول الأخرى ولأثبات دورها ودفاعها عن بني جلدتها المغلوبين على أمرهم ، وناسف حقا ً لتعرضها إلى حادث مؤسف وإصابتها أثناء مرافقتها إحدى طائرات الإغاثة الإنسانية محاولة منها مع الطاقم المرافق في الطائرة لاستغاثة المعلقين في جبل شنكال ، وكان معهم العزيز الدكتور ميرزا دنايي وتعرضه إلى الإصابة أيضا ً مع استشهاد قائد الطائرة النبيل الشهم اللواء ماجد ، حيث موته ِ كان محل حُزن كل الأيزيديين ، نأمل أخيرا ً ونتمنى الشفاء العاجل للأخت فيان والصديق العزيز د . ميرزا وعودتهما إلى أماكن العمل لتكملة المسيرة الإنسانية والخيرة مع كافة أصحاب الضمائر الحية لتقديم ما يمكن تقديمه إلى الأعزاء الشنكاليين النازحين في العراء وفي أماكن متفرقة في إقليم كوردستان .
19 / آب / 2014