الأحد، 26 مارس 2017

شنكال وإعادة الإعمار !!!


شنكال وإعادة الإعمار !!!
حسين حسن نرمو
أولا ً : ــ في الماضي القريب وقبل ظهور ال ( ب . ك . ك ) ...
شنكال مثل الكثير من المناطق المستقطعة ، أو المتنازع عليها ، أو ذات الإدارتين بين المركز والإقليم ، أو الباقية لحد الآن تحت رحمة المادة 140 من الدستور العراقي الدائم ، المنتهية مفعولها كمادة دستورية ، أو يُمكن إحياءها وفق الآراء المختلفة ... ومن هذه التسميات أعلاه وربّما غيرها ، حيث يعرفها أبناء شنكال وجُل القيادات المركزية ، وكذلك في إقليم كوردستان ومواطنيه ، بأن شنكال مثلها مثل نظيراتها أو أكثر منهم على الأغلب ، ذاقت الأمرّين ، وعانت الأمرّ كثيرا ً من ازدواجية الإدارة ، وعدم الاهتمام بها ، لا من عراق المركز ، ولا من عراق الإقليم ، أي بعد سقوط النظام وفي عهد كُل الحكومات المتعاقبة بعد 2003 ، بدءا ً من حكومة السيد أياد علاوي وانتهاءا ً بحكومة السيد حيدر العبادي الحالية ، عدم الاهتمام بها نابع من الخلافات ، واختلاف الأطراف في بغداد وأربيل وفق الاتفاقات بين الحكومتين وعدم حسم أمرها لحد الآن ...
على أرض الواقع ، وبعد حرب التحرير أو الاحتلال الامريكي للعراق بعد سقوط نظام صدام ، كانت الأحزاب الكوردستانية سباقة في الاستحواذ على مثل هذه المناطق ، وبعد حصول الفراغ السياسي على مستوى العراق ومنها شنكال ، وفق جغرافيتها وغالبية سكانها من الأيزيديين والكورد المسلمين مع الأقلية العربية والبعض من المسيحيين ، نعم سرعان ما كانوا من المبادرين بتشكيل هيكلية جديدة للإدارات فيها ، من القائمقامية ، البلدية ، الصحة ، البريد ، المعاهد الفنية والإدارية ، الإعداديات المهنية ، السايلو ، معمل السمنت وكذلك المجالس البلدية ، حيث أفلحوا في غالبيتها والكثير لا بل الأغلب من هذه التشكيلات الإدارية هُم من الأنصار والمؤيدين للحزب الديمقراطي الكوردستاني ، أي كانت لهم حصة الأسد بِحُكم المنطقة خاضعة تحت سلطتهم ... أما كيفية الإدارة وإعادة الإعمار ( لم يفلحوا ) فيها ، هنا أقصد تقديم الخدمات العامة ومنها مشاريع الإعمار ، بناء المدارس ، المستشفيات ، تصوروا في مركز ناحية سنونى هنالك مدارس طينية لحد الآن ، ولم تتمكن الإدارة وعلى ما يقارب عقد ٌ ونيف من الزمن من بناء مدارس تليق بالمنطقة ، في حين لو سُمِحَ ببناء الجوامع ل ( فاقت ) عددها للمدارس الموجودة ، يجب أن لا ننسى ويعرفها جيدا ً القيادات الحزبية والإدارية في قضاء شنكال وخاصة الأيزيديين ، لم يتم لحد الآن توفير أبسط مستلزمات الحياة ، وهي ماء الشرب حتى لو كانت من الآبار الارتوازية .... فقط نجحوا في كسب الأصوات ، شراء الذمم ، جيش من الكوادر الحزبية ، متقاعدي الثورات ، قوات مسلحة من مختلف التشكيلات البشمه ركه والخاص والآسايش و ... و ...   وفي كُل هذا طبعا ً ، أثقلوا كاهل حكومة إقليم كوردستان وبطرق ذكية لإضافة رواتب هذه التشكيلات ومنها الوهمية إلى ملاكات الحكومة ، حيث فاق عدد موظفي الإقليم مقارنة مع العراق بالرواتب والدرجات الوظيفية وبالذات الدرجات الخاصة العالية ، مما نشأت أزمة اقتصادية معقدة وغير متوقعة في الإقليم مؤخرا ً ، أدت إلى شبه إفلاس في النظام المالي لحكومة الإقليم ، بالتأكيد حديثنا عن  شنكال وتم العمل بهذا النظام في عموم مناطق الإقليم ...
إذا ً ! طِوال الفترة الماضية ونقصد بعد 2003 ، حينما يتم الحديث عن تقديم الخدمات والمشاريع لمثل هذه المناطق وخاصة شنكال ، سرعان ما يكون الجواب جاهزا ً من لدن المسؤولين الحزبيين ، وحتى الحكوميين الجدد ، وعلى مستوى الكُبار ( لأن هؤلاء أيضا ً وفي كثير من الأحيان ملكيين أكثر من الملك أي حزبيين فوق العادة ومن منتسبي التنظيم الداخلي ) ، نعم يقولون بأن شنكال غير محسومة أمرها ، ولا بدّ من الانتظار لحين تطبيق المادة 140 ، والتي حسب رأي المتواضع بأنها لم ولَن تطبّق أصلا ً ، إلا أن تصبح أمرا ً واقعا ً من النواحي كافة ، هذا إذا كانت حكومة إقليم كوردستان والقيادات الكوردستانية ، صادقة في التعامل مع مثل هذه الملفات لكافة المناطق ، والوقوف على مسافة واحدة من حيث تقديم الخدمات وتأهيلها ( ولو للأسف طبعا ً ، هنالك لحد الآن فرق شاسع وواضح جدا ً في الاهتمام بين خانقين وكركوك وباقي المناطق مقارنة ً مع شنكال ومناطق أخرى ذات الغالبية للمكونات من الأيزيديين والمسيحيين والكاكائيين والشبك ) ...
ثانيا ً : ــ بعد ظهور حزب العمال الكوردستاني ( ب . ك . ك ) ...
ظهور أو دخول حزب العمال الكوردستاني ( تركيا ) ، وحليفته حزب الاتحاد الديمقراطي ( سوريا ) بشكل علني ومع قواتهما العسكرية إلى الميدان السياسي وجغرافية غرب دجلة وخاصة ً شنكال ، كانت بعد الكارثة التي حلّت بأهلها وسقوط جُل المناطق التي تسكن الأيزيدية في شنكال تحت رحمة داعش ، كذلك الممارسة الشنيعة من مثل هذا التنظيم الارهابي من القتل الجماعي لأهاليها وسبي نساءها وبيعهم في أسواقهم الرخيصة ... نعم دخلت القوات العسكرية لهذين الحزبين لنجدة أهالي شنكال ، بعد تخلي صاحب الدار الشرعي ، وانسحاب البيشمه ركه من مواقعها تحت ذرائع شتى ، مما كانت المواطنين المدنيين لقمة ً سائغة في أفواه الدواعش المجرمين ... فعلا ً أفلحوا في النجدة وإنقاذ عشرات الالاف لا بل مئات الالاف من المدنيين عبر أراضي سوريا ، ليستقر بهم في المخيمات والهياكل ودور المواطنين الشرفاء في إقليم كوردستان ...
بالتأكيد ظهور قوات عسكرية متعددة ومن اتجاهات مختلفة في المنطقة ، زادت المشاكل بعد أن كانت موجودة أصلا ً ، لا سيما بعد استحداث قوة عسكرية خاصة بالأيزيديين تابعة وخاضعة لتوجيهات حزب العمال الكوردستاني ، وقوة أخرى أيزيدية أيضا ً مستقلة بقيادة الأخ حيدر ششو ، وكذلك استحداث قوات بقيادة الأخ قاسم ششو بعد أن تم احتواءها من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، يقال بأنها لحد الآن غير خاضعة لأوامر النشر الرسمي بعد الزيادات المتراكمة على مِلاك وزارة البيشمه ركه وفق شبكة التنظيم العسكري للوزارة ، وما سيزيد من الطين بلة في المستقبل ظهور ألوية عسكرية خاصة ( بيشمه ركه ) للعرب ، وأخرى للمسلمين ( الكرمانج ) من شنكال ، وبالتأكيد سيتم نشرهم في المناطق المتاخمة لمناطق سكنى الأيزيدية ... أما الذي أضرّ المصلحة العامة لأهالي المنطقة هو تواجد أو ظهور قوات تابعة ل ( المجلس الوطني الكوردي السوري ) على خط المواجهة العسكرية والاقتتال مع القوات الشنكالية التابعة إلى ( ب . ك . ك ) ، ليزيد المشكلة تعقيدا ً على رؤوس المغلوبين على أمرهم ، مثل هذه الأعمال بالتأكيد لها تأثير مباشر على حياة العامة في شنكال ، مما كانت وراء هروب أو فرار المواطنين والذين عادوا مؤخرا ً إلى مناطقهم ، مستعينين هذه المرة بالجبل الصديق الوفي والمدافع عن أبناءها وفق جغرافيته الوعرة والمانعة من اقتحام الأعداء ...
كُل هذه الأحداث ، خَلَقَت أرضية مناسبة للطابور الخامس السلبي ، وللأسف أقصد الأيزيديين مرّة َ أخرى ومن خلال وسائل الاعلام الكوردستانية ذات التوجيه الخاص دائما ً ، يبثون الارشاد والمطالبة بسحب قوات ال ( ب . ك . ك ) من شنكال ، باعتبارها السبب الرئيسي في كُل المشاكل السياسية والاقتصادية والعسكرية في إقليم كوردستان ، لا بل الحجة هذه المرة بأنهم وراء عدم إعمار شنكال بعد التحرير ، وتقديم الخدمات لحد الآن ، هذا ما التمسناه من خلال اللقاءات التلفزيونية مع رؤساء المجالس البلدية في المنطقة ، مسؤول الوحدة الإدارية ، ممثلي  شنكال على مستوى المحافظة وعراق المركز أيضا ً بتوجيه أصابع الاتهام لحزب العمال الكوردستاني بالتعقيد وعدم إعمار شنكال ، مما قد يحدث في المستقبل اجتياح تركي متوقع لمناطق شنكال ، على غرار تواجد قواتها في جبل بعشيقة  ، وتحت ذريعة ملاحقة حزب العُمال ، ثم تشكيل قاعدة في جبل شنكال القريب من تلعفر التركمان والحدود السورية ولحماية المصالح الاقتصادية التركية أو المشتركة ، وسيكون بالتعاون مع قوات البيشمه ركه في الإقليم ، هذا ما صرّح به وزير الدفاع التركي في الإقدام على مثل هذه الخطوة ، للأسف طبعا ً أن تصل الأزمة إلى هذا الحد من التعامل مع شنكال الجريحة ذات المخطوفات والسبايا لدى داعش لحد الآن،  والتي عانت وربّما لحد الآن من حصار اقتصادي عبر الحدود مع ربيعة وزمار حسب ما يفيدون بها المسؤولين الإداريين في المنطقة ...
إذا ً ! في اعتقاد الكثير ولا سيما المتخصصين بأن ملف إعادة إعمار شنكال هو أكبر من تواجد قوات ال ( ب . ك . ك ) وغيرها من القوات ، حيث بالإمكان التفاوض حول ذلك وعلى أعلى المستويات مع حزب العمال الكوردستاني إذا كانوا جديّين في العمل ، حيث من الممكن الاستعانة بالأمم المتحدة والأمريكان في مثل هذه القضايا ، لكن للأسف ، وبالعكس ، هنالك إعاقة لعمل المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة وغيرها في مجال تقديم المشاريع من جانب الأجهزة الأمنية والعسكرية في المنطقة ، كذلك لا يُحَبذون تنفيذ المشاريع من الحكومة المركزية في حالة الإقدام على ذلك وبشتى الطُرق الديماغوكية ... مَن يدري ؟  ربّما حتى لا يضمنون تأييد واسع إلى المركز على حساب المغلوبين ، وبالأخير حكومة الإقليم ليس لديها الامكانيات على تقديم المشاريع والخدمات لإعادة الإعمار وكما يجب أن يكون أو تكون ، كي تبقى شنكال ومناطق أخرى ذات الغالبية الأيزيدية والمكونات الأخرى بين ( الحانة ) و ( المانة ) حتى تطير كُل اللـُحى على غرار المثل العربي ، والخاسر الأكبر هُم المغلوبين على أمرهم ...
24 / آذار / 2017

الخميس، 16 مارس 2017

حراك أيزيدي فوق العادة !!!



حراك أيزيدي ّ فوق العادة !!!
حسين حسن نرمو
أولا ً ــ اجتماع تشاوري أول ...
بعد عودة سمو الأمير تحسين بك من ألمانيا ، حيث مقر إقامته الدائمة والمستمرة أكثر من الوطن ، لا سيما بعد كارثة شنكال جراء غزو داعش لِما تبقى من أراضي محافظة نينوى ، خاصة الحدود الإدارية لقضاء شنكال وقتل الأيزيدين بدم ٍ بارد مع الخطف الجماعي وسبي النساء والبيع في أسواق النخاسة ل ( ولايات ذات الفقه لدولة الخرافة الإسلامية ) ، نعم وفور عودة سموه ، صَرَّح َ للإعلام الكوردستاني بأنه سيتشاور مع بني جلدته ( الأيزيديين ) قبل اتخاذ أية خطوة ، لا سيما بعد تزامن أحداث شنكال الأخيرة وتحرك قوة عسكرية ( بيشمه ركه ) تابعة لروشافا السورية ، مؤلفة من النازحين ومدرّبة وتابعة أصلا ً للمجلس الوطني الكوردي السوري وهي كذلك محسوبة على وزارة البيشمه ركه أو تم تدريبها تحت إشرافها ، مما أدى إلى اصطدام هذه القوة مع قوات حماية شنكال المُدَرَبة والتابعة لحزب العمال الكوردستاني ( ب ك ك ) ، هؤلاء جُلهم من الأيزيديين الشنكاليين ، حيث راحت عدد من الشهداء الشنكاليين  ضحية الاصطدام ، هذا ما أثار حفيظة الكثير ، ومنهم اللالشيين الروحانيين ، والاستشاريين ، وبعض من الوجوه الاجتماعية ، والعشائرية ، والذين حضروا في القصر الأميري ، لإعداد أو صياغة بيان ، تلاه للإعلاميين ومن ثلاث نقاط ... بأنهم ضدّ اقتتال الأخوة وأكدوا على كوردستانية قضاء شنكال وسنونى وخانصور وتابعة لحكومتها ، كذلك قدموا الشُكر لقوات حزب العمال ودورهم في كارثة شنكال وما قدموا من العون والمساندة عام 2014 ، ثم طالبوا بالخروج من قضاء شنكال ومجمع خانصور ... هذا البيان تم تفسيره بالسياسي من قبل الكثير من أبناء المكون الأيزيدي إعلاميا ً ومن على صفحات التواصل الاجتماعي ... الغريب في الأمر لم يتطرقوا في بيانهم إلى انسحاب القوة الأخرى غير الأيزيدية ومحسوبة على تنظيم سياسي إقليمي خارج كوردستان العراق ، بينما القوة الأخرى وهي الأيزيدية والشنكالية والتي قدمت شهداء أثناء الاصطدام ، وهي التي لها الحق في البقاء ضمن أراضيها ، وإن تم تدريبها تحت إشراف جهة سياسية حسب ما أكد وأشار إليها السيد محمود عثمان السياسي المعروف خلال لقاءه مع تلفزيون روداو ...
لنأتي إلى الاجتماع التشاوري الأول ، للأسف وكأن الأيزيديين يراوحون في مكانهم أكثر من عقدين ونيف من الزمن ، حيث دائما ً نبدأ بالاجتماع الأول والمؤتمر الأول والكونفرانس الأول والتجمع الأول و .. و .. ولم يأتي الثاني والثالث .... ليأتي سمو الأمير ومجلسه الروحاني يعقدون الاجتماع التشاوري الأول ، لإعداد لائحة أو قائمة مطاليب أو مقترحات وثم تقديمها إلى السيد رئيس الإقليم مسعود البارزاني ، وكأن السيد الرئيس لا يعرف مطاليب الأيزيدية ، علما ً بأن ملف إعمار لالش بقت وتغطت بالغبار على رفوف رئاسة الإقليم منذ سنوات ، وبالتأكيد تم تقديم جملة من المقترحات والمطاليب المكتوبة إلى كُل ِ القيادات الكوردستانية .... لكن ! نعتقد بأن الأولى بسمو الأمير ومجلسه الروحاني طَرق أبواب العراق أيضا ً للتشاور مع رئاسات العراق الثلاث ، البرلمان ، الوزراء والجمهورية وزيارة المراجع الدينية هناك لتقديم هذه المطاليب وضرورة حصول الأيزيدية على استحقاقاتهم ، باعتبار غالبية مناطق الأيزيدية لا تزال تحت رحمة وإدارة الحكومة المركزية أو المادة 140 غير المحسومة لحد الآن .
ثانيا ً ــ مؤتمر بريمن الأول ...
هذه المرة ، عقد ( سمو الأمير أنور معاوية ) مؤتمره التاريخي الأول من أجل مستقبل الأيزيدية وفي مدينة بريمن الألمانية حسب البيان الموقر باسمه وبحضور العديد من أبناء الجالية الأيزيدية في تلك المنطقة ومناطق أخرى ، منهم أيزيديين عراقيين ومحسوبين على جهات كوردستانية ، لم يتطرق في إعلانه تقديم المطاليب إلى حكومة إقليم كوردستان ، وإنما أعلن للعالم أجمع وعلى رأسها الدول العُظمى ، بأن مؤتمرهم ، جاء نتيجة تهميش الدور السياسي الأيزيدي بشكل عام ، وعلى أمل تقديم مطالبهم إلى الحكومة العراقية حصرا ً ومن اثنا عشر فقرة ، بدأوا بمطالبة الحكومة والمنظمات والمجتمع الدولي الاهتمام بقضية المخطوفات والمخطوفين والاهتمام بالناجيات والناجين من داعش ، تخللت المطاليب في فقراتها الأخرى إقامة منطقة آمنة أو استحداث محافظتين وفي الحدود الإدارية لمناطق الأيزيدية ، انتهوا بأنهم سيطالبون بنفس الحقوق والدفاع عن أبناء الأيزيدية في سوريا وتركيا وارمينبا وجورجيا وروسيا ... خلاصة القول والمهم في هذا النشاط وهو بقيادة الجناح الآخر من الإمارة الأيزيدية السيد أنور معاوية ، حيث كان لجده الأمير إسماعيل جول بك دور متميز وريادي في فترة من أصعب الفترات في الدفاع عن حقوق الأيزيدية والمطالبة بها لدى دار الاستانة في الامبراطورية العثمانية ( تركيا الحالية ) وحتى لدى الامبراطورية القيصرية ( روسيا الحالية ) ...
ثالثا ً ــ إعلان تشكيل حزب في شنكال ...
أعلن السيد حيدر ششو قائد قوات حماية أيزيدخان ، والذي كان له دور ريادي متميز في حماية والدفاع عن مرقد شرف الدين والمحاصرين في جبل شنكال من غزو داعش بعد الكارثة في 3 / 8 / 2014 ، نعم أعلن عن تشكيل حزب سياسي أيزيدي باسم ( الحزب الديمقراطي الأيزيدي ) بعد حصول الموافقة من بغداد المركز حسب قوله ، تزامن هذا الاعلان مع حصول الموافقة الشخصية من لدن السيد رئيس الإقليم حول انضمام قواته إلى وزارة البيشمه ركه ، أتمنى أن لا تكون انضمامها مثل قوات أخرى معلّقة بين نظاميتها  من غير النظامية وبشكل مرحلي ولفترة من الفترات . لا بُدّ أن يحصل الحزب على الموافقة من سُلطات الإقليم وخاصة الآسايش ، حتى لا يتعرض المؤيدين والمنتمين للحزب إلى الملاحقة ، ويجب أن لا ننسى المشاركات في الانتخابات المحلية مثل المجالس في المحافظة والبرلمان العراقي أيضا ً بحاجة إلى حريّة الحزب في الدعاية والعمل الحزبي من أجل كسب الأصوات بين أبناء المكون الأيزيدي ، لذا ! إن لم يكن الحزب مرخصا ً من قبل سُلطات الإقليم ، سيلاقي الممانعة ، بدءا ً من الشارع وأثناء لصق الدعايات للحزب ومرشحيها ، مرورا ً بالمراكز والمحطات حيث صناديق الانتخابات وانتهاءا ً بفرز الأصوات لدى المفوضية غير المستقلة للانتخابات ، يبقى الأمل لمثل هذا الحزب معتمد على الفوز بمقعد الكوتا اليتيم البرلمان العراقي ومجلس محافظة نينوى في حال بقاءه وعدم زيادة مقاعد الكوتا ، هذا ربّما بعد تراجع موقع ودور الحركة الأيزيدية من أجل الإصلاح والتقدم في المرحلة ما بعد داعش ، ومن المتوقع أن يظهر منافس لكيان سياسي أخر ومحسوب على العمال الكوردستاني ذات القوة العسكرية ( قوات حماية شنكال ) ... تمنياتنا  للأحزاب ذات الصبغة الأيزيدية الموفقية في العمل لخدمة أبناء المكون الأيزيدي وأن لا يقعوا في مصائد الآخرين من التنظيمات السياسية الكوردستانية وغيرها من القوى السياسية العربية أيضا ً لخدمتهم بدلا ً من تقديم الخدمات لبني جلدتهم .
رابعا ً ــ مظاهرة هانوفر يوم السبت 18 / 3 / 2017 ...
دعت مجموعة من الشباب ضمن لجنة تحضيرية جميع الأيزيديين والمنظمات والجمعيات والبيوتات الأيزيدية المستقلة بالمشاركة في تظاهرة شعبية عامة ، ذلك للمطالبة من الجهات ذات العلاقة بخروج جميع القوات الكوردية بدون استثناء من المناطق الأيزيدية ، سوف تكون المطاليب موجهة للاتحاد الأوربي والدول الغربية والأمم المتحدة بتوفير الحماية الدولية لشنكال وسهل نينوى للأيزيديين والمسيحيين ، كذلك فتح تحقيق دولي لمحاسبة المقصرّين في كارثة شنكال وأيضا ً بذل الجهود في إنقاذ المخطوفات والمخطوفين لدى داعش ... كلام جميل ومعقول جدا ً من لدن البعض من أبناء المكون الأيزيدي الغيارى والشباب بالذات ، حيث هُم بالتأكيد سيكونون قادة المستقبل . مثل هذا الإجراء هو منح مناطق الأيزيدية إدارة ذاتية لتمشية أمور مناطقهم ، بعيدا ً عن التدخلات الحزبية الضيقة ومن غير الأيزيديين بالذات ، بالتأكيد سيكون الأمر صعب المنال في مثل هذه الظروف ذات الصراعات السياسية على السُلطة لإدارة مثل هذه المناطق .. يجب أن لا ننسى ضعف القيادة الأيزيدية ومصالحها بدءا ً من الهرم وانتهاءا ً بالأيزيديين المنضوين تحت لواء كُل الأحزاب السياسية الكوردستانية المحلية والإقليمية وعدم التضحية بالمصالح الذاتية ، هؤلاء جُلهم غير مستعدين في الظرف الحالي على التعاون والدعم الجدّي لمثل هذه الخطوة لبني جلدتهم ...
المانيا في 16 / آذار / 2017
    

الاثنين، 13 مارس 2017


البون الشاسع بين الأقوال والأفعال ( تقرير مصير الكورد نموذجا ً ) !
حسين حسن نرمو
كانت الثورة الفرنسية عام 1789 ، وليدة الكثير من الأفكار الحُرّة والاصلاحية والديمقراطية وحتى الثورية ، حيث تم التركيز عليها من خلال مبادئ الجمعية الوطنية الفرنسية ، وربّما قبلها في مجلس طبقات الأمة ( رجال الدين ، الأشراف والعامة ) ، بعد الثورة ، تم الحديث عن مثل الأفكار أعلاه ، وربّما الاقتداء بها لتتجه نحو التطبيق العملي بشكل أو بآخر ، منها ما تم التركيز عليه هو حق الشعوب في التحرير وتقرير مصيرها ... لكن ! مثل هذه الخطوات لم ترى النور ، ربّما أخفقت فرنسا نفسها ، ولفترات محددة من تطبيق ما تم التأكيد عليها من هذه الأفكار بعد سيطرة نابليون بونابرت وتأسيس إمبراطوريته المعروفة ، وكذلك الممارسة الفعلية لفرنسا أيضا ً باستمرار الاستحواذ على مناطق كثيرة ودول عديدة تحت ذريعة الاحتلال واستغلال طاقاتها من الموارد والخامات لمصالحها ، نموذج الانتداب لفرنسا مع بريطانيا وفي منطقة الشرق الأوسط مؤخرا ً أكبر دليل على ذلك ولا سيما في سوريا ولبنان واحتلال الجزائر على سبيل الأمثلة لا حصرا ً ...هذا على المستوى الأوربي ...
روسيا ً ... أو على مستوى الاتحاد السوفيتي ، تحديدا ً بعد انتصار الثورة البلشفية في عام 1917 ، حيث تم الإعلان عن ( إعلان السلام ) من قبل قادة الثورة ، ركّز فيه على حق تحرير الشعوب من الاستبداد والاحتلال ثم تقرير المصير على لسان القائد لينين نفسه ، سواءا ً داخل الدولة أو حتى حق الانفصال في كيان خاص بالكثير من الشعوب المستحقة داخل حدود دول بذاتها ، لكن للأسف بقت مثل هذه الحقوق داخل إطار شعارات رنانة ، نادت وتنادي بها أصحاب الحقوق وحتى المُدافعين عنها من الدول المتنفّذة أعلاه ضمن الإعلانات والمبادئ ، لا بل هؤلاء لم يدافعوا ولم ينفذوا ما وعدوا بها عن حقوق الشعوب والقوميات داخل بلدانها أيضا ً ...
أما أمريكيا ً وعلى مشارف نهاية الحرب الكونية الأولى ، دخلت على خط المشاركة بالإعلان عن المبادئ الأربعة عشر والتي وضعتها الرئيس الأمريكي ولسون بخصوص السلام العالمي ، حيث تحت تأثير الضغط الأمريكي حينذاك ، أجبر الحُلفاء على قبول هذه المبادئ والتي بموجبها تم التوقيع على معاهدة فرساي في فرنسا ، من ضمن هذه المبادئ هي مراعاة شعور القوميات المتعدّدة في أوربا وغيرها ، وكذلك احترام حق الشعوب في التحرير وتقرير المصير ، وإنشاء هيئة دولية تتولى حل النزاعات سلميا ً ، كانت هذه الهيئة عصبة الأمم والتي لم تتوفق في عملها حتى النهاية ، لتدخل العالم حرب كونية ثانية قبل تأسيس الأمم المتحدة عام 1945 ، ولم تشارك أصلا ً أمريكا في عصبة الأمم وذلك بعد عدم موافقة الكونغرس على معاهدة فرساي ( معاهدة ويلسون الأمريكي على طريقة كليمنصو الفرنسي ) هكذا تم تسميتها فيما بعد ، لذا لم يأت مبدأ ( حق تحرير الشعوب في تقرير مصيرها ) بما كان مؤمّلا ً منه وحتى في المناطق ذات النفوذ الأمريكي ، خير مثال على ذلك هو حق تقرير الشعب الفلسطيني في الدولة والاعتراف بها جديا ً سواءا ً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية أو حتى صاحبة الشأن أكثر أسرائيل نفسها ...
حتى لا نبتعد أكثر من صُلب الموضوع حول تقرير مصير الشعب الكوردي أو الكوردستاني ، باعتباره أكبر شعب أو أمة لم يصل أو تصل مبتغاه ها في تأسيس كيان خاص به كدولة ...
إذا رجعنا إلى الماضي والذي مضى عليه ما يقارب القرن من الزمن وتحديدا ً معاهدة سايكس ــ بيكو الفرنسية البريطانية عام 1916 حول الحدود وتوزيع أرث إمبراطورية الرجل المريض وتشتيت الشعب الكوردي بين الحدود الدولية الآنية المعروفة في الشرق الأوسط ، حيث طَغَت هذه المعاهدة على آمال هذا الشعب وحُلمهم بدولتهم .. لكن بعدها بأربع سنوات ، عَقَدَ الكورد آمالهم على معاهدة سيفر في آب 1920 ، التي قضت بتفكيك الدولة العثمانية مع الإشارة إلى حق تقرير المصير للأرمن والكورد ، لكن سرعان ما طار هذا الأمل أيضا ً مع رياح معاهدة لوزان عام 1923 والتي أخذت معها حُلم الأرمن والأكراد بعد الثورة الأتاتوركية ، والتي بموجبها حصل الأتراك على استقلالهم ودولتهم الحالية ، علما ً بأن الكثير من شيوخ العشائر ورجال الدين الأكراد ساندوا لا بل حاربوا فعليا ً مع مصطفى كمال أتاتورك في ثورته ، ربّما لولاهم لم ينجح أو يوفق في مهمته حينذاك ...
خلال القرن الماضي وحتى قبل تأسيس الدولة العراقية ، طالب الكورد ، لا بل قاموا بثورات عديدة لنيل الحقوق المشروعة ، بدءا ً من ثورات الشيخ محمود الحفيد ، والذي كان وراء تشكيل حكومة كوردستانية في السليمانية وفي العشرينات من القرن المنصرم ، لكن البريطانيين حينذاك وربّما لعدم التمكن من احتواءه وفق المصالح والأهواء ، عملوا وبشتى الوسائل على إفشال تلك التجربة الكوردستانية الفريدة ، بعدها لم يقفوا الأكراد مكتوفي الأيدي ، لا بل بدأت ثورات بارزان بقيادة عبدالسلام بارزاني وثم تنظيم هيوا ، وصولا ً إلى البارزاني مصطفى وتأسيس الحزب الديمقراطي وثورة أيلول المجيدة ، حيث تمكنوا من الوصول إلى اتفاقية 11 آذار وتجربة الحُكم الذاتي لأربع سنوات ، ثم تجدد القتال واتفاقية الجزائر الخيانية كانت الأقوى دوليا ً لإخماد الثورة الكوردية ... بعدها دخل الكورد في الميدان السياسي والعسكري بأكثر من تنظيم ، لا سيما بعد تأسيس الاتحاد الوطني الكوردستاني عام 1975 بقيادة مام جلال ، ليشاركوا بقوات عسكرية ( البيشمه كه ) في الجبال والنضال من أجل المبادئ و ( حق تقرير المصير ) والذي أتخِذ كشعار رئيسي للاتحاد الوطني حينذاك ، بعدها انفجرت ثورة كولان ، والاتفاق بين الأحزاب على تشكيل جبهات أوسع للنضال ، قبل وبعد عمليات الأنفال السيئة الصيت إلى أن حدثت الانتفاضة الآذارية بعد ابتلاع الكويت من قبل حرص صدام الخاص ، بعدها تم إجراء انتخابات وتشكيل حكومة في إقليم كوردستان في العقد الأخير من القرن العشرين ...
كل هذه الفترة والأعوام ما بعد الألفية الثالثة ، والكورد مستمرين في نضالهم لنيل الحقوق ، لا سيما بعد سقوط بغداد وتوجه الدولة العراقية نحو الديمقراطية والفيدرالية والتعددية والاعتراف الرسمي ضمن الدستور العراقي بإقليم كوردستان ...
بعد سقوط الموصل بيد داعش في 10 / حزيران / 2014 ، كَثُرَ الحديث عن تطبيق ، أو بالأحرى إلغاء المادة 140 من الدستور العراقي ، بعد استيلاء القوات الكوردستانية على غالبية المناطق الكوردستانية الخارجة عن سُلطة الإقليم ، والحديث كان يمتد أكثر بإعلان الدولة والاستقلال .. لكن ! رياح داعش المعاكس ، أفسد الأحاديث بعد إحكام السيطرة على شنكال وتعرض المنطقة إلى كارثة حقيقية بالقتل والاغتصاب الجماعيين ، بيع بنات شنكال في أسواقهم السيئة الصيت في الموصل العراقية والرقة السورية ...
لكن !!! من الناحية الرسمية وعلى مستوى رئاسة الإقليم المتمثل بشخص الرئيس البارزاني ، كان ولا يزال الحديث مستمرا ً عن الاستفتاء حول تقرير المصير ، حيث حاول ويحاول بشكل جدّي من خلال علاقاته وجولاته المكوكية هنا وهناك من أجل إقناع الكثير من الأطراف ذات العلاقة ، منها الدولية والإقليمية أيضا ً لِمَد يد التعاون معه من أجل الاستقلال ، لا سيما الولايات المتحدة وكذلك تركيا الجارة ، والتي كانت وربّما لا تزال تعترض على تشكيل أي كيان مستقل في إقليم كوردستان وحتى في سوريا ، رغم استفادة تركيا اقتصاديا ً من خلال الشركات الكثيرة العاملة في الإقليم ، كذلك الاستفادة المباشرة من النفط الصادر من كوردستان باتجاه ميناء جيهان التركية ...
إذا ً ! السؤال الذي يطرح نفسه هو ... هل بإمكان القيادة الكوردستانية والمتمثلة بشخص رئيس الإقليم الحصول على الضوء الأخضر من الأطراف الدولية والإقليمية لإقامة مثل هذا الكيان أو إعلان الدولة الكوردستانية ؟
نقول بأن غالبية هذه الجهات لها مصالح استراتيجية مع العراق كدولة أكثر من إقليم كوردستان وخاصة الأمريكية والأوربية ... أما التركية ، باعتقادي إنهم أحفاد الدولة العثمانية وامتداد السياسة الأتاتوركية والتي يسيرون عليها ، والذي أي شخص أتاتورك نفسه الذي عقد معاهدة لوزان ضد الأرمن والكورد حينذاك ، ومن الممكن أن يقيم أردوغان الحفيد نفس العلاقات والمعاهدات مع الآخرين في سبيل منع تأسيس الدولة الكوردستانية ، ربّما خوفا ً من أكراده المطالبة بالمثل أو الانضمام والتعاون مع الجنوب الكوردستاني لنفس الأهداف ....
لذا في النهاية وخلاصة القول الفصل سيكون في بغداد ، حيث بإمكان الكورد التعامل والتفاوض والحراك الجدّي مع بغداد من أجل الحصول على موافقتها أولا ً وأخيرا ً ، نعتقد بأن عكس ذلك وفي مثل هذه الظروف ، سيكون حل ّ القضية  الكوردستانية ، أعقد وأصعب من قضية فلسطين ، والتي باقية لحد الآن ، ودون حصول هذا الشعب على كيان مستقل بمعنى الكلمة ، إلا إذا كانت إسرائيل جدّية في الاعتراف بها وفق قرارات الشرعية الدولية ...
دهوك في 28 / ك 2 / 2017 

الأيزيديون ... انتماءهم ... ومَن يُمَثلهم !!!


الأيزيديون ... انتماءهم ... ومَن يُمَثلهم !!!
حسين حسن نرمو
حينما سُئِلت من أحد القوميين العرب وهو من القادة الفلسطينيين أيضا ً عن انتماء المُكون الأيزيدي من الناحية القومية ... كان الجواب بأن المُكون من ثلاث انتماءات ، حسب الرأي أو الآراء من واقع حال الأيزيديين ...
الانتماء الأول وذات العدد القليل لا يتجاوز العشرات أو المئات فقط من المكون الايزيدي ، هؤلاء يُحدّدون نسلهم أو انتماءهم العربي وهذا حسب الرأي أو التفسير أو حتى المصادر التاريخية المتوفرة وفق القناعة وهي بالتأكيد كنز ٌ لا يُفنى ... أما الانتماء الثاني ، وهذا حسب التيارات أو الحركات السياسية الأيزيدية والموجودة على أرض الواقع وإحداها ( الحركة الأيزيدية من أجل الإصلاح والتقدم ) ، والأخيرة نالت أو فازت بمقعد الكوتا الأيزيدية في البرلمان العراقي لثلاث دورات متتالية وبأصوات ناخبيها ، بدأت في أول دورة بأكثر من اثنان وعشرين ألف ناخب ، وآخر دورة بحوالي أربعة عشر ألف ناخب صوتوا لصالح الحركة الأيزيدية ، وفازوا فعلا ً بمقعد الكوتا ... لو حسبنا معدّل هاتين التصويتين وضربنا الحاصل في رقم معين إذا كان الناخب رئيس عائلة ، لأصبحت نسبة المواطنين المؤيدين لهذه الحركة أو حتى تيارات أخرى منافسة بأكثر من 10 % من الأيزيديين بشكل عام ، هؤلاء لهم رؤية خاصة من ناحية الانتماء القومي ، ويعتبرون الأيزيدية ك ( دين ) و ( قومية ) بنفس المستوى ...
أما الانتماء الأخير وهُم الغالبية العظمى من أبناء هذا المُكَون والذين لهم انتماء بشكل أو بآخر ، سواءا ً مقتنعين أو مرتبطين سياسيا ً أو حزبيا ً بالقومية الكوردية ... حيث الأيزيديون يوصفون عادة ً ومن قبل القادة الكورد بأنهم الأكراد الأ ُصلاء ، لكن في اعتقادي بالكلام وربّما بالواجبات الملقاة على عاتقهم ، أما من ناحية الحقوق ، للأسف يعتبرون مواطنين من الدرجة الثانية أو ربّما أكثر ترتيبا ً ...
إذا ً ! عدا الانتماء القومي هنالك انتماء آخر وأهم في المرحلة الراهنة وهو ( الحزبايه تي ) ، والأيزيديين أيضا ً مشتتين في هذا الانتماء بين الأحزاب الكوردستانية المحلية والإقليمية أيضا ً ، الاتحاد الوطني الكوردستاني ( العراق ) والحزب الديمقراطي الكورستاني  ( العراق ) والعمال الكوردستاني ( تركيا ) والاتحاد الديمقراطي ( سوريا ) والشيوعي العراقي والكوردستاني أيضا ً ...
لذا وفق الاحصائيات وأصوات الناخبين في آخر انتخابات مجالس المحافظات في نينوى والذين فازوا في الانتخابات ، كانت حصة الاتحاد الوطني وأقصد الأيزيديين طبعا ً مقعدان مقابل أربعة من الأيزيديين المحسوبين على الديمقراطي الكوردستاني ، لا نقول بأن نسبة أصوات الناخبين للاتحاد هي النصف وإنما بالتأكيد ما يقارب 30 % من أصوات الناخبين الأيزيديين في محافظة نينوى ، هذا بالطبع قبل 3 / 8 / 2014 وما حصل لشنكال ، أما بعد ما حلّت  الكارثة على رؤوس المغلوبين على أمرهم في شنكال ، وما قدمت من الضحايا ، أثر القتل الجماعي ، والاختطاف من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال ، وبيع بناتهم ونساءهم في أسواق النخاسة السيئة الصيت ما بين الموصل والرقة السورية ، وربّما تصديرهّن إلى دول عربية أخرى ... هكذا اهتز الضمير الأيزيدي ، لتنقلب الموازين لصالح أحزاب أخرى خارج الحدود على حساب الحزبين الكورديين الرئيسيين ( الاتحاد والبارتي ) ، لا سيما بعد نزوح مئات الآلاف من أهالي شنكال عبر الأراضي السورية إلى إقليم كوردستان ، ومنهم مَن استقروا وأبوا مغادرة الأراضي السورية ليبقوا في كمب نوروز في مدينة ديرك من روشافا ، هؤلاء نالوا الدعم والاسناد أو الحماية من قبل الجناحين العسكرّين الرجالي والنسائي لحزب العمال الكوردستاني والأتحاد الديمقراطي ( سوريا ) ، حيث تم فيما بعد تشكيل قوات عسكرية مدرّبة ومن الشنكاليين ومحسوبين عليهم ، ليشاركوا في العديد من العمليات العسكرية في المناطق الحدودية ومناطق أخرى تحت سيطرة داعش ، حيث قدموا العشرات من الشهداء في تلك العمليات ، ناهيك عن تشكيل حزب سياسي بعد أن كانت هنالك حركة أو تيار تمارس النشاط السياسي بإشراف وتوجيه العمال الكوردستاني ، نعتقد بأن مثل هذا التنظيم السياسي مع الجناح العسكري ( قوات حماية شنكال ) والمتواجدة حاليا ً في خانصور والمناطق المحيطة بها ، سيتم تطويرها في المستقبل لتصبح واقع حال وتكون لهم وزن ٌ ، ربّما في أجزاء أخرى من جغرافية شنكال ، وسيكون لهم نفوذ المشاركة في الانتخابات العراقية وفق قواعد الدستور العراقي وقانون المفوضية العليا للانتخابات ، باعتبارهم أيزيديين وشنكاليين ... خلاصة القول بأن الاحزاب الكوردستانية ولا سيما الديمقراطية الكوردستاني ، لا يتمكن من حصد أصوات الناخبين الايزيديين وخاصة في شنكا ل ، مثلما كانت تحصل قبل 3 / 8 / 2014 في الانتخابات المحلية لمحافظة نينوى وحتى البرلمان العراقي ...
أما عن تمثيل الأيزيديين أو ( مَن يُمثلهم ) على المستوين الديني ــ الدنيوي وكذلك الحزبي أيضا ً ووفق ما تطرقنا عن انتماءهم القومي ولا سيما الحزبي ...
دينيا ً ... المفروض أن يكون سمو الأمير والمجلس الروحاني ، يمثلون الأيزيديون شرعا ً في كافة المحافل الدولية والمحلية ، لكن للأسف هؤلاء لم يحافظوا على حياديتهم كرؤساء دينيين مثل الديانات الأخرى كالمسيحيين والصابئة المندائيين ، بل وفق سلوكيات التعامل مع الواقع خلال عقدين ونيف من الزمن وتحديدا ً بعد أول انتخابات وتشكيل أول حكومة في إقليم كوردستان ، حيث تم ترشيح أمراء أو أنجالهم ، للحصول على مناصب مهمة في الإقليم والعراق ،  كأعضاء في البرلمانين العراقي والكوردستاني  ، أو مستشارين ومحسوبين على طرف أو أطراف من المعادلة السياسية الكوردستانية وحتى العربية في العراق أيضا ً ، منهم فازوا ومارسوا أدوارهم ، ومنهم لم يُحالفهم الحظ ، ربّما ينتظرون فرص أو أدوار أخرى...
إذا ً ! هؤلاء وحسب الآراء لغالبية أبناء المكون الأيزيدي ، بأنهم ربّما فقدوا جزءا ً كبيرا ً من شرعيتهم لتمثيل الأيزيدية بعد المحسوبية على جهات سياسية متعددة وكما أسلفنا كوردستانية وحتى عربية ... لا بل بدأوا ( يهدون من إهداء ) الشرعية تلك إلى ممثلي الجهات السياسية التابعين لها ، ولا سيما رئاسة إقليم كوردستان وربّما لرئاسات أحزاب سياسية أخرى ، هذا ما صرّح به رسميا ً السيد وكيل سمو الأمير ، خاصة بعد الزيارة الأخيرة لوفد أيزيدي رفيع المستوى إلى أيران برئاسة سمير باباشيخ النجل الأكبر لسماحة الباباشيخ رئيس المجلس الروحاني ، ربّما أثار حفيظة االسيد الوكيل لعدم مشاركة أي من عائلته في تشكيلة الوفد وعدم استشارتهم أيضا ً ...
سياسيا ً ... لنبدأ من الكلام الأخير على المستوى الديني ، يجب أن نكون واقعيين ، بأن على المستوى السياسي والعراقي بشكل عام ، كُلنا نعلم بأن رسميا ً لدى الأيزيدية ممثل كوتا في البرلمان العراقي ، هذا بالتأكيد وأمام كافة المحافل هو مَن يمثل الأيزيدية شئنا أم أبينا ... بعدها على مستوى الأحزاب ، تتوزع نسب الأيزيديين وفق أعداد المؤيدين أو المنتمين إليهم ، والأحزاب كثيرين مثلما أشرنا في البداية ، هؤلاء المنضوين تحت لواء الأحزاب لا يقبلون باعتقادي أن يمثلهم أية شخصية من غير أحزابهم ... يجب لا ننسى بأنه بعد أحداث شنكال عام 2014 ، هاجرت أعدادا ً كبيرة  من الأيزيديين إلى الشتات ، بحيث قاربت عددهم المائة ألف من شنكال وبعشيقة وبحزاني ومناطق أخرى ، هؤلاء باعتقادي فقدوا الثقة بالأحزاب والعراق وإقليم كوردستان والمسببين لكارثة شنكال ، بعد ارتفاع وتيرة ومنحني التطرف الديني والتي امتدت لتُجاورَ مناطق الأيزيدية ، وهؤلاء لا يعتبرون رصيدا ً أو أرصدة تؤيد أو تشارك في الانتخابات المقبلة ...
إذا ً ! عمليا ً ، الأيزيديون باتوا مثلما عانوا ويعانون وربّما سيعانون من استمرارية أزمة القيادة ، للأسف هذه الأزمة كانت ولحد الآن وليدة أزمات كثيرة عَصَفَت بكيان هذا المُكون ، لا سيما بعد سقوط النظام في 2003 وعدم حصول الأيزيدية على استحقاقاتها من المشاركة الفاعلة في البرلمان ( عدد مقاعد الكوتا ) وكذلك المشاركة في الحكومات المتعاقبة مثل باقي المكونات ، هذا ناهيك في الفترة الأخيرة ، تشتيت الأيزيدية وفق المجالس الأيزيدية العليا أو الأعلى والتي تم تشكيلها في شنكال والمنفى ، بينما القيادة الدينية المتمثلة بسمو الأمير والمجلس الروحاني واللجنة الاستشارية تراوح في مكانها حول تشكيل مجلسها الأعلى الموقر ، ربّما هنالك ما لا يعجب تلك الرؤوس أو العقول ، وما دوّن في مواد المنهاج والنظام الداخلي ، والذي تم إعداده من قبل تلك المجموعة من ذوات الاختصاص وأصحاب الشهادات ، والذين تم اختيارهم ، وفق آلية خاصة من لجنة من الخبراء التي تم تشكيلها وفق أمر ديواني أميري وقعه وكيل الأمير ... ولا تزال الأزمة مستمرة ، وستؤثر على مستقبل هذا المكون المغلوب على أمره ، وهذا ما يأسف عليه الكثير والكثير من أبناءه وحتى الآخرين من الأصدقاء والمحبين ... 
 13 / 3 / 2017