السبت، 22 مايو 2010

رأس السنة الأيزيدية في الشيخان ... ظاهرة تستحق التوقف عندها !

بقلم / حسين حسن نرمو
أنه لشئ جميل أن يتم أحياء ذكرى المناسبات بشكل دوري ، سواءا ً كانت المناسبة شخصية مثل أعياد الميلاد والزواج ، أو جماعية تخص شريحة معينة أو طبقة أو مُكون ثم مجتمع أو حتى شعب معين ، لا شك وكما نعلم بأن الأيزيدية هي إحدى المكونات المهمة من المجتمع أو الشعب العراقي ذات النسيج الفسيفسائي ، مثلها مثل باقي المكونات ، لها ما لها من عادات وتقاليد وموروث أجتماعي قديم تستحق أويستحق وقفات متكررة أمامها لأعادة أحياءها وتذكيرها بمعتنقيها أو أتباعها على مر الأجيال المتعاقبة للحفاظ على نقاوة وصفاء هذه الديانة العريقة غير التبشيرية ، هذا ما كان صعب ٌ جدا ً في الماضي البعيد الأحتفال بالمناسبات ، إلا إذا كان بشكل سريّ جدا ً لمثل هذه الأقلية التي تعرّضت إلى شتى صنوف وحملات الأضطهاد من قبل الآخرين لتعكير صفاء ونقاوة هذه الديانة والضغط عليها لإجبار أتباعها على ترك ديانتهم والأنضمام إليهم بهدف التوسع والفتوحات . هنالك البعض الكثير من المناسبات وخاصة الدينية يتم إحياءها من قبل أبناء الديانة أوالمجتمع الأيزيدي منذ أمد بعيد ، ربما بعد تخفيف الضغط الخارجي عليهم وكما أسلفنا قبل قليل . من الأعياد التي يتم إحياءها أو الأحتفاء بها في معبد لالش المقدس لديهم وإجراء بعض المراسيم المقدّسة أيضا ً هي عيد الجماعية وأربعينية الصيف وأعياد أخرى ، كذلك هنالك تقديس من قبل أبناء هذه الديانة والأيمان بتعددية "الآلهة " ، لذا يَحيون ذكراهم في غالبية القرى في مناطقهم وعلى شكل عُرس أحتفالي أو ما يسمى بالعرف الأجتماعي " الطوافات " لِكُل إله أو شخصية مؤثرة جدا ً في تاريخ المجتمع الأيزيدي المغلوب على أمره . بعد إستحداث ظروف خاصة بالعراق وكثرة العمليات الأرهابية والتي طالت حتى المناطق الأيزيدية الآمنة ، قَلَت الأحتفاء بالمناسبات التي تتطلب تجمعات جماهيرية خوفا ً من الأستهداف ، لكن هذا لا يمنع نسيانها وعدم أحياء مثل هذه المناسبات كذكرى .
حتى لا نخرج من الموضوع الذي أرتأيت ُ الأشارة إليه في مقالنا هذا ، نعم هنالك أحتفاء دوري بالمناسبات في داخل الوطن ... وخارجه ِ أيضا ً بعد لجوء الكثير من أبناء هذه الديانة واستقرارهم في المهجر بسبب الظروف الأمنية وربما الأقتصادية أيضا ً وفي كثير من الدول منها الأوربية " المانيا "على سبيل المثال لا الحصر .
إذن ! خارجيا ً " خارج الوطن " وبعد تأسيس العديد من المراكز والجمعيات والبيوتات الثقافية والأجتماعية ، كان من أولويات أهتماماتهم هو الأحتفاء بالمناسبات لجمع أكبر عدد من الأيزيديين المغتربين في المدن الكبيرة تذكيرا ً بالأعياد والتعارف بين العوائل ، ناهيك عن البعض القليل من تلك البيوتات أو الجمعيات قاموا بفتح دورات للأيزيدياتي لتعليم الأطفال وتذكيرهم بالأصل والأنتماء الديني والوطني وربما القومي أيضا ً وهذا ما كانت بالخطوة المهمة والجادة في المهجر خوفا ً من الضياع أو الأندماج التام مع أو في المجتمع الغربي .
لكن بعد تسّيس المراكز والجمعيات والبيوتات ( الكلام ليس تعميما ً ) وحتى وجود جماعات أو فرق منتمية إلى هذه الجهة السياسية أو تلك ، ربما تحت تأثير عوامل أو ضغوط أيضا ً من بعض التيارات السياسية التي استغلت ساحة الحرية الواسعة في أوربا لنشر مبادءها وفق إملاءات أو توجيهات من مصادر قرار تنظيماتها ، هذا ما جعل الأقبال على مثل هذه البيوتات في تضاعف تدريجي مقتصراً على الأنصار والمؤيدين أو المقرّبين ، لذا نرى التعددية في الجهات القائمة أو الراعية في إحياء المناسبات وخاصة الأعياد ، كُل جهة لأنصارها ومؤيديها ، مما حدث نوع من التنافس وأحيانا ً التداخل فيما بينهم لتصل إلى حدوث مشاكل على مستوى الأشخاص أو حتى الجماعات ، هنالك شواهد كثيرة حدثت في الماضي وللأسف تكررت لحد الأحتفاء بآخر عيد وفي المدن الألمانية التي تتواجد فيها أعداد كبيرة من جاليتنا .
داخليا ً ! نقصد الوطن الأم " كوردستان " ، تتواجد فيه الكثير من الأيزيديين المنتمين والمؤيدين للجهات السياسية المختلفة ، حيث المفروض أن يكون الساحة مهيئة هناك بين الذين يسيرون على خُطى الصراع ، لكن الذي يتابع عن قُرب الوضع في المناطق التي تتواجد فيها الأيزيديون وخاصة في مجال إحياء المناسبات كالأعياد ، يرى بأنهم في حال أحسن بكثير مقارنة ً مع الذين يعيشون في المهجر ، بدليل خلال فترة تواجدنا في كوردستان ولأكثر من مرة وتحديدا ً في منتصف شهر نيسان الماضي حيث يصادف رأس السنة الأيزيدية كُل عام ، أقدم مجموعة من الشباب المثقفين والواعين من مختلف الرؤى والأفكار السياسية منهم الذين نعرفهم عن قُرب الأخ دلشاد نعمان والأخ أكرم أبو كوسرت والأخ حجي هفند والأخ هادي دوباني وبقية الأخوة الأعزاء في حدود قضاء الشيخان على تنظيم حفل عائلي لأحياء مناسبة عيد رأس السنة ليلة 13 / 14 ــ نيسان / 2010 وحفل آخر بمناسبة رأس السنة الميلادية وربما حفلات أخرى ، حيث كان لنا شرف المشاركة في الحفل الأخير وبدعوة من الأخوة المنظّمين ، رأينا حفلا ً بمستوى الرقي والتنظيم الحضاري الذي يليق بالثناء والتقدير لتلك المجموعة التي أشرفت على إدارة الحفل وتنظيمه ونجاحه من كافة النواحي ، قريبا ً جدا ً من الخصوصية الأيزيدية ، بعيدا ً جدا ً من النظرة الحزبية الضيقة التي يتبعها البعض الكثير من إخواننا الأعزاء في المهجر وربما البعض منهم في الوطن أيضا ً لكن في مجالات المنافسة الأخرى .
إذن ! نستنتج من المقارنة أعلاه بين حالتين في الوطن والمهجر ، ربما يحالفني الكثير من القراء الأعزاء بهذا الأستنتاج بأن من المفترض أن تكون الحالة معكوسة ، حيث كان يتوجب على الذين يعيشون في المهجر ( الأوربيون ) الأستفادة من حالة الحضارة الغربية البعيدة كُل البعد عن ما نفهمه أو نُفَسّره على هوانا ، لكن الذي يَلفت الأنتباه جدا ً ، طالما الحالة لأخوتنا وبني جلدتنا على أرض الواقع ( الوطن ) في أحسن الأحوال لمثل هذه التجمعات واللقاءات والأحتفاء بالمناسبات ، فنحن لا زلنا بخير وعلينا الأستفادة من تجربة وثقافة أهل الوطن أعزاءنا " الشيخانيين " والآخرين في المنطقة . هنالك مناسبة أخرى ومهمة جدا ً للأجيال الصاعدة بدأؤوا الأحتفاء بها من قبل أخوتنا في الوطن ، حيث أقيم شباب بني جلدتنا حفلين بمناسبة ( عيد الحب أو الفالنتاين ) في مجمعي شاريا وخانك ليتم بثهما على القنوات الفضائية لتكون محل حب وتقدير عظيمين ، فهذا يدل على مستوى الرقي والتقدم الذي وصل إليه أعزائنا هنالك ، في حين الكثير من أبناءنا المقيمين في المهجر يسمعون الأحتفاء بهذه المناسبة في الدول الغربية وربما بعد فوات الأوان .

المانيا في
22 / أيار / 2010
h.nermo@gmail.com
www.hnermo.blogspot.com

كوتا الأيزيدية والانتخابات العراقية الأخيرة !!!

بقلم / حسين حسن نرمو
" لكل فعل ٍ رد فعل يساويه في المقدار أو القيمة ويعاكسه في الاتجاه " ، هذا حسب المنظور الفيزيائي العام ، ردود الأفعال السياسية قد لا تساوي حجما ً على الأقل في البداية ، لكنها غالبا ً تعاكسها فكريا ً أو أيديولوجيا ً . لذا نعتقد بأن ولادة الحركة الأيزيدية من أجل الإصلاح والتقدم جاءت وفق هذا المبدأ لتأخذ نهج يميل إلى التعصب لتغيير الهوية القومية للأيزيديين ، ربما كانت بدايتها ذات اتجاه ديني أكثر من سياسي ، إلا أنها وجدت لنفسها أرضية مناسبة للدخول في المعترك السياسي العراقي بعد سقوط النظام وتغيير مسار العملية السياسية في الدولة العراقية نحو الديمقراطية ، هكذا شاركت الحركة الأيزيدية في الانتخابات العراقية لعام 2005 ككيان مستقل بذاته ، لتحصل في النتيجة على كُرسي برلماني وتمثيل أيزيدي من نوع خاص بعد أن كانت للأيزيديين ممثلين برلمانيين وحكوميين في العراق وإقليم كردستان محسوبين على الأحزاب الكردستانية وخاصة الحزبين الرئيسيين الأتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني ، لكن الحركة الأيزيدية بقيادة السيد أمين فرحان سرعان ما انقسمت أو انشقت على نفسها إلى شطرين ، ليولد " حزب التقدم الأيزيدي " بقيادة وعد مطو ، ربما للسياسة الخاطئة للحركة قي المنطقة واعتكاف زعيمها في كُرسيه البرلماني في بغداد العاصمة باستمرار ، لم يُكلف نفسه يوما ما بزيارة المنطقة حيث تتواجد أنصاره ومؤيديه خاصة ً بعد تمتعه بالحصانة الدبلوماسية كعضو برلمان ، كان الأولى به زيارة مجمعي كرعزير وسيبا شيخ خدرى بعد الفاجعة أو العمل الأرهابي الذي تعرض لها هذين المجمعين ، في حين أجمع المواطن الكوردستاني على التبرع بالدم والمال والمساعدات الأنسانية لتقديمها لضحايا الكارثة ، هذا ناهيك عن الأيزيدون في المهجر سارعوا إلى جمع التبرعات باسم الجالية وبقيادة هيئة الفعاليات الأيزيدية آنذاك وفي أكثرية الدول الأوربية وأميريكا أيضا ً، وفعلا ً تم جمع أكثر من مائة الف يورو ليتم توزيعها برئاسة الدكتور ميرزا دنايي وقبله بعض الأخوة الآخرين الذين زاروا المنطقة رغم الظروف الصعبة وفق آلية مقبولة من كل الأطراف الموجودة في الساحة حينذاك . إذا ً وطالما نحن في ذكر الحركة الأيزيدية نعتقد بأن شعبية الحركة تراجعت عن السابق ، لكنها لم تمنع عن الفوز بمقعد كوتا الأيزيدية أثناء انتخابات مجالس المحافظات في بداية العام المنصرم 2009 بعد منافستها مع حزب التقدم الأيزيدي ربما بفعل عوامل خارجية تدافع عنها لأهداف أو أغراض سياسية معروفة في المنطقة ضد الأطراف الكردستانية التي ترى لنفسها أحقية في الدفاع عن حقوق الأيزيدية .
أثناء مناقشة قانون الانتخابات في البرلمان العراقي ، طالبت القائمة الأيزيدية المستقلة من البرلمان بعد الإعلان عن نفسها بقيادة شخصيات أيزيدية معروفة في الخارج وربما بتوجيه أو توثيق مرسل من سمو الأمير تحسين بك وهو في رحلة استجمام أو لجوء أوربي بعيدا ً عن واقع بني جلدته وهم في أمس الحاجة إلى تواجده وفي مثل هذه الظروف ، نعم تم أجماع الأيزيدية على تخصيص خمسة مقاعد كوتا للأيزيدية وفق ما جاء في الدستور العراقي ، حيث لكل مائة ألف مواطن يحق لهم ممثل في البرلمان العراقي باعتبار تعداد الأيزيدية أكثر من 500 ألف نسمة ، لكن للأسف الشديد وقف ( السيد أمين فرحان ممثل الأيزيدية في أروقة البرلمان ) بالمرصاد ضد ذلك الطلب الشرعي مطالبا ً بمقعد واحد فقط وضمن محافظة نينوى حصرا ً " علما ً هنالك أيزيديين ضمن الحدود الإدارية لمحافظة دهوك أيضا ً " ، ربما خوفا ً من وصول شخصيات أيزيدية واقعية إلى قبة البرلمان ، هؤلاء حسب رؤية الحركة للواقع لا يخدمون توجهاتهم وفق شعاراتهم الرادعة والتي تخدم قوى خارجية أكثر ولا تفيد واقع الأيزيديين الحالي والذي نرى ضرورة أتباع سياسة واقعية لخدمة بني جلدتنا .
في الانتخابات الأخيرة لمجلس النواب العراقي أثبت الأيزيديون وجودهم حسب واقع تعداد سكانهم بعد إقرار القائمة المفتوحة لوصول أو فوز ( 6 ) مرشحين للمشاركة في الدورة البرلمانية القادمة . لكن بعد إقرار مقعد كوتا الأيزيدية كما أسلفنا ، تنافست ثلاث قوائم مسجّلة لدى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إضافة إلى شخصية أيزيدية مستقلة ، من هذه القوائم المعروفة مسبقا ً الحركة الأيزيدية وحزب التقدم الأيزيدي اللتان تنافسا في انتخابات مجالس المحافظات ، لكن القائمة الأيزيدية المستقلة والتي دخلت في ميدان المنافسة لأول مرة بقيادة الدكتور ميرزا دنايي ، حيث عُقد الآمال عليها ، ربما كونها جاءت مستقلة ، رغم بروزها في الميدان كانت نتيجة إفرازات وتراكمات ، إلا أن قياديي القائمة ليسوا من الذين يساومون على الهوية القومية للأيزيدية ، لذا توقع الكثير دعم الأحزاب الكوردستانية وخاصة الحزبين الرئيسين لهذه القائمة ، أو لا يقفوا في طريقها إلى الفوز على الأقل وعدم الأستناد أو الأعتماد على مصادر خاطئة توصي بخطورة مثل هذه القائمة . ربما كان لأحد الأطراف السياسية ملاحظات على شخصية أو شخصيات في القائمة ، لذا حيث كان بإمكان ذلك الطرف السياسي إعداد شخص آخر مناسب من وجهة نظرهم ودعمه في الأنتخابات ، علما ً كان يأمل الكثير بدعم القائمة الأيزيدية المستقلة للفوز بكوتا الأيزيدية مثلما حصل في دعم كوتا الآخرين ، إلا إذا كانوا ينوون بقاء ( مسمار جحا ) في الحائط الذي يستند إليه الأيزيديون !!!

كردستان العراق في
24/ نيسان/ 2010
h.nermo@gmail.com
www.hnermo.blogspot.com

رأي حول الانتخابات العراقية من وجهة نظر شخصية !!!

بقلم / حسين حسن نرمو
لا شك بأن الانتخابات الخاصة بالبرلمان العراقي لعام 2010 والتي جرت في السابع من آذار ، كانت وستكون مصيرية بالنسبة لقائمة التحالف الكردستاني ، نعم مصيرية لأن هنالك بعض القضايا المصيرية لا تزال عالقة بين حكومة إقليم كردستان والحكومة المركزية والتي لا بُد َ من النضال من أجلها وفق ضوابط وقواعد الدستور العراقي ، هذا ما أكدنا عليها من خلال برنامج قائمة التحالف في الحملة الدعائية ما قبل الانتخابات ، من هذه القضايا على سبيل المثال لا الحصر هي ما تتعلق بالمطالبة بالأرض وفق المادة 140 من الدستور ، حيث هنالك أكثر من 40 % من مساحة الإقليم الكبرى لا تزال تحت رحمة هذه المادة الدستورية وضمن المناطق المتنازعة عليها ، هذه المناطق كانت ضحية سياسات التعريب والتهجير القسري والطرد ، مارستها الأنظمة العراقية المتعاقبة بدءا ً بالنظام الملكي ومرورا ً بالأنظمة الجمهورية ، وصولا ً إلى أقسى مراحلها في عهد النظام البائد ، كانت النتيجة هو تعريب المناطق الكردستانية وتدمير المئات لا بل الآلاف من القرى وطرد مئات الآلاف من الكورد الفيليين لا من ديارهم فحسب بل من العراق أيضا ً خارج الحدود باتجاه إيران .

إذن ! في ظل النظام العراقي الجديد ، العراق الديمقراطي الفيدرالي ألتعددي ، لا بد من العمل لمحو آثار سياسات الأنظمة الشمولية التي حكمت العراق بالحديد والنار لعودة الحقوق إلى أصحابها وعودة جميع المناطق المستقطعة من كردستان الأم إلى أحضان الإقليم .
لكن ! الذي أثار ويثير الاستغراب حقا ً هو جعل هذه الانتخابات مصيرية أيضا ً فيما بين الكيانات المتنافسة على المقاعد المخصصة لمحافظات إقليم كردستان حتى الذين كانوا متحالفين في قائمة التحالف الكردستاني ، كُل على حساب الآخر وفق نظرية الحزبايه تي ، قد تكون هذه النظرية تتحصّن بشرعية ما وفق منظور الأحزاب المشاركة في الانتخابات ، لكنها لا تتمتع بتلك الحصانة وفق استطلاع الآراء للشارع الكردستاني ، على أية حال ووفق المنظور الشرعي من وجهة نظرهم ، تَمَ أتباع الكثير من السلوكيات والتصرفات من قبل البعض الكثير من المرشّحين وحتى مصادر ترشيحهم أيضا ً والتي من المفروض تتنافى مع المبادئ الأساسية للعملية الديمقراطية التي تترسّخ شيئا ً فشيئا ً في العراق ما بعد الأنظمة الشمولية . فبدلا ً من تفكير هؤلاء المرشّحين بتنفيذ بعض المشاريع الصغيرة التي قد تفيد شريحة واسعة من المواطنين القاطنين في بعض القرى والمجمعات السكنية القسرية ، لجأؤوا إلى أساليب أرخص من ذلك للتلاعب بمشاعر الناس البسطاء بتقديم بعض الهبات والعطايا النقدية مع كارتات الدعاية الشخصية لهم من قبل وسطاء مقرّبين ، لتصل الحد إلى شراء ذمم أقرب الناس المقرّبين للمرشح المقابل ، كما حصل في شنكال ، وهذا ما يؤسف عليه حقا ً .
من جانب آخر ، زيادة عدد المرشحين الأيزيديين سواءا ً في قائمة التحالف الكردستاني وفي القوائم الأخرى ، كانت السبب ليس في تشتيت أصوات الناخبين فحسب ، بل حتى في امتعاض الناس حتى البسطاء السُذج من آلية ترشيح ذلك الكم من المرشحين والتي كانت مبنية على أساس غير سليم وفقا ً لمبدأ العلاقات بمختلف أشكالها أحيانا ً ، أو أرضاء شعبية هذه العائلة وتلك ، وأحيانا ً أخرى أرضاء هذه الشخصية الاجتماعية أو الدينية و ... و ... . ليأتي في الأخير ميزان القوى لصالح مرشحين من الوجوه ما بعد 2003 ، مدعوم أو مسنود من الجهات ذات العلاقة بحيث لم يخطر على بال المواطنين ( الناخبين ) وعلى حساب بقية المرشحين الذين كانوا يتمتعون بمواصفات عالية سواءا ً من ناحية الكفاءة أو الأنتماء لمبادئ الكوردايه تي عائليا ً أو حتى شخصيا ً ، ليقع الناخب الكردستاني في حيرة من أمره ، حتى تولد شائعة هنا وهناك حول وجود صفقات بين مثل هؤلاء المرشحين والمصادر المدعومة لهم في حال فوزهم بالمقاعد التي من أجلهم تم الترشيح ، مثلما حصل في الماضي أيضا ً .
في الأخير لا يسعني إلا أن أشير إلى مقال لي قبل الانتخابات بأيام معدودة ، تحديدا ً في الرابع من آذار والذي نُشر في بحزاني نت ومواقع الكترونية أخرى تحت عنوان ( آمال مشروعة في انتخابات البرلمان العراقي القادم ) والذي كنا نأمل أن تمر الانتخابات بأمان وشفافية ، لكن للأسف لم تكن مثل توقعات آمالنا وخاصة فيما يتعلق الأمر بالموظفين والكوادر التعليمية والتدريسية المعيّنين من قبل المفوضية ، حيث أكثرية تلك الكوادر لم يكونوا أهلا ً للثقة ، سواءا ً كانوا مدراء مراكز أو محطات أو حتى مُصدري الأوراق الانتخابية و ... و ... للتعامل مع الحدث ولم يحتكموا ضمائرهم خاصة مع الناخبين غير المتعلمين ، ربما أكملوا اللعبة أثناء العد والفرز أو حتى في إدخال البيانات إلى الحاسوب اللكتروني بعد انتهاء العملية الانتخابية ، هذا ناهيك عن التدخلات غير الشرعية من لدن بعض السادة أصحاب القرار في المراكز والمحطات الانتخابية . هذا ما ناسف عليه حقا ً ، آملين عدم تكرار مثل هذه الحالات في المستقبل وفي انتخابات قادمة سواءا ً كانت محلية أو على مستوى العراق أيضا ً .

كردستان العراق / قرية النصيرية في
16 / آذار / 2010
h.nermo@gmail.com
www.hnermo.blogspot.com

قراءة حول تأجير لالش والمراقد الأيزيدية الأخرى !!

بقلم / حسين حسن نرمو
لا شك ، بأن للكثير من المراقد المقدسة في العراق الموزاييكي ، واردات خاصة من الأتباع والمريدين للأديان والمذاهب والطوائف المتعددة فيها ، في ظل النظام المؤسساتي المنتظم تصب هذه الواردات في خزائنه بحكم تابعية المراقد إلى وزارات ومؤسسات ، مقابل أهتمام تلك الدوائر بشؤونها ( المراقد ) من أصلاح وترميم وتعمير كي تكون بمستوى تليق بزيارات مريديها وسائحيها الدينيين وربما غيرهم من الباحثين والرحالة المتخصصين في البحث في مجال أختصاصاتهم لمعرفة الآخرين بثقافة الأديان والطوائف المتعددة والكثيرة في بقاع العالم .
لكن في ظل النظام الديني الأيزيدي نرى العكس من ما ذكرناه ، حيث تصب واردات المراقد المقدسة بما فيه مرقد الشيخ عدي في وادي لالش المقدس لدى الأيزيدية في جيب أمير الأيزيدية المتحكم بكل صغيرة وكبيرة في هذا المجال حيث يعتبر نفسه وريثا ً شرعيا ً للشيخ الكبير ( عدي ) وأعوانه الآخرين في مرقده ، مع الأهمال وعدم الأهتمام بهذه المراقد والأستفادة من مواردها من الجانب العمراني أو حتى في مجال الصيانة التي لا بد منها للحفاظ على أصالة وعتاقة مثل هذه المواقع المقدسة ، هذه الواردات التي تصب في جيب المصدر الذي ذكرناه وفق آلية غريبة عجيبة بالمتاجرة و بالمزايدة العلنية أحيانا ً ، أو بأتفاقات بين رأس الهرم والمؤجرين ( عوائل متخصصة في هذه المجال ـ سدنة ) احيانا ً أخرى . من الجدير بالذكر وبعد أنتفاضة عام 1991 وتحرير نصف كوردستان ليكون تحت إشراف الأحزاب الكوردستانية ثم الأنتخابات البرلمانية 1992 وتشكيل حكومة الأقليم في أربيل العاصمة ، أبدت الحكومة تلك والمسؤولين في منطقة دهوك ( لالش ضمن حدودها الأدارية الجديدة ) أستعدادها للدعم وتقديم المساعدة للأهتمام بمرقد لالش وتخصيص مبالغ لأكثر من مرة من خلال مراجعها للأشراف على تعميرها ، إلا أن سمو الأمير كان من المعترضين دوما ً حينما كان يمارس مهامه تحت لواء النظام البائد ، لعدم أستفادته من الدعم والمبالغ المخصصة التي قُدمت من سلطات الأقليم حينذاك ، أيجار مراقدنا المقدسة في تزايد مستمر سنة بعد سنة وبالملايين بالعملة العراقية ، حيث بالتأكيد يستفاد الشخص المؤجر أيضا ً ، عفوا ً السادن من تأجيره المرقد هذا أو ذاك وإلا لما كان يكلف نفسه بمعاناة الخدمة والأدارة في لالش وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها المواطن العراقي بشكل عام والكوردستاني بشكل خاص . بعد زيارة السيد مسعود البارزاني رئيس الأقليم إلى لالش وقضاء الشيخان إبان أنتخابات مجالس المحافظات بداية العام الحالي للدعاية الأنتخابية ، تكرم سيادته ليأخذ على عاتقه تعمير لالش والمراقد الأخرى وأضافة مرافِق أخرى ربما كدار أستراحة وعمل ساحات كبيرة لوقوف السيارات و ... و .... ، لذا نأمل أن تكون التخصيصات لهذا الهدف في أيادي أمينة خدمة ً للمبادئ العامة والأستفادة القصوى منها لصالح ( المعبد المؤجر ) منذ عصور تمتد مئات السنين وتختلف عن كل المبادئ العامة للأديان في العالم !!!
11 / تموز / 2009
h.nermo@gmail.com
www.hnermo.blogspot.com

قراءة حول ما قيل عن أستقالة ( الشيخ شامو ) من مهامه في مركز لالش !!!

بقلم / حسين حسن نرمو
قال أدونيس ، الشاعر العربي السوري المعروف أثناء حضوره إلى كوردستان العراق ، بعد أن أثارت زيارته حفيظة القومجيين العرب ، وفي حديث له ربما ردا ً على هؤلاء العرب الذين أبدوا أمتعاضهم من تصرفه غير المعقول من وجهة نظرهم ، نعم قال ( مَن مِنا بلا خطيئة فليتجرأ ويرمي غيره بالحجر ) . هذا القول الذي ينطبق على معظم الناس الشرقيين الذين يخطئون و يعاتبون الآخرين حينما يقعون في نفس الخطا ً أحيانا ً كثيرة ، وينطبق بأمتياز على الكوردستانيين الذين تعاملوا بشكل أو بآخر مع المناوئين ( الأعداء ) ضد قضيتهم الأساسية مفضّلين بالطبع المصالح الشخصية لهم على كل شئ ، ليبرّروا في النهاية غاياتهم بالوسائل الميكافيلية التي أستخدموها من أجل الوصول إلى أهدافهم التي تَم التخطيط لها . هؤلاء الناس و الذين كانوا شخصيات على مستوى راق ٍ في المجتمع الكوردستاني حينذاك ، تعاملوا بشكل أو بآخر مع النظام البائد وللأسف كثيرين ، منهم القدماء العلنيين قبل الأنتفاضة عام 1991 ، الذين كانوا في الواجهة أمثال أمري أفواج الدفاع الوطني وأمراء سرايا أبو فراس الحمداني ، لكن الأخطر من هؤلاء هم الذين تعاملوا مع الأجهزة الأمنية والمخابراتية وبشكل سري ، أنكشف أمرهم بعد سقوط النظام ووقوع كل الملفات السرية بأيدي الذين شاركوا في مهمة تحرير مدينتي الموصل وكركوك على سبيل المثال بأعتبارهما مركزا الأجهزة الأمنية التي كانت تتعامل مع الملفات الخاصة بالكوردستانيين ، الأنكى من كل ذلك وبعد ما نُشرأسماء البعض القليل من هؤلاء في وسائل الأعلام الحرة ، تَبَين ، بأن منهم مَن يتبوؤون مناصب مهمة وفي مراكز حساسة والذين كانوا يمارسون مهامهم المزدوج ، و للأسف لا يزال البعض منهم في دفة الحكم في كوردستان على غرار ما يحدث في المسلسلات التركية المدبلجة .
طالما هنالك أشخاصا ً من هذا الطراز ، لذا يجب أن لا نستغرب من خلال ما يُعرف ويحدث على الساحة الكوردستانية يوميا ً بأن ليست هنالك أسرار ، حيث كل ما يحدث وراء الكواليس في الأجتماعات السرية أو غير السرية ليلا ً ، يتحدث الناس به نهارا ً جهارا ً في الشارع في اليوم التالي أو ربما بعده .
حتى لا نبتعد أكثر من هذه القراءة ومن عنوان الموضوع ، حيث يمكن أن نصنف ( الشيخ شامو ) في خانة القدماء العلنيين الذي كان في مسؤولية إحدى سرايا أبو فراس الحمداني والتي ربما المرحلة تلك كانت بحاجة إلى مثل تلك التشكيلات ، هذا ما يُقال على لسان هؤلاء بأن السرايا ساعدت بشكل أو بآخر الأيزيديين المغلوبين على أمرهم ( الفقراء ) في التهرب من جحيم الحروب الدائرة في العراق بقيادة وأمرة ( القائد الضرورة ) ، ويجب أن لا ننسى بأنه أي ( شيخ شامو ) ليس الوحيد من الذين شكلوا مثل هذه السرايا ، إنما كانوا كثيرين من أصحاب الشأن الأيزيدي والذي لم يكن ( رأس الهرم ) الأيزيدي مستثنيا ً من المشاركة والتوجيه من خلال أقرب المقرّبين . البعض من هؤلاء والذين شاركوا في الأنتفاضة منهم ( الشيخ ) أيضا ً برّروا موقفهم ، تكرّموا أيضا ً بعفو ٍ خاص من لدن السيد مسعود البارزاني بعد الأنتفاضة تحت شعار ( عفا الله عما سلف ) ، و أنخرطوا في العملية السياسية الكوردستانية بعد الأنتخابات البرلمانية وتشكيل الحكومة الكوردستانية بشكل ديمقراطي لأول مرة عام 1992 ، يعد ( الشيخ شامو ) من الأوائل الذين ساروا على خطى الذين عفى عنهم القيادة ، ليعمل بأخلاص منقطع النظير خدمة ً للجهة التي أنضوته تحت لواءها وهي ( الحزب الديمقراطي الكوردستاني ) حتى جاءت الفرصة ليرشح نفسه للدورة البرلمانية القادمة المزمع أجراء الأنتخابات في الخامس والعشرين من تموز ، ممثلا ً عن الحزب بناءا ً على توجيهات وتوصيات ممثلية حزبه في المنطقة ( دهوك ) حسبما قيل على لسان البعض والمقربين منه وربما هو الذي سَرَب هذه المعلومة أيضا ً . لكن ! ليس في كل مرة تأتي الرياح بما تشتهي السفن ، حيث دَخَل في ميدان الترشيح نجل الأمير تحسين بك ( أميره المرتقب ) ومن خلال أستجداء والده لدى القيادة الكوردستانية والذي نال رضاها بأعتباره يمثل كل الأيزيديين ( الواقع تقول غير ذلك ) ، ليفوز لا على الشيخ لوحده بل على كل المرشحين بما فيهم الحزبيّين المناضلين المكافحين وأبناء شهداءهم الأبرار . لا نرغب بالأطالة على السادة القراء ولنركّز على أستقالة الشيخ شامو من مهامه في مركز لالش وأعتكافه في داره ، ربما لبعض الوقت ، لأيصال صوت أعتكافه هذا إلى المراجع العليا للحزب والحكومة المحلية ، هذه الأستقالة أو الأعتكاف حسبما قيل ، جاء ردا ً على عدم أختياره لعضوية البرلمان ( أولا ً) والذي أعتبر عدم فوزه بهذه الوظيفة المهمة في أقدس جهة سياسية بعد وعود الكثير من المسؤولين له لدعمه في هذا المجال فشلا ً ذريعا ً وربما حدث له لأول مرة بعد مشاركته في الأنتفاضة ، حيث وصل ( الشيخ ) مرحلة الأمكانيات المادية والمعنوية في كوردستان ، كوردستان العلاقات ، كوردستان الفساد الأداري والمالي ، أو ربما هذا الزعل الوقتي والذي قد لا يطول كان لأختيار أو تفضيل نجل الأمير تحسين بك عليه في الترشيح البرلماني ( ثانيا ً )، بأعتباره أقدم وأولى بالمعروف لمثل هذا الأختيار ، حيث قدم خدمات جليلة للحزب الديمقراطي الكوردستاني بعد الأنتفاضة وخلال ما يقارب العقدين من الزمن ( وهذا الواقع فعلا ً ولا يزال ) ، في حين سمو الأمير ونجله والكثيرين معهما ، كانوا حتى يوم التاسع من نيسان 2003 يوم سقوط الصنم في خانة المحسوبين وربما المدافعين عن مصالحهم الخاصة لدى النظام البائد ( وكان هذا الواقع أيضا ً ) . إذن ! لو كان الذي تحدثناه أخيرا ً هو تصوره وشعوره بالغبن من أختيار أو تفضيل نجل الأمير تحسين بك عليه وإن كان هذا الذي أدى إلى إتخاذ موقف الأستقالة أو الأعتكاف أو الأبتعاد من مهامه حتى لو كان لفترة معينة ، فأن موقفه هذا ، موقفٌ يثمن عليه ، هذا الموقف الذي كان المفروض على المرشحين الأخرين المناضلين القدامى وأبناء الشهداء في صفوف الحزب الديمقراطي ( الحزب الأم ) في الساحة الكوردستانية أتخاذه ، هذا ما يأسف عليه كل الذين يشعرون بالمسؤولية الوجدانية تجاه بني جلدته .

المانيا في
تموز / 2010
h.nermo@gmail.com
www.hnermo.blogspot.com

قراءة حول تصريح سمو الأمير تحسين بك والسيد بوزاني لأحدى الصحف الكوردستانية !!!

بقلم / حسين حسن نرمو
تكريم وتقدير القيادة الكوردستانية الخصوصية الأيزيدية بأعتبارهم الكورد الأصلاء بمقعد يتيم في البرلمان الكوردستاني القادم ، متمثل بنجل سمو الأمير المبجّل المدافع الأمين عن مصالحه ، بأعتبار المرشح الثاني ( كاتب المقال ) بعيد عن الفوز بعضوية البرلمان ، نعم هذا التكريم أثار حفيظة الشارع الأيزيدي والذين أي الأيزيديين أبدوا أمتعاضهم من مثل هكذا تصرف بات تتكرر بأستمرار في كل العمليات السياسية التي من المفترض مراعاة خصوصية هذه الديانة العريقة ، حيث عبروا عن هذا الأمتعاض من خلال صفحات الأنترنيت العائدة لهم أو لغيرهم من المتعاطفين معهم . لذا ربما أحس بهذا الغبن أيضا ً سمو أميرنا بعد أن سَمِع بالأمر أي ( تخصيص مقعدين مع أيقاف التنفيذ للمرشح الثاني ) ، هذا ما صرح سموه لصحيفة ــ روداو ـ الحدث ــ بأنه وبعد سماعه بالخبر ( أتصل فورا ً بالمراجع السياسية لقيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني للأعتراض على ذلك التخصيص ، ويرد ليقول بأنه ألتمس وعودا ًمن قيادة الحزب بالتعويض في زيادة مقاعد الأيزيدية في البرلمان العراقي في الأنتخابات القادمة في 2010 ) . حيث سيتم حتما ً حينذاك بوضع مرشحي الأيزيديين في تسلسلات بعيدة لقوائم المحافظات ذات النظام المغلق للقائمة ، حيث المعروف بأن القائمة الكوردستانية ستكون حصتها من المقاعد في البرلمان العراقي القادم أقل من الحصة الموجودة في الدورة الحالية .
مَن يدري ، ربما سيكون أيضا ً أحد أنجال أو أحفاد سمو الأمير مرشحا ً في القائمة القادمة أيضا ً . يرجع سمو الأمير وكأنه يبرر تصرف القيادة الكوردستانية في أختيار مرشحين أثنين فقط ، حيث قال بالحرف الواحد بأن ( عدد الناخبين الأيزيديين الذين يحق لهم المشاركة في الأنتخابات الكوردستانية القادمة بين ( 40 إلى 50 ) ألف ناخب ) ، لا أدري من أين أتى سمو الأمير بهذا الرقم الضخم الذي ربما يتجاوز ضعف التقديرات لعدد الناخبين ، بأعتبار هنالك ثلاث مجمعات فقط ( باعذرة مركز امارته ومجمع شاريا وجمع خانك ) . جاء في نهاية تصريحه للصحيفة ليقول بأن ( عدد الأيزيديين يعادل ثلاث أضعاف المسيحيين و .... و ... ) . إذن !! طالما يعلم سمو الأمير بهذا الأمر ، لماذا لم يتحرك بعد ما تم تخصيص مقاعد خاصة ( الكوته ) للمسيحيين ؟ للضغط على القيادة الكوردستانية بتخصيص مثل مقاعدهم على الأقل للأيزيديين أيضا ً ، لا نقول ضعفهم أو ثلاث أضعاف حسب تقديراته ، إذا ما قارنا عدد المقاعد مع النسبة السكانية ، وإلا إذا كان هدفه فقط هو تثبيت نجله السيد ( حازم ) بالرجاء والألحاح للسادة المسؤولين في قيادة الحزب الديمقراطي ، وفعلا ً وافقت قيادة الحزب الديمقراطي على ترشيحه دون أن تكلف نفسها بالعودة إلى ماضيه .
أما فيما يخص تصريح السيد خيري بوزاني المدير العام لشؤون الأيزيدية في وزارة الأوقاف الكوردستانية والذي يعقدون الكثير من الأيزيديين آمالهم عليه من أجل بذل الكثير للدفاع عن حقوق بني جلدته ، وكأنه في هذا الحديث جالسٌ جنبا ً إلى جنب مع الأمير المفدى ، ليبرر تكريم القيادة الكوردستانية لكن بأسلوب دبلوماسي أكثر من الأمير بأعتبار الأيزيديين موزعين في مناطق بين الحكومة المركزية والأقليمية وأكثريتهم ضمن المناطق المستقطعة ، حيث يعادل نسبتهم في الأقليم ب 2 % حسب ما أفاد السيد بوزاني للصحيفة ، ولهذا تم تخصيص مقعدين من المائة للقائمة الكوردستانية متناسيا ً بأن تسلسل المرشح الثاني المحسوب على الأتحاد الوطني يحمل الرقم ( 99 ) والذي من غير المنطقي أن تفوز القائمة بكل المقاعد وهنالك قوائم أخرى منافسة مثل قائمة التغير لنوشيروان مصطفى والتي فتحت مكاتبها في جميع المناطق بما فيها محافظة دهوك ، ويجب أن لا ننسى دور قائمة الأصلاح والخدمات للتكتل المعروف بالأسلاميين ( الأتحاد والجماعة الأسلامية ) مع الحزب الأشتراكي والكادحين ، حيث من المتوقع أن تحصد هاتين القائمتين أصواتا ً كثيرة من الناخبين الكوردستانيين وربما سيحصلون على ربع المقاعد المتنافسة عليها ، هذا عدا القوائم الأخرى المنافسة . ولهذا نستنتج بأن نصيب الأيزيديين من العملية هذه هو المقعد اليتيم مثل ما أكدوا أكثرية المصادر التي توقعت وتتوقع نتائج الأنتخابات المقبلة .
بقي أن نسأل سمو الأمير ومدير شؤون الأيزيدية في حكومة الأقليم . ألم تكن الحالة مثلها أي الوضع نفسها في أنتخابات عام 2005 في حين خُصص ثلاث مقاعد برلمانية للأيزيديين ؟ والآن سيكون لنا إنشالله مقعد واحد فقط وهو طبعا ً نجل سمو الأمير المبجّل المدافع الأمين عن مصالح أولاده وأحفاده في الأمارة وبين أبناء جلدته .

h.nermo@gmail.com
www.hnermo.blogspot.com

قراءة حول أختيار نجل أمير الأيزيدية لعضوية برلمان كوردستان القادم !!

بقلم / حسين حسن نرمو
الذي تابع ملف الأيزيديين الذين قدموا لعضوية برلمان كوردستان ، أو المهاجرين إلى البرلمان حسب مصطلح الأخ هوشنك بروكا في مقاله المعروف " موسم الهجرة إلى البرلمان " ، لا بد وأن يصاب بالدهشة من كثرة عدد المرشحين أولا ً والذي ربما فاق عددهم ( عدد المقاعد التي سيحصلون عليها الحزبين الرئيسيين " الديمقراطي الكوردستاني والأتحاد الوطني " في الأنتخابات القادمة ) ، الذي زاد الأستغراب أكثر هو في الكوكتيل المقدم وجود البعض من العناصر الغير مرغوبة سواءا ً كانوا من أزلام النظام السابق و أياديهم ملطخة بدماء الكوردستانيين الأبرار و لولا الأيادي الخفية لحماية البعض منهم ، لكانوا من الملاحقين في ( قضايا جنائية ) ، هذا ما نأسف عليه من الذي يحدث في كوردستاننا الحبيبة لحد الآن بعد مرور ما يقارب العقدين من الزمن على الأنتفاضة في 1991 ...
لا نريد الأطالة في الحديث و لندخل في كيفية الأختيار الذي وقع على نجل الأمير تحسين بك " السيد حازم " والذي يشغل منصب نائب الأمير ، أي هو الذي يخّلف والده ، هذا بالأضافة إلى ذلك يشغل أيضا ً كعضو في الهيئة الأستشارية التابعة لمجلس الوزراء لحكومة السيد نيجيرفان بارزاني أي يتقاضى راتبا ً من الحكومة الحالية أيضا ً . نعم تم أختياره من بين أربعة مرشحين بعد غربلة العدد الهائل من مقدمي ( السيفيات ) حسبما قيل وسمعنا من الشارع الأيزيدي والمصادر الموجودة في أوساط الحزب الديمقراطي المناضل ، هؤلاء عدا السيد حازم تحسين بك طبعا ً هم كل من الأستاذة فيان أبنة الدكتور دخيل سعيد الوزير في الكابينة الوزارية الخامسة ، والسيد فرج ميرزا الكادر المتقدم في الحزب والبيشمه ركه لأكثر من ربع قرن من الزمن في صفوف الحزب ومن المخلصين الغنيّين عن التعريف للحزب والقيادة ، والآخر حسبما وصلت الأخبار كان السيد محمود محمود ئيزدي والذي يشغل أيضا ً كعضو فرع ونجل الشهيد المعروف جدا ً وقائد ثورة كولان بأمتياز في بهدينان الشهيد محمود ئيزدي ، الذي تابع ويتابع سيرة هؤلاء الثلاثة يرى بإعتقاد الكثير بأن سيرتهم لا تشوبها شائبة معروفين بالكفاءة كأكاديمية مثل الأخت فيان وبالكفاءة والقدرة السياسية والأخلاص للحزب مثل الأخوين الآخرين .
إذن ! لماذا الأختيار على نجل الأمير الغير معروف طبعا ً بالكفاءة مقارنة بالآخرين ؟
هل كان أختياره إرضاءا ً لكل المقدمين والمرشحين الأخرين الذين وصلوا إلى المراحل النهائية بعد الغربلة حتى لا يشعر أحدا ً منهم بأنه مظلوم مقابل الآخر؟
أم كانت القيادة مجبرة على الأختيار بعد الألحاح الزائد عن الحدود من قبل أميرنا المبجّل المدافع الأمين عن مصالحه الشخصية وحقوق عائلته بامتياز بدل الدفاع عن حقوق بني جلدته لدى القادة الحزبيين وفق ما ورد على لسان السادة المسؤولين ومن مصادر مقربة منهم ؟
أو ربما أصبحت ( الموضة ) كي يصبح أحد أفراد العائلة الأميرية عضوا ً في كل دورة برلمانية بعد المرحوم خيري بك في أول برلمان كوردستاني ، وبعده تم أختيار السيد كاميران خيري بك كعضو في البرلمان العراقي والغني عن التعريف طبعا ً بالنسبة للشارع الأيزيدي ؟
أو ربما وصلت القيادة في الحزب الديمقراطي إلى قناعة بأن الأيزيديين كلهم بما فيهم المخلصين لهم ولنهج البارزاني الخالد يساوي العائلة الأميرية فقط !! وطبعا ً نرى بأن هذا هو أسوء ما حصل ويحصل وربما سيحصل في تقيم مجتمع كامل خلال عائلة متسلطة باتت تفقد شرعيتها ومصداقيتها لدى أبناء جلدتها ، لذا نرى أيضا ً بأننا بحاجة إلى تشجيع الشباب " جيل المستقبل " للوقوف بوجه كل هذه التصرفات والتي وصلت الحال إلى ما نحن فيه ، وليتم المطالبة بالقيادة الجماعية المنبثقة والمنتخبة من أبناء الأيزيديين جميعا ً ومن كافة الشرائح دون الأعتماد على مصدر واحد فقط وهذا المصدر لا يهمه أمور الآخرين غير الأقربين والأولى بالمعروف له !!!

المانيا في
01 / 07 / 2009
h.nermo@gmail.com
www.hnermo.blogspot.com