الجمعة، 21 أغسطس 2009

لالش تبكي من جديد !!!

بقلم / حسين حسن نرمو

في قصيدة جميلة ، رائعة ، جريئة وفريدة من نوعها تحت عنوان " بكاء لالش " ، عبر فيها شاعرنا المبدع بهزاد حيدر عن معاناة أقدس مقدسات الأيزيدية من أجراءات بحقها ، هذه الأجراءات التي قد تكون نابعة من عادات وتقاليد بالية لا تليق بقدسية مثل هذه الأمكنة ( معبد لالش والمراقد المقدسة في واديها العتيق ) ، القصيدة بقت مكتوبة لفترة طويلة بين أوراق شاعرنا منتظرة الوقت المناسب للأعلان عنها أو نشرها في وسائل الأعلام لأسباب قد تكون معروفة لدى غالبية القراء الأعزاء ، مهما أحاول في هذا المقال أن أعبر عن أرائي فيما يخص الموضوع ، قد لا أضيف شيئا ً إلى جمالية معاني الكلمات المعبرة بأسلوب نثري جميل حول بيع لالش بالمزاد العلني والأيجار السنوي لمن يدفع أكثر لصالح الأله ....

ظاهرة تجديد عقود المؤجرين لمعبد لالش ومراقده المقدسة الأخرى تبدأ في اليوم الثالث والأخير من عيد أربعينية الصيف المصادف في الثاني من آب كل عام ، بعد أن يتم الأتفاق مسبقا ً بين سمو الأمير وأصحاب الشأن من السدنة للتأجير والأدارة سنويا ً ...
هذه الظاهرة التي تخجل لها حقا ً لدى القاصي والداني ليس عند الأيزيديين فحسب بل لدى الكثير من الأصدقاء والشخصيات وحتى الباحثين المتعاطفين مع أتباع هذه الديانة العريقة ... هذه الظاهرة أو التنافس غير المعقول واللاحضاري باتت تفرّق بين أقرب المقرّبين بعد الأتفاق وربما التملق وراء بعضهم البعض مع وكيل الشيخ آدي للفوز بموقع " السادن " ثم الحصول على بركات ودعاء الوكيل التي تتبخر في الهواء الطلق بعد النطق بها مباشرة ً . بموجب هذه الظاهرة أعتلى بعض الناس غير المرغوب فيهم أجتماعيا ً وحتى دينيا ً ، منهم متهمين بقضايا جنائية غير محسومة قضائيا ً وأجتماعيا ً ، ليجلس هذا الشخص على باب المرقد سادنا ً " مسلحا ً " بأفكار أنتقامية ...
إذن !! كيف سيخدم أو يقدم مثل هذا السادن عفوا ً المتعهد أو المؤجر للمزار ما هو المفروض عليه من خدمات دينية !!!
السؤال المهم والمنطقي جدا ً هو ...
متى سيتم تحديد هذه الظاهرة وظواهر أخرى غير مرغوبة وغير محبذة لدى أبناء هذا المجتمع الأيزيدي المغلوب على أمره ؟ حيث تحديد مثل هذه الحالات أمر مهم وجزء مهم جدا ً من الأصلاحات التي ننادي بها في المجتمع الأيزيدي المعاصر ....
هل سيتم هذا التحديد بمقاطعة الأيزيديين زيارة مراقدهم المقدسة ؟
هل ستحتكم الحاشية الملتفة حول سمو الأمير ضميرها يوما ً ما ، بدءا ً بأعضاء المجلس الروحاني ، الوجهاء ، رؤساء العشائر ، المثقفين وحتى الهيئة الأستشارية المعينة لديه ، لتقول الحاشية كلها ب " لا " عريضة لهذه التصرفات اللامعقولة ؟
هل ستبحث مديرية شؤون الأيزيدية التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في أقليم كوردستان ومديرها القدير مع راعي الأيزيدية حول مثل هذه المواضيع والعمل جاهدا ً حول تخصيص راتب مغري لسمو الأمير ورواتب للسدنة الآخرين مقابل تنظيم ميزانية لجمع واردات هذه المراقد ، تورد وتصرف بأشراف لجان خاصة لصالح المجتمع الأيزيدي وعلى غرار ما نُظم والعمل به في قصبتي بعشيقة وبحزاني ؟
هل ستنتهي مثل هذه الظواهر برحيل ( الأله والأب الروحي المقدس للأيزيدية على الأرض ) بعد أن يخلف قيادة شابة ؟
هل سيتم أيقاف المبالغ المخصصة من قبل قيادة الحزبين الرئيسيين في كوردستان لخدمات معبد لالش والتي تصب مباشرة في جيوب القائمين عليه والتي قد تكون إحدى العوامل التي تساعد على ديمومة هذه الظاهرة والتشجيع والتنافس على التأجير ؟
هل نحن بحاجة إلى ثورة داخلية " سلمية " ضد مثل هذه الظواهر ، تقوم به تنظيمات شبابية طبعا ً ، كأن تكون في البداية على شكل تظاهرات سلمية ؟
هل ... وهل ... وهل ... ؟؟؟
هذه ال " هلات " أعلاه و " هلات " أخرى كثيرة ، بتحقيق إحداها أولا ً ، قد تكون مفتاحا ً لفك عقدة الحل نحو الأصلاحات في المجتمع الأيزيدي المعاصر ...

كوردستان في
15 / آب / 2009
h.nermo@gmail.com

ليست هناك تعليقات: