السبت، 22 مايو 2010

قراءة حول تأجير لالش والمراقد الأيزيدية الأخرى !!

بقلم / حسين حسن نرمو
لا شك ، بأن للكثير من المراقد المقدسة في العراق الموزاييكي ، واردات خاصة من الأتباع والمريدين للأديان والمذاهب والطوائف المتعددة فيها ، في ظل النظام المؤسساتي المنتظم تصب هذه الواردات في خزائنه بحكم تابعية المراقد إلى وزارات ومؤسسات ، مقابل أهتمام تلك الدوائر بشؤونها ( المراقد ) من أصلاح وترميم وتعمير كي تكون بمستوى تليق بزيارات مريديها وسائحيها الدينيين وربما غيرهم من الباحثين والرحالة المتخصصين في البحث في مجال أختصاصاتهم لمعرفة الآخرين بثقافة الأديان والطوائف المتعددة والكثيرة في بقاع العالم .
لكن في ظل النظام الديني الأيزيدي نرى العكس من ما ذكرناه ، حيث تصب واردات المراقد المقدسة بما فيه مرقد الشيخ عدي في وادي لالش المقدس لدى الأيزيدية في جيب أمير الأيزيدية المتحكم بكل صغيرة وكبيرة في هذا المجال حيث يعتبر نفسه وريثا ً شرعيا ً للشيخ الكبير ( عدي ) وأعوانه الآخرين في مرقده ، مع الأهمال وعدم الأهتمام بهذه المراقد والأستفادة من مواردها من الجانب العمراني أو حتى في مجال الصيانة التي لا بد منها للحفاظ على أصالة وعتاقة مثل هذه المواقع المقدسة ، هذه الواردات التي تصب في جيب المصدر الذي ذكرناه وفق آلية غريبة عجيبة بالمتاجرة و بالمزايدة العلنية أحيانا ً ، أو بأتفاقات بين رأس الهرم والمؤجرين ( عوائل متخصصة في هذه المجال ـ سدنة ) احيانا ً أخرى . من الجدير بالذكر وبعد أنتفاضة عام 1991 وتحرير نصف كوردستان ليكون تحت إشراف الأحزاب الكوردستانية ثم الأنتخابات البرلمانية 1992 وتشكيل حكومة الأقليم في أربيل العاصمة ، أبدت الحكومة تلك والمسؤولين في منطقة دهوك ( لالش ضمن حدودها الأدارية الجديدة ) أستعدادها للدعم وتقديم المساعدة للأهتمام بمرقد لالش وتخصيص مبالغ لأكثر من مرة من خلال مراجعها للأشراف على تعميرها ، إلا أن سمو الأمير كان من المعترضين دوما ً حينما كان يمارس مهامه تحت لواء النظام البائد ، لعدم أستفادته من الدعم والمبالغ المخصصة التي قُدمت من سلطات الأقليم حينذاك ، أيجار مراقدنا المقدسة في تزايد مستمر سنة بعد سنة وبالملايين بالعملة العراقية ، حيث بالتأكيد يستفاد الشخص المؤجر أيضا ً ، عفوا ً السادن من تأجيره المرقد هذا أو ذاك وإلا لما كان يكلف نفسه بمعاناة الخدمة والأدارة في لالش وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها المواطن العراقي بشكل عام والكوردستاني بشكل خاص . بعد زيارة السيد مسعود البارزاني رئيس الأقليم إلى لالش وقضاء الشيخان إبان أنتخابات مجالس المحافظات بداية العام الحالي للدعاية الأنتخابية ، تكرم سيادته ليأخذ على عاتقه تعمير لالش والمراقد الأخرى وأضافة مرافِق أخرى ربما كدار أستراحة وعمل ساحات كبيرة لوقوف السيارات و ... و .... ، لذا نأمل أن تكون التخصيصات لهذا الهدف في أيادي أمينة خدمة ً للمبادئ العامة والأستفادة القصوى منها لصالح ( المعبد المؤجر ) منذ عصور تمتد مئات السنين وتختلف عن كل المبادئ العامة للأديان في العالم !!!
11 / تموز / 2009
h.nermo@gmail.com
www.hnermo.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: