السبت، 22 مايو 2010

كوتا الأيزيدية والانتخابات العراقية الأخيرة !!!

بقلم / حسين حسن نرمو
" لكل فعل ٍ رد فعل يساويه في المقدار أو القيمة ويعاكسه في الاتجاه " ، هذا حسب المنظور الفيزيائي العام ، ردود الأفعال السياسية قد لا تساوي حجما ً على الأقل في البداية ، لكنها غالبا ً تعاكسها فكريا ً أو أيديولوجيا ً . لذا نعتقد بأن ولادة الحركة الأيزيدية من أجل الإصلاح والتقدم جاءت وفق هذا المبدأ لتأخذ نهج يميل إلى التعصب لتغيير الهوية القومية للأيزيديين ، ربما كانت بدايتها ذات اتجاه ديني أكثر من سياسي ، إلا أنها وجدت لنفسها أرضية مناسبة للدخول في المعترك السياسي العراقي بعد سقوط النظام وتغيير مسار العملية السياسية في الدولة العراقية نحو الديمقراطية ، هكذا شاركت الحركة الأيزيدية في الانتخابات العراقية لعام 2005 ككيان مستقل بذاته ، لتحصل في النتيجة على كُرسي برلماني وتمثيل أيزيدي من نوع خاص بعد أن كانت للأيزيديين ممثلين برلمانيين وحكوميين في العراق وإقليم كردستان محسوبين على الأحزاب الكردستانية وخاصة الحزبين الرئيسيين الأتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني ، لكن الحركة الأيزيدية بقيادة السيد أمين فرحان سرعان ما انقسمت أو انشقت على نفسها إلى شطرين ، ليولد " حزب التقدم الأيزيدي " بقيادة وعد مطو ، ربما للسياسة الخاطئة للحركة قي المنطقة واعتكاف زعيمها في كُرسيه البرلماني في بغداد العاصمة باستمرار ، لم يُكلف نفسه يوما ما بزيارة المنطقة حيث تتواجد أنصاره ومؤيديه خاصة ً بعد تمتعه بالحصانة الدبلوماسية كعضو برلمان ، كان الأولى به زيارة مجمعي كرعزير وسيبا شيخ خدرى بعد الفاجعة أو العمل الأرهابي الذي تعرض لها هذين المجمعين ، في حين أجمع المواطن الكوردستاني على التبرع بالدم والمال والمساعدات الأنسانية لتقديمها لضحايا الكارثة ، هذا ناهيك عن الأيزيدون في المهجر سارعوا إلى جمع التبرعات باسم الجالية وبقيادة هيئة الفعاليات الأيزيدية آنذاك وفي أكثرية الدول الأوربية وأميريكا أيضا ً، وفعلا ً تم جمع أكثر من مائة الف يورو ليتم توزيعها برئاسة الدكتور ميرزا دنايي وقبله بعض الأخوة الآخرين الذين زاروا المنطقة رغم الظروف الصعبة وفق آلية مقبولة من كل الأطراف الموجودة في الساحة حينذاك . إذا ً وطالما نحن في ذكر الحركة الأيزيدية نعتقد بأن شعبية الحركة تراجعت عن السابق ، لكنها لم تمنع عن الفوز بمقعد كوتا الأيزيدية أثناء انتخابات مجالس المحافظات في بداية العام المنصرم 2009 بعد منافستها مع حزب التقدم الأيزيدي ربما بفعل عوامل خارجية تدافع عنها لأهداف أو أغراض سياسية معروفة في المنطقة ضد الأطراف الكردستانية التي ترى لنفسها أحقية في الدفاع عن حقوق الأيزيدية .
أثناء مناقشة قانون الانتخابات في البرلمان العراقي ، طالبت القائمة الأيزيدية المستقلة من البرلمان بعد الإعلان عن نفسها بقيادة شخصيات أيزيدية معروفة في الخارج وربما بتوجيه أو توثيق مرسل من سمو الأمير تحسين بك وهو في رحلة استجمام أو لجوء أوربي بعيدا ً عن واقع بني جلدته وهم في أمس الحاجة إلى تواجده وفي مثل هذه الظروف ، نعم تم أجماع الأيزيدية على تخصيص خمسة مقاعد كوتا للأيزيدية وفق ما جاء في الدستور العراقي ، حيث لكل مائة ألف مواطن يحق لهم ممثل في البرلمان العراقي باعتبار تعداد الأيزيدية أكثر من 500 ألف نسمة ، لكن للأسف الشديد وقف ( السيد أمين فرحان ممثل الأيزيدية في أروقة البرلمان ) بالمرصاد ضد ذلك الطلب الشرعي مطالبا ً بمقعد واحد فقط وضمن محافظة نينوى حصرا ً " علما ً هنالك أيزيديين ضمن الحدود الإدارية لمحافظة دهوك أيضا ً " ، ربما خوفا ً من وصول شخصيات أيزيدية واقعية إلى قبة البرلمان ، هؤلاء حسب رؤية الحركة للواقع لا يخدمون توجهاتهم وفق شعاراتهم الرادعة والتي تخدم قوى خارجية أكثر ولا تفيد واقع الأيزيديين الحالي والذي نرى ضرورة أتباع سياسة واقعية لخدمة بني جلدتنا .
في الانتخابات الأخيرة لمجلس النواب العراقي أثبت الأيزيديون وجودهم حسب واقع تعداد سكانهم بعد إقرار القائمة المفتوحة لوصول أو فوز ( 6 ) مرشحين للمشاركة في الدورة البرلمانية القادمة . لكن بعد إقرار مقعد كوتا الأيزيدية كما أسلفنا ، تنافست ثلاث قوائم مسجّلة لدى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إضافة إلى شخصية أيزيدية مستقلة ، من هذه القوائم المعروفة مسبقا ً الحركة الأيزيدية وحزب التقدم الأيزيدي اللتان تنافسا في انتخابات مجالس المحافظات ، لكن القائمة الأيزيدية المستقلة والتي دخلت في ميدان المنافسة لأول مرة بقيادة الدكتور ميرزا دنايي ، حيث عُقد الآمال عليها ، ربما كونها جاءت مستقلة ، رغم بروزها في الميدان كانت نتيجة إفرازات وتراكمات ، إلا أن قياديي القائمة ليسوا من الذين يساومون على الهوية القومية للأيزيدية ، لذا توقع الكثير دعم الأحزاب الكوردستانية وخاصة الحزبين الرئيسين لهذه القائمة ، أو لا يقفوا في طريقها إلى الفوز على الأقل وعدم الأستناد أو الأعتماد على مصادر خاطئة توصي بخطورة مثل هذه القائمة . ربما كان لأحد الأطراف السياسية ملاحظات على شخصية أو شخصيات في القائمة ، لذا حيث كان بإمكان ذلك الطرف السياسي إعداد شخص آخر مناسب من وجهة نظرهم ودعمه في الأنتخابات ، علما ً كان يأمل الكثير بدعم القائمة الأيزيدية المستقلة للفوز بكوتا الأيزيدية مثلما حصل في دعم كوتا الآخرين ، إلا إذا كانوا ينوون بقاء ( مسمار جحا ) في الحائط الذي يستند إليه الأيزيديون !!!

كردستان العراق في
24/ نيسان/ 2010
h.nermo@gmail.com
www.hnermo.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: