السبت، 22 مايو 2010

قراءة حول ما قيل عن أستقالة ( الشيخ شامو ) من مهامه في مركز لالش !!!

بقلم / حسين حسن نرمو
قال أدونيس ، الشاعر العربي السوري المعروف أثناء حضوره إلى كوردستان العراق ، بعد أن أثارت زيارته حفيظة القومجيين العرب ، وفي حديث له ربما ردا ً على هؤلاء العرب الذين أبدوا أمتعاضهم من تصرفه غير المعقول من وجهة نظرهم ، نعم قال ( مَن مِنا بلا خطيئة فليتجرأ ويرمي غيره بالحجر ) . هذا القول الذي ينطبق على معظم الناس الشرقيين الذين يخطئون و يعاتبون الآخرين حينما يقعون في نفس الخطا ً أحيانا ً كثيرة ، وينطبق بأمتياز على الكوردستانيين الذين تعاملوا بشكل أو بآخر مع المناوئين ( الأعداء ) ضد قضيتهم الأساسية مفضّلين بالطبع المصالح الشخصية لهم على كل شئ ، ليبرّروا في النهاية غاياتهم بالوسائل الميكافيلية التي أستخدموها من أجل الوصول إلى أهدافهم التي تَم التخطيط لها . هؤلاء الناس و الذين كانوا شخصيات على مستوى راق ٍ في المجتمع الكوردستاني حينذاك ، تعاملوا بشكل أو بآخر مع النظام البائد وللأسف كثيرين ، منهم القدماء العلنيين قبل الأنتفاضة عام 1991 ، الذين كانوا في الواجهة أمثال أمري أفواج الدفاع الوطني وأمراء سرايا أبو فراس الحمداني ، لكن الأخطر من هؤلاء هم الذين تعاملوا مع الأجهزة الأمنية والمخابراتية وبشكل سري ، أنكشف أمرهم بعد سقوط النظام ووقوع كل الملفات السرية بأيدي الذين شاركوا في مهمة تحرير مدينتي الموصل وكركوك على سبيل المثال بأعتبارهما مركزا الأجهزة الأمنية التي كانت تتعامل مع الملفات الخاصة بالكوردستانيين ، الأنكى من كل ذلك وبعد ما نُشرأسماء البعض القليل من هؤلاء في وسائل الأعلام الحرة ، تَبَين ، بأن منهم مَن يتبوؤون مناصب مهمة وفي مراكز حساسة والذين كانوا يمارسون مهامهم المزدوج ، و للأسف لا يزال البعض منهم في دفة الحكم في كوردستان على غرار ما يحدث في المسلسلات التركية المدبلجة .
طالما هنالك أشخاصا ً من هذا الطراز ، لذا يجب أن لا نستغرب من خلال ما يُعرف ويحدث على الساحة الكوردستانية يوميا ً بأن ليست هنالك أسرار ، حيث كل ما يحدث وراء الكواليس في الأجتماعات السرية أو غير السرية ليلا ً ، يتحدث الناس به نهارا ً جهارا ً في الشارع في اليوم التالي أو ربما بعده .
حتى لا نبتعد أكثر من هذه القراءة ومن عنوان الموضوع ، حيث يمكن أن نصنف ( الشيخ شامو ) في خانة القدماء العلنيين الذي كان في مسؤولية إحدى سرايا أبو فراس الحمداني والتي ربما المرحلة تلك كانت بحاجة إلى مثل تلك التشكيلات ، هذا ما يُقال على لسان هؤلاء بأن السرايا ساعدت بشكل أو بآخر الأيزيديين المغلوبين على أمرهم ( الفقراء ) في التهرب من جحيم الحروب الدائرة في العراق بقيادة وأمرة ( القائد الضرورة ) ، ويجب أن لا ننسى بأنه أي ( شيخ شامو ) ليس الوحيد من الذين شكلوا مثل هذه السرايا ، إنما كانوا كثيرين من أصحاب الشأن الأيزيدي والذي لم يكن ( رأس الهرم ) الأيزيدي مستثنيا ً من المشاركة والتوجيه من خلال أقرب المقرّبين . البعض من هؤلاء والذين شاركوا في الأنتفاضة منهم ( الشيخ ) أيضا ً برّروا موقفهم ، تكرّموا أيضا ً بعفو ٍ خاص من لدن السيد مسعود البارزاني بعد الأنتفاضة تحت شعار ( عفا الله عما سلف ) ، و أنخرطوا في العملية السياسية الكوردستانية بعد الأنتخابات البرلمانية وتشكيل الحكومة الكوردستانية بشكل ديمقراطي لأول مرة عام 1992 ، يعد ( الشيخ شامو ) من الأوائل الذين ساروا على خطى الذين عفى عنهم القيادة ، ليعمل بأخلاص منقطع النظير خدمة ً للجهة التي أنضوته تحت لواءها وهي ( الحزب الديمقراطي الكوردستاني ) حتى جاءت الفرصة ليرشح نفسه للدورة البرلمانية القادمة المزمع أجراء الأنتخابات في الخامس والعشرين من تموز ، ممثلا ً عن الحزب بناءا ً على توجيهات وتوصيات ممثلية حزبه في المنطقة ( دهوك ) حسبما قيل على لسان البعض والمقربين منه وربما هو الذي سَرَب هذه المعلومة أيضا ً . لكن ! ليس في كل مرة تأتي الرياح بما تشتهي السفن ، حيث دَخَل في ميدان الترشيح نجل الأمير تحسين بك ( أميره المرتقب ) ومن خلال أستجداء والده لدى القيادة الكوردستانية والذي نال رضاها بأعتباره يمثل كل الأيزيديين ( الواقع تقول غير ذلك ) ، ليفوز لا على الشيخ لوحده بل على كل المرشحين بما فيهم الحزبيّين المناضلين المكافحين وأبناء شهداءهم الأبرار . لا نرغب بالأطالة على السادة القراء ولنركّز على أستقالة الشيخ شامو من مهامه في مركز لالش وأعتكافه في داره ، ربما لبعض الوقت ، لأيصال صوت أعتكافه هذا إلى المراجع العليا للحزب والحكومة المحلية ، هذه الأستقالة أو الأعتكاف حسبما قيل ، جاء ردا ً على عدم أختياره لعضوية البرلمان ( أولا ً) والذي أعتبر عدم فوزه بهذه الوظيفة المهمة في أقدس جهة سياسية بعد وعود الكثير من المسؤولين له لدعمه في هذا المجال فشلا ً ذريعا ً وربما حدث له لأول مرة بعد مشاركته في الأنتفاضة ، حيث وصل ( الشيخ ) مرحلة الأمكانيات المادية والمعنوية في كوردستان ، كوردستان العلاقات ، كوردستان الفساد الأداري والمالي ، أو ربما هذا الزعل الوقتي والذي قد لا يطول كان لأختيار أو تفضيل نجل الأمير تحسين بك عليه في الترشيح البرلماني ( ثانيا ً )، بأعتباره أقدم وأولى بالمعروف لمثل هذا الأختيار ، حيث قدم خدمات جليلة للحزب الديمقراطي الكوردستاني بعد الأنتفاضة وخلال ما يقارب العقدين من الزمن ( وهذا الواقع فعلا ً ولا يزال ) ، في حين سمو الأمير ونجله والكثيرين معهما ، كانوا حتى يوم التاسع من نيسان 2003 يوم سقوط الصنم في خانة المحسوبين وربما المدافعين عن مصالحهم الخاصة لدى النظام البائد ( وكان هذا الواقع أيضا ً ) . إذن ! لو كان الذي تحدثناه أخيرا ً هو تصوره وشعوره بالغبن من أختيار أو تفضيل نجل الأمير تحسين بك عليه وإن كان هذا الذي أدى إلى إتخاذ موقف الأستقالة أو الأعتكاف أو الأبتعاد من مهامه حتى لو كان لفترة معينة ، فأن موقفه هذا ، موقفٌ يثمن عليه ، هذا الموقف الذي كان المفروض على المرشحين الأخرين المناضلين القدامى وأبناء الشهداء في صفوف الحزب الديمقراطي ( الحزب الأم ) في الساحة الكوردستانية أتخاذه ، هذا ما يأسف عليه كل الذين يشعرون بالمسؤولية الوجدانية تجاه بني جلدته .

المانيا في
تموز / 2010
h.nermo@gmail.com
www.hnermo.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: