الأربعاء، 9 سبتمبر 2009

النثرية والمسؤول في أقليم كوردستان !!


بقلم / حسين حسن نرمو
( النثرية ) مصطلح يُطلق على ميزانية وهي عبارة عن مبالغ " مخصصات " من المال ، تُخصص لجهات ذات علاقة تقدم خدمات معينة في المجتمع ، كأن تكون هذه الجهة دائرة أنتاجية أو مدرسة تعليمية أو جهة حزبية أو ... أو ... . صلاحية التصرف في مثل هذه المبالغ تُسند عادة ً إلى الأشخاص المسؤولين عن هذه الدوائر مثل رئيس الدائرة أو المدير أو أحيانا ًأخرى تُسند إلى لجان شُكلت أو تُشكل بموجب أوامر إدارية تُعطى لها تخويلا ً بموجبه التصرف في الأموال وفق الضوابط والمعطيات خدمة ً للصالح العام .
بحكم الظروف المستجدة التي مرت بها كوردستان الأقليم خلال ما يقارب العقدين من الزمن ، وبعد خلط الكثير من الأوراق الداخلية فيه ، التي أثرت بشكل أو بآخر على غياب النظام المؤسساتي ولحد الآن رغم تشكيل حكومات كوردستانية متعاقبة بعد أنتخابات عام 1992 ، وبسبب الخلط هذا ، بَرَز نظام أخر " نظام الحزبايه تي " ، هذا النظام الذي أصبح في كثير من الأوقات سيدا ً للموقف ، لا بل متحكما ً بكل شئ ، لتطال الأيادي الموَجهة وتصل أحيانا ً التدخل في سلك القضاء التي أعتبرت وتعتبر مرحلة خطرة في الحياة السياسية لاي بلد كان أو حتى أقليم مثل كوردستان ، لكي نبقى في صُلب موضوعنا هذا ، نرى بأن للمسؤول الحزبي في أقليم كوردستان كان له وللأسف لا يزال دور بارز للتحكم في كثير من الأمور الخاصة بالمجتمع الكوردستاني والتي من المفترض أن تكون الأمور تلك خارج صلاحيات هذا المسؤول أو ذاك ، لعائديتها إلى جهات أخرى غير حزبية ، بالتأكيد تَمَ أو يَتم وسَيتم تخصيص مبالغ ضخمة لمثل هذه الأمور لتضع تحت تصرف المسؤولين الحزبيين وتحت مسمى ( النثرية ) ، هذه النثرية أو المبالغ المخصصة لذلك والتي من المفترض أن تكون صرفياتها تصب في خانة المصالح العليا للجهة " الحزب " التي تقدم مثل هذه الأموال بشكل أو بآخر ، إنما نعتقد بأن غالبية صرفيات مثل هذه الأموال تصب مباشرة ً في جيوب القائمين على مثل هذه الأموال بعد التخصيص مباشرة ً ، نرى أيضا ً بأن السادة المسؤولين أساؤوا ويسيئون فهم مثل هذه التخصيصات ، بالطبع متعّمدين في أغلب الأحيان ، حيث يعتبرون المبالغ المخصصة ضمن صلاحياتهم " النثرية " زائدا ً راتبه المخصص كمسؤول بدرجة حزبية مِن أستحقاقه المالي الأجمالي ، ولهذا السبب حينما تسأل أكثرية هؤلاء الأخوة المسؤولين ، يدخلون النثرية أو يضيفونها إلى أستحقاقاتهم المالية ليحمد الله بأن أموره في تحسن مستمر بعد الزيادات ، نعتقد بأن الشخص الذي يفكر بهذه الطريقة ، سيخطط أيضا ً في كيفية الأستحواذ على مثل هذه الأموال المخصصة تحت تصرفه ، قد يكون بأسلوب يقنع المسؤول الأكبر منه ، وبدوره مسؤوله الأكبر سيكرر العملية ربما بأسلوب متفنّن أكثر ، ناتج عن خبرة ً أكثر في مثل هذه الحالات والأستحواذ على مبالغ أكثر وهلم جرا ...
هذه الآفة والتي يمكن أدخالها في خانة " الفساد " ، وكانت منتشرة في زمن النظام البائد على مستوى العراق وأنتقلت مباشرة إلى كوردستان الأقليم بعد الأنتفاضة وأستمرت لا بل وصلت إلى غالبية مرافق الحياة المهمة والحساسة ، وللأسف أستعصت معالجتها على أيدي خيرة القادة ولحد الآن ، والذي عقد الشعب الكوردستاني المغلوب على أمره أماله على قادته لمكافحة مثل هذه الظاهرة المخلة بكل القيم الأنسانية والمبادئ الديمقراطية ، ولا زال الشعب يعقد الآمال على شخص السيد رئيس أقليم كوردستان المنتخب ، لكن بعد تحرره من مهامه كرئيس للحزب الديمقراطي الكوردستاني والتفرغ لمهام رئاسة الأقليم وفق الصلاحيات المخولة له في قانون رئاسة الأقليم ، وكذلك يجب أن لا ننسى بأن آمال الكثير عُلقت على حكومة الدكتور برهم صالح ، هذه الشخصية المعروفة والتي لاقت التقدير والأحترام ليس على مستوى العراق والأقليم فحسب ، بل وصل صدى شخصيته مستوى العالم أيضا ً والذي نأمل أن يكون بمستوى التقدير هذا من لدن شعبه الكوردستاني أولا ً ، للعمل جاهدا ً على الأقل وفق الشعارات المرفوعة للدعاية الأنتخابية لقائمته " التجديد والأعمار " ثم الأصلاح ومكافحة الفساد ، هذا ويجب على القادة الآخرين في الحزبين الأتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني العمل على إعادة التنظيم وإعادة النظر في كثير الأمور التي تخدم المصالح العليا للشعب أولا ً وأخيرا ً ، هذا إن أرادوا الأستمرار في قيادة هذا الشعب الذي عانى الويلات على مر التاريخ المعاصر ...

ألمانيا في
27 / 08 / 2009
h.nermo@gmail.com
www.hnermo.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: