الخميس، 18 أغسطس 2016

سمو الأمير فاقد الثقة والمصداقية !!!


سمو الأمير فاقد الثقة والمصداقية
حسين حسن نرمو
رُبّما يكون عنوان المقال صيدا ً سهلا ً للمترّبسين الذين تَعَوَدوا على نقل وقراءة وتفسير مثل هكذا عناوين للنقد وفق المزاج ، هؤلاء يضعون أنفسهم في خدمة الأسياد وفي خانة الحاشية لهم ، إنهم بالتأكيد كان ويكون لهم تأثير سلبي على الكثير من القادة والرؤساء والأمراء على مر ّ التاريخ ، ربما القادة أتخذوا سلوكا ً خاطئا ً من وراء تلك التصرفات والاعتماد على أمثالهم المقرّبين والمحسوبين على أفراد الحاشية لهم ... لذا نرى بأن الأخ المناضل والكاتب الغني عن التعريف صُبحي خدر حجو ( أبو سربست ) كان سباقا ً بالإيحاء والتحذير للسيد مسعود البارزاني رئيس إقليم كوردستان من خلال رسالته الشهيرة بعنوان ( رسالة من بيشمه ركه إلى بيشمه ركه ) ، حينما أصبح الأخير رئيسا ً لإقليم كوردستان بالاقتراع السري من قبل الناخبين ولأول مرّة ، ليُحَذّر من دور الحاشية في التمجيد والتطبيل والنقل الخاطئ للوقائع ، في تقديري بأن هذا التأثير السلبي بان َ على الأحداث الأخيرة والتي حصلت في شنكال وسيطرة داعش على المنطقة أثر النقل الخاطئ للمعلومات وإيصالها إلى رئاسة الإقليم من القادة الأمنيين والحزبيين الميدانيين في المنطقة ، مما أدى إلى حصل ما حصل ، هذا ما أعترف به السيد مسعود البارزاني للوفد الأيزيدي برئاسة بابا شيخ خلال استقباله للوفد بعد مرور أيام قليلة جدا ً على كارثة شنكال ...
نأمل ... لكن ! لا نرجو بالتأكيد من الذين يحاولون الصيد في الماء العكر أن يكونوا متأنين في القراءة ولا يحاولون الانتقاء والتفسير وفق الأهواء أو المزاج ... على كُل لنرجع إلى المقال والعنوان بشقيه حول الثقة والمصداقية لدى سمو الأمير الحالي ...
أولا ً : ــ سمو الأمير فاقد الثقة بالآخرين ...
المعروف بأن سمو الأمير يكون دائما ً دقيقا ً في التعامل مع الآخرين حول كُل ما يترتب على عمله وتعامله كأمير للديانة الأيزيدية ، خاصة مع المقرّبين منه سواءا ً كانوا من أعضاء المجلس الروحاني أو هيئته الاستشارية المُعَينة أو المختارة من قِبَله والذين باتوا في الشتات ، لا يجتمعون بِكُل طاقمه إلا ما نَدَر وفي كثير من الأحيان يرى حوله أو حول وكيله ِ ( نجله حازم ) البعض القليل منهم وهُم معدودين لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة ... دقة سمو الأمير مع الآخرين أو المُقَرّبين منه نابع ٌ من عدم الثقة بهم وبِكُل الذين يتعامل معهم بِشَكل أو بآخر ...
إذن ! الذي يفقد الثقة أو لا يثق بأقرب المقرّبين ربما من عائلته أيضا ً ولجنته الاستشارية ورجال دينه الذي عَمِل َ معهم سمو الأمير على مدى عقود من الزمن ، فَكَيف َ يثق بالآخرين من الشيوخ والوجهاء ورؤساء العشائر وحتى المثقفين من الموالين له أو غيرهم أو حتى المتملقين له من أفراد الحاشية ، هذا ما أكد سموه لمرتين ،،، في عام 2000 وأثناء زيارة وفود من كوردستان والعراق أيضا ً حينذاك إلى المؤتمر الأيزيدي الأول بإدارة وتنظيم ( مركز الأيزيدية خارج الوطن ) ، نعم قال بالحرف الواحد وفي وجوه بعض الأخوة المثقفين في المركز ومن الماركسيين ومعروفين لحد الآن ، قال لهم بأنه أي سمو الأمير لا يثق ب ( الشيوعيين ) ... كَرّر سموه بعد عقد من الزمن وأثناء مؤتمر القائمة الأيزيدية المستقلة لانتخابات برلمان العراق عام 2010 ، حينما سأل أحد الأخوة الحضور سؤالا ً مزعجا ً على الأقل بالنسبة له وعن تأجير المزارات في لا لش ولماذا لا يتم الاستغناء عن هذه الحالة المقرفة ، جاء رّد سموه ، بأنه في السابق لم يكن هنالك تأجير للمزارات وإنما كانت بيد وتحت إشراف سدنة لا لش والمزارات ، لكنه اكتشف بأنهم أي القائمين على لا لش ليسوا بمستوى الأمانة أي ما معنى يأخذون لأنفسهم أكثر مما يعطونه لسموه ، لذلك قرّر تأجير المزارات لهم وللأسف بالمزايدة العلنية والتي فاقت مبالغ كبيرة تذهب أيضا ً إلى قاصات أو جيوب أو عزائم أو ... أو ...
خلاصة القول وفي تصوري بأن سمو الأمير لا يثق بأي كان ومهما كان شأنه من الأيزيديين ، وربما فقد الثقة أكثر بعد الانتخابات الأخيرة وعدم فوز حفيده بمقعد برلماني في مجلس النواب العراقي ، حيث لم يحصل إلا على أعدادا ً قليلة من أصوات ناخبي بني جلدته لا تتجاوز 2 أو 3 % من مجموع الأصوات في الداخل والخارج ، مما كان لها تأثير كبير على نفسية سمو الأمير وكان المفروض منه أن يقف على الأسباب ويتجول بين الأيزيديين وسماع آراءهم وكيفية معالجة أزمة الثقة بينه وبين رعيته ...
ثانيا ً : ــ فاقد الثقة يخسر المصداقية ...
تحدثنا عن أزمة الثقة لدى سمو الأمير ومع الآخرين ، في تصوري أنها كانت لها تأثير كبير على العلاقة بينه وبين بني جلدته أولا ً بكافة شرائحه لتولد أزمة أخرى وهي فقدان مصداقية سمو الأمير لدى غالبية المجتمع الأيزيدي وهذا طبعا ً بمرور الزمن ، لتمتد جذور هذه الأزمة وتأثيرها المباشر على علاقاته مع الأحزاب الحاكمة في كوردستان والذي عَلّق سمو الأمير آماله ومصالحه والبعض القليل من آمال الأيزيدية عليهم ، هذا طبعا ً بِحُكم إيصال المعلومات والتقارير عن طريق الكثير من الكوادر والشخصيات الأيزيدية والمرتبطة بشكل أو بآخر مع الأحزاب الكوردستانية حول كُل ما يتعلق بالمجتمع الأيزيدي وعلاقته مع رأس الإمارة ، هذا ناهيك عن التصريحات الاعلامية من سمو الأمير بين فترة وأخرى بعد أحداث داعش وخاصة في شنكال لتبرير موقفه أو تواجده في المانيا ولقاءه المُثير للجدل مع قناة العربية وبرنامج نقطة نظام مع الاعلامي المعروف حسن معوض وحديثه عن الأيزيدية كديانة بعيدا ً عن الانتماء القومي ، مما حدث شرخا ً كبيرا ً لعلاقته مع كوردستان الإقليم ، لا بل فَقَدَ المصداقية لدى القادة الكوردستانيين والذين يؤكدون على الأقل بالقول ودائما ً على أصالة الأيزيديين ككورد .
ثالثا ً : ــ كلمة أخيره موجهة إلى سمو الأمير ، الأمير الشرعي للديانة الأيزيدية لِحَد الآن ، ربما بعده لا يحصل أي مَن كان مثل شرعيته وشعبيته وذكاءه و .. و ..  . نعم نأمل منه وهو في عُمره الآن أن يعيد النظر في سياسته واستقلاليته والاهتمام برعيته ووضع خارطة طريق عاجلة لمستقبل الإمارة ويشرف على آلية اختيار وحبذا لو كان انتخابا ً للمجلس الأيزيدي الأعلى المرتقب بعيدا ً عن الإملاءات ومن أي كان مثل إخواننا المسيحيين والصابئة المندائيين ، ليكون هذا المجلس فاعلا ً في كيفية التعامل مع الملف الأيزيدي من الناحية الدنيوية السياسية والاجتماعية ، والأمور الدينية تبقى بيد المجلس الروحاني حصرا ً بعد توسيعه أيضا ً ليشمل ممثلين عن الأيزيديين في الدول التي تتواجد فيهم أبناء الأيزيدية من تركيا وسوريا وجورجيا وأرمينيا ومن الجاليات الكبيرة في الدول الأوربية وخاصة في المانيا .
20 / حزيران / 2015
 

ليست هناك تعليقات: