السبت، 6 أغسطس 2016



( لوبي ) للدفاع عن القضية الأيزيدية في البرلمان الأوربي !!!
حسين حسن نرمو
الذي يتابع شؤون البرلمانات العالمية ، يرى بين الفينة والأخرى كُتل أو مجاميع من مختلف الرؤى السياسية تتشكل للدفاع عن قضية أو شريحة معينة تتعرض ، أو مكون ما يتعرض إلى المظلومية من قبل الآخرين الأقوياء ، وليس شرطا ً أن هؤلاء المظلومين من البلد الذي تشكلت هذه الكتلة أو تلك للدفاع عنهم ... هنالك نماذج حية ، كانت ولا تزال تدفع بصوتها ككتلة أو مجموعة برلمانية للدفاع عن الحريات وحقوق الانسان أينما يكون هذا الانسان من خلال الاعتماد على الوثيقة العالمية للدفاع عن مثل هذه الحقوق ، ومنها أيضا ً مجموعة أو كتلة للدفاع عن حقوق السود في الولايات المتحدة كمكون أو أكبر أقلية في أمريكا ، فاقت تعدادها عشرات الملايين من نسبة السكان هناك ، حيث هؤلاء وفي ظروف معينة في الماضي البعيد كان التعامل معهم على أساس الرق أو العبودية ، ايضا ً شُكِلت كُتل أو مجاميع برلمانية في أكثر من بلد ديمقراطي للدفاع عن حقوق المرأة وعلى أساس هي نصف المجتمع مع الرجل ، هؤلاء المجاميع كانت وكما قلنا من مختلف التيارات السياسية وهدفهم الدفاع عن قضية معينة غالبا ً ذات طابع إنساني وعلى أساس المظلومية ...
كي لا نبتعد عن جوهر الموضوع ، لنُرَكِز على قضية خاصة تتعلق بالمظلومية للمكون الأيزيدي ، حيث لا بد من الاهتمام به بعد تعرض مناطق الأيزيدية لهجمات شرسة من داعش بعيدة كُل البعد عن الانسانية وتعرضهم إلى القتل الجماعي من النساء والأطفال والشيوخ وكذلك الاختطاف وفرز الأطفال ، ثم غسل أدمغتهم وتعليمهم وتدريبهم على السلاح ليتم فيما بعد توجيههم تحت مسمى آخر لتنظيم ارهابي ضد بني جلدتهم ، ويجب أن لا ننسى سبي النساء والبيع وفق عقلية الجاهلية في أسواق النخاسة ، ثم اغتصاب القاصرات والعشرات منهن فروا


بشكل أو بآخر من قبضة داعش وهُن َ شاهدات على مثل هذا السلوك والتصرف المشين ...
بالتأكيد هذه المظلومية الأخيرة بعد 3 / آب / 2014 من خلال قتل واغتصاب شنكال كانت لها تأثير مباشر على الضمير العالمي للتعاطف مع قضية الأيزيدية ، هنالك محاولات جدية سواءا ً من الجاليات الأيزيدية وأصدقاءهم الأجانب من مختلف الدول لدفع القضية نحو الجينوسايد ، لذا ونتيجة لهذا التعاطف رأينا مؤخرا ً الاعلان عن مجموعة برلمانية أو كُتلة في البرلمان الاوربي / بروكسل تحت مسمى ( مجموعة الصداقة الايزيية ) مختصة أو أخذت على عاتقها كلوبي خاص للدفاع عن القضية الأيزيدية هذا ما أعلنه الدكتور ميرزا دنايي خلال زيارته الأخيرة إلى بروكسل عاصمة الاتحاد الأوربي ، شاركت في تشكيل هذه المجموعة أعضاءا ً من الكُتل البرلمانية منها ( المجموعة الاشتراكية الديمقراطية ) ، ( الكتلة الليبرالية ) ، ( كتلة اليسار ) ، ( كتلة أحزاب الخضر ) و ( كتلة الأحزاب المسيحية الاجتماعية ) ، ونأمل أن تشارك الكثير من الأعضاء البرلمانيين من مختلف الدول الاوربية كي تأخذ هذه المجموعة صدى ً أوسع للدفاع عن مظلومية هذا المكون والذي تعرض في الماضي البعيد ولحد الآن إلى حملات شرسة للإبادة الجماعية ، لكن بفضل الإيمان بالمبادئ الدينية والانسانية أبى أن يستسلم على مر التاريخ الغابر ، رغم مرارة الأحداث عليهم وعلى واقعهم وتاريخهم وجُغرافيتهم . بالتأكيد مثل هذه المواقف السياسية ومن أناس غرباء عن وطننا وبني جلدتنا مشكورة جدا ً ، الشُكر موصول ايضا ً إلى كُل الذين تعاطفوا مع قضيتنا والتي أخذت شهرتها عالميا ً بعد المعاناة المُرّة ، بقي أن نقول فقط للمقارنة مع هذا الموقف الانساني ومن لدن هؤلاء الساسة ومن مختلف التيارات وما حصل معنا كبرلمانيين أيزيديين في عام 2010 ، بعد فوزنا بسبعة مقاعد برلمانية في مجلس النواب العراقي ( خمسة محسوبين على الحزب الديمقراطي الكوردستاني ومقعد واحد على الاتحاد الوطني ومقعد لكوتا الايزيدية ) ، حيث عَمِلت ، كافحت وجاهدت منظمتي السلام والقانون الدولي الامريكيتين من أجل تأسيس تكتل برلماني من المكونات ( الأقليات ) من الايزيديين والمسيحيين والصابئة المندائيين والشبك ،

حيث كان عددنا ( 14 ) مقعدا ً برلمانيا ً نصفهم من المكون الأيزيدي ، بعد اجتماعات وجولات مفاوضات وورش عمل خارج العراق ، لكن للأسف لم يفلحوا في إقناع البعض من البرلمانيين الأيزيديين والمعروفين طبعا ً على تشكيل مثل هذا التكتل أو المجموعة هدفها الرئيسي والخاص الدفاع عن مصالح وحقوق المكونات ضمن مشاريع وقوانين تصدر من البرلمان وكذلك تمثيل المكونات على مستوى النشاطات الخارجية وفق الدستور العراقي ... لكن ! ها أفلحوا أصدقائنا الاوربيين من البرلمان ومن مختلف الدول الاوربية ومن التيارات والأحزاب السياسية والدينية المختلفة في تأسيس ( مجموعة الصداقة الأيزيدية ) للدفاع عن القضية الأيزيدية والتي اصبحت قضية رأي عام لكن على مستوى العالم ... ألف تحية لهؤلاء الغيارى من أصدقاءنا الاوربيين والذين أفلحوا في الدفاع عنا ونحن فشلنا حينذاك في الدفاع عن أنفسنا لانتماءاتنا السياسية ، ربما كانت البعض منها مشبوهة أصلا ً ...
الشيخان في
4 / 7 / 2016   

ليست هناك تعليقات: