السبت، 6 أغسطس 2016



المرأة والسياسة .... الأيزيدية نموذجا ً !!!
حسين حسن نرمو
بالتأكيد كُل ما نُذ َكره أو نقوله في هذا المقال ليس تعميما ً على كُل النساء ، لأن المرأة هي نصف المجتمع في الممارسة والعمل ( أي كان نوعه ) جنبا ً إلى جنب مع الرجل رفيق الحياة ، التاريخ كان ولا يزال حافل ٌ بالنساء القادة من الملكة والأميرة والرئيسة والوزيرة و ... و ... . ومن النساء قاتلت بجانب الرجل في المعارك الأولى في تاريخ الديانات ، ربما ضد الظلم آنذاك ، وشاركت لحد الآن في الكثير من المواقف ، لا سيما الإنسانية مع الرجل وحتى في الشؤون والمواقف العسكرية ، ومن النساء أيضا ً قادت البلدان المتطورة أو السياسة الخارجية في تلك البلدان ، ربما في ظروف صعبة وعلى مستوى العالم ... منها تاتشر البريطانية ،  مائير وليفني الإسرائيليتين  ، أولبرايت ورايز الأمريكيتين ، غاندي الهندية و بوتو الباكستانية و ... و ...  . للأسف طبعا ً وفي دول ٍ وحتى وفق شرعية الديانة أن استخدمت النساء لممارسة الجنس في الوقوع بالأعداء ومن قبل أجهزة أمنية مخابراتية مختصة .
المرأة والسياسة عراقيا ً وكوردستانيا ً : ــ
بالتأكيد كان للعراق أيضا ً نساءا ً قادة سواءا ً في مجال السياسة مثل الوزيرة الأولى على مستوى العراق نزيهة الدليمي ، أو حتى في مجالات أخرى لتشتهر المرأة العراقية عالميا ً أيضا ً مثلما اشتهرت المعمارية العراقية زها حديد ... لكن الذي يهمني بصراحة هو التركيز على دور المرأة في الفترة الأخيرة وتحديدا ً بعد سقوط النظام في نيسان 2003 ، حيث شهدت الساحة السياسية العراقية تطورا ً نموذجيا ً في مجال حقوق المرأة ، بعد أن أنصفتها إلى حد ما الدستور العراقي الجديد ومسودة دستور إقليم كوردستان بتمثيلها في البرلمان والمجالس المحلية

وفق قوانين الانتخابات بشكل دوري وبنسبة 25 % تقريبا ً ، لكن للأسف جاء دورها من خلال الأحزاب الطارئة والتي دخلت الساحة العراقية بعد الاحتلال الأمريكي ، أي كانت مشاركة المرأة انتقائيا ً من قبل المتنفذين وعلى أسس معينة من العلاقات ، سواءا ً كانت القرابة أو المحسوبية والمنسوبية  وربما كانت على أساس ( العلاقات العاطفية ) ، ووفق المبدأ الخاطئ أصلا ً وهي المحاصصة المقيتة ، يعني الاختيار جاء على حساب الكفاءات وعدم وضع المرأة العراقية المناسبة في المكان المناسب لها ، مثلما حصل أيضا ً مع الرجل وفق نفس المبدأ . لذا نعتقد بأن دور المرأة في الفترة الأخيرة لم يكن بالمستوى المطلوب ، رغم أنها تتعرض دائما ً إلى التشهير بها على أساس العلاقات مع المتنفذين ، حيث يتم تلفيق الكثير من التهم الجاهزة بهّن مع رجالات ذات نفوذ باعتبارهّن محسوبين على الكُتل والأحزاب السياسية ، لذا نتصور بأن المرأة أيضا ً لم تقوم  بواجبها بالشكل المطلوب ولم تكن موفقة في عملها كسياسية ( وبالتأكيد الوصف لم ولن يكون تعميما ً على الكُل ) ، في عام 2010 وبعد انتخابات الدورة الثانية لمجلس النواب العراقي ، فازت المرأة وفق حقوقها الدستورية ب ( 83 ) مقعدا ً برلمانيا ً من مجموع ( 325 ) ، حينما بدأت مجلس النواب بتشكيل اللجان البرلمانية وكانت 26 لجنة ومن ضمنها لجنة المرأة والأسرة ، ويجب أن تكون جُل أعضاءها من النساء ، بقيت هذه اللجنة لم تكمل نصابها القانوني وفق النظام الداخلي والتي يجب أن تكون كُل لجنة على الأقل من سبعة أعضاء ، لكن الذين قدموا لعضويتها ستة نساء فقط ، لذا اضطرت هيئة الرئاسة إلى إقناع إحدى النائبات الانضمام إلى اللجنة بعد قبولها شريطة أن تكون هي رئيسة اللجنة ( رئاسة الجان كانت لها امتيازات خاصة ) ، هكذا كان الحال حينذاك وطبعا ً العملية مستمرة بنفس المستوى في العراق ، لأن الدولة العراقية تعاني لحد الآن من أزمة المحاصصة والتي أثرت على عدم تنظيم نظام مؤسساتي في الإدارة ، وهنالك أيضا ً خلل في النظام الانتخابي المغلق وشبه المغلق والذي يتم التصويت عليه ( قانون


الانتخابات ) لحد الآن وفق مزاجيات ومصالح الأحزاب والكُتل الكبيرة الدينية والمذهبية والقومية و ... و ...  .
المرأة والسياسة أيزيديا ً : ــ
دور المرأة الأيزيدية في السياسة قبل سقوط النظام على مستوى عراق المركز وحتى في إقليم كوردستان كان محدودا ً جدا ً وربما نادرا ً ، هذا يجب أن لا ننسى دور الأميرة ميان خاتون في شؤون الأمارة الأيزيدية وإدارتها والتي امتازت بالحنكة ،  لتصبح وصية ً على ابنها وحفيدها في فترة دامت سنوات طِوال ... لكن بعد أحداث 2003 وتحرير وانفتاح غالبية مناطق الأيزيدية على إقليم كوردستان بالذات ، كانت دخول المرأة الأيزيدية حلبة السياسة وهنا أقصد في الأحزاب الكوردستانية دخولا ً طازجا ً إن صح التعبير أو على الأقل ساذجا ً ، لذا وعلى هذا الأساس تم استغلالها وفق الأهواء والمزاجيات الحزبية من قبل البعض من المسؤولين الحزبيين ، لا بل يتم التشهير بها فيما بعد حتى من المقرّبين من أبناء جلدتها المنضوين معها تحت لواء هذا الحزب أو ذاك ، رغم براءتها في الكثير من الأحيان ، وهذا ما نأسف عليه ... لا أدري ربما الأمر ينطبق على الكثيرين منهّن والذين عملوا ويعملن لحد الآن في مختلف منظمات المجتمع المدني التابعة للمؤسسات الدولية والتي للأحزاب لها ايضا ً اليد الطولى في مثل هذه المنظمات ، بالتأكيد يعملن لأجل لقمة العيش أولا ً وتقديم الخدمات لبني جلدتها من النازحين وخاصة الأطفال والناجيات من قبضة داعش وذلك لمساعدتهن على الاندماج مرة ً أخرى مع المجتمع بعد تعرضّهن لضغوط نفسية من التحرش الجنسي أو الاغتصاب الذي شمل حتى القاصرات منهّن ... ومشروع تشكيل أفواج وسرايا من النساء والأيزيديات تحديدا ً ما هو إلا انتكاسة أخرى على المرأة وعلى سمعتها في مثل مجتمعنا ، إلا إذا كان تقليدا ً ، بعد تشكيل مثل هذه التنظيمات القتالية النسوية في حزب العمال التركي وحزب الاتحاد الديمقراطي السوري وخاصة بعد أحداث 3 / 8 / 2014  ، ومشاركة مثل هذه الأحزاب في عمليات إنقاذ المدنيين من مناطق

شنكال باتجاه الحدود السورية ، وتوطين الكثير من العائلات في كمب نوروز في قصبة ديرك السورية ، وتم تشكيل مثل هذه القوات النسوية من نساء شنكال ، كُل هذا حصل بعد الانسحاب التكتيكي لقوات الدفاع الكوردستانية  من شنكال .  
خلاصة القول أقول ... طالما في مجتمعاتنا الشرقية والأحزاب الشرقية ونحن منهم بالتأكيد ، ينظرون إلى المرأة كجسد ، يركضون وراء جسدها أينما تكون المرأة ، يحاولون الدخول إلى جسدها بطرق غير مشروعة ، يقدمون الإغراءات ويتخيلون النيل منها لا بل يحاولون مهما كان الثمن وبشتى الطُرق الديماغوكية ... لذا نرى
، نأمل ، نتمنى ونطالب من المرأة وخاصة الأيزيدية أن تكون حذرة في التعامل مع السياسة والسياسيين في هذا الزمن قدر الإمكان ، حفاظا ً على نفسها من التعرض والوقوع في شِباك ومطبات قد تواجه التشهير حتى من الذين عقدت آمالها عليهم أو الذين في خيالها تعتبر من المخلصين لها ... قد ينظر الكثير من القراء نظرة تشاؤمية إلى ما كتبت أعلاه ، لكن هذه هي قناعتي ( الكنز الذي لا يُفنى ) ، بأن المرأة الأيزيدية لا تصلح أن تكون سياسية أو تدخل في حلبة السياسة على الأقل في المرحلة الراهنة ، ربما حسب تصوري لِظلم المجتمع لها وفق العادات والتقاليد  باعتبارها ( زجاجة ) وخائفين عليها من الكسر .. هذه النظرة ربما تكون مخالفة تماما ً لقناعات أو أفكار الكثيرمن القراء الأعزاء وغيرهم ، للأسف هكذا أرى ، هكذا أنظر إلى المجتمع الأيزيدي ، هكذا تفرض علي ّ الغيرة الشرقية والتي تجبرني على ما أقول ، ربما أكون مخطئا ً على الأقل في نظر الذين يوصفوني بنوع من التحفظ أو التعصب بعيدا ً عن العلمانية رغم أنني علماني حتى العظم .
النصيرية في
26 / حزيران / 2016   

ليست هناك تعليقات: