الخميس، 1 مايو 2008

ميزانيات مناطق الأيزيدية لمشاريع الماء لا تساوي ميزانية زمار ( 4 ملايين دولار ) !!

بقلم حسين حسن نرمو
رئيس تحرير قنديل
في البداية ، أود أن أشير إلى مقال قديم ومثير للجدل تحت عنوان ( السمك المسكوف يتغلب على مخصصات بلدية عينكاوه ) ، ذلك المقال وحسب ما سمعت وقيل بان الأستاذ جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق الحالي قد كتبه قبل حوالي ثلاثة عقود من الزمن ، أي بعد نكسة عام 1975 وتشكيل ما يسمى بالمجلس التشريعي الكوردستاني ( الكارتوني ) حينذاك ، مضمون المقال كان عبارة عن عملية حسابية بسيطة بين الوليمة التي أخذ على عاتقه صدام حسين حينما كان نائباً لرئيس الجمهورية وفي زيارة خاصة إلى باريس ، تلك الوليمة كانت على شرف السيد جاك شيراك الرئيس الحالي لفرنسا والصديق الحميم لصدام حينذاك وبناءاً على رغبة وشهية صديقه الفرنسي للسمك المسكوف العراقي والمعروف على مستوى العالم إلى حد ما ، وأقيمت طبعاً في باريس وذلك بتخصيص طائرة عراقية خاصة لجلب السمك المشوي من العراق إلى حيث الدعوة ، وبالتأكيد دعوة العشاء تلك كانت كبيرة لتشمل الكثير من الدبلوماسيين العرب والأجانب ، مصاريف تلك الوليمة وتكاليف نقلها بالطائرة كانت جزءاً من العملية الحسابية والتي قارنها في المقال مع الميزانية السنوية لمخصصات بلدية مدينة كوردستانية والتي لم تحصل الموافقة عليها خلال عرضها على المجلس التشريعي ( الكارتوني ) حينذاك ، والظاهر كانت تكاليف الوليمة ( العزيمة ) تلك أكثر من مخصصات بلدية مدينة كاملة وعلى مدار السنة كاملةً ....
لذا وإنطلاقاً من هذه المقدمة سندخل في صلب الموضوع ، وهو عبارة عن مقارنة بسيطة بين مناطق الأيزيدية ومنطقة زمار والتخصيص المالي الأخير من لدن السيد نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة أقليم كوردستان الموحدة ، والذي أعلن وقرأنا في المانشيت الخاص بالأخبار في تلفزيون كوردستان قبل عدة أيام ، حيث تم تخصيص مبلغ قدره ( 4 ملايين دولار ) لأحياء مشاريع الماء في منطقة زمار على ما يبدو ، وبهذا الميزانية هذه تتغلب على الميزانيات المخصصة لمناطق الأيزيدية ولنفس الغرض ...
رغم إننا لم نطلع على الخارطة الجغرافية لمنطقة زمار بشكل كامل ، إلا أن وحسب علم الجميع تسكن في هذه المنطقة العشائر الكوردية المعروفة ( الميران ، الهسنان ، الموسه ره شان ، الكركريين ) ، هذا ناهيك عن وجود بعض العشائر العربية المعروفة ، وحسب التقدير بأن تعداد الأخوة الأعزاء من العشائر الكوردية التي ذكرناها لا يتعدى المجموع السكاني لأثنين من المجمعات السكنية الأيزيدية القسرية في قضاء سنجار ، وبالتأكيد نسبتهم لا تتعدى 2 % من المجموع الكلي للأيزيديين ، نعم قضاء سنجار ذات الغالبية الأيزيدية كانت من ضمن المطاليب مراراً وتكراراً للأحزاب الكوردية أثناء المفاوضات مع الحكومات العراقية المتعاقبة ، ولم نسمع يوماً بدءاً من قيادة البارزاني الخالد ولحد الآن بأن تراجعت القيادات الكوردية قيد أنملة عنها وعن باقي مناطق الأيزيدية هذا ناهيك عن كركوك وخانقين ومندلي و .. و ..والظاهر في عدم الأهتمام واللامبالاة سيتم الإستغناء عن مناطقنا بعد تحريرها ...
إذن وإنطلاقاً من مبادئ الأسلاف ، يجب أن تكون القيادة الكوردستانية الحالية أمام مسؤولياتها التاريخية للإهتمام بالمناطق التي قدمت من أجلها الآف الشهداء لتحريرها وها هي تحررت وفي قبضة مالكيها ، نعم قضاء سنجار وباقي المناطق الأيزيدية بعد سقوط النظام الدكتاتوري في بغداد في نيسان / 2003 يعانون كالسابق وربما أكثر من توفير أبسسط مستلزمات الحياة الأعتيادية كمياه الشرب والطرق والمدارس و.. و .. حيث لم يشهد ذلك التطور الذي يذكر عدا زيادة عدد المقرات للأحزاب الكوردستانية بعد السيطرة على المنطقة .
هنا يتسائل الكثير من أبناء الأيزيدية حول عدم الأهتمام واللامبالاة من لدن القادة والحكومة الكوردستانية بمناطقهم إسوةً بالمناطق الأخرى ، ليذهب تفسير البعض حول التخصيص الأخير لمنطقة زمار بالإعتماد على مبدأ العلاقات للتأثير على الحكومة في الكثير من المجالات ، وكذلك عدم وجود أعضاء للقيادة من الأيزيديين في الأحزاب الكوردية عكس الآخرين ومن المنطقة المذكورة أعلاه بالذات ، أو ربما تأثير رؤساء العشائر في العملية السياسية ، وإلا ماذا يفسر لنا إخواننا في القومية بترشيح البعض من الأخوة الأعزاء من العشائر التي ذكرناها وربما عشائر أخرى ليتصدر أسمائهم دائماً قوائم الإنتخابات ، وهذا ما حصل فعلاً في قائمة الأنتخابات الأخيرة لمحافظة نينوى الحدباء ، خلافاً لمبدأ التعداد السكاني في المنطقة والذي كان من الأولى أن يكون المرشحون الأيزيديون في القائمة ضمن التسلسلات الأولية لها ..
لذا لا يسعنا إلا أن نقول : _
أولاً : نأمل من الحكومة الكوردستانية الموحدة حديثاً بإعادة النظر في سياستها والإهتمام الجدي بكافة مناطق الأيزيدية وخاصة سنجار والشيخان والذين سيكونان تحت مطرقة الإستفتاء الذي من المقرر إجراؤه وفق الدستور العراقي الجديد نهاية عام 2007 .
ثانياً : نطالب أخوتنا الأيزيديين من أعضاء البرلمان الكوردستاني التحرك سريعاً خلال الدورة الحالية بالمطالبة الجدية بأبسط الحقوق الأيزيدية خلال قنواتهم في أروقة البرلمان .
ثالثاً : نطالب أيضاً أخوتنا الوزيرين الجديدين في الحكومة الكوردستانية الجديدة ومن خلال منصبيهما المطالبة بالإهتمام بالمناطق الأيزيدية وخاصة سنجار لكون أحدهما من أصل سنجاري ويعلم حجم معاناة بني جلدته في منطقته العريقة .

ليست هناك تعليقات: