الخميس، 1 مايو 2008

نصر حاجي خدر :الشهيد حسن نرمو

نصر حاجي خدر

من حق الشعوب والأمم أن تعتز وتتفاخر بأمجاد وبطولات ومواقف رجالها الشجعان وتثمن دور عشائرها في أيام المحن والنكبات التي مرت عليها، وعشيرة الهويرية الايزيدية عشيرة معروفة برجالها وأنجبت الكثيرين من الأبطال وقدمتهم قرابين دفاعاً عن شعبنا المناضل ولها من السمعة الحسنة في هذا الجانب الكثير ويضرب مثل الشجاعة بهؤلاء الرجال وبهذه العشيرة، والأستاذ المرحوم حسن نرمو درويش احد هؤلاء الأبطال الذي قدمته عشيرة الهويرية شهيداً مناضلاً، وهو ينتمي إلى أحدى عوائلها المعروفة ،والأستاذ حسن نرمو من مواليد 1938 ولد في قرية بأعذرة التابعة لقضاء الشيخان كان والده رجل معروف بالكرم وكان صاحب كلمة مسموعة في داخل العشيرة وخارجها والناس تلجأ اليه لحل مشاكلهم ،وله من الأخوة والأخوات صالح و خيو ودينار ونينو ، ومن كان يقف أمام المرحوم حسن نرمو كان يشعر بتلك الثقافة التي تطلق من فمه وعندما كان يناقش صديقه أو من يجالسه يترك في داخله شخصية ديمقراطية وهذه كانت حقيقته بالفعل حيث لا يمل منه سامعه و كأنه المعلم الذي يلقي درسه بطريقة مشوقة، كان يحمل من أخلاقه شهادة ومن ثقافته شهادة ومن الفكر شهادة وثقافة الإنسان لا تقاس بشهادة ورقية مختومة من جهة رسمية ولهذا كان الشهيد حسن نرمو خريج المرحلة الابتدائية. تخرج من مدرسة بأعذرة، تزوج عام 1957 من زوجته داي سيري محو وهي بنت احد أقاربه وأنجبت له من الأولاد حسين وسردار وشيرزاد ونوزد وفرهاد وبهزاد وزيتون وتركو ونسرين، دخل معترك الحياة والنضال السياسي في عام 1958 بانضمامه الى صفوف الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وتولى مسؤولية الخلية في عام 1959 في منظمة شورش ومع بداية عام 1962 تولى مسؤولية منظمة شورش في الشيخان وأصبح مسؤولها الرسمي ونتيجة نضاله وإخلاصه ومثابرته حصل على درجة كادر في عام 1966 وصل الى درجة عضو محلية الشيخان في عام 1971 وعلى أثر احداث عام 1963 التحق بصفوف البيشمركة الأبطال ليواصل النضال معهم من اجل كوردستان ونيل حقوق الشعب الكوردي وفي عام 1969 شارك في مؤتمر الحزب (كونفرانس) في منطقة (كلالى) ومن ثم دخل دورة كوادر في نفس المنطقة وعلى اثر اتفاقية الجزائر ستة 1974 خرج الى إيران،وبعدها وبالتحديد سنة 1976 ذهب الى سوريا وهناك التقى بالشهيد حسين بابا شيخ وانضم الى صفوف الاتحاد الوطني الكوردستاني، وبعد حصول بعض الخلافات أبى المشاركة في اقتتال الأخوة على حد قوله وعاد الى العراق في عام 1980 ومن ثم عين في دائرة الطرق والجسور في نينوى واستمر بممارسة العمل السياسي السري في داخل العراق وتقاعد من الطرق و الجسور في عام 2002. عاد ليواصل النضال بعد سقوط الصنم وأصبح عضو مجلس محافظة نينوى وعرف عنه في هذه الفترة بالمدافع الشجاع عن حقوق شعبه وصاحب كلمة الحق المعروفة وكان أيضا عضو متقدم في مركز تنظيمات الموصل للإتحاد الوطني الكوردستاني. استشهد على يد زمرة إرهابية جبانة في مدينة الموصل في يوم 24/4/2006 مع سائقه الشخصي، أما نشاطه الثقافي المعروف حيث كان يكتب في زاويته بلا رتوش في مجلة زهرة نيسان هذه الزاوية التي أطلق فيها صراحته وسرد فيها الكثير من الحقائق التي كانت غامضة على الكثيرين وكانت بحق بلا رتوش وله من القراء الكثيرين. وهكذا الليل البهيم يقتل عصافير الصباح لكي لا تغرد باللحن الجميل وليمنع أشعة الشمس من ان تشرق من جديد ولكن الويل لهذا الليل لاستمراره في فعله الشنيع ولأبد أن تشرق الشمس في كل صباح وفي كل عيد. كل الرحمة لروح شهدائنا الأبرار الذين سقطوا شهداء في سوح الوغى والخزي والعار للقتلة المجرمين.

زهرة نيسان

ليست هناك تعليقات: