الخميس، 1 مايو 2008

وأخيراً محاكمة مرتكبي جرائم الأنفال أمام قضاة عراقيين

بقلم / حسين حسن نرمو

لا شك بأن عمليات الأنفال السيئة الصيت خلال عامي 1987 / 1988 ضد الشعب الكوردي من قبل النظام العراقي المقبور ، كانت من أبشع العمليات الإجرامية الدموية ، استخدم فيها النظام كل ما لديه من الأسلحة المحرمة دولياً ، منها المستوردة من الخارج وأيضاً المصنوعة محلياً بعد اكتساب علماء صدام حسين الخبرة في تصنيع الأسلحة الكيمياوية ، راحت ضحيتها أكثر من 182 ألف كردي من الأطفال والنساء والشباب والشيوخ ، وخلال تلك العمليات أصدر المجرم علي حسن المجيد والذي لقب بعد ذلك ب( علي كيمياوي ) ، لإستخدامه الأسلحة الكيمياوية في تلك العمليات أوامره إلى قادة الفيالق في كوردستان حينذاك ، وباقي الأجهزة القمعية للنظام بإعتباره ( أميناً لسر تنظيمات الشمال ) آنذاك ، حيث كلفه أبن عمه الدكتاتور صدام حسين بتلك المهمة ، نعم أصدر أمراً بقتل كل من يقع في أيدي جلاوزته ومن الأعمار ( خمسة عشر سنة وفما فوق ) ... أما الباقين من النساء والأطفال والشيوخ تم احتجازهم في معسكرات شتى في مناطق مختلفة في كوردستان ، ليتم نقلهم فيما بعد إلى الصحراء في الجنوب وتصفيتهم بمختلف الأساليب الإجرامية البشعة كالرمي بالرصاص أو حتى دفنهم أحياء أو ... أو ...
ويومها تمنوا أهالي وأقارب الضحايا أن يأتي اليوم الذي نراه الآن هو محاكمة صدام حسين وإبن عمه علي كيمياوي وباقي المجرمين الذين تلوثت أيديهم بدماء عشرات الآلاف من المواطنين الأكراد العزل ، يومها تضرعت الآلاف من النساء والأمهات الثكالى للباري عزوجل أن يأخذ بثأر أعزائهم من المجرمين القتلة ، ربما ماتت بحسرتهن الكثير من الأمهات ولم يروا هذا اليوم الذي نحن فيه هو ونرى من على شاشات التلفزة محاكمة قادة تلك العمليات الدنيئة بحق الأبرياء ، لكن أرواحهن وأرواح ضحاياهم تحوم في قاعة المحاكمة ويرون المجرمين في قفص الإتهام أمام القضاة العراقيين الأشراف الذين سيحاكمون هؤلاء المجرمين على تلك الأفعال بما يرضي ضمائرهم وفقاً للوثائق والمستندات التي بحوزتهم الآن ، ناهيك عن كشف العشرات من المقابر الجماعية في مناطق مختلفة من العراق ، التي تؤكد مدى وحشية النظام في التعامل مع الشعب العراقي بشكل عام ومع الشعب الكوردي بشكل خاص ، وعلى ضوء الإستماع إلى العشرات من الشهود والمشتكين من أقارب وأهالي الضحايا في جلسات المحاكمة والتي قد تطول بعض الشئ ، لكن في النهاية سيصدر الحكم بحق مرتكبي جرائم الأنفال البشعة والذي سيشفي غليل العراقيين عامةً وخاصة أهالي الضحايا ، وهذا أملنا في القضاء العراقي الذي يتمتع بإستقلاليته ، والذي بلا شك ستكون المحاكمة عادلة والحكم الصادر في النهاية عادل بمشيئة الله تعالى ، وإلى ذلك نحن في الأنتظار بفارغ الصبر .....

ليست هناك تعليقات: