الخميس، 1 مايو 2008

هل نؤمن " بالحقيقة " وكما تسمى كوردياً ئيزيدياً " راستي " ؟

بقلم / حسين حسن نرمو
لا شك بأن " الحقيقة " أو " راستي " ، كلمتان مختلفتان من ناحية الأنتماء اللغوي ، إلا أنهما تصبان في بحر المعاني وفق قواعد وأصول الترجمة بين اللغات ، حيث تعتبران من الكلمات المتميزة وذا قيمة لا تقدر بثمن في معجم اللغات مثل أخواتها من الكلمات " الصدق " و " الأخلاص " و " الأمانة " و " العدل " و " المساواة " و ... و ... .

لذا حينما يتعامل أي مجتمع مع ما ورد من الكلمات أعلاه للتطبيق ، وعلى أساس متين ، سيصل حتماً إلى المستوى والدرجة العالية من الرقي والتقدم ، مثلما نراه الآن في دول أوربا الغربية وعلى سبيل المثال لا الحصر .
وعلى هذا الأساس نرى والذي يتابع عالم الأنترنيت أيضاً ، سيجد في طياته الكثير والكثير جداً من التركيز على الحقيقة ، منها حقيقة البلدان والثوابت وكذلك الأديان السماوية وغيرها وفي صفحات ألكترونية مستقلة .
وبمناسبة الحديث عن الأديان السماوية أولاً ، وبدءاً من الديانة " اليهودية " و "الزرادشتية " وفق " التوراة " و " الآفيستا " ، مروراً بالديانة " المسيحية " ب " أنجيلاتها " وإنتهاءاً بالديانة " الأسلامية " خاتمة الأديان و " بالقرآن المنزل " حسب ما يؤمنون به أتباع " الديانة الأسلامية " ، سنجد في طيات الكتب المقدسة لهم ، هذا ناهيك عن التعاليم والأحاديث ، نعم نجد الكثير من الأرشادات والتوصيات توحي بضرورة إلتزام أتباعها بما وُرٍِد وما أمر به الله سبحانه وتعالى ، حسب فلسفة ورؤية كل الأديان في التي ذكرناه .
أما الأديان الأخرى ومن المحسوبين على الطرف الآخر من المعادلة الدينية ، بحُكم عدم أمتلاكهم الكتب المقدسة أو المنزلة ، حيث يؤمنون أتباعها وفق التعاليم والوصايا أو الأدب الديني الشفاهي مثلما هو الحال في الديانة الأيزيدية ، والتي تعتبر من أقدم الديانات حسب ما جاء في مؤلفات العديد من الباحثين والرحالة العالميين ، وكذلك ما توصل إليه أصحاب الشأن من الباحثين الأيزيديين في دراساتهم وبحوثهم وما وُرٍد في ميثولوجيا هذه الديانة ، وهذه الديانة العريقة كمثيلاتها تؤكد على جملة من النصائح وتنبذ النقائض والتي تضر بالأنسانية .
وفيما تخص موضوعنا عن " الحقيقة " أو " راستي " ، هنالك الكثير من المقولات المعروفة لدى أتباع الديانة الأيزيدية نسترشد بإثنان منها " راستي ريا خودى يه " أي " الحقيقة أو العدالة هو طريق الله المثلى " وكذلك " شيرى راستيى ل ناف جافين برايى ئاخره تى ب ده " وما معناه " أرم سيف الحقيقة في وجه أي من كان حتى لو كان أخ الآخرة " .
ومن هذا المنطلق ووفق المبادئ التي تعلمناه من هذه الديانة ، نتجرأ أحياناً على قول الحقيقة فيما تخص البعض من القضايا والتي نرى بأنها كانت وستكون حجر عثرة في طريق المجتمع نحو التقدم والرقي والأزدهار ، سواءاً كانت دينياً أم دنيوياً . لكن للأسف نجد الكثيريين بالضد من الأفكار المتنورة ، لا بل تصل هذا الضد أحياناً إلى التهديد والوعيد ، لتصل إلى درجة إسكات أصوات الحق وإلى الأبد بأساليب مقرفة ومشمئزة ، حيث راح ضحية هذه الكلمة شهداءاً بالآلاف وبأيدي أصحاب الشأن المتسلطين برقاب المجتمعات .
هنا لا بد من القول ، وبالرجوع إلى عنوان المقال ، حول مدى إيماننا ب " الحقيقة " ، والتي من المفروض ووفق ما طرحناه ستكون النتيجة " نظرياً " بالأيجابية ، لكن " عملياً " ، نرى وربما يؤيدون الكثير من الأخوة المتابعين والقراء الأعزاء ، وأسمحوا لي بالأجابة ب " نعم " و " لا " ، وطبعاً وفق ما تقتضي المصالح الشخصية الضيقة للمرء وحينما يكون مضطراً بالأجابة ، حيث بالتأكيد وللأسف طبعاً هنالك إزدواجية في الشخصية لدى الفرد " العراقي " ، " العربي " ، " الشيعي " ، " السني " ، " الكوردي " ، " الأيزيدي " ، " المسيحي " ، " الصُبي " ، و ... و ... . وحسب ما توصل إليه علماء الأجتماع والنفس وعلى رأسهم الأستاذ المرحوم " علي الوردي " .
بقي أن نقول بأن قول " الحقيقة " أو " راستي " ، ستبقى أقوى من كل التحديات ، وبالتأكيد " حبل " نقيضهما لغوياً " قصير جداً " كما يقال ، وفي النهاية لا بد من " العدالة " أو " الحقيقة " أن تنتصر ، وإلا سنبقى ضمن قائمة المجتمعات المتخلفة عن العالم المتقدم " عالم عصر العولمة " .

ألمانيا في
الثامن من كانون الأول / 2007

ليست هناك تعليقات: