الخميس، 1 مايو 2008

الطابور الخامس إلى أين ؟

بقلم / حسين حسن نرمو
الطابور الخامس مصطلح أو تعبير أُطلق لأول مرة على الذين ساندوا الثوار الأسبان من المؤيدين للثورة حينذاك من داخل العاصمة مدريد وأثناء الحرب الأهلية الأسبانية في منتصف الستينات من القرن الماضي ، حيث أطلق أحد الجنرالات المشاركة في الهجوم على العاصمة ، والذي كان أي الهجوم من أربعة جهات على شكل طوابير من الثوار آنذاك ، لذا قال ذلك الجنرال بأن هنالك طابور خامس يعمل مع الثوار وهو الجماهير المؤيدة من الشعب ومن الداخل ... لكن ترسخ هذا المصطلح بعدها لتسمية والأعتماد على الجواسيس في الحروب ، وأتسع أيضاً ليشمل مروجي الأشاعات والدعايات الصحيحة والكاذبة ثم منظمي الحرب النفسية أيضاً ....

لو تعلق الأمر بوصف الجنرال الأسباني لما كتبنا هذه السطور ! لأن مهام تلك القوى الشعبية المؤيدة للحركات والثورات التحررية في العالم ، والتي ناضلت من أجل تحرير بلدانهم الواقعة حينذاك تحت نير الأستعمار بمختلف أشكاله وثقافاته كانت بالتأكيد مهام شريفة ، وإلا لما جنوا تلك القوى والشعوب ثمار ذلك النضال والتأييد ، وينعمون الآن بالتطور والديمقراطية المبنية على ثقافة التسامح وأحترام الآخر وحرية الرأي وكل ما يخدم مبادئ الأنسانية جمعاء ، هذا أولاً ...
وثانياً وفيما يتعلق الأمر أيضاً بوصف الجواسيس بالطابور الخامس ، خاصة من الذين قدموا من خلال هذه المهنة خدمات جليلة لأوطانهم في الكثير من المحن ، سواءاً في الحروب الكونية وعلى مستوى الدول العظمى والأوربية أو حتى في الصراعات والحروب الأقليمية الشرق أوسطية ، حيث الكثير منا تابع المسلسل المصري المخابراتي ( رأفت الهجان ) ، وهو أي بطل المسلسل ، يكشف عن نفسه وبفخر على فراش الموت لزوجته وهو راضٍ بكل ما فعله خلال عمله الجاسوسي خدمةً لبلده في الصراع مع الدولة العبرية ، ويعتبر عمل هؤلاء أيضاً من المهام المشرّفة في تاريخ الكثير من الشعوب والبلدان ...
هذا ما يتعلق بالجانب الأيجابي لوصف الجماعات أو الأشخاص بالطابور الخامس ، والذي نريد التأكيد عليه أيضاً هو ما إتسع الوصف ليشمل مروّجي الأشاعات والدعايات المغرضة ومنظّمي الحرب النفسية لا في حالات الحروب ، وإنما في الحالات الأعتيادية وفيما يتعلق بقيام فئة معينة ببعض النشاطات والفعاليات ليأتوا هؤلاء المروّجين محاولين بشتى الطرق الديماغوكية إفساد تلك الأعمال والتي بنظر معظم الناس بالأيجابية ...
البعض من هؤلاء للأسف ليسوا بالمخفيين ، وإنما يكشفون عن أنفسهم أمام تساؤلات أو ربما إلحاح البعض ، لا بل يتباهون أمام الملأ لوصف عملهم بفخر وبإمتياز سواءاً بكتابة التقارير أو الوشاية لأناس لا لشئ إلا إنهم يسيرون عكس أتجاه التيار الذي يؤمنون به هؤلاء المروّجين ( الطابور الخامس ) ، متناسين البعض من هؤلاء ، كانوا ضحية مثل هكذا أعمال ومن أقرب المقربين لهم فكرياً ، وإلا ألم يسألوا أنفسهم . لماذا هاجروا أو بالأحرى فروا هاربين من الوطن ؟ للبحث عن ملاذ آمن بعيداً عن الصراع مع آخرين ، الذين هم الآن يتمتعون بكل ما يروق لهم من صلاحيات وإشغال مناصب كانوا أخوتنا الذين نصفهم الآن أولى بهم في الوطن ، لكن للأسف هؤلاء يرون بأعمالهم هذه بتقديم خدمات للجهة التي يعملون تحت لواءها ، حتى لو كان على حساب الآخرين ربما تمشية لمصالحهم الضيقة أو الأسترزاق من هذا العمل المشين بنظر الكثير ... حتى بات البعض منا نتيجة هكذا أعمال معروفين بالأسماء لا على مستوى التنظيمات المحلية في الوطن والأوربية للحزبين وإنما على طاولة المكتبين السياسيين للبارتي والأتحاد ، وهذا ما نفتخر به على الأقل لورود أسماءنا لدى القياديين وإيماننا المطلق بالنشاط الذي نقوم به خدمة لمبادئ الأيزيدياتي والكوردايتي أيضاً ...
هنا لا يسعنا إلا أن نقول ولو تعلق الأمر بالبعض منا لما تطرقنا إلى مثل هكذا مواضيع ، وإنما للأسف أتسع دائرة هؤلاء ربما الأنتقامية لتشمل أناس آخرين حتى البسطاء من بني جلدتنا ، لنذكر للقراء الأعزاء على سبيل المثال لا الحصر ، وأثناء حملة التبرعات التي قمنا بها من خلال هيئة الفعاليات الأيزيدية لضحايا الأحد الأسود من بعشيقة وبحزاني ، أُتهم البعض من الذين أعطوا التبرعات من خلالنا بأنصار( التجمع الديمقراطي والحركة الأيزيدية ) من قبل هؤلاء المروّجين وكأنهما تجمعين إرهابيين ، لكن نعتبر هذا شأناً عادياً ويخص بهم هؤلاء ، لكن الغريب في الأمر هو إستدعاء أولياء أمور البعض من أخوتنا المتبرعين في الوطن للأستفسار أو ربما نوع من التهديد تحت نفس الذرائع التي ذكرناه ، وهذا ما نأسف عليه ومِن مَن ( أخوتنا في العقيدة ) ..
بقي أن نقول لهؤلاء الأخوة إعادة النظر في مثل هكذا سلوك وتصرفات ، والذي بالتأكيد يسئ إلى سمعتهم قبل المتضررين نتيجة أفعالهم الهوجاء ، وكفاكم تحدياً للناس البسطاء ونحن نواجه الآن تحديات مصيرية على خلفية الأحداث الأخيرة والمعروفة لديكم قبل غيركم !!!

ليست هناك تعليقات: