الخميس، 1 مايو 2008

ظاهرة العلم الكوردستاني وبعض المناسبات ..منها الدينية الأيزيدية

بقلم / حسين حسن نرمو

بالتأكيد لا يتفق إثنان من الكورد حينما يؤمنون بإنتمائهم القومي والوطني الأصيل على عدم قدسية العلم الكوردستاني ، تزداد قدسيته لدى الكورد الأيزيديين لتتوسط العلم بأحد الرموز المقدسة لديهم ألا وهو الشمس ، حيث المعروف لدى الأيزيديين بأنهم أثناء دعواتهم وصلواتهم طوال اليوم يتجهون نحو الشمس لتحقيق أمانيهم ، هذا ما لا نختلف عليه أبداً ، وفي الفعاليات الأخيرة المتمثلة بالمظاهرات في بعض المدن الألمانية والأوربية ، جاء تأكيد اللجنة المشرفة على الفعاليات على عدم رفع العلم الكوردستاني ، تجنباً للتعرض إلى إساءة الأستخدام منها الحرق أو التمزيق من قبل الجماهير المشاركة في الفعاليات ، نتيجة غضبهم على خلفية الأحداث الأخيرة في قضاء الشيخان والمعروفة لدى القراء الأعزاء ، وللأسف هذا ما أساء الفهم لدى بعض الأطراف الأخرى من المعادلة الأيزيدية من الذين يحسبون أنفسهم على هذه الجهة أو تلك ، والذين رأوا حسب تصوراتهم هو أتخاذ مسار آخر في الفعاليات وهو ضد الكوردايتي ، ولسنا في مجال البحث حول المزايدات عن الأنتماء والولاء للقومية والوطن ، وأكدنا منذ البداية مراراً وتكراراً بأن كل الفعاليات التي قمنا وما سنقوم بها مستقبلاً ليس ضد أي طرف سياسي كائن من يكون هذا الطرف ، وإنما فقط هو إطلاع الأوساط الدولية على وحشية ما قاموا تلك الزمر الضالة من حرق وتدمير جراء الهجوم على المقدسات الأيزيدية في قضاء الشيخان ، وإتخاذ بعض الخطوات اللازمة لضمان عدم تكرارها في المستقبل ، هذا ما أردنا أن نوضحه في الشق الأول من عنوان مقالنا أعلاه ...
أما ما نريد توضيحه في الشق الثاني ، لنقول وا أسفاه لنا وعلينا لتصبح ظاهرة رفع العلم الكوردستاني في المناسبات الدينية الأيزيدية تُفَرق بينهم في الوقت الذي نحن بحاجة ماسة إلى توحيد الكلمة والصف بعد الأحداث الأخيرة ، نعم أثرت هذه الظاهرة على العوائل الأيزيدية حتى بات في مدينة واحدة تُحجز قاعتين للأحتفال بالمناسبات الدينية ، كالتي حصلت على سبيل المثال لا الحصر في مدينة بيليفيلد الألمانية ، أحدها مخصصة للذين يؤيدون رفع العلم الكوردستاني ، وهؤلاء هم يرون أنفسهم ربما أكثر كوردستانيين من الذين يرغبون الأحتفال بالمناسبات الدينية المقدسة بعيداً عن الصراعات والتحزب لهذا الطرف أو ذاك ، رغم أن هؤلاء أيضاً بينهم من المؤيدين والمنتمين لأطراف سياسية كوردستانية ، وبالتأكيد يعتزون بإنتمائهم القومي والحزبي ، وهذا ما نأسف عليه فعلاً وبالتالي تحصل بعض الأشكالات والصراعات والفجوات التي تؤدي في النهاية إلى خلافات حادة بين الأيزيديين ونحن في غنىً عنها على الأقل في الوقت الحاضر ، وفعلاً حصل نوع من هذا الأشكال في يوم الأربعاء الماضي والذي صادف عيد رأس السنة ( سه رى سال ) في مدينة أيسن ، حينما أرادت اللجنة المشرفة على الأحتفال بالعيد بعيداً عن كل ما ذكرناه فيما يخص الصراعات ورفع العلم ، في حين أرادت مجموعة من الأخوة حسب ما رواه أحد المنظمين للحفل أن يفرض تثبيت العلم الكوردستاني في صالة الأحتفال ، تحدياً لمجموعة أخرى أرادوا غير ذلك ، ( ربما من صلب التصرفات الشخصية وبعيداً عن التعليمات الحزبية ) ، وفعلاً تمكنوا من ذلك ، مما أدى في النهاية إلى تعكير جو الحفل العائلي ليحصل مشاجرة بين شبان خارج الصالة والذي أدى إلى إلحاق الأذى بأحدهم والتي قد تطول لتتوسع دائرة الأنتقام مع الأسف ...
لذا لا يسعنا إلا أن نقول لأخوتنا الأعزاء بالكف عن مثل هكذا تحديات وهنالك مَن يتحدى مصيرنا ووجودنا في أرض آباءنا وأجدادنا وها قد سمعتم بأن عشرات الآلاف من بني جلدتكم جازفوا وخاطروا بحياتهم للذهاب إلى سوريا وتسجيل أسمائهم هرباً من أرض الوطن والتوجه نحو المصير المجهول ؟
ألمانيا في
19 / نيسان / 2007

ليست هناك تعليقات: