الخميس، 1 مايو 2008

رأي حول الآراء المطروحة لتشكيل مرجعية أيزيدية ...

حسين حسن نرمو

يدار في الآونة الأخيرة جدلا واسعا وعلى مستويات عدة ، وأحيانا بالتحاور مع سمو الأمير تحسين بك ، حول أيجاد صيغة لتشكيل مرجعية أيزيدية ، وهنالك من سماها بهيئة استشارية موسعة أو حتى برلمانا مصغرا لهذه الأقلية التي ذاقت الأمرين وعلى مدار الزمن الغابر ، سواءا كان من خلال عمليات التنكيل والأبادة الجماعية ، التي تعرضت لها للنيل من مبادئها وأيمانها المطلق بوحدانية الله وطبعا تحت ذرائع شتى ، كأن تكون الأشراك وعبادة اله الشر حسب رؤيتهم ، أو من خلال الدراسات والبحوث لكتاب مرتزقة حاولوا بشتى الطرق تشويه الحقائق حول هذا الدين العريق ، وربما نال البعض منهم شهادات كالماجستير او الدكتوراه مقابل تزوير الحقائق .
ما يهمني في هذا المقال المتواضع وربما للكثير من القراء الكرام أيضا هو . هل نحن فعلا بحاجة الى مثل هكذا مرجعية أو هيئة أو برلمانا مصغرا ، وبالتأكيد الأختلاف لن تكون على التسمية بقدر ما تفعل أو تفيد هذه التشكيلة أن وجدت ؟ وما هي السبل لأيجادها أو تشكيلها أو حتى أنتخابها ؟
نقول نعم نحن بأمس الحاجة الى مرجعية أيزيدية في هذا الوقت بالذات قبل غيره ، لكن منتخبة ، وهذا النعم طبعا مدعوم بأسباب عديدة منها وحسب ما نراه ...
أولا / في كل صغيرة وكبيرة نلوم ونعاتب سمو الأمير والباقين من قيادتنا التقليدية على كيفية أتخاذ الخطوات اللازمة للتعامل مع كل واقع من أجل المصلحة الأيزيدية العليا ، لذا في حالة وجود مرجعية أخرى مع سمو الأمير والمجلس الروحاني ، بامكانهم دراسة كل خطوة وفق أجندة خاصة تفيد الأيزيدية في كل مرحلة تلائم الظروف الموضوعية ، طبعا من خلا ل تشكيل لجان متخصصة ومستشارين متخصصين في كافة المجالات كأن تكون سياسيةأو اقتصادية أو حتى دينية لسمو الأمير والمجلس الروحاني ...
ثانيا / نقول لو كان هنالك مستشاريين متخصصين ، وكما ذكرنا في أولا ، لما وقع السيد حازم تحسين بك في متاهات مع احدى القنوات الأعلامية ، بعد أن أوكل اليه والده مهام المناوبة في الوطن لسفر سموه مع نائبه خارج الوطن لأجراء الفحوصات الطبية ...
ثالثا / لو وجدت مرجعية أيزيدية ، بامكانها ومن خلال لجانها المتخصصة التعامل مع الحكومة المركزية وحكومتي أقليم كوردستان من موقف أكثر حصانة حول حقوق المواطنة والخصوصية الأيزيدية في كافة المجالات أسوة بباقي أطياف النسيج العراقي ، وبالتأكيد ستكون لها الدور الرئيسي في اختيار رجال مناسبين يتمتعون بالنزاهة والمصداقية لدى الأيزيدية وحسب الكفاءة طبعا في المناصب أو حتى أعضاء البرلمان المركزي والأقليمي والذين يتم الأتفاق على العدد ربما وفق مبدأ المحاصصة من قبل الأحزاب الكوردستانية والمشكورة سلفا ، وفي هذه الحالة لن تطول الألسنة بالنقد ربما اللاذع حول تصرفات هذا أو ذاك من الذين يتم اختيارهم من قبل تلك الأحزاب وهم طبعا من الموالين أو المنتمين لهم وهذا من حقهم لتمثيل الأيزيدية لديهم ، وبالتأكيد هنالك أسباب أخرى وكثيرة يعلم بها القراء الأفاضل أيضا ...
لكن نرجع ونقول والكل يعلم أيضا بأن لولب الحركة نحو هذه المرجعية هو سمو الأمير تحسين بك ، حيث لا يمكن تشكيلها على الأقل في الوقت الحاضر الا بموافقته ، لكن للأسف وكما هو معلوم لدى الجميع بأنه يبدي دائما بعض التحفظات على كافة الطروحات حول ذلك تحت ذرائع واهية حسب ما نعتقد ، ربما ظنا منه ستكون البديل له في السلطة والأدارة ، لكننا نعتقد العكس بأنه لو حصل وأبدى موافقته على ذلك سيعزز من مكانته وربما قدسيته لدى الكثير من بني جلدته ، حيث سيبقى على رأس الهرم بمثابة الرمز كالملوك والأمراء ولا يمكن اتخاذ القرارات المهمة ألا بموافقة سموه ....
أذن ربما نسأل جميعا ، ماهوالسبيل الذي يمكن من خلاله ايجاد أو تشكيل هذه المرجعية بعد الأتفاق انشاءالله ؟
نقول من الممكن جدا عقد مؤتمر موسع في الوطن طبعا بعد عودة سمو الأمير ونائبه ، وبمشاركة النخب المتميزة من أبناء الأيزيدية ومن كافة المناطق في العراق لا بل من الدول التي تتواجد فيها الأيزيديون أيضا ، بدأ من الرموز الأجتماعية المعروفة ورجال الدين ، وكذلك من مختلف شرائح المجتمع الأيزيدي من أساتذة الجامعات والأطباء والمهندسين والقضاة والمحامين والمدرسين والمعلمين وحتى طلبة الجامعات ، وأيضا بمشاركة فعالة من الجمعيات والمراكز والتجمعات والحركات الثقافية والأجتماعية والسياسية في داخل الوطن وخارجه ....حيث من الممكن جدا أنتخاب نخبة متميزة وموسعة يتم الأتفاق على العدد في المؤتمر ، هذه النخبة طبعا ستكون مسؤولة أمام المجتمع للمطالبة بالحقوق والدفاع عنها في كافة المحافل ، وفي حالة تحقيق ذلك سنكون قد وضعنا الحجر الأساس لتقوية مصدر القرار الشرعي الأيزيدي لأتخاذ خطوات مهمة جدا في الوقت الحاضر ، ابتداءا من الأهتمام الجدي بتوثيق النصوص الدينية في كتاب مقدس ، والى مزيد من الخطوات الأخرى نحو الأصلاحات

ليست هناك تعليقات: