الخميس، 1 مايو 2008

حان الآن لتنظيم الجالية الأيزيدية في أوربا ...

بقلم / حسين حسن نرمو
hussain-nermo@hotmail.de
الجالية عادةً تعرّف بالمواطنين الذين يهاجرون من أوطانهم إلى الشتات تحت ذرائع أو أهداف مختلفة ، منهم لغرض الدراسة ، أو أحياناً يضطرون مغادرة بلدانهم لأسباب سياسية ، أو تحت ضغط الأضطهاد الديني أو العرقي ، وبالتأكيد هنالك مَن يرحل أيضاً لأسباب أقتصادية إلى البلدان ذات الأقتصاد الأقوى من أوطانهم ، لغرض العيش برفاهية أكثر ومساعدة أهاليهم ، وعادة ما يتم تنظيم جاليات في الخارج بأسم الدول التي ينتمون إليها ... والأيزيديون كأقلية ، ومثل بقية الناس هاجروا من البلدان التي يقطنون فيها والمعروفين طبعاً العراق ، تركيا ، سوريا ، جورجيا ، وأرمينيا ... بدأوا من تركيا ، منذ الستينات من القرن الماضي على هيئة مجاميع بعقود عمل في البلدان الأوربية وخاصة ألمانيا لأغراض أقتصادية ، وبعدها أستمروا بالهجرة بسبب الأضطهاد الديني الذي تعرضوا لها حتى بات الباقين منهم في تركيا لا يتجاوزون الخمسمائة مواطن أيزيدي ، حيث جلهم الآن يعيشون في أوربا ، وربما للغرض ذاته وعدم حصولهم على حقوق المواطنة هاجروا أيضاً الأيزيديون من سوريا خلال عقد الثمانينات من القرن ذاته ومستمرين لحد الآن ، وبعد أنهيار المعسكر الأشتراكي هاجروا الكثير من الأيزيديين من جمهوريتي جورجيا وأرمينيا ولأسباب أقتصادية ... ونتيجة للحروب المتتالية بدأوا أيضاً بالهجرة من العراق أيضاً ، حيث زادت عددهم بعد حرب الخليج الثانية ، ومستمرين لحد الآن وبأعداد كثيرة بعد تعرضهم للقتل على الهوية في الأونة الأخيرة ، وبعد أزدياد النشاط الأسلامي المتطرف مستغلين الظروف التي تمر بها العراق الآن لزرع النعرات الطائفية والعنصرية ...
وما إن زاد عدد الأيزيديين وتجمعوا في بعض المدن الألمانية بالذات ، سارعوا إلى التنظيم على هيئة بيوتات أو جمعيات ومراكز ثقافية وأجتماعية في عقد التسعينات ، منهم جمعية لير في الشمال والتي أخذت تتراوح في المنطقة محصورة بين مجموعة من العوائل فقط ، ويجب أن لا ننسى البيت الأيزيدي في مدينة أولدنبورك والذي أثبت وجوده في الشأن الأجتماعي أكثر وبالبناية التي بنوها وهي سر ديمومتها وبجهود ومشاركة غالبية الأيزيديين في المدينة ذاتها آنذاك ، حيث قدموا لحد الآن خدمات جليلة في إيواء الكثير من المراسيم الأجتماعية ، أما مركز الأيزيدية خارج الوطن ، أهتموا القائمين عليها بالشأن الثقافي أكثر إضافة إلى أحياء الكثير من المراسيم الدينية والأجتماعية ، وتمكنوا من إصدار مجلة أستراتيجية أكاديمية يمكن الأعتماد عليها في مجال الدراسات والبحوث وللأسف أستمرت لفترة محدودة ، وأثبت هذا المركز وجودها في الكثير من النشاطات الثقافية والدينية منها المؤتمر العالمي الأول حول الأيزيدية عام 2000 على سبيل المثال لا الحصر ، وكان لهذا المركز الدور المميز بحيث أصبح محط أهتمام الكثير لغرض متابعة نشاطاته منه النظام الدكتاتوري البائد أيضاً ، وللأسف لولا الأيادي الخفية التي عملت على التقليل من شأنه لا بل تهديمه ، ولولا بعض التقصير وقلة الأهتمام من القائمين عليه لكان لها صدىً واسعاً لحد الآن ، وخاصة أعضاء هذا المركز من الأيزيديين من الدول الأربعة أو الخمسة التي ذكرناها آنفاً ، ومن الجمعيات الخيرية والسياسية أيضاً كانت جمعية الهويرية الخيرية والتجمع الديمقراطي الأيزيدي ، واللذان تم محاربتهما للأسف من قبل بعض أخوتنا في العقيدة الذين عملوا في الخفاء والعلن من أجل التقليل من شأنهما لا بل إلغاء الأولى تحت ذرائع وأهداف سياسية معروفة ...وهنالك الكثير من البيوتات والجمعيات التي تأسست تحت غطاء سياسي لهذه الجهة أو تلك ، وأخيراً مركز لالش الثقافي والأجتماعي في مدينة بيليفيلد أيضاً والذي نتمنى له النجاح في المهام المرسوم له خدمة للأيزيدياتي بعيداً عن الأهداف الحزبية الضيقة ... وبعد الأحداث الأخيرة في قضاء الشيخان وبعشيقة خلال النصف الأول من العام الجاري تشكلت هيئة الفعاليات الأيزيدية والتي أثبتت وجودها مع الحدث أو الأحداث رغم محاربتها من قبل الآخرين أثناء القيام ببعض الفعاليات منها المظاهرات وإيصال الصوت الأيزيدي إلى الكثير من المحافل الدولية ومصادر القرار في أوربا وأمريكا وكذلك جمع التبرعات لشهداء مجزرة بعشيقة وبحزاني ...
وحينما جاء الحدث المأساوي الكبير أثر تفجير أربع شاحنات مفخخة بأطنان من المواد الشديدة الأنفجار في مجمعي تل عزير وسيبا شيخ خدر من قبل الزمر الأرهابية المجرمة ، ألتموا الأيزيدية وبنسبة كبيرة جداً للقيام ببعض النشاطات تحت لواء الجالية الأيزيدية في أوربا وأميريكا ، وتمكنوا من القيام ببعض الفعاليات في أكثرية البلدان التي يعيشون فيها الآن ، واستطاعوا جمع مبالغ لا بأس بها قد تصل المائة وخمسون ألف يورو لتقديم الدعم لضحايا تلك المجزرة الدموية البشعة ....
لذا لا يسعنا أخيراً ، إلا أن نهيب وندعوا كافة الأخوة وأصحاب الضمائر الحية العمل ما بوسعهم كي يتم شمل الأيزيديين في أوربا ، والأسراع بتشكيل لجنة تحضيرية تعمل على الأعداد لعقد مؤتمر موسع للجالية ، لغرض إجراء أنتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة لأختيار ممثلين لهذه الجالية لتشكيل مجلس لها ، ليكون هذا المجلس الممثل الشرعي والناطق الرسمي ويصبح لنا لوبي ضغط في كافة المحافل الرسمية ، والعمل على إيصال الصوت الأيزيدي إلى كافة الجهات المسؤولة وكافة مصادر القرار سواءاً كانوا هنا في أوربا أو في أميريكا وكذلك كافة الجهات بما فيهم مصادر القرار في أقليم كوردستان ، بغية توفير الحماية اللازمة لبني جلدتنا ، والذين باتوا يتعرضون إلى تهديد شبه يومي ، قد يؤدي الخوف بهم إلى ترك الديار بشكل جماعي ، مثلما حصل بعد أحداث الشيخان وتوجه الكثير منهم إلى سوريا ، لتسجيل ما يزيد عن الخمسون ألف مواطن أيزيدي أسماءهم لدى مكاتب المنظمات الأنسانية فيها لغرض الهجرة بشكل جماعي وهذا ما يجعلنا الخوف من المستقبل وانهاء الوجود الأيزيدي في العراق ، حيث موطن الأسلاف الذين لم يتركوها رغم تعرضهم إلى أبشع صنوف الأضطهاد والعشرات من حملات الأبادة المسمى بالفرمانات ...

ألمانيا في
العاشر من سبتمبر / 2007

ليست هناك تعليقات: