الخميس، 1 مايو 2008

هل سيعترفون بالأخطاء في المناطق ذات الغالبية الأيزيدية بعد سقوط النظام ...الشيخان نموذجا

بقلم / حسين حسن نرمو
رئيس تحرير قنديل


نتفق مع الكثير من الأصوات والآراء والأفكار ، التي نادت أو طرحت من قبل الكثير من الشرفاء من غير الأيزيديين ، ومن أبناء جلدتنا أيضاً في الداخل والمهجر ، حول مستجدات الوضع في قضاء الشيخان مؤخراً سواءاً كانت بالشجب أو الأدانة أو التقصير من قبل السلطات المحلية في القضاء ، ونرى بأن الأحداث الأخيرة كانت لها جذور من قبل ، بحيث آلت إلى الذي حدث قبل أيام من حملات التخريب والتدمير ، لمركز لالش الثقافي وقاعة الشهيد حسين باباشيخ للمناسبات وبعض المحلات والدور وحرق السيارات أمام دار الأمير تحسين بك والذي هو على راس الهرم في الديانة والمجتمع الأيزيدي ، جراء الهجوم البربري من قبل بعض العناصر الضالة والمحسوبة على هذه الجهة أو تلك وحتى المتعاونين معهم من المتنفذين على رأس السلطة في القضاء ...
نعم ، أن الذي تابع الصحافة بعد سقوط النظام الدكتاتوري وتحرير العراق بأكمله ، ثم وقوع المناطق ذات الغالبية الأيزيدية تحت إدارة السلطات في أقليم كوردستان ، منها قضاء الشيخان على سبيل المثال لا الحصر ، هنالك الكثير من التجاوزات على حقوق الكثير من المواطنين حصلت بالفعل في القضاء وعلى مرأى السلطة التنفيذية ، هنا نقول السلطة التنفيذية فقط ، لأن الغريب في الأمر ، قضاء الشيخان كانت من ضمن المناطق التي لم تجري فيها أنتخابات المجالس البلدية ، كالتي حصل في باقي المناطق الكوردستانية بشكل عام ، ومنها طبعاً المناطق ذات الغالبية الأيزيدية مثل قضاء تلكيف وناحية ألقوش والذين لهما مجالس بلدية ، غالبية أعضاءها من الأيزيديين ، لكن للأسف لم يحصل في قضاء الشيخان ربما ( لغرض في نفس يعقوب ) ، والذي إن حصلت حسب التقديرات ، لكان حجم التجاوزات أقل مما حدث خلال الفترة الماضية ...
إذن حصلت تجاوزات ورافقتها أحياناً العنف ضد أبناء الأيزيديين في القضاء ، منها على سبيل المثال قضية دوشيفان والأعتداء على أحد المواطنين من قرية أيسيان و ...و .. حول عائدية ملكية الأراضي والمعروفة ، حيث تم التطرق أليها بشكل وافٍ في الكثير من الصحف الألكترونية الأيزيدية وغيرها ... والغريب في الأمر مرةً أخرى وللأسف نقول بأن للأيزيدية ثلاث برلمانيين فقط في المجلس الوطني الكوردستاني وهم من قضاء الشيخان بالتحديد ، وربما لم يكلفوا أنفسهم بالحصول على الموافقة كي يقوموا بزيارة برلمانية رسمية إلى القضاء ، للوقوف عن كثب على كل تلك التجاوزات التي حصلت بغية وصولها بأمان إلى مرجعهم والذي هو مرجع كل الشعب لمعالجة مثل هذه القضايا ، حيث باعتقاد الكثير لو حصل ذلك ، ربما لم تصل الأمور إلى الأعتداءات المتكررة على أبناء الأيزيدية ....
لنرجع إلى القضية الساخنة والتي حصلت في قضاء الشيخان مؤخراً ، حيث الكثير من المسؤولين المحليين والمقصود بهم على رأس السلطة في المنطقة ، يعتبرون قضية إجتماعية عابرة بين مجتمعين مختلفين في العادات والتقاليد ، متناسين تلك الهجوم البربري ، والذي نتج عنه الخراب والدمار في المراكز الثقافية والتي ترفرف عليها أعلام كوردستان ، وكذلك الأعتداء السافر على دار الأمير تحسين بك ... حيث تطرق السيد فريق فاروق المسؤول الأول للفرع العشرين للحزب الديمقراطي الكوردستاني مشكوراً في إحدى غرف البالتاك الأيزيدية أثناء محاورته من قبل الأخ مجيد حسو ، لكن للأسف جاء طرحه للقضية ليس بالحجم الذي حصل ، معتبراً قضية أجتماعية عابرة ، سيتم معالجتها من قبل اللجنة الأمنية الحزبية المشكلة من قبل القيادة في المنطقة ، وأثناء الحوار أعتبر تارةً بعض الأخوة المحاورين معه بالأسئلة والوقائع التي حصلت بالمحرضين لتشجيع الفتنة ، وهذا ما كان مخالفاً للواقع ، وتارةً أخرى مصراً على الستراتيجية المعتمدة في المنطقة ، والمرسومة له سلفاً من قبل الجهات المسؤولة وبشكل مغرور متناسياً قول البارزاني الخالد ( ل سه ركه فتنا مه غرور نه بن ، و ل شكه ستنا بى ئوميد نه بن ) ، عارضاً بعض الأنجازات والأعمال التي قاموا بها منذ سقوط النظام في قضاء الشيخان ، ربما يقصد بناء البنك المركزي في بداية القضاء لتشغيل وإستثمار الأموال التي حصلوا عليها جراء الفساد المالي والأداري المستشري في عموم كوردستان ، أو ربما أستحواذ بعض المسؤولين على الأراضي الميرية في القضاء وبناء مشاريع ضخمة كالمجمعات الصناعية ومعامل البلوك في مفترق الطريق إلى القضاء ... ماذا يفعل المواطن بكل هذه المشاريع ، إذا كانت الحقوق مهضومة والمستفيد الوحيد من المشاريع هم المسؤولين والمعروفين بالتأكيد لدى الجميع منهم أهالي القضاء أيضاً ، حيث أعتبر الخدمات التي قاموا بها لحد الآن ربما من باب العطف أو الحسنة ، بإعتبار القضاء تابع إدارياً لمحافظة الموصل ، متناسياً الأخ الكريم بأن الطاقم الأداري والآسايشي تم تعينهم من قبلهم دون موافقة السلطات المحلية للمحافظة التابعة لها القضاء حسب ما يدعون ... وبمناسبة القضاء تابعة إدارياً إلى محافظة نينوى ، لم يكن دور السيد خسرو كوران نائب المحافظ إلا وأقل شأناً مثل نظراءه المسؤولين في القضاء ليعتبر القضية عابرةً بين قبيلتين ، ولم يكلف نفسه وكما أشار إليه أيضاً الأخ الصحفي المبدع خدر دوملي في إحدى مقالاته حتى بزيارة إلى مركز القضاء للأطلاع على ما جرى أثناء الهجوم البربري من قبل إخوته في ( الدين ) على كل ما هو مهم ومقدس لدى إخوته في القومية ( الأيزيديين ) ، إلا إذا كان مهتماً بقضايا أخرى أكثر وأهم شأناً حيث له الأبداع والخبرة في إسكات أصوات الحق ( إلى الأبد ) من الذين نادوا وينادون من أجل قضيتهم العادلة لخدمة أبناء جلدتهم من اليزيديين ، وبأساليب ربما لا تقل شأناً أو وصفاً عن الذي جرى وتجري الآن في المنطقة ومنها قضاء الشيخان طبعاً وعلى مرأى المسؤولين ...
هنا لا بد وأن نشير بأن الأحداث الأخيرة التي حصلت في قضاء الشيخان ، ليس بالحجم التي يرونه الأخوان المسؤولين في المنطقة ، وإنما أكبر بكثير ، ولا بد من إعادة النظر في السياسة والستراتيجية المعمولة بها من قبل الأحزاب الكوردستانية في المناطق ذات الغالبية الأيزيدية ، ونرى من الضروري جداً الأخذ بالمطاليب التي قدمت من قبل الوفد الأيزيدي الكبير لدى إستقباله من قبل السيد مسعود البارزاني رئيس أقليم كوردستان ومنها ...
ـــ إدانة الحدث الأجرامي من قبل رئاسة الأقليم ببيان صادر .
ـــ محاسبة كافة المسؤولين المقصرين قانونياً الذين تعاونوا أو غضوا الطرف عن الأحداث أثناء الهجوم البربري من قبل الزمر الضالة على كل ما هو مهم ومقدس لدى الأيزيديين في قضاء الشيخان ، ونرى من الضروري أن تكون المحاكمة عادلة وعلنية من خلال وسائل الأعلام ومن على شاشات التلفزة المحلية وبشكل مباشر ، لتكون عبرة لمن يقوم بمثل هذه الأعمال مستقبلاً .
ـــ تبديل الطاقم الأداري والحزبي وخاصة ( الآسايشي ) ، في المنطقة بآخرين علمانيين بالقلب والقالب لا مثل الموجودين الآن معسولي اللسان ، لكنهم يلدغون من الخلف ، حيث وكما هو معروف عانوا الكثير من المواطنين الأيزيديين من تعامل الجهاز الأمني الآسايشي للكيل بمكيالين وللأسف طبعاً .
ـــ إعادة النظر في الستراتيجية المرسومة من قبل الأحزاب الكوردستانية في كيفية التعامل مع المناطق ذات الغالبية الأيزيدية كقضاء الشيخان وسنجار ، حيث نحن على أبواب إجراء الأستفتاء حول هذه المناطق وفق المادة 140 من الدستور العراقي الفيدرالي .
ـــ توجيه أئمة الجوامع والعشائر المسلمة والمسؤولين أيضاً للتأكيد على ثقافة التسامح بعيداً عن العنف والتطرف الديني وكذلك التركيز على الوعي والشعور القومي لدى الأكراد في كوردستان بشكل عام .
ـــ حان الآن لتقديم كافة الخدمات الضرورية لأهالي المناطق الأيزيدية ، أسوة بأخوانهم الآخرين في المناطق الأخرى مثل خانقين على سبيل المثال ، والأخوة المسيحيين في نفس المنطقة .

ألمانيا في
22 / شباط / 2007

ليست هناك تعليقات: