الثلاثاء، 20 مايو 2008

الأيزيديون واللجان الإستشارية


حسين حسن نرمو / ألمانيا
h.nermo@gmail.com

نظراً لإنشغال القادة في كثير من الأمور ، لذا هم بأمس الحاجة إلى مستشارين
ومن مختلف الإختصاصات . . . إذن ربما على هذا الأساس استعان القادة الأكراد
بشخصيات للإستشارة فيما يخص الأيزيديون ، منهم الأمير خيري بك بعد أن تم
اختياره لتمثيل الأيزيدية في أول برلمان كوردستاني بإعتباره من الأمراء ومن
المقربين لشخص السيد مسعود البارزاني آنذاك . . . لكن ظروفه الصحية لم تسمح
بالإستمرارية حتى في عضوية البرلمان ليضطر بعدها مغادرة كوردستان للعلاج
أثر إصابته بمرض عضال ، لكن قيل وسمعنا الكلام من الأمير نفسه في المهجر
بأنه اوصى بأحد الشيوخ لدى قيادة الحزب الديمقراطي وشخص السيد البارزاني
بأن يحل محله للإستشارة ، وكان للأمير ما أراد من لدن القيادة رغم وجود بعض
الكوادر الأيزيديين في تنظيمات الحزب المذكور والذين ناضلوا في الأيام العصيبة
وعانوا ما عانوه خلال وبعد حملات الأنفال السيئة الصيت ، لكن للأسف لم يقع
الأختيار عليهم آنذاك . . . لذلك وبدافع الشعور بالغبن من قيادتهم حاول
البعض منهم ومن خلال مرجعياتهم الحزبية والحكومية ليتم استحداث لجنة استشارية
أيزيدية ليتنافس الكثير من الأشخاص منهم الحزبين والمستقلين والشيوخ وحتى
أبناء الشهداء المحسوبين على الحزب عسى أن يفوزوا بعضوية تلك اللجنة ، ربما
لأن العضو فيها يتمتع ببعض الأمتيازات المغرية. . لكن بالتأكيد ( لا تأتي
الرياح بما تشتهي السفن ) لأن الأختيار وقع على تلك العناصر وفق ما أرتأت
قيادة الحزب ، وما إن أعلن أسماء الأعضاء فيها حتى ثارت حفيظة الكثير من
أبناء الأيزيدية في المنطقة ، البعض منها لأغراض شخصية لكن أغلبهم لم يعطوا
الشرعية لتلك اللجنة وأعتبروا الأعضاء فيها لا يمثلون إلا نفر ضال يجولون
في دائرة حولهم فقط ، رغم ذلك قامت اللجنة بدعم من قيادة الحزب وحكومة أربيل
ببعض الخدمات في منطقة دهوك ، وساعدت على أحياء فكرة بعض المشاريع المقترحة
أساساً قبل تشكيلها ثم تنفيذها فيما بعد مثل مشروع إنشاء المرافق الصحية
في معبد لالش حيث تم افتتاح المشروع من قبل السيد وزير الأقليم حسب ما رأيناه
على شاشة التلفزيون الفضائية ، وما كان مشروع إنشاء القاعات العامة في المناطق
التي تتواجد فيها الأيزيدية بعد تحرير العراق إلا رداً على التنافس ، بعد
أن أصدر قيادة الإتحاد الوطني قراراً بإنشاء قاعتين كبيرتين إحداهما في مزار
شرف الدين في سنجار والأخرى في مركز قضاء الشيخان وهذا ما نشكر الجانبين
على إقامة مثل هذه المشاريع والتي تخدم الأيزيديين عامةً . . . لكن يجب
أن لا ننسى بأن اللجنة المذكورة لم تكن تساهم ولا تبارك الأعمال والإنجازات
أو الإسهامات خارج حدود لجنتهم فحسب ، بل كانت تقف في الضد أيضاً من بعض
المقترحات أو الإسهامات وأقوى دليل على ذلك حينما أجمعت الجالية الأيزيدية
في مدينة أولدنبورغ 2002 في المانيا على عقد كونفرانس خاص في كانون الأول عام
لمناقشة وضع الأيزيدية خاصة بعد أن عُقد مؤتمر المعارضة العراقية في لندن
آنذاك للإتفاق على لائحة من المطاليب وتقديمها إلى الجهات المعنية قبل فوات
الأوان ، وفعلاً حضر أكثر من أيزيدياً من مختلف الشرائح أكثرهم من المثقفين 150
ومن دول أوربية مجاورة . . . وبعد مناقشات مستفيضة مع الأطراف المتصارعة
( الجيل المخضرم ) من الأيزيديين خلال تلك الفترة والذي بذلنا كلجنة تحضيرية
جهداً منقطع النظير وتمكنا من لم الشمل للحضور في الكونفرانس حثت أكثرية
الحضور على ضرورة مشاركتهم في الترشيح لإنتخاب هيئة من الكونفرانس لتتولى
بعدئذ مهام الإتصال مع المعارضة العراقية وكذلك إرسال وفد منها إلى كوردستان
حاملين بعض المطاليب إلى القيادة الكوردية لتثبيتها في الدستور العراقي بعد
زوال نظام صدام ، لكن للأسف رفضوا المبدأ تحت ذرائع واهية لا تخدم مصلحة
الأيزدياتي ، ولم يكتفوا بذلك بل حاول العقل المدبر لهم أن يشعل نار فتنةً
بين أعضاء الهيئة المنتخبة فيما بعد من المثقفين والوجوه الاجتماعية المرموقة
، وحينما فشل في تلك المهمة أوعز إلى اللجنة الإستشارية كأيزيديين والقيادة
الحزبية في منطقة دهوك لإفشال مهمة الوفد الذي قرر أعضاءه أن يتحملوا تكاليف
سفرهم إلى كوردستان لتنفيذ مهمة إيصال المطاليب المنبثقة من الكونفرانس إلى
القيادة الكوردية ، وفعلاً عملت اللجنة الإستشارية على إفشال مهمة الوفد
بإعطاء بعض التوجيهات عن طريق الطابور الخامس التابع لها إلى جماهير المنطقة
بعدم إستقبال الوفد تحت ذريعة ( الحزب لن يرضى إن أحسنتم الإستقبال ) وبالطبع
أكملوا المهمة أيضاً لنقل المعلومات إلى المسؤولين فيما يخص الوفد وفق ما
اقتضت مصالحهم الشحصية آنذاك لا أكثر . . . والأغرب من هذا كله والذي نأسف
عليه تَدَخل اللجنة الغير معقول في شؤون مركز لالش الثقافي والإجتماعي حسبما
جاء في المقال الموسوم للسيد خيري بوزاني رئيس المركز السابق حول وقائع المؤتمر
. العاشر للمركز . .
هذا ما حصل ويحصل ونتوقع المزيد أن يحصل في شؤون الأيزيدية من اللجنة الإستشارية
ضمن حدود حكومة أقليم كوردستان ـ أربيل . . . ولكن يجب أن لا ننسى ما تم
أخيراً بإستحداث مكتب لشؤون الأيزيدية في مدينة السليمانية ، ربما حاول الأخوة
الأعضاء في تنظيمات الاتحاد الوطني ومن الأيزيديين المقربين من القيادة على
تشكيل مثل هذا المكتب منذ زمن ، لكن نحيطكم علماً بأن فكرة تبلورها جاء حينما
كنا في ضيافة الأستاذ جلال الطالباني والدكتور برهم صالح بناءاً على دعوة
نيسان 20/ الأخير ضمن وفد من مثقفي الأيزيدية من مدينة الموصل وتحديداً في
وأقترح أحد الأخوة ضمن طاقم الوفد وهو من الغيورين على مصلحة الأيزدياتي / 2004
على ضرورة التنسيق بين حكومتي أربيل والسليمانية لتوسيع اللجنة الإستشارية
بإعتبار اللجنة التابعة لحكومة أربيل غير منتخبة . . . رغم أن علامات التفائل
لم تكن بادية على رد الأستاذ الطالباني لكنه علق على المقترح قائلاً سنحاول
. من أجل ذلك وإن لم نفلح سنقوم بتشكيل لجنة استشارية
وبعد اصدار القرار بتأسيس مكتب شؤون الأيزيدية ، تم اختيار الأعضاء على أساس
( التعين ! ! ! ) مرةً أخرى . . . في الوقت الذي لا نشك في إخلاص أعضاء
المكتب لمبادئ الأيزدياتي ، لكن لا بد أن نشير لبعض الملاحظات التي كان من
المفروض أن يؤخذ بنظر الاعتبار قبل التعين ! من قِبل الذين أشرفوا على ذلك
. بالتنسيق مع قيادة الاتحاد . .
أولاً : الاعتماد على مبدأ التشاور مع مختلف شرائح المجتمع الأيزيدي من المثقفين
والوجوه الاجتماعية المعروفة والدينية أيضاً وحتى الطلبة من مختلف مناطق
الأيزيدية حول كيفية تنفيذ فكرة تأسيس المكتب ومدى الإستفادة منه لتقديم
. الخدمات لبني جلدتهم
ثانياً : كان بالإمكان إجراء انتخابات ولو بسيطة لأختيار أعضاء المكتب ،
ربما يتعذر الأخوان حول هذا الإجراء في ظل الظروف الراهنة ، لكن كان بإمكانهم
أيضاً إجراء نوع من الإستفتاء وذلك بتوزيع استمارة صغيرة على أكبر قدر ممكن
من أبناء الأيزيدية في المناطق التي تم اختيار أعضاء المكتب منهم على الأقل
. وإلا لماذا نقول مراراً وتكراراً وحتى مع الجهات المسؤولة بعدم شرعية
. اللجنة الإستشارية في دهوك كونها غير منتخبة . .
ثالثاً والأهم : تم اختيار الأعضاء لكن للأسف من مناطق معينة على حساب مناطق
أخرى ، كان المفروض أن يتم اختيار عضو في المكتب من منطقة بعشيقة وبحزاني
حيث توجد فيها أكبر عدد ممكن من المثقفين وكمٌ من الأساتدة الجامعيين والوجوه
الاجتماعية المعروفة ، وكذلك إهمال نسبة من الأيزيديين لا تستهان بها في
القرى التابعة لناحية القوش وقضاء تلكيف ، علماً بأن للأيزيديين الآن دور
متميز من خلال أعضاء المجالس البلدية في تلك المنطقة . . وفي الوقت الذي
نكُن كل الإحترام والتقدير للأخ الدكتور مجدل نواف الشخصية الأكاديمية المعروفة
والأخ خيري شنكالي أيضاً المعروف بمواقفه ونضاله مع الاتحاد الوطني حيث تم
خانصور / الشمال ، لا بل من نفس المجمع السكني / اختيارهما من منطقة سنجار
بقي أن نقول ونتسائل ! هل نحن بحاجة إلى المزيد من اللجان الإستشارية ؟ حيث
لنا الكثير من الأيزيديين المنخرطين في صفوف أحزاب أخرى وربما هناك أعضاء
على مستوى القيادة كالحزب الشيوعي العراقي والكوردستاني أيضاً . . . وربما
يتسائل البعض منا . . لِمَ كل هذه اللجان والوسطاء بيينا وبين القيادة الكوردية
طالما نحن أكراد ، بل أقحاح كما جاء على لسان القادة أنفسهم ؟؟ وربما أيضاً
يدافع البعض عن فكرة وجود مثل هذه اللجان لإيصال صوتنا إلى القيادة تحت ذريعة
عدم المساواة في الحقوق بيننا وبين إخوتنا في القومية ! ! ! لكنني أقول
هنا رأئ آخر ربما يتفق معي الكثير وستكون الأرجح كفاً ، لو كان لدينا تمثيل
حقيقي في البرلمان الكوردستاني يعمل في أروقته على الدفاع عن حقوق الأيزيدية
والوقوف على تنفيذ ما يثبت في القوانين والقرارات الصادرة منه ، لما كنا
! بحاجة إلى هذا المستشار أو ذاك وإلى هذه اللجنة أو تلك ! !

ليست هناك تعليقات: