الخميس، 1 مايو 2008

حول خلفية أحداث الشيخان أيضاً !!!

بقلم / حسين حسن نرمو
لا شك بأن أحداث 15 / شباط الماضي في قضاء الشيخان ، جراء هجومٍ من قبل بعض الزمر الضالة ، والمحسوبة على الجهات السياسية والدينية في المنطقة على المراكز الثقافية والدينية للأيزيدية ، كان لها صدىً واسعاً وإهتمام كبير بدءاً من لدن القيادة الكورستانية للوقوف على الأحداث ومحاولة أحتواءها قدر الإمكان ، وكذلك أهتمام غالبية الأيزيديين في الداخل والخارج بالحدث وحسب الأمكانيات سواءاً من خلال الأتصالات الهاتفية مع أهاليهم في المنطقة ، أو من خلال القيام ببعض الفعاليات كالمظاهرات في بعض المدن الألمانية والأوربية والأميريكية ، ومن ثم إيصال القضية بشكل أو بآخر إلى الكثير من المحافل الدولية ، أو حتى من خلال وسائل الأعلام ، هذا ناهيك عن الكثير من المتابعين لغرف البالتوك الأيزيدية والكوردستانية أيضاً ، والذين تطرقوا بشكل وافٍ إلى هذا الحدث الغريب من نوعه ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين ، من خلال أستضافة الغرف البعض من المسؤولين المحليين في المنطقة ، أو الكثيريين من المهتمين بالشأن الكوردستاني بشكل عام والأيزيدي بشكل خاص ... هذا ما سنحاول في هذا المقال الوقوف والتعليق على بعض الآراء المطروحة من قبل بعض المشاركين في غرفة ( كوردستان سينتروم ) ، وفي إحدى محاضراتها ليوم 15 / آذار ، وبإدارة الأخوان كأدمين وربما بأسماء مستعارة ( جكرخوين وهلبستفان ) تحت عنوان وللأسف غريب على الأقل في المرحلة الراهنة بعد توحيد الأدارتين [ لماذا يخططون الأحزاب الكوردستانية ضد بعضهم البعض ؟ ومشاركة أعضاء الأتحاد الوطني الكوردستاني في الفعاليات الأخيرة ( المظاهرات ) مع الأيزيديين ضد الحزب الديمقراطي الكوردستاني ] ، يبدو من القائمين على إدارة الغرفة وحتى المشاركين بأنهم محسوبين على الحزب الديمقراطي الكوردستاني ....

لا أريد أن أركز على كل ما طرح من قبل المشاركين بقدر ما هو الأمر متعلق بالأيزيديين فقط وعلى خلفية أحداث الشيخان المؤسفة ومنها ...
1 . إدعاء بعض الأخوة المشاركين بإنعدام الوعي القومي الكوردي لدى الأيزيدية ، طالما الأمر متعلق بالوعي والشعور القومي ، سنطرح حالة عمومية في هذا المجال لا تتعلق بالأيزيدية بقدر ما هو متعلق بالأكراد المسلمين ، حيث كان المعروف وبعد ثورة أيلول المجيدة في الستينات من القرن الماضي كان الوعي القومي لدى الأكراد المسلمين في تنامي مستمر ، خاصة بعد عودة البارزاني الخالد من الأتحاد السوفيتي وإعلان الثورة على نظام الحكم في بغداد آنذاك ، لذا سأستعين بحكاية قصيرة حسب ما رواه لي أحد الأخوة من قضاء العمادية ، حيث مركز الثقافة والشعور القومي في بهدينان حينما قال في إحدى خطب الجمعة لإحدى الجوامع في القضاء ، تطرق أحد الأئمة إلى موضوع القومية ليقول لا بد للأكراد أن يعتزوا بقوميتهم وفي المقام الأول قبل الدين ، ليستعين بمثال عن الفرس والأتراك وكيفية تأسيس دول لهم من خلال شعار القومية ، وما معناه غير ذلك لا يرى بأن يكون للأكراد مستقبلاً كيان دولة ) يبدو من حديث ذلك الرجل الديني ( الأمام ) بأنه كان قومياً حتى العظم ، لكن للأسف وحسبما أكمل لي صديقي حكايته ، ليكون رد فعل الموجودين في الجامع آنذاك بإتهام الخطيب بالشيوعية ...
إذن ! هكذا كان الحال في الستينات وفي قمة الشعور القومي . فكيف سيكون الحال الآن وخاصة بعد المد الأسلامي في كوردستان ؟ نعتقد بأن لو حصل وأصبح لنا كياناً دولياً ، سيكون إسلامياً وإن لم يكن في بدايتها !! وإذا كان القصد من آراء هؤلاء الأخوة ( الحركة الأيزيدية من أجل الصلاح والتقدم ) ، وانعدام الشعور القومي لدى الأيزيدية ، نقول بأن الحركة هي وليدة السلوك والتصرف الخاطئ للقيادة الكوردستانية في كيفية التعامل مع الملف الأيزيدي ..
2 . معاتبة أحد الأخوة المشاركين في البالتاك السيد مسعود البارزاني حول خلفية قول سيادته بأن الأيزيديين هم الكورد الأصلاء ، وكأن هذا الأخ وصياً على البارزاني ، لذا نقول لأمثال هؤلاء بأن التاريخ هي الحكم ولم يقول السيد البارزاني غير الحقيقة والمفروض من هؤلاء أن يقرأوا تاريخهم على الأقل قبل الدخول في الحوار مع الشرائح المثقفة ..
3 . إدعاء البعض وللأسف بأن كيف الأيزيديين هم أكراداً وأميرهم وأثناء إستقبال البارزاني له وهو لا يزال يضع العقال العربي على رأسه ... يكفي أن نقول لهؤلاء بأن إثنان من سكرتيري المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني ، السابق الراحل الشهيد سامي عبد الرحمن والحالي السيد فاضل ميراني ، أقرب الأقرباء لهم لا يزالون يرتدون نفس زي أمير الأيزيدية . ألم يعتبرون هؤلاء أيضاً أكراداً في نظرهم أو ... ؟
4 . حول إدعاء أحد الأخوة الحضور في الغرفة بعدم مشاركة الأيزيديين في الثورات الكوردية إلا نادراً ، نقول له بأن للأيزيديين مشاركةً بدءاً من تنظيم هيوا عام 1939 وإن كان يعرف الأخ المحاور بهذا التنظيم ، مروراً بالحزب الديمقراطي الكوردستاني بعد تأسيسه ، ونذكره بأن حينما تشكل أول لجنة محلية في قضاء الشيخان في الستينات كان مسؤولها أيزيدي وهو لا يزال على قيد الحياة المناضل ( مهمد خدر أوصمان ) ، حتى بات فيما بعد جُل أعضاءها من المناضلين الأيزيديين ، أستشهد البعض منهم والآخرين لا يزالون يعملون ضمن التنظيمات السياسية الكوردستانية ، ويجب أن لا ننسى بأن للأيزيديين أيضاً دور في الأتحاد الوطني الكوردستاني منذ تأسيسه عام 1975 ولحد الآن وقدموا شهداءاً أيضاً ومن القياديين ..
5 . حول مشاركة منظمة جاك المعروفة مع الأيزيديين في المظاهرات الأخيرة لم يكن إلا موقفاً إنسانياً مع محنتهم في قضاء الشيخان وليس ضد الحزب الديمقراطي وكما يدعون ، وإنما ضد تلك العمليات اللامشروعة واللاإنسانية ضد أحد المكونات المهمة للشعب الكوردستاني .
6 . فيما يخص أعضاء الأتحاد الوطني الكوردستاني وتضامنهم مع الأيزيديين في الفعاليات الأخيرة ضد الحزب الديمقراطي لا أساس له من الصحة ، وللأسف تبين لنا بأن أمثال هؤلاء الذين يبثون مثل هذه الدعايات كانوا الوقود في أستمرارية أشعال نار الفتنة بين الأتحاد والبارتي ... صحيح أن البعض منا ومن المشاركين في الفعاليات الأخيرة هم من تنظيمات ومؤيدي الأتحاد الوطني ، لكن نقول بأن لا توجد تعليمات لنا بهذا الخصوص ، ونحن ، أي الأيزيديين الذين يعملون مع الأتحاد ، لا نحتاج إلى بيروقراطية لمفاتحة الجهات المعنية حول المشاركة في أعمال تخدم الأيزيدياتي عكس أخوتنا الذين يعملون مع الطرف الآخر ...
وفيما يخص الدكتور ميرزا دنايي والذين ركزوا عليه في الغرفة حول دوره في الفعاليات بإعتباره مستشاراً لرئيس الجمهورية ، نصحح لهم بأنه كان مستشاراً وهو الآن خارج العمل في هذا المنصب ، وكذلك الأخ جهور سليمان ليس ناشطاً في صفوف الأتحاد الوطني كما أكدوا عليه أيضاً خلال حديثهم في محاضرة البالتاك في كوردستان سينتروم والذين استندوا على مصادر غير موثوقة للأسف ...
بقي أن نقول لهؤلاء والذين يصيدون في الماء العكر ، بأن كل الفعاليات التي قمنا بها في الخارج ليس ضد الحزب الديمقراطي الكوردستاني وإنما ضد تلك الأعمال البربرية التي قام بها هؤلاء الأقزام ضد المواطنين العزل في قضاء الشيخان ، إلا إذا كان يعتبرون بأن هؤلاء الذين قاموا بتلك الأعمال محسوبين عليهم ......
ألمانيا
في التاسع عشر من آذار / 2007

ليست هناك تعليقات: